المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



معنى كلمة سبح‌  
  
28078   03:05 مساءاً   التاريخ: 24-11-2015
المؤلف : الشيخ حسن المصطفوي
الكتاب أو المصدر : تحقيق في كلمات القران الكريم
الجزء والصفحة : ج5 ، ص 21-37.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-20 243
التاريخ: 28-12-2015 23542
التاريخ: 20-10-2014 2570
التاريخ: 15-12-2015 3622

مصبا- التسبيح : التقديس والتنزيه ، يقال سبّحت اللّه أي نزّهته عمّا يقول الجاحدون ، ويكون بمعنى الذكر والصلاة ، يقال : فلان يسبّح اللّه أي يذكره بأسمائه ، نحو سبحان اللّه ، وهو يسبّح أي يصلّي السبحة فريضة كانت أو نافلة ، ويسبّح على راحلته أي يصلّي النافلة ، وسبحة الضحى ، ومنه- فلولا أنّه كان من المسبّحين أي من المصلّين ، وسمّيت الصلاة ذكرا لاشتمالها عليه ، ومنه-. {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ } [الروم : 17] ، أي اذكروا اللّه ، ويكون بمعنى التحميد نحو. {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} [الزخرف : 13] ، وسبحان ربّي العظيم أي الحمد للّه ، ويكون بمعنى التعجّب والتعظيم لما اشتمل الكلام عليه نحو. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء : 1] - إذ فيه معنى التعجبّ من الفعل الّذي خصّ عبده به ومعنى التعظيم بكمال قدرته ، وقيل في قوله تعالى : . {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } [القلم : 28] أي لولا تستثنون ، قيل كان استثناؤهم سبحان اللّه ، وقيل إن شاء اللّه ، لأنّه ذكر اللّه تعالى. والمسبّحة : الإصبع الّتي تلي الإبهام اسم فاعل من التسبيح لأنّها كالذاكرة حين الاشارة بها الى إثبات الالهيّة. والسبحات الّتي في الحديث :

جلال اللّه وعظمته ونوره وبهاؤه. والسبحة : خرزات منظومة. والسبحة : الّتي يسبّح بها ، وجمعها سبح كغرفة وغرف ، والمسبّحة : اسم فاعل من ذلك مجازا وهي الإصبع الّتي بين الإبهام والوسطى. وهو سبّوح وقدّوس أي منزّه عن كلّ سوء وعيب ، قالوا وليس في الكلام فعّول إلّا سبّوح وقدّوس وذرّوح وهي دويبة ، وفتح الفاء في الثلاثة لغة على قياس الباب ، وكذلك ستّوق وفلّوق بالضمّ لا غير. وتقول العرب سبحان من كذا أي ما أبعده. وسبّحت تسبيحا إذا قلت سبحان اللّه. وسبحان اللّه : علم‌ على التسبيح ، وهو منصوب على المصدر غير متصرّف لجموده ، وسبح الرجل في الماء سبحا من باب نفع ، والاسم السباحة ، فهو سابح ، وسبّاح مبالغة. وسبح في حوائجه : تصرّف فيها.

مقا- سبح : أصلان ، أحدهما- جنس من العبادة. والآخر- جنس من السعي. فالأوّل- السبحة وهي الصلاة ، ويختصّ بذلك ما كان نفلا غير فرض ، يقول الفقهاء- يجمع المسافر بين الصلاتين ولا يسبّح بينهما ، أي لا يتنفّل بينهما بصلاة. ومن الباب : التسبيح وهو تنزيه اللّه جلّ ثناؤه من كلّ سوء. والتنزيه التبعيد. والأصل الآخر- السبح والسباحة : العوم في الماء ، والسابح من الخيل : الحسن مدّ اليدين في الجري.

التهذيب 4/ 337-. {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل : 7]. قال الليث معناه : فراغا للنوم. ويكون السبح أيضا فراغا بالليل. ابن الأعرابي : اضطرابا ومعاشا ، ومن قرأ سبحا : أراد راحة وتخفيفا للأبدان. أبو الجهم الجعفري : سبحت في الأرض وسبخت فيها إذا تباعدت فيها ، وسبح في الكلام إذا أكثر فيه. الزجّاج : وسبحان في اللغة تنزيه اللّه عزّ وجلّ عن السوء. قلت : وهذا قول سيبويه ، يقال سبّحت اللّه تسبيحا وسبحانا بمعنى واحد ، فالمصدر : تسبيح ، والاسم سبحان يقوم مقام المصدر. ومعنى تنزيه اللّه من السوء : تبعيده منه ، وكذلك تسبيحه تبعيده ، من قولك سبحت في الأرض إذا أبعدت فيها ، ومنه-. {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء : 33] * ، . {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} [النازعات : 3] - أي تذهب فيها بسطا كما يسبح السابح في الماء ، وكذلك السابح من الخيل يمدّ يديه في الجري كما يسبح السابح في الماء.

مفر- السبح : المرّ السريع في الماء وفي الهواء ، واستعير لمرّ النجوم في الفلك ، ولجري الفرس ، ولسرعة الذهاب في العمل ، والتسبيح تنزيه اللّه تعالى ، وأصله المرّ السريع في عبادة اللّه ، وجعل التسبيح عامّا في العبادات قولا كان أو فعلا أو نيّة.

والتحقيق

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الحركة في مسير الحقّ من دون انحراف‌ ونقطة ضعف ، أو كون على الحقّ منزّها عن نقطة ضعف.

فيلاحظ فيها جهتان : جهة الحركة في مسير الحقّ وجهة التباعد عن الضعف ، وبهذا يظهر الفرق بينها وبين موادّ- التنزيه والتقديس والتبرئة والتبعيد والتزكية والتخلية والتهذيب والتطهير والفراغ والتفصيل والتجنيب والتنحية والتخليص ونظائرها.

فانّ النظر في التنزيه والتبرئة والتبعيد والتخلية والتزكية والتنحية : الى جهة التباعد فقط ، ويلاحظ في كلّ منها قيد مخصوص :

فالنظر في التنزيه الى إزالة كلّ مكروه وقبيح.

وفي التبرئة الى تباعد عن عيب أو التزام وتقيّد.

وفي التبعيد الى مطلق التباعد في قبال التقرّب.

وفي التخلية الى الفراغ عمّا يكون شاغلا به وهو في مقابل الاشتغال.

وفي التزكية الى تنحية ما يلزم وما ليس بحقّ.

وفي التنحية إمالة وصرف الى جانب مطلقا.

وفي التجنيب إمالة الى جنب معيّن وجانب له.

والنظر في التقديس والتطهير والتفصيل والتخليص والتهذيب والفراغ ، الى جهة وجوديّة بعد تحقّق تباعد وإزالة ما.

فيلاحظ في التقديس حصول قداسة وبركة بعد إزالة الخلاف.

وفي التطهير حصول طهارة بعد الرجاسة والنجاسة وهو أعمّ من تحقّقه في الظاهر أو في المعنى ، والقداسة مخصوصة بالمعنى.

والنظر في التفصيل الى تحقّق فصل بعد وصل.

وفي التخليص الى نقاء الذات وتصفيته عن الشوب والخلط.

وفي التهذيب الى حصول صلاح وتحقّق خلوص.

وفي الفراغ الى تحقّق انتهاء جريان التخلية وتماميّة الاشتغال.

ثمّ إنّ مفاهيم- التباعد والتنزيه من السوء والتقديس والفراغ والتنفّل والاضطراب والمعاش وكثرة الكلام والذكر والحمد والعبادة والسعي والعوم في الماء‌ وحسن الجري في السير والتصرّف في الحوائج : كلّها يرجع الى الأصل.

