اعتمد النشاط الاقتصادي قبل ظهور السيارات والقطارات على وسائط النقل النهري المختلفة وكذلك الوسائط البرية القديمة كالعربات وكانت هذه الوسائط تحدد مستويات واتجاهات الإنتاج التعديني والزراعي والصناعي ، الا ان التطور المستمر لتكنولوجيا النقل قد أطلق تلك الاتجاهات ومستوياتها ، فأمست خدمة النقل من الباب الى الباب ولم تعد هناك محددات لقيام صناعة ما بموقع معين لانفتاح وسائل النقل وصلاحيتها ونفوذها وتعددها وتنافسها في عمليات النقل في الزمان والمكان والكلفة والمرونة ، وبذلك فأن ارتباط الصناعة بموقع معين تبعاً لعامل توطنه جاء كلف النقل سواء للمواد الداخلة في الإنتاج أو كلف نقل الإنتاج ، إلابسببإن التطور المتسارع لوسائل النقل قاد إلى سهولة عملية النقل ومرونتها وتغير كلفها وبالتالي تغير تحكم المواد الخام في قيام الصناعة عند مواقعها ، وأكثر من ذلك أخذت الصناعات تتخذ مواقعها على طول مسارات الطرق والسكك الحديد وموانئ النقل كصناعات البتروكيماويات والمواد الغذائية كصناعة السكر وصناعة الثلج ، وعليه فأن عمليات التصنيع وتسويق الإنتاج الصناعي تعد من القطاعات الاقتصادية الإنتاجية التي تقف وراء الحاجة المستمرة والمتزايدة لعملية النقل ، وبالنسبة للإنتاج الزراعي فأن ارتباطه بعملية النقل حيوية للغاية سواء لنقل مدخلات العمليات الزراعية من أسمدة وبذور ومصادر الطاقة المحركة والآلات المختلفة ونقل العاملين ، أم نقل الإنتاج النباتي والحيواني الذي يتميز بسرعة التلف والقائم على أساس النقل السريع والمتكرر لكل من وسائل النقل البرية والمائية وحتى الجوية ، إن توسع المساحات المزروعة وتنامي الإنتاج والذهاب بعيداً لاستثمار الأراضي القابلة للزراعة ارتبط بالنقل وتطور وسائطه المختلفة نوعاً وكماً .

كما في الخريطة (1ـ 3) .