المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6342 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

قرارات هامة
10-8-2016
Heteroplasia
28-7-2018
البول الواقع في البئر
2024-12-24
أسماء رديفة لبعض السور القرآنية
31-5-2016
وصف الصناعة
8-8-2021
Additional Effective Mass Concepts
17-5-2017


ما ورد في شأن آدم (عليه السّلام)  
  
48   04:22 مساءً   التاريخ: 2025-01-12
المؤلف : الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ)
الكتاب أو المصدر : الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة
الجزء والصفحة : ص 8 ـ 14
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / الأحاديث القدسيّة /

الباب الأول فيما ورد في شأن آدم (عليه السلام):

روى الشيخ الجليل ثقة الاسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (رض) عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعن علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول: إنّ الله (عزّ وجلّ) لمّا أخرج ذرية آدم (عليه السلام) من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبيّة له وبالنبوة لكلّ نبي، فكان أول من أخذ له عليهم الميثاق بنبوة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: إنّ الله (عزّ وجلّ) قال لآدم: انظر ماذا ترى فنظر آدم إلى ذريته، وهم ذر قد ملأوا السماء.

قال آدم: يا رب ما أكثر ذريتي ولأمر ما خلقتهم فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم. قال الله جلّ وعزّ: يعبدونني لا يشركون بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتّبعونهم.

قال آدم: يا رب فما لي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس له نور، فقال الله (عزّ وجلّ): لذلك خلقتهم لأبلوهم في كلّ حالاتهم.

قال آدم: يا رب أتأذن لي بالكلام فأتكلّم. قال الله (عزّ وجلّ): تكلّم فإنّ روحك من روحي وطبيعتك خلاف كينونتي.

فقال آدم: يا رب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد وطبيعة واحدة وجبلّة واحدة وأرزاق واحدة وأعمار سواء لم يبغِ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد وتباغض ولا اختلاف في شيء من الأشياء. قال الله (عزّ وجلّ): يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبيعتك تكلّفت ما لا علم لك به وأنا الله الخلّاق العليم بعلمي خالفت بين خلقي ومشيئتي يمضي فيهم أمري والى تدبيري وتقديري صائرون، لا تبديل لخلقي إنّما خلقت الجن والإنس ليعبدوني، وخلقت الجنّة لمن عبدني وأطاعني منهم واتّبع رسلي ولا أبالي، وخلقت النار لمن كفرني وعصاني ولم يتّبع رسلي ولا أبالي، وخلقتك وخلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك واليهم وإنّما خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيّكم أحسن عملاً في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم ولذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنّة والنّار، وكذلك أردت في تدبيري وتقديري وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم، فجعلت منهم الشقي والسعيد والبصير والأعمى والقصير والطويل والجميل والذميم والعالم والجاهل والغني والفقير والمطيع والعاصي والصحيح والسقيم ومن به الزمانة ومن لا عاهة به فينظر الصحيح إلى من به العاهة فيحمدني على عافيته، وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن أعافيه ويصبر على بلائي فأثيبه جزيل عطائي، وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته، فلذلك خلقتهم لأبلوهم، وكلّفتهم في السرّاء والضرّاء وفيما أعافيهم وفيما ابتليتهم وفيما أعطيهم وفيما أمنعهم.

وأنا الله الملك القادر ولي أن أمضي جميع ما قدّرت على ما دبّرت ولي أن أغيّر من ذلك ما شئت إلى ما شئت وأقدّم من ذلك ما أخّرت وأؤخّر ما قدّمت من ذلك.

وأنا الله الفعّال لما أريد لا أُسأل عمّا أفعل وأنا أسأل خلقي عمّا هم فاعلون.

ورواه الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه في كتاب العلل عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفّار وعن أبيه عن سعد بن عبد الله جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب مثله.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن يوسف بن عمران عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله (عزّ وجلّ) إلى آدم أنّي سأجمع لك الخير كلّه في أربع كلمات، قال: يا رب وما هُنَّ، قال: واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس، قال: يا رب بيّنهنّ لي حتّى أعلمهنّ. قال: أمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأمّا التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأمّا التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة، وأمّا التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك.

ورواه الصدوق في المجالس وفي معاني الأخبار عن أبيه عن علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.

