يتضح تطور النقل وحركته من خلال اعتماد الإنسان منذ البداية على الجهد العضلي له في التنقل والحركة، ثم ما لبث إن اعتمد حيوانات النقل بعد ترويضها كالحمير والخيول والبغال والغزلان والكلاب والجمال وبعد إن اكتشف الإنسان العجلة وطور استخدامها في العربات التي تسحبها حيوانات النقل المذكورة، وقد استمر ذلك قروناً طويلة لنقل الأشخاص والبضائع المختلفة لمسافات بعيده، وكان العراقيون القدماء منذ فجر التاريخ السباقون في اكتشاف وتطوير العجلة واستخدامها استخدم الإنسان الوسائط البدائية للنقل المائي، ويعد اكتشاف واستخدام القوة البخارية للماء مفصلاً جديدا في التطوير البشري لعملية النقل عبر التاريخ، وقد شمل استخدام البخار كقوة دافعة لحركة وسائط نقل مختلفة في مقدمتها محركات السكك الحديد (القطارات) وكذلك السفن والقوارب، واعتمدت القوة البخارية أساسا على الطاقة المتولدة من حرق الفحم الحجري لتسخين المياه إن التطور اللاحق تمثل في تطوير محركات وسائط النقل البرية والمائية من خلال استخدام المحركات ذات الاحتراق الداخلي اعتماداً على مشتقات النفط الخام كالسيارات وقطارات الديزل والطائرات والسفن المختلفة، وهكذا تطلب التطور المتسارع لحركة هذه الوسائط بناء شبكاتها المختلفة كالطرق المعبدة والسكك الحديد وأرصفة الموانئ والمطارات وبناها الارتكازية المختلفة، لقد أبدع الإنسان على امتداد تأريخه في الجهد الهندسي لبناء تلك الشبكات وملحقاتها من جسور وأنفاق وأرصفة ومحطات وقود وورش صيانة وصناعات عديدة وكبيرة لمختلف الوسائط شكلت دوما قطاعا اقتصاديا متناميا للشعوب .

إن الاهتمام بوسائل النقل وتطوير وسائطه قد رافق حياة الإنسان باستمرار وكانت هناك دوماً محطات استراحة وأمن وإدامة لتلك الوسائل منذ إن كانت تعبر الصحاري والبراري كما هو الحال في الطرق العابرة لصحاري الجزيرة العربية و وادي الرافدين والشام والصحراء الأفريقية وكانت مساراتها تتجه نحو الواحات و أبار المياه وعلى طول مجاري الأنهار والسواحل البحرية ، كما أنها امتدت عبر الممرات الجبلية لغرض تسهيل حركة النقل من والى المستقرات والمستوطنات البشرية أو المرور بها ، وكذلك مسارات السفن التجارية ما بين آسيا وأروبا وأفريقيا ، وعليه نجد المسارات الصحراوية لطرق القوافل التجارية تتجه و تمرعبر أراضي العراق في الفترات السابقة لصناعة القطارات والسيارات .

( كما في الاشكال التالية ).