المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6621 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Surface of Section
3-10-2021
DrugLikeness
15-2-2018
جواب الناحية المقدسة عن المرجع في الحوادث الواقعة في الغيبة وعلة الغيبة ووجه الانتفاع بالإمام الغائب
7-11-2019
السيد حسن نور الدين العاملي.
18-4-2017
Subject and object
2024-08-14
لزوم الاعتقاد بالأنبياء والملائكة
25/11/2022


دوافع الصبر والاستقامة  
  
418   09:56 صباحاً   التاريخ: 2025-01-06
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص299-304
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / الشكر والصبر والفقر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016 2050
التاريخ: 7-8-2016 1558
التاريخ: 16-8-2016 2282
التاريخ: 30-1-2022 2395

إن العوامل والعناصر الّتي تمنح الإنسان القدرة على الصبر مقابل مشكلات الطاعة وترك المعصية أو مقابل المصائب هي كثيرة ، ولكلٍّ واحدٍ منها تأثير خاصّ في تقوية وتعميق هذه الفضيلة الأخلاقية في واقع النفس ، وأهمها :

1 ـ تقوية دعائم الإيمان واليقين في القلب ، وخاصّةً مع ملاحظة هذه النكتة ، وهي أنّ الله تعالى هو أرحم الراحمين وهو المتكفل لرعاية مصالح عباده والعناية بهم ، ومن هذا المنطلق قد يبتلي الإنسان ببعض الحوادث الّتي تكون أسرارها ومنافعها خفية على الإنسان ليقوي به روح الصبر ، وهنا ينبغي الالتفات والتفكر بالثواب العظيم الّذي أعده الله تعالى للمطيعين والورعين عن ارتكاب المعاصي فإنّ ذلك من شأنه أن يرسخ في عزم الإنسان عنصر الصبر والاستقامة.

ومن ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) قوله : «أَصْلُ الصَّبْرِ حُسْنُ الْيَقِينِ بِاللهِ» ([1]).

وبديهي انه كلّما اشتد إيمان الإنسان وكثرت معرفته بحكمة الله ورحمته فإنّ صبره سيزداد تبعاً لذلك ، وبتعبير آخر : أنّ تحمل الصبر سيكون أسهل وأيسر ، ولهذا ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أنّه قال لبعض أصحابه «انَّا صُبَّرٌ وَشِيعَتُنا اصْبَرُ مِنّا» فقال له الراوي : جعلت فداك كيف يكون شيعتكم أصبرُ منكم؟ فأجابه الإمام (عليه‌ السلام) «لَانّا نَصْبِرُ عَلَى مَا نَعْلَمُ وَشيعَتُنا يَصْبِرُونَ عَلَى مَا لا يَعْلَمُونَ» ([2]).

2 ـ إن تحصيل ملكة الصبر واكتساب هذه الفضيلة حاله حال الفضائل الأخلاقية الاخرى لا بدّ فيه من الممارسة والتمرن ومقابلة الحوادث الصعبة ومواجهة التحديات المفروضة على الإنسان ، ولهذا ورد عن أمير المؤمنين قوله «مَنْ تَوالَتْ عَلَيهِ نَكَباتُ الزَّمانِ اكْسَبَتْهُ فَضيلَةُ الصَّبْرِ» ([3]).

وبعبارة اخرى : إن الإنسان في بداية مواجهته للمصيبة قد يصرخ ويحزن بشدّة ، وكذلك عند ما يتحرّك في خط الطاعة والاتيان بالعبادة فإنه قد يواجه مشكلة من ثقل هذه العبادة ويشعر بالتعب ، ولكن تكرار هذه الحوادث وممارسة هذه العبادات سوف تكسبه بالتدريج فضيلة الصبر وتمنحه القوّة في ذاته على الاستمرار في خطّ الاستقامة.

3 ـ ومن العوامل المهمة في تقوية ملكة الصبر في الإنسان أن يلتفت الشخص إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ الدنيا دار الحوادث والمشكلات ، ولا يتسنّى له الحصول على أية موهبة من المواهب المادية والمعنوية من دون عبور هذه الموانع المختلفة والتغلب على تلكم المشكلات ، وأيضاً يلتفت إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ الأفراد الّذين يعيشون النزق وقلة الصبر وسرعة الانفلات لا يصلون إلى مرتبة من مراتب الكمال النفسي والاجتماعي ، كلّ ذلك من شأنه أن يقوي في الإنسان العزم والإرادة والصمود أمام المشكلات والحوادث.