ورواه في كتاب من لا يحضره الفقيه مرسلاً.

ورواه الشيخ أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن كذلك.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول فيه: فلمّا انقضت نبوة آدم واستكمل أيّامه أوحى الله (عزّ وجلّ) إليه: أن يا آدم قد قضيت نبوّتك واستكملت أيّامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة في العقب من ذرّيتك عند هبة الله فإنّي لن أقطع العلم والإيمان وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيامة، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني وتعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح وبشّر آدم بنوح (عليه السلام).

وروى ما أوردته من هذا الحديث أحمد بن أبي عبد الله البرقي مفردًا في المحاسن عن أبيه عن محمد بن سفيان عن نعمان الرازي عن أبي عبد الله (عليه السلام). ورواه الصدوق في العلل كما سيأتي.

وعن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه سُئِلَ عن أوّل كتاب كتب في الأرض فقال إنّ الله (عزّ وجلّ) عرض على آدم ذرّيته عرض العين في صور انتهى إلى داود (عليه السلام) فقال: من هذا الذي نبيّته وكرّمته وقصّرت عمره فأوحى الله إليه: يا آدم هذا ابنك داوود عمره أربعون سنة وإنّي قد كتبت الآجال، وقسمت الأرزاق، وإنّي أمحو ما أشاء وأثبت وعندي أم الكتاب، فإن جعلت له شيئًا من عمرك ألحقته له، قال يا رب فإنّي قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المئة سنة، فقال الله (عزّ وجلّ) لجبرائيل وميكائيل وملك الموت اكتبوا عليه كتابًا فإنّه سينسى فكتبوا عليه كتابًا وختموه بأجنحتهم من طينة عليّين فلمّا حضرته الوفاة أتاه ملك الموت، فقال آدم: قد بقي من عمري ستّون سنة قال: فإنّك قد جعلتها لابنك داود، قال ونزل عليه جبرائيل وأخرج الكتاب قال: فمن أجل ذلك إذا أخرج الصكّ على المديون ذلَّ المديون فقبض روحه.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار وجميل بن صالح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمّا طاف آدم بالبيت وانتهى إلى الملتزم قال جبرائيل: يا آدم أقر لربّك بذنوبك في هذا المكان، قال: فوقف آدم (عليه السلام) فقال: يا رب إنّ لكلّ عامل أجرًا وقد عملت فما أجري، فأوحى الله إليه يا آدم قد غفرت لك ذنبك، قال يا رب ولولدي أو لذرّيتي فأوحى الله إليه يا آدم من جاء من ولدك إلى هذا المكان وأقرّ بذنوبه وتاب كما تبت ثم استغفر غفرت له.

وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن بكير عن أبي عبد الله أو عن أبي جعفر (عليهما السلام) قال: إنّ آدم قال: يا رب سلطتّ عليّ الشيطان وأجريته منّي مجرى الدم، فقال: يا آدم جعلت لك أنّ مَن همَّ من ذرّيتك بسيّئة لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه، ومَن همَّ بحسنة فإن هو لم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له عشرًا، قال: يا رب زدني، قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيّئة ثم استغفر غفرت له، قال: يا رب زدني، قال: جعلت لهم التوبة أو بسطت لهم التوبة حتّى تبلغ النفس هذه. قال: يا رب حسبي.

وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمّا أعطى الله إبليس ما أعطاه من القوة، قال آدم: يا ربّ قد سلطتّ إبليس على ولدي وأجريته منهم مجرى الدم في العروق وأعطيته ما أعطيت فما لي ولولدي؟ فقال: لك ولولدك السيّئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها، قال: يا رب زدني قال: التوبة مبسوطة حتّى تبلغ النفس الحلقوم، قال: يا رب زدني، قال: أغفر ولا أبالي.

وروى الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في المجالس وفي كتاب من لا يحضره الفقيه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، قال حدثنا سعد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ آدم سأل ربّه أن يجعل له وصيًّا صالحًا فأوحى الله إليه أنّي أكرمت الأنبياء بالنبوّة ثم اخترت خلقي فجعلت خيارهم الأوصياء، ثم أوحى الله إليه يا آدم أوصِ إلى شيث فأوصى آدم إلى ابنه شيث، وهو هبة الله  ..الحديث. وهو يشتمل على أسماء الأوصياء وترتيبهم من آدم إلى الرسول، ومنه إلى المهدي (عليهم السلام).

