المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Allylic Bromination Mechanism
1-9-2019
العضلة الناعمة المفردة (single-unit smooth muscle)
1-6-2016
النقل و البيئة
المواكب الدينية في الدولة العباسية
7-1-2019
طرق دفع الرياء اثناء العبادة
3-10-2016
شدة التيار الكهربائي
17-7-2016


قواعد النجاح في الحياة / الإصرار والعزيمة  
  
147   08:15 صباحاً   التاريخ: 2025-01-08
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 29 ــ 34
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

القاعدة تسهل لنا حفظ ما نريد، ونصل بها لأهدافنا بانسيابية فتحفظ لنا الطريق الذي نسلكه، وكلما استندنا على القواعد في مختلف شؤون حياتنا استطعنا ان نكون على درجة عالية من الالتزام والنجاح والرقي، تنفعنا القاعدة في الاستناد والثبات، فتكون مرجعاً ومستنداً نتكئ عليه، وكلما كانت القواعد صحيحة ورصينة كان البناء الذي يبنى عليها أكثر تماسكاً، اما اذا كانت قاعدتك بالوناً مملوءاً بالهواء فانه لا يحمل اي ثقل وسرعان ما ينفجر، فالحياة التي نعيشها تتطلب منا ان نجد القواعد التي إذا سرنا وفقها نجحنا في كل ما نريد، هذا اذا كان احدنا يفكر في النجاح، والا لم تنفعه اي قاعدة، حتى تلك القواعد التي تكون امام ناظره، فغاية وجودنا النجاح وليس الفشل، وهذا سجل الحكماء والعظماء لا يوجد فيه الفشل؛ لأن همهم كان النجاح.

وقد يسأل أحدنا: هل هنالك قواعد للنجاح تشترك في مجالات مختلفة في الحياة؟ ونستطيع ان نقول له: نعم، خذ التفكير السليم او التفكير الايجابي، فهو أحد أهم القواعد التي تكون منطلقاً إلى النجاح، وخذ الحذر واليقظة والانتباه، وغيرها الكثير، اطلب منك ان تقرأ هذه القاعدة بدقة.

ـ الاصرار والعزيمة

أهم اسلحة الانسان الناجح في الحياة هو الاصرار الذي يدفع الانسان نحو تحقيق اهدافه فتحصل لكل انسان بعض التعرجات في طريق مسيرته، ولا يخلو منها أحد فيستمر دون توقف، والا اذا توقف الانسان عند كل تعرج فانه حتماً لا يغلب التعرج ومن ثم لا يصل الى مبتغاه ومراده، والاصرار يأخذ الدور الفعال في حياة الفرد، وكل فرد تختلف فيه درجة الاستجابة لعنصر الاصرار، ذلك يعتمد على البعد النظري والعملي لديه، وكيفية فهمه لهدفه وما يحيط به، فكلما كان الانسان مدركاً وواعياً لمطبات الحياة استطاع ان يولد في نفسه قناعة تجبر كل الانفعالات التي تخرج منه يميناً ويساراً، ويوقفها عند حدها.

ـ ان الاصرار هو القاعدة التي يرتكز عليها الناجح في مواجهة مشاكل الحياة، على ان لا تكون تلك المشاكل عائقاً أمام طموحاته.

ـ يمتلك الاصرار ذلك الشخص الذي وضع هدفه امام عينه كل يوم، وفکر به كل ساعة وتأمله كل لحظة، ولم يحذفه من سجل تفكيراته واولوياته.

ـ يتولد الاصرار في القلوب التي تفكر في مستقبلها، وتعلن ذلك امام الضمير والواقع وكل ما بدوره ان يساعد الانسان في الرقي والتقدم.

ـ الاصرار تلك الشعلة التي يستمد منها الانسان السير بهدوء وطمأنينة ليبقى منتصراً على الاخطاء والخواطر الشيطانية.

ـ لا يمكن للإنسان صاحب المشاريع الكبرى التخلي عن الاصرار، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها او النقاش في واقعيتها ومصداقيتها.

ـ يمكن لكل شخص ان يصنع الاصرار في حياته من خلال التأمل في واقعه جيداً، ومتابعة نجاح الاعمال وكبار الشخصيات دارساً حياتهم ومستخرجاً منها ما ينفعه في هذا البعد بالتحديد.

ـ يعبر عن الاصرار بلغات عدة، منها التحدي ولا يهم ان كان بينهما فارق طفيف، لكن الاهم انهما يصبان في مجرى واحد، وقد كتب عن التحدي الشيء الكثير وهنالك قصص واقعية لأشخاص اشتهروا بأنهم تحدوا كل شيء في تحقيق اهدافهم، فمن اراد اكمال التأثير في نفسه عليه ان يراجعها ويحفظها.

اما العزيمة فإنها الروح التي تغذي المبدع، والملهم للواعظ، والفرشاة للرسام، والاداة للمصلح، والفكر الثاقب للجميع، فان العزيمة نصف العمل ونصف المشروع، بل احياناً كل المشروع فمن لا عزيمة له لا مشروع له ولا نجاح له، ومن اراد ان يتسلق سلم المجد لا يمكن ان يركن العزيمة جانباً، وينسى فضلها وبركتها في وجوده، العزيمة تتولد في الانسان المخلص والمحب لعمله، المدافع عن مشاريعه ونجاحاته وانجازاته العزيمة نور يتوقد في القلوب التي تفسح المجال لشعاعه ان يشرق فيها، وهذه الامم اليوم التي ترقت و اصبحت من اروع بلدان العالم في كل شيء، كانت فيهم الارادة القوية التي جعلتهم في مقدمة الدول العالمية، فمن نقطة الصفر انطلقوا، وكل عاقل مفكر لا يجعل لليأس طريقاً اليه، و اسلامنا يحثنا بإصرار ان نكون من اهل العزائم والعمل، ولا يخلو من أهل العزائم والارادة والقوة.