وكما تقدّمت الإشارة إليه انه لا بدّ لقطف الوردة من تحمل ألم الوخزة ، ولتناول جرعة من العسل لا بدّ من تحمل لسع النحل ، وأنّ الكنوز موجودة عادّةً في الخرائب ، والجنّة كامنة في أعماق المشاكل والحوادث المؤلمة.

ومن المعلوم أنّ كلّ إنسان يتفكر جيّداً في هذه الامور فإنه سيجد في نفسه القدرة على الصبر أكثر وتتعمق فيه هذه الفضيلة الأخلاقية ، ومن ذلك ورد في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) أنّه قال : «لِكُلِّ نِعْمَةٍ مِفْتاحٌ وَمِغْلاقٌ وَمِفتاحُهَا الصَّبْرُ وَمِغلاقُها الْكَسَلْ» ([4]).

4 ـ وأحد العوامل والدوافع الاخرى للصبر وسُبل تقويته في وجود الإنسان هو أن يتشبه الإنسان بالصابرين ، وهذا الأمر يصدق على جميع الفضائل الأخلاقية ، فكلّما تحلّى الإنسان في الظاهر بصفة معيّنة فسوف تنفذ وتمتد إلى باطنه بالتدريج ويكتسب بذلك هذه الملكة.

وورد في حديث شريف عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) «مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرُهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَعْفِف يَعُفَّهُ اللهُ ، وَمَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهُ اللهُ وَمَا اعْطِي عَبْدٌ عَطاءً هُوَ خَيرٌ وَاوسَعُ مِنَ الصَّبْرِ» ([5]).

5 ـ الصبر له علاقة وثيقة بسعة وجود الإنسان وشخصيته ، فكلّما اتسعت ظرفية الإنسان وقويت شخصيته فإنه يعيش الصبر والاستقامة أكثر وأشد ، ولهذا السبب فإنّ الأطفال وكذلك الكبار الّذين يعيشون حالة الطفولة يجزعون لأقل حادثة ، في حين أنّ الأشخاص الّذين يتمتعون بشخصية قوية وسعة صدر فإنه يهضمون المشكلات ويتغلبون عليها.

إن المسبح الصغير قد يتماوج بأدنى نسيم وأقل ريح بينما البحر الكبير لا يتماوج بهذه السهولة ، وإنما سمّي أكبر المحيطات في الدنيا بالمحيط الهادي لأن هيجان أمواجه هي أقل من هيجان الأمواج في المحيطات الاخرى.

إن مطالعة سيرة الشخصيات المهمة في التاريخ البشري وخاصّة الأنبياء والأولياء الإلهيين الّذين وصلوا إلى مقامات عالية ومراتب سامية في دائرة الكمال المعنوي بسبب الصبر والاستقامة ، يمكنها أن تكون من العوامل المؤثرة في تقوية هذه الملكة الحميدة في الإنسان ويكون دافعاً له على التحلي بهذه الفضيلة أسوةً بهؤلاء العظام.

إن مسألة الصبر والاستقامة مقابل الحوادث المؤلمة والمشكلات الكبيرة الّتي تواجه الإنسان في حركة الحياة لا تقتصر على البعد الأخلاقي والمعنوي فحسب بل هي مؤثرة بالنسبة إلى سلامة البدن وقواه الحيوية ، فالأشخاص الّذين لا يملكون حالة الصبر أمام الحوادث فإنّ حياتهم عادةً تكون مقترنة بأنواع الأمراض وأهمها الأمراض القلبية والعصبية ، في حين أنّ الصابرين يتمتعون بعمرٍ طويل مع سلامة بدنية نسبية ، ولذلك فإنّ علماء النفس يرون أنّ الدين بصورة عامة «والّذي يقوي في الإنسان حالة الصبر أمام المشكلات» يعد أحد شروط سلامة الجسم والصحّة النفسية.

وفي الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) أنّه قال : «مَن احَبَّ الْبَقاءَ فَلْيُعِدَّ لِلْمَصائِبِ قَلْباً صَبُوراً» ([6]).

«الجزع» يقع في النقطة المقابلة للصبر ، وهو الحالة النفسية الّتي لا تنضبط فيها النفس أمام الحوادث والمشاكل بحيث يعيش الإنسان الرضوخ والإذعان بالأمر الواقع وتحدياته الصعبة وتتملكه حالة اليأس من الخلاص ، أو تمنعه هذه الحالة من التحرّك والسعي نحو المقصود والهدف.