ورواه أبو علي الحسن بن محمد الطوسي في مجالسه عن أبيه محمد بن الحسن الطوسي عن الحسين بن عبيد الله الغضائري عن أبي جعفر بن بابويه بالإسناد.

ورواه علي بن محمد الخرّاز في كتاب الكافية في النصوص على الأئمة (عليهم السلام) بعدّة أسانيد إلا أنّه اقتصر على ذكر الأوصياء ولم يذكر الكلام القدسيّ.

وفى كتاب من لا يحضره الفقيه وفي العلل عن أبيه عن الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد والحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل ابن عيسى كلّهم عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) وذكر حديثا أذكر منه موضع الحاجة قال: إنّ الله خلق آدم ثم ابتدع له حوّاء، فقال آدم: يا ربّ ما هذا الخلق الحسن الذي آنسني قربه والنظر إليه، فقال: يا آدم هذه أمتي حوّاء، أفتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدّثك وتكون تبعًا لأمرك؟ فقال: نعم يا رب، ولك عليّ بذلك الحمد والشكر ما بقيت، فقال الله (عزّ وجلّ): فاخطبها إليّ فإنّها أمتي وقد تصلح لك أيضًا زوجة للشهوة وألقى عليه الشهوة، وقد علّمه قبل ذلك المعرفة بكل شيء، فقال يا رب: فإنّي أخطبها إليك فما رضاك لذلك، فقال (عزّ وجلّ) رضاي أن تعلّمها معالم ديني، فقال: ذلك لك عليّ يا رب إن شئت ذلك، فقال (عزّ وجلّ) قد شئت ذلك وقد زوّجتكها فضمّها إليك.

وفي كتاب العلل قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البروازي قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الحرث بن سفيان بن السمط السمرقندي قال حدثنا صالح بن سعيد الترمذي قال حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب اليماني قال: لمّا أسجد الله الملائكة لآدم وأبى إبليس أن يسجد قال الله (عزّ وجلّ) ((اخرج منها فإنّك رجيم وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدين)) ثم قال (عزّ وجلّ): يا آدم انطلق إلى هؤلاء الملائكة، فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فسلّم عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فلمّا رجع إلى ربّه قال له تبارك وتعالى: هذه تحيّتك وتحيّة ذرّيتك من بعدك فيما بينهم إلى يوم القيامة.

وعن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن نعمان الرازي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمّا انقضت نبوّة آدم وانقطع أكله أوحى الله إليه أن يا آدم قد قضيت نبوّتك وانقطع أكلك فانظر إلى ما عندك من العلم والايمان وميراث النبوة وإثرة العلم والاسم الأعظم فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة الله فانّي لن أدع الأرض بغير علم تعرف به طاعتي وديني ويكون نجاة لمن أطاعه.

وقد تقدّم رواية هذا المعنى من طريق الكليني وأنّ البرقي رواه في المحاسن عن محمد بن سفيان عن نعمان الرازي فكان في أحد السندين تصحيفًا.

وفي كتاب معاني الأخبار عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمّه محمد بن القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن أبي نصر عن أبان عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث أنّ آدم قال على باب الكعبة فقال: اللهمّ أقلني عثرتي واغفر ذنبي وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها، فقال الله تعالى: قد أقلتك عثرتك وغفرت ذنبك وسأعيدك إلى الدار التي أخرجتك منها.

وروى الشيخ الثقة الجليل أحمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن عن محمد بن بكر عن زكريا بن محمد عن عامر بن معقل عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إنّ آدم شكى إلى ربّه حديث النفس، فقال: أكثر من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله".

وروى الشيخ العارف رجب الحافظ البرسي (ره) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله (عزّ وجلّ): يا آدم إنّي أكرمت الأنبياء بالنبوّة وجعلت لهم أوصياء وجعلتهم خير خلقي فأوصِ إلى ابنك شيث.. الحديث.

أقول: وسيأتي من هذا الباب الأحاديث التي وردت في شأن الأئمّة (عليهم السلام) في بابها إن شاء الله تعالى.

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)