أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2016
2253
التاريخ: 14-9-2018
10260
التاريخ: 2023-05-18
1074
التاريخ: 2023-05-15
1959
|
ثانياً - خصائص الشركات متعددة الجنسيات
للشركات متعددة الجنسيات عدة خصائص نوجزها فيما يلي :
الخاصية الأولى : التركيز في النشاط الاستثماري :
حيث تشير البيانات والمعلومات المتاحة على أن الشركات المتعددة الجنسيات تتميز بالتركيز في النشاط الاستثماري الضخم الذي تقوم به، فبالرغم من ضخامة الاستثمارات الدولية التي تقوم بها الشركات والتي تتعدى في المتوسط حوالي 200 مليار دولار سنوياً ، فإن استثماراتها تتركز في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض من دول الاتحاد الأوربي *، بالإضافة إلى اليابان حيث تتواطن أكثر من ثلثي استثمارات هذه الشركات في تلك الدول، بل إنه خلال النصف الأول من التسعينيات كان نصيب الدول المتقدمة حوالي 85% من إجمالي الاستثمارات المنجزة ، بينما كان نصيب الدول النامية حوالي 15% من إجمالي الاستثمارات وهذا خلال الفترة الممتدة من (1991 ــ 1995) ** .
إن التمركز في النشاط الاستثماري يرجع بالدرجة الأولى إلى مناخ الاستثمار الجاذب لهذا النوع من الاستثمارات بمكوناته المختلفة بالإضافة إلى ارتفاع العائد على الاستثمار وتزايد القدرات التنافسية للدول المضيفة في العناصر الخاصة بتكلفة عنصر العمل ومدى توافره ، ومستواه التعليمي ومهاراته وإنتاجيته ، والبنية الأساسية ومدى قوتها، وتكاليف النقل والوقت الذي سيستغرقه الشحن وتسهيلات النقل والاتصالات اللاسلكية والكهرباء والطاقة والتسهيلات التمويلية ، كل هذه العناصر تجعل دول معينة أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية المتدفقة من الشركات المتعددة.
ويمكن الإشارة إلى أن تمركز بعض الأنشطة الاستثمارية للشركات المتعددة الجنسيات في الدول المتقدمة يختلف عنه في الدول النامية...
ففي الدول المتقدمة ينال قطاع الصناعات التحويلية نصف إجمالي الاستثمارات وخاصة تلك الصناعات التي تتميز بالتقنية المرتفعة، ثم يليه الاستثمار في قطاع الخدمات خاصة البنوك والتأمين والسياحة، أما في الدول النامية فإن حوالي نصف الاستثمارات المتدفقة تتجه نحو الصناعات الاستخراجية.
الخاصية الثانية: تأخذ شكل الكيانات الاقتصادية العملاقة ذات معدلات النمو المرتفعة
تتميز الشركات المتعددة الجنسيات بالضخامة وتمثل كيانات اقتصادية عملاقة وتدل على ذلك الكثير من المؤشرات المتعلقة بحجم رأس المال والاستثمارات التي تقوم بها، وحجم الإنتاج المتنوع الذي تنتجه وأرقام المبيعات والإيرادات التي تحققها ، والشبكات التسويقية التي تمتلكها، ومخصصات الإنفاق على البحث والتطوير والهياكل التنظيمية المعقدة التي تنظمها ، وتعمل على إدارتها بدرجة عالية من الكفاءة يساعدها في ذلك نظم المعلومات وكذلك التكنولوجيا المتقدمة التي تسهل لها اتخاذ قراراتها في أسرع وقت ممكن وبأكبر درجة من الدقة واليقين وتقلل مخاطر عدم التأكد .
ويتفق الكثيرون أن أهم مقياس متبع للتعبير عن سمة الضخامة لهذه الشركات، يتركز في المقياس الخاص برقم الأعمال .
الخاصية الثالثة: ازدياد درجة تنوع الأنشطة والتكامل الرأسي والأفقي
تشير الكثير من الدراسات والكتابات إلى أن الشركات المتعددة الجنسيات تتميز بوجود تنوع كبير في أنشطتها الإنتاجية، فهي لا تقتصر على إنتاج سلعة واحدة رئيسية، بل تقوم سياستها الإنتاجية على وجود منتجات متنوعة متعددة، ويرجع هذا التنوع إلى رغبة الإدارة العليا في تقليل احتمالات الخسارة، حيث أنها إذا خسرت في نشاط يمكن ان تربح في بقية الانشطة الاخرى .
وفي ضوء ذلك تتشعب الأنشطة التي تقوم بها الشركات المتعددة الجنسيات قطاعياً وجغرافياً، مما يُمكن هذه الشركات من تحقيق درجة كبيرة من التكامل الأفقي والرأسي، وقد يكون تكاملاً إلى الأمام أو إلى الخلف وهو الأمر الذي أدى إلى ازدياد حجم التبادل التجاري بين الشركات متعددة الجنسيات ومشروعاتها التابعة أو فروعها المختلفة.