فانّ الحقيقة في المادّة إنّما تختلف مصاديقها باختلاف مواردها : فالحركة في مسير الحقّ مع التباعد عن الانحراف والضعف والنقص : إنّما يتحقّق في السباحة في الماء بحسن الجريان والنظم في الحركة من دون انحراف وغور. وفي الخيل : بالنظم في المسير وبحسن الجري ولطفه.

وفي الإنسان من جهة الحياة المادّية : بحسن العمل والاجتهاد في تأمين المعاش ورفع حوائج نفسه وغيره. ومن جهة الروحانيّة : بحسن العبادة والسعي في تهذيب نفسه والتنزيه عن السوء والتباعد عن الضعف وتحصيل الفراغ وتحقّق التخلية عن المشاغل النفسانيّة والتنفّل وحمد اللّه وتعظيمه.

وفي النطق والكلام : بحسن جريانه من جهة الفصاحة والبلاغة وإدامة البيان وإتمامه.

وفي اللّه عزّ وجلّ : بجريان أمره على الحقّ الثابت مع التنزّه عن أيّ ضعف ونقص وانحراف ، وبتحقّق هذا الأصل فيه حقّا من دون تجوّز وضعف.

وفي الملائكة والأولياء والسالكين الى اللّه تعالى : هو السلوك في مسير الحقّ والى اللّه عزّ وجلّ مع التنزّه والتباعد عن أيّ انحراف ومكروه وسوء.

والفرق بين السبح والتسبيح : أنّ السبح لازم ويستعمل في موارد يتحقّق الجريان والتنزّه بطريق طبيعيّ. والتسبيح هو جعل شي‌ء آخر في هذا الجريان والتنزّه ، وهو متعدّ ، وفي كلّ مورد يختلف مفهوم الكلمة باختلاف الموضوعات.

فالسبح : كما في-. {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [الأنبياء : 33].

{وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا} [النازعات : 3 ، 4] . {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل : 7].

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء : 1].

{اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ} [البقرة : 116].

فالآية الاولى- تدلّ على سبح الشمس والقمر وجريانهما في مداريهما بنظم دقيق‌ وعلى جريان طبيعيّ كامل حسن من دون أن يكون فيه أقلّ أمر من الخلل والانحراف والفتور والتثاقل والخلاف.

والآية الثانية- تدلّ على نفوس يسيرون في صراط الحقّ وهم المخلصون من عباد اللّه والمجذوبون من السالكين اليه والملائكة الروحانيّون ، الّذين لا يفترون في العمل بوظائفهم ولا يرى منهم انحراف وتعطّل فيما يقصد منهم.

والآية الثالثة- ناظرة الى الثانية ومتفرّعة عليها ، فانّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) مصداق أتمّ وأكمل وفرد أعلى من مصاديق العباد المخلصين ، فهو لا يزال في جميع حياته أيّامه ولياليه في سفره وحضره وفي حالة انفراده واجتماعه وفي خلوته واشتغاله وفي سكوته وتكلّمه : متوجّها الى اللّه تعالى وسالكا اليه مخلصا له.

والنهار فيها خصوصيّات زائدة واقتضاء مخصوص اضافيّ في مقام الخدمة والعمل بالوظائف المقرّرة وتحقّق السير في مسير الحقّ والتنزّه عن نقاط الضعف والتخلّص عن شوائب المادّة ، بالنسبة الى مقامه الأسني.

وأمّا الآية الرابعة وما يشابهها : فالسبح في اللّه عزّ وجلّ إنّما يتحقّق ويصدق بمعناه الحقيقيّ ومفهومه التامّ الكامل ، فهو في مجرى الحقّ في ذاته وصفاته وأفعاله وجميع أموره منزّها عن أيّ ضعف ونقص وحدّ وفقر.