إن الجزع يعد من اشنع الصفات الأخلاقية وأسوأ الحالات النفسية للإنسان حيث تفضي به إلى الشقاء في الدنيا والآخرة وتمنعه من تحصيل المقامات والمراتب العالية في معراج الكمال ، وتؤدي كذلك إلى فقدان شخصيته وحيثيته في المجتمع وتكون حياته مليئة بالمنغصات والمؤلمات فلا يرى للراحة والسعادة وجهاً.

وقد وصف القرآن الكريم الإنسان في سورة المعارج بأنه موجود حريص وقليل الصبر عند ما يدهمه بلاءٌ وسوء ، وعند ما يحصل على شيء من النعمة والخير فإنه يتحرك فيه عنصر البخل ويمنعه من البذل والعطاء كما تقول الآية : «انَّ الْانْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً* اذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَاذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً» ([7]).

والمراد من الإنسان في هذه الآية «كما وردت هذه الكلمة في آيات قرآنية اخرى تصف الإنسان بصفات سلبية مشابهة» هو الإنسان الّذي لم يصل بعد إلى مستوى النضج الأخلاقي والعاطفي ولم يسلك في خطّ تهذيب النفس ، ولذلك ورد في ذيل هذه الآيات استثناء الأشخاص الّذين يعيشون الإيمان ويسلكون في خطّ الصلاة ومساعدة المحرومين ومراعاة اصول العفة والأمانة كما تقول الآيات «الَّا الْمُصَلِّينَ ..... والَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِم يُحَافِظُونَ» ([8]).

إنّ تعبير الآيات أعلاه لعلّه إشارة إلى هذه الحقيقة وهي أنّ الأشخاص الّذين يعيشون الجزع وقلّة الصبر هم عادةً من البخلاء أيضاً ، كما أنّ البخلاء يتسمون بالجزع أيضاً ، وبعبارة اخرى : أنّ هاتين الصفتين يرتبطان برابطة وثيقة ويجتمعان في دائرة مفهوم «هلوع».

وقد ورد في الروايات الإسلامية أيضاً بحوث عميقة وجذابة تتضمن ملاحظات دقيقة في هذا المجال ، وفيما يلي نشير إلى بعض النماذج منها :

1 ـ ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في ذمّ الجزع قوله «ايَّاكَ وَالْجَزَعَ فَانَّهُ يَقْطَعُ الامَلَ وَيُضَعِّفُ الْعَمَلَ وَيُورِثُ الهَمَّ» ([9]).

2 ـ وقد ورد أيضاً عن هذا الإمام يقول في حديث آخر ضمن الإشارة إلى نكتة لطيفة اخرى : «الْجَزَعُ اتْعَبُ مِنَ الصَّبْرِ» ([10]).

والسبب في ذلك واضح ، وهو أنّ الجزع وقلّة الصبر لا يحل أيَّة مشكلة وليس له أثر سوى أن يحطم عناصر القوّة والاستقامة في روح الإنسان وجسمه ، ولهذا فإنّ الّذي يعيش الجزع يوقع نفسه في التعب أكثر من الصابر ، مثلاً عند ما يفقد الإنسان عزيزاً له يمكن أن يصرخ ويلطم وجهه ويضرب رأسه بالجدار أو ينتحر أخيراً ، ولكن أية واحدة من هذه السلوكيات لا تعيد له عزيزه ، بل من شأنها أن تدمر دعائم الإيمان في قلبه وتحطيم أركان سلامته البدنية والروحية ، مضافاً إلى انه سيتلف ثوابه الأُخروي.

3 ـ ويقول الإمام علي (عليه‌ السلام) أيضاً «الْجَزَعُ لا يَدْفَعُ الْقَدَرَ وَلَكِنْ يُحْبِطُ الاجْرَ» ([11]).

وبالنسبة إلى سبب احباط الأجر فلا بدّ من القول : أنّ الجزع وعدم الصبر علامة على عدم الرضا وعدم التسليم لقضاء الله وقدره ، فهو في الواقع اعتراض على عدل الله وحكمته حتّى لو كان الجازع غافلاً عن هذا المطلب.

4 ـ وورد في حديثٍ آخر عن الإمام الهادي (عليه‌ السلام) وضمن الإشارة إلى نكتة اخرى «الْمُصِيبَةُ لِلصَّابِرِ وَاحِدَةٌ وَلِلْجَازِعِ اثْنانِ» ([12]). وكما تقدّم أنّ الجزع وعدم الصبر من شأنه مضافاً إلى زوال أجره وانعدام ثوابه أن يزيد في مشكلته ، وعليه فإنّ المصيبة على الجازع مضاعفة.