إضافة إلى ما ذكرناه فإن سياسة التنويع تجعل الشركة متعددة الجنسيات تجمع بين أكثر من نشاط في وقت واحد، وعلى سبيل الذكر لا الحصر لدينا بعض الشركات الدولية كالشركة الدولية للتلغراف والتلفون التي تملك أيضاً شبكة فنادق الشيراطون المنتشرة في مدن العالم وكذلك شركة ليون للمياه الشرب التي تملك عدداً من الصحف، كما أن شركة روايال صرحت على ممارستها لإحدى عشرة نشاطاً امتد من صناعة الطاقة النووية والتكنولوجية الحيوية إلى الغذاء والسلع الاستهلاكية المختلفة، ومن خطوط المترو إلى الخدمات البيئية المختلفة.
الخاصية الرابعة: اتساع أسواق الشركات المتعددة الجنسيات وامتدادها الجغرافي
تتميز الشركات المتعددة الجنسيات بكبر مساحة السوق التي تغطيها وامتدادها الجغرافي خارج الدولة الأم من الإمكانات التسويقية الهائلة، وفروع وشركات تابعة تجوب معظم أنحاء العالم في الكثير من الأحيان وتكفي الإشارة إلى أن شركة "ABB" السويسرية تسيطر حالياً على 1300 شركة تابعة منتشرة في معظم أنحاء العالم منها 130 شركة في بلدان العالم الثالث و 41 في بلدان شرق أوريا.
وبفضل الثورة العلمية والتكنولوجية في مجال المعلومات والاتصالات أصبح هناك ما يسمى بالإنتاج عن بعد حيث توجد الإدارة العليا وأقسام البحث والتطوير والإدارة التسويقية في بلد معين ، وتصدر الأوامر بالإنتاج في بلد آخر حسب المواصفات المطلوبة من خلال وسائل الاتصال ونظم المعلومات.
الخاصية الخامسة: القدرة على تحويل الإنتاج والاستثمار على مستوى العالم
لقد اكتسبت الشركات المتعددة الجنسيات قدرة كبيرة على تحويل الإنتاج وكذلك الاستثمار من دولة إلى أخرى على مستوى العالم، وخاصة مع استهدافها تحقيق ما يسمى بعولمة الإنتاج أو تدويل الإنتاج ، وبالتالي فإن القدرة على تحويل الإنتاج من دولة إلى مواقع أخرى في دولة أخرى عبر الحدود، ويمكن اعتباره جزءاً أساسياً من إستراتيجية هذه الشركات التي تخدم أهدافها الإستراتيجية المختلفة، ومن ثم فقد تمت صياغة سياسات الإنتاج والاستثمار الدولي لهذه الشركات من أجل تحقيق تلك الأهداف.
الخاصية السادسة : السعي إلى إقامة التحالفات الإستراتيجية :
تسعى الشركات المتعددة الجنسيات إلى إقامة التحالفات الإستراتيجية المشتركة لأعضاء التحالف، وإكسابها قدرات تنافسية وتسويقية أعلى من مثيلاتها للشركات الأخرى غير الأعضاء، وقد عقدت العديد من الاتفاقيات في مجال البحث والتطوير والإنتاج والتسويق وغيرها.
وعليه فالتحالفات الإستراتيجية هي نتاج المنافسة العالمية المبنية على الخوصصة والأسواق المفتوحة، والأنماط الجديدة لتقسيم العمل الدولي وثورة الاتصالات والمعلومات
الخاصية السابعة: توافر مجموعة من المزايا الاحتكارية
إن سيطرة السمة الاحتكارية على الشركات المتعددة الجنسيات يرجع إلى أن هيكل السوق الذي تعمل فيه يأخذ شكل سوق احتكار القلة في الأغلب، ولا شك أن هذا الوضع سيسمح للشركات المتعددة الجنسيات التمتع بعدد من المزايا الاحتكارية التي تعطي تفوقاً نسبياً لمشروعاتها الاستثمارية وتمكنها من زيادة قدراتها التنافسية ، وارتفاع معدلات نموها ، بل وتحسين كفاءتها الإنتاجية والتسويقية ، وبالتالي تعظيم أرباحها وتحدد المزايا الاحتكارية في أربعة مجالات وهي: التمويل ، الإدارة التكنولوجيا، والتسويق .
الخاصية الثامنة : تعبئة المدخرات العالمية :
إن الشركات المتعددة الجنسيات تنظر إلى السوق العالمية كسوق واحدة ومن ثم تسعى كل شركة إلى تعبئة المدخرات من تلك السوق، وهذا باستعمال مجموعة من الوسائل نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي :
1 ـ طرح الأسهم الخاصة بