هي عبارة عن مركبات عضوية دهنية موجودة في الدم ومهمة لإنتاج الطاقة الحرارية وزيادتها في الدم تسبب مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية حتى وان كان مستوى الكوليسترول طبيعي ونسبتها في الدم يجب أن لا يتعدى 200 ملغم / 100 س س دم للرجال وهي تقل بقليل عند النساء . ويقوم الكبد بتصفيتها عادة من الدهون التي نتناولها في غذائنا أو من الدهن المختزن في جسمنا ويقوم البروتين الدهني المنخفض جدا في الكثافة والمسمى ( VLDL ) بحمله من الكبد أو الأمعاء إلى الدم .

وقد سميت بالدهون الثلاثية لكونها مكونة من ثلاثة احماض دهنية اضافة للغليسرول ( Glycerol ) ويوجد انواع عديدة من الدهون الثلاثية اعتمادا على المصدر الدهني القادمة منه وتكون جميعها غير مشبعة (Unsaturated ) معظمها يحتوي على عدد كبير من الأواصر الثنائية ( C = C ) والبعض منها يحتوي على عدد اقل من الأواصر الثنائية وعادة ما تكون الاحماض الدهنية المكونة لها .

وتعتبر الدهون الثلاثية شقيقة الكوليسترول فمعظم الدهون الموجودة في أجسامنا تكون على هيئة دهنيات ثلاثية وتخزن في الأنسجة الدهنية وتكون نسبة قليلة منها في تيار الدم . ويجدر الإشارة هنا إلى أن ارتفاع تركيز الدهنيات الثلاثية في الدم لوحدها لا يؤدي إلى تصلب الشرايين . ولكن البروتينات الدهنية ( LDL ) الغنية بالدهنيات الثلاثية تحتوي أيضا على الكوليسترول والذي يسبب تصلب الشرايين عند بعض الأشخاص المصابين بارتفاع تركيز الدهنيات الثلاثية ولذلك فإن ارتفاع تركيز الدهنيات الثلاثية ربما يكون علامة لوجود مشكلة في البروتينات الدهنية Lipoproteins التي تحمل الدهون الثلاثية و تحمل ايضاً الكوليسترول و من الممكن لهذه البروتينات أن تساهم في أمراض القلب التاجية.

تعتبر الدهون الثلاثية إحدى مكونات دهون الدم المهمة حيث أنها تأتي من الطعام الدهني ( الحيواني ) الذي نتناوله وكذلك من الزيوت النباتية كما أنها يمكن أن تصنع في الجسم كما هو الحال في الكوليسترول وتلعب الكربوهيدرات ( النشويات ) دوراً كبيراً في تصنيع الدهون الثلاثية في الجسم إذ تتحول النشويات إلى دهون وخصوصاً عند الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من هذه النشويات ولا يقومون بأي مجهود بدني أو نشاط حركي يحرق هذه النشويات وفي هذه الحالة فإن النشويات سوف يتم تحويلها إلى دهون وتخزن في الأنسجة الدهنية في الجسم ويتم إطلاقها في الدم عندما يحتاج الجسم إلى طاقة خصوصاً بين الوجبات فتجمع هذه الدهون الثلاثية بشكل كبير في الدم و ارتفاع هذه الدهون بالدم له ارتباط كبير في حدوث أمراض القلب وأمراض الشرايين ( Coronary ( artery disease  و توجد دراسات تثبت أن ارتفاع الدهون الثلاثية يعتبر عامل محفز لمرض السكري و ارتفاع ضغط الدم . إن زيادة نسبة الدهون الثلاثية هذه في الدم قد تساهم في حدوث مرض السكري ( نوع 2 ) لدى البالغين إذ انه تحت تأثير هذا الارتفاع لا ينتج الجسم هرمون الأنسولين بكميات كافية أو تغفل الخلايا عن الأنسولين إلى جانب هذا قد يؤدي ارتفاع مستوى الترايكليسيرايد إلى ازدياد مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد والجدير بالذكر أيضا أن ارتفاع مستوى السكر بالدم غالبا ما يؤدي لارتفاع نسبة الدهون الثلاثية أيضا لذا ينصح مريض السكري بعمل فحص دوري كل 6 أشهر لفحص نسبة الدهون الثلاثية في دمه والعمل على ضبطها قدر الإمكان حيث وجد حديثا أن الدهون الثلاثية والدسم عدو للأنسولين اللازم لتخفيض مستوى السكر في الدم . تجدر الإشارة إلى أن المرأة وخصوصا المدخنة وبعد سن اليأس اكثر تأثرا بارتفاع مستوى الترايكليسرايد من الرجل فإذا ازداد معدل الترايكليسرايد عن 150 ملغم / ديسيلتر لدى المرأة تصبح عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في حين لا يتأثر الرجل بهذا الارتفاع إلا إذا بلغ 400 ملغم / ديسيلتر .