5 ـ ويقول الإمام الكاظم (عليه‌ السلام) في بيانه لأحد وصايا المسيح (عليه‌ السلام) «وَلَا تَجْعَلُوا قُلُوبَكُم مَأْوىً لِلشَّهَواتِ انَّ اجْزَعَكُم عِنْدَ الْبَلاءِ لَاشَدُّكُم حُبّاً لِلدُّنيَا وَانَّ اصْبَرَكُمْ عَلَى الْبَلاءِ لَازْهَدُكُم فِي الدُّنيَا» ([13]).

ويستفاد من هذه الرواية أنّ المصدر الأساس للجزع وعدم الصبر هو الحرص وحبّ الدنيا ، ولأجل أن يخفف الإنسان من شدّة الجزع عليه أن يخفف من حبّه للدنيا وتعلقه بزخارفها.

6 ـ ونقرأ في حديثٍ آخر عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أنّه قال : «انْ تَحْتَسِبُوا وَتَصْبِرُوا تُوجَرُوا ، وَانْ تَجْزَعُوا تَأْثِمُوا وَتُوزَرُوا» ([14]).

7 ـ وفي حديثٍ مختصر وعميق المعنى عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) يقول «مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ اهْلَكَهُ الْجَزَعُ» ([15]).

ونختم هذا البحث بحديث آخر عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) بعنوان «مسك الختام» فقد ورد في هذا الحديث أنّ رسول الله كتب إلى بعض أصحابه يعزّيه بابنه : «أما بعد فعظم الله جلّ اسمه لك الأجر والهمك الصبر ... فلا تجمعن أن يحبط جزعك أجرك وأن تندم غداً على ثواب مصيبتك وانك لو قدمت على ثوابها علمت أنّ المصيبة قد قصرت عنها واعلم أنّ الجزع لا يرد فائتاً ولا يدفع حزن قضاء فليذهب أسفك ما هو نازل بك مكان ابنك والسلام» ([16]).

وينقل المرحوم المحدّث القمّي في «سفينة البحار» قصة جميلة عن «بزرجمهر» وزير كسرى تتعلق بمسألة الصبر هذه ويقول : «حكي عن بعض التواريخ أنّه سخط كسرى على بزرجمهر، فحبسه في بيت مظلم وأمر أن يصفّد بالحديد ، فبقي أياماً على تلك الحال ، فأرسل إليه من يسأله عن حاله ، فإذا هو منشرح الصدر مطمئن النفس ، فقالوا له : أنت في هذه الحالة من الضيق ونراك ناعم البال. فقال : اصطنعت ستة أخلاط وعجنتها واستعملتها فهي الّتي ابقتني على ما ترون.

قالوا : صف لنا هذه الأخلاط لعلّنا ننتفع بها عند البلوى.

فقال : نعم ، أما الخلط الأوّل فالثقة بالله عزوجل.

وأما الثاني : فكلّ مقدّر كائن.

وأما الثالث : فالصبر خير ما استعمله الممتحن.

وأما الرابع : فإذا لم أصبر فما ذا أصنع ولا أعين على نفسي بالجزع.

وأما الخامس : فقد يكون أشدّ ممّا أنا فيه.

وأما السادس : فمن ساعة إلى ساعة فرج.

فبلغ ما قاله كسرى فأطلقه وأعزّه ([17]).


[1] غرر الحكم ، ح 3084.

[2] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 93 ، ح 25.

[3] غرر الحكم ، ح 9144.

[4] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج 20 ، ص 322.

[5] ميزان الحكمة ، ج 2 ، ح 10128.

[6] بحار الأنوار ، ج 75 ، ص 81 ، ح 71.

[7] سورة المعارج ، الآية 19 ـ 21.

[8] سورة المعارج ، الآية 22 ـ 34.

[9] بحار الأنوار ، ج 79 ، ص 144.

[10] بحار الأنوار ، ج 79 ، ص 131 ، ح 16.

[11] غرر الحكم ، ح 1876.

[12] بحار الأنوار ، ج 79 ، ص 144.

[13] بحار الأنوار ، ج 1 ، ص 106.

[14] بحار الأنوار ، ج 6 ، ص 169.

[15] بحار الأنوار ، ج 68 ، ص 96.

[16] ميزان الحكمة ، ج 2 ، ص 1563 ، ح 10118.

[17] سفينة البحار ، مادّة صبر.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.