وتوضيح ذلك : أنّ نور الوجود في مقاماته ومراتبه كلّما قوي واشتد يكون الضعف والحدّ والفقر والنقص فيه أقلّ ، فنور الوجود وآثاره البارزة في مرتبة النبات أقوى من مرتبة الجماد ، وهو في الحيوان أقوى من النبات ، وفي الملكوت أقوى من الحيوان ، وفي الروح والجبروت أقوى من الملكوت ، فيكون القدرة والكمال والعلم والحياة والارادة في الأرواح أوسع وأقوى من المراتب النازلة ، والضعف والنقص والفقر فيه أقلّ.

والإنسان موجود جامع لجميع المراتب ، من عالم الجماد الى الروح الكامل ، ولازم له السلوك والحركة من مرتبة الى ما فوقها ، حتّى يستكمل المراحل ويصل الى مقام الروحانيّة الكاملة والنورانيّة التامّة ، ويتنزّه عن العيوب والنواقص ، ويتقرّب من مبدأ الجمال والكمال والجلال والنور التامّ.

والضعف العامّ بجميع مراتب العوالم : هو الإمكان والحدّ المطلق ، فيبقى هذا الضعف وهو الحدّ الذاتيّ في مرتبة عالم الأرواح ، ولا يمكن رفعه والتنزّه منه ، لأنّ الحدّ من لوازم الإمكان ذاتا.

وفوق هذا العالم : عالم الالوهيّة ، وهو نور الوجود الحقّ الواجب الأزليّ الأبديّ المنزّه عن أيّ نقص وضعف وحدّ في ذاته وصفاته.

وله تعالى بذاته وفي ذاته ومن ذاته ولذاته حياة وقدرة وعلم وإرادة وغنى ، وليس له فقر ولا ضعف ولا حدّ ، فهو سبّوح قدّوس.

وأمّا المعرفة بذلك شهودا وحضورا ، فيتوقّف على التنزّه والتخلّي والتخلّص والفراغ عن المراتب النازلة ، وبل عن وجوه الامكانيّ المحدود ، بحيث يفرغ عن كلّ ما سوى اللّه عزّ وجلّ ويفنى فيه تعالى ، وترتفع الحجب الظلمانيّة والنورانيّة ، ولا يرى إلّا اللّه ، ولا يشاهد إلّا نور جماله- فارفع الأنانيّة من البين.

فحينئذ يشاهده جلّ وعزّ فارغا ونزيها عن أيّ حدّ ووصف وإشارة قيّوما على كلّ شي‌ء محيطا على جميع مراتب الوجود ، بل يشاهد الكلّ فانيا فيه ، ليس إلّا هو.

وإذ لا ضعف في ذاته ولا فقر ولا حدّ : فهو على الحقّ الصريح في وجوده وصفاته العليا وأفعاله وفي جميع تجلّياته ومراحل ظهوره- ويبقى وجهه.

فهذا بين محدود من حقيقة السبّوحية له عزّ وجلّ- راجع- ريد.

وأمّا كلمة- سبحان : فالظاهر أنّها مصدر كالغفران والفرقان والشكران والقرآن ، وانتخابها على السبح : فانّ زيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى. وهذا كانتخاب كلمة- سبوح ، على سائر الصيغ.

وهذه الكلمة إنّما تستعمل في القرآن ، إمّا في مقام النظر الى التنزيه في المرتبة الاولى كما في :

{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الطور : 43] * ، . {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون : 91] * ، . {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ } [البقرة : 116] * ، . {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ} [النحل : 57] ، . {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ} [الإسراء : 43].

وإمّا أن يكون النظر البادي الى جهة التعظيم ، وكون الجريان في المورد على الحقّ والحكمة والتدبير اللازم : كما في : . {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء : 1].

{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [يس : 83] ، . {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} [الزخرف : 13].

وأمّا إعراب الكلمة على النصب : فلكونها مفعولا مطلقا ، ويقدّر الفعل على حسب اقتضاء المقام- من فعل متكلّم أو غائب ، مفرد أو جمع ، مجرّد أو مزيد فيه.

ويمكن أن يكون مفعولا به ، ويقدّر الفعل المناسب كقولنا- اظهر ، أعلن.

وهو مضاف دائما الى فاعله.

ولا يخفى أنّ هذا التقدير يلاحظ بالنسبة الى تشريح المعنى وتجزية التركيب وتطبيق الجملة على قواعد الإعراب ، وإلّا فالكلمة بهذه الخصوصيّات تستعمل في كلامهم في مقام التسبيح ، من غير توجّه الى تقدير ، كما في لبيّك وأمثاله.

وأمّا السبّوح : فهو للمبالغة فيمن يكون على الحقّ متنزّها.

وأمّا التسبيح : فهو إمّا من اللّه عزّ وجلّ ، أو من الملائكة ، أو من الإنسان ، أو من جانب عامّة الموجودات.

ومتعلّق التسبيح فيها : إمّا نفس المسبّح وذاته ، أو اللّه عزّ وجلّ.

وأيضا إنّ التسبيح : إمّا يتحقّق بالقول والإظهار ، أو في مقام العلم والمعرفة ، أو بالعمل والرياضة اختيارا أو اضطرارا.

ففي التسبيح من اللّه تعالى قولا وإظهارا : كما في-. {سبحان الَّذِي أَسْرىٰ } ، . {سبحانهُ وتعالىٰ عما يَقُولُونَ }.

والتسبيح العلميّ منه تعالى : فانّ علمه حضوريّ وعين ذاته تعالى ، فهو دائما وبذاته في التسبيح.

وأمّا التسبيح القوليّ والعلميّ الملازم للإظهار من الإنسان ، كما في :

{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح : 9].

{وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً }.

والتسبيح العلميّ والعمليّ منه لنفسه ولذاته : كما في :

{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ } [النور : 36-37] .

وأمّا التسبيح المطلق قولا وعملا وعلما من الملائكة ، كما في :

{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } [الأنبياء : 20].

{وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة : 30].

 وأمّا التسبيح المطلق من الخلق ، كما في :

{ُيسَبِّحُ لَهُ مٰا فِي السماوات والْأَرْضِ}.

{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } [الإسراء : 44].

{وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء : 79].

وينبغي التنبيه على امور : على ما هو المشاهد لبعض أهل المعرفة :

1- إنّ التسبيح كما قلنا هو جعل شي‌ء متنزّها عن الضعف والنقص والانحراف ، مع كونه مستقرّا على الحقّ. وهذا المعنى لا يصحّ إطلاقه بالنسبة الى اللّه تعالى وفي حقّه ، إلّا على سبيل الإظهار والقول ، أو على طريق العلم والمعرفة به.

وأمّا التسبيح العمليّ وعلى طريق الجعل : فلا يجوز بالنسبة اليه تعالى ، فانّه بذاته وفي ذاته سبّوح قدّوس وحقّ وعلى حقّ.

سواء كان هذا النحو من التسبيح الجعلي : من جانب اللّه نفسه أو من جانب الملائكة أو من الإنسان أو من سائر الموجودات.

وفي هذا المورد تستعمل الكلمة بلا واسطة حرف ، كما في-. {وَتُسَبِّحُوهُ} [الفتح : 9] ، . ، {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} [طه : 33] ، . {وَيُسَبِّحُونَهُ } [الأعراف : 206] ، . {فَسَبِّحْهُ} [ق : 40] * ، . {وَسَبِّحُوهُ} [الأحزاب : 42].

2- التسبيح العمليّ الجعليّ إذا لوحظ بالنسبة الى غيره تعالى : فلا يصحّ إطلاقه إلّا بالنسبة الى كلّ فرد في نفسه ، كتسبيح الإنسان نفسه وذاته ، وتسبيح الملائكة ذواتها ، وتسبيح الموجودات غير الشاعرة بالقهر ذواتها.

كما في-. {سَبَّحَ لِلّٰهِ مٰا فِي السماوات والْأَرْضِ} ، . {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [فصلت : 38] ، . {يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالْغُدُوِّ والآصال رجال }.