ـ من اراد ان يوقد في داخله نور العزيمة، عليه ان يكلمها ويقول: هيا ايتها الرائعة غيري حالي، انا اريد ان انتصر على وساوس الحياة، واتناول الفشل بالتصليح والخراب بالإعمار وانهي كل خلاف هدد كياني وأعياني عن حركتي، إذا كنت مخالفاً لك ايتها النفس بسبب التقصير فاني لا اسامحك ابداً، انا اسامح الطيب والذي يريد الخير والاحسان ومن لا يمتلك شراً، وانتِ ايتها العزيمة المفتاح الأكبر في نجاحي

ـ الفشل لا يعني اغلاق كل محاولات النجاح، فالناجح قد يفشل ولا يهتم بل ذلك يزيده اصراراً وعزيمة، اما من يحول الفشل الى اداة لكسر عزيمته ورغبته فانه فاشل حقاً.

ـ وقود اعمالك ان تكون عازماً، ولا يمكنك ان تبدلها بوقود آخر، جرب بعض الحروف وضعها بدل حرف العين في اول الكلمة ستجدها تؤدي نفس الغرض، جازماً، حازماً، لازماً، والباقي لا يعطي معنى صحيحاً اي غير قابل لان يصبح وقوداً.

ـ رجال التاريخ تمسكوا بالعزيمة والتحدي والهمة العالية ومن فقدها فقد كل شيء، هم من رسم للحياة ذلك المعنى الجميل الذي نردده في كل حين.

ـ لا تحزن كثيراً ان حصلت معك مشكلة ما، فان القوي من ينفض غبار الفشل وينهض ليعيد بريق ما اعتاد ان يجده في نفسه فان الحياة لا تتوقف على اشياء يسيرة، وربنا الذي اعطانا القدرة والعقل والفكر لم يكن قد جعل ايدينا مكتوفة بل اطلقها لنفعل ما نشاء وغداً ينتظرنا الحساب، فان عزمنا كنا اقوياء وان تركنا العزيمة أصابنا الفشل.

ـ العزيمة ذلك الجسر الذي يربط بين النجاح والفشل، وبين الانجاز وعدم الانجاز، وبين الهبوط والعلو وبين الرجوع والتقدم فهي حلقة الوصل بين الحياة السابقة والحياة المستقبلية.

اذا رجعنا الى ديننا فإننا نجد التصريح بالعزيمة وبيان أهميتها وليس حصراً باللفظ، وليس فقط هذا المفهوم وانما هنالك دوافع أخرى وقواعد كبيرة وكثيرة فالتوكل على الله من الضروريات للإنسان المؤمن الموحد، وهو ما لا يمكن ان يتركه الانسان ابداً، فالله هو من بيده مقاليد الأمور، وهو النافع والرازق وولي التوفيق، فينوي الانسان الاعمال لله تعالى ويذهب صباحاً لأداء اعماله وانجازاته متوكلاً عليه، جاعلاً الأمر بيد الله، طالباً منه ان كان في عمله خير كتب له التوفيق، وان كانت عاقبة الأمر شراً منعها عنه بحكمته وقدرته، فان واقع الانسان المؤمن يختلف عن غيره، اذ المؤمن يعقد النية ويدخل باب التوكل على الله تعالى، واما غيره فليس لديه هذا الحق، وانما يلتجئ الى معاني أخرى بعضها وهمية تماماً، وكثيراً ما يجد المؤمن ان قضاياه لا تحل او مشاريعه لا تنجز سواء أكانت خطيرة ام حقيرة، وهذا هو التقدير الالهي من جهة، ومن جهة أخرى وجود الله تعالى واثره في هذه الدنيا، فعن ابي جعفر : (قام رجل إلى أمير المؤمنين  ـ عليه السلام ـ، فقال: يا أمير المؤمنين بماذا عرفت ربك؟ قال : بفسخ العزائم ومنع الهمة لما ان هممت بأمر فحال بيني وبين همتي وعزمت فخالف القضاء عزمي، علمت أن المدبر غيري) (1)، لكن هذه القوة من ظهور الحق في قلب الانسان لا تتوفر لأغلب الناس، فتراهم أهل غربة عن هذه المعاني، ولم يكن ثمة شخص آخر تكلم في هذا الموضوع ما يعني ان الباب مفتوح للتأمل والتدبر في هذا المعنى، وموضوعنا في هذا الجانب يفتح لنا باباً رائعاً، فان كثيراً من العزائم التي نستند عليها في تحقيق اهدافنا يمكن تقوى بالاستناد الى قدرة الله تعالى وسلطانه وقهره للأشياء، صحيح ان القوانين الطبيعية تتحكم بنا، الا ان في مثل هذه الابعاد قدرة الله تعالى ظاهرة للعيان، فسبحان من كانت قدرته ظاهرة في كل شيء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ روضة الواعظين: الفتال النيسابوري، ص 30. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.