يراد تسبيحهم أنفسهم للّه وفي سبيل اللّه ولطلب الكمال والتنزّه عن كلّ نقص وضعف وللتقرّب من الحقّ وفي السير الى اللّه تعالى.

وتستعمل التسبيح في هذا المورد بحرف اللام ، كما رأيت.

3- مرجع التسبيح الى التكوين وتغيير مراحل الوجود وتحويلها من مرتبة الى‌ مرتبة ومن ضعف الى قوّة ، وذلك بتقدير العزيز العليم في أصل التكوين ، وهذا السير لا يتحقّق إلّا بجريان طبيعيّ مقدّر من اللّه تعالى ، ولا يمكن لأحد أن يملك اختيار هذا التحويل والتسبيح المقدّر إلّا من أوّل التكوين والخلق ثمّ بالقوى المودّعة في ذوات الأشياء وفي أنفسها. وهذا بخلاف مفاهيم التزكية والتطهير والتقديس والتبرئة وأمثالها ممّا يرجع الى تغيير في العوارض والحالات.

وعلى هذا فلم يرد اطلاق التسبيح العملّي من أحد بالنسبة الى آخر ، وإن كان من جانب اللّه العزيز القدير ، فانّه قدّر الخلق أوّلا على ما قدّر وعلى احسن نظم وأكمل صورة ، ولم يجز لأحد أن يبدّله ويتصرّف فيه.

نعم إذا ورد جريان أمر على خلاف التقدير الإلهي : فهو استثنائيّ وخارج عن قانون الخلق والتقدير ، ومن هذا القبيل المعجزات والخوارق.

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ} [التغابن : 1].

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} [الجمعة : 1].

فذكر المالكيّة بعد التسبيح يشعر الى هذا المعنى.

4- قلنا إنّ التسبيح على قسمين تسبيح اللّه عزّ وجلّ وتسبيح النفس للّه :

وهذان القسمان في مقام الإنسان مفهومان لنا. وأمّا في المقامات العالية والسافلة :

فتسبيح النفس للّه في كلّ مرتبة : هو تنزيه الذات عن النواقض والعيوب الّتي في تلك المرتبة حتى تصل الى مرتبة فوقها وتفنى فيها ، ليتحقّق حقيقة الشهود.

وأمّا تسبيح اللّه تعالى في المراتب بالقول : فانّ القول بمعنى الإظهار لما في الباطن ، وهذا المعنى يختلف في أنواع الموجودات والمراتب ، ففي كلّ مرتبة وجنس ونوع باقتضاء فطرته وخلقته.

فالبيان المظهر لما في الباطن : يكون في بعض بالنطق بكلمات ولغات بتنوّعها ، وفي بعض بأصوات مخصوصة مختلفة ، وفي بعض بتحوّلات وحركات وإشارات مخصوصة ، وفي بعض بتغيّرات وتبدّلات ، وهكذا.

فالبيان بمعنى الإبراز والإظهار ، ولا يختصّ بالنطق والكلام ، بل لكلّ نوع من الموجودات بيان خاصّ من الأحوال والأطوار والحركات والأصوات واللغات‌ المختلفة.

فكلّ نوع من أنواع الموجودات يسبّح اللّه عزّ وجلّ ببيانه الخاصّ به.

ثمّ إنّ حقيقة التسبيح إنّما يتقوّم بما في الباطن من العلم والمعرفة والتوجّه والشهود القلبي ، وبتحقّق مفهوم التسبيح في الباطن ، حتّى يستدعي الإظهار والبيان بأيّ نوع منه.

وحقيقة تحقّق التسبيح الباطنيّ الواقع : إنّما هو بتحقّق التنزّه والمحو والفناء في المرتبة الخاصّة بأيّ نوع كان ، فانّ المعرفة في حدّ العارف ، وعرفان كلّ شخص بحسب وسعه واستعداده.

فكلّ فرد إنّما يعرف ويشاهد من التسبيح : ما يشاهده في نفس منه ، أي ما يتحقّق من التنزّه والفناء لنفسه في نفسه ، فيشاهد عين هذه المعرفة والشهود في هذه المرتبة ، بالنسبة الى تسبيح اللّه عزّ وجلّ.

فإذا تحقّق فناء في مرتبة من مراتب الموجودات : فيتحصّل معرفة شهوديّ باطنيّ ، ولو لم يوجد توجّه منه به كما في الجماد والنبات ، ويتحصّل أيضا شهود حقيقيّ قهريّ بهذه المرتبة بالنسبة الى مرجعه ومآبه ومنتهاه وربّه وخالقه ، سواء أراد هذا الشهود أم لم يرد ولم يتوجّه. فهذا حقيقة التسبيح.

والى هذا المعنى أشار بقوله تعالى : . {لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا } [الإسراء : 44].

ولم يقل لا تسمعون تسبيحهم.

5- ظهر أنّ حقيقة التسبيح إنّما يتحقّق في تسبيح النفس ، وكلّما ازداد تسبيح النفس وتنزّهه وفناؤه : ازداد حقيقة تسبيح اللّه المتعال ويشاهده شهودا عينيّا ويقينيّا.

وهذا المعنى أوجب التعبير بقوله تعالى : . {سَبَّحَ لِلّٰهِ مٰا فِي السماوات والْأَرْضِ ، . يُسَبِّحُ لَهُ مٰا فِي السماوات والْأَرْضِ} ، أي يسبّحون وينزّهون أنفسهم للّه وفي سبيل تسبيح اللّه عزّ وجلّ.

والى هذه الحقيقة يرجع مفهوم- من عرف نفسه فقد عرف ربّه ، فانّ حقيقة معرفة الربّ في معرفة النفس ، وحقيقة عرفان النفس وكماله والوصول الى منتهى مرتبة‌ المعرفة : شهود فناء النفس في عظمة اللّه وجلاله وجماله.

وإذا شوهد هذا العرفان : تجلّى نور الحقّ وظهر شهود الربّ ، وما دامت الأنانيّة وتجلّيات النفس باقية : لا يمكن أن يشاهد نور الحقّ.

فظهر أنّ نتيجة تحقّق مفهوم التسبيح : هو تحقّق معرفة الربّ عزّ وجلّ.

6- قد انكشف ممّا سبق أنّ التسبيح يتوقّف على الخضوع الكامل وكسر الأنانيّة والضعة التامّة والفناء ، وكلّما ازداد الانكسار والانمحاء والفناء : ازداد التسبيح صفاء ونورا ومقاما.

وبهذه المناسبة : يذكر التسبيح في مقابل الاستكبار كما في :

{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ} [فصلت : 38].

{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ} [الأعراف : 206].

وكذلك يذكر قرينا بالخضوع والسجود : كما في :

{إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [السجدة : 15].

{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر : 98].

{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } [ق : 40].

وعلى هذا ورد التسبيح ذكرا للركوع والسجود في الصلوات ، في الركوع بوصف العظيم ، وفي السجود بصيغة الأعلى للتفضيل.

7- يذكر التسبيح في الآيات الكريمة والأذكار الواردة ، قرينا بالحمد : فانّ من آثار التسبيح ولوازمه : الحمد للّه ربّ العالمين.

فانّ العبد إذا رأى نفسه ذليلا خاضعا فانيا في قبال عظمة الربّ تعالى : يرى اللّه تعالى مالكا مؤثّرا في جميع الشؤون ، بيده الملك والخير يعطي من يشاء ويمنع عمّن يشاء ، وهو مالك الملك ومدبّر الأمور ، فلا يستحقّ أحد أن يحمد إلّا هو اللّه الرحمن المعطي المنعم الأحد الصمد.

{وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة : 30].

{ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر : 55].

{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } [الطور : 48].

وفي التسبيحات الأربع : سُبحانَ اللّه والحمد للّه.

وفي ذكر السجود : سبحان ربي الأعلى وبحمده.

والباء لتحقيق الربط بين التسبيح والحمد ، ...

8- فرق بين الإنسان وما دونه وما فوقه من جهة التنزّه والفناء وكسر آثار الأنانيّة :

ففي الجماد والنبات والحيوان تنزّهات وانكسارات جزئيّة ، في تطوّرات حالاتها وجريان أمورها الطبيعيّة ، وفناء طبيعيّ واحد كلّي في كلّ مرتبة من مراتب هذه الأنواع ، كالفناء من الجماديّة أو من النباتيّة.

وفي الملائكة : فناء مستمرّ وشهود جلال وجمال دائمّي في جميع الحالات وجريانات أمورهم ومقاماتهم. وهذا الشهود أيضا لهم فطريّ.

وأمّا الإنسان : فهو نسخة جامعة كاملة من مراتب الموجودات ، وهو خلاصة من العوالم الموجودة ، وفيه استعداد قبول جميع الصور والخصوصيّات.

مضافا الى أنّ فيه قوّة الانتخاب والاختيار والمجاهدة والحركة الإراديّة : فهو مستعدّ للسير والسلوك والترقّي الى مراتب الكمال ، والفناء من مرتبة الى مرتبة ومن عالم الى ما فوقها حتى يصل الى عالم التجرّد والنور.

{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل : 7].

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء : 1].

{وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه : 130].

9- قد ظهر أنّ تسبيح اللّه تعالى وتسبيح النفس متلازمان ، ومفهومهما يرجع الى حقيقة واحدة ، وهي العلم الحضوريّ والمعرفة الشهوديّة في الباطن ، فانّ النفس إذا فني عنه نفسه : يكون وجها للربّ تعالى ، ويتجلّى فيه نور الجلال والجمال وعظمة الحقّ ، ويمحو آثار التشخّص والأنانيّة ، فيتحقّق التنزّه والسبح في العبد بهذا الفناء ، ويتجلّى نو السبّوحيّة الحقّة الإلهيّة ، ففناء العبد عين ظهور الحقّ ، وسبحه مظهر سبّوحيّة الربّ تعالى.

وعلى هذا قد يطلق التسبيح مطلقا من دون متعلّق له ، من ربّ أو عبد ، فيعمّ‌ الموضوعين ، لوحدة المرجع فيهما ، كما في :

. {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [الزمر : 75] * ، . {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [طه : 130] * ، . {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [آل عمران : 41].

10- قد يذكر التسبيح في الآيات الكريمة متعلّقا بكلمة الاسم ، كما في :

{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الواقعة : 74].

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى : 1].

ولمّا كان توجّه الناس الى اللّه المتعال في أمورهم وجريان حياتهم وتأمين معاشهم ومعادهم : إنّما هو بوسيلة أسمائه الحسنى ، فلا بدّ من معرفة الاسم الّذي به يتوجّه الى اللّه حقّ المعرفة.

وذلك إنّما يتحقّق بتنزيهه عن النواقص والعيوب وجهات الضعف ، وتثبيته على الحقّ ، فانّ معرفة اللّه تعالى إنّما يتحصّل بمعرفة أسمائه.

{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف : 180].

راجع- سما.

وإذا أريد من الاسم ، مطلق العنوان والآية والصفة : فلا اشكال فيه أيضا- راجع سما.

وذكر كلمة الربّ : إشارة الى موارد جريان الأمور في مقام التربية.

وإذا استعمل التسبيح متعلّقا بحرف الباء : فيدلّ على التوسّط والتوسّل والربط ، كما في :

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة : 1] * ... ، . {ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ} [الفاتحة : 41].
______________________

- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ ‏هـ .
- التهذيب = تهذيب اللغة للأزهري ، 15 مجلّداً ، طبع مصر ، 1966م .
‏- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع  ١٣٣٤ ‏هـ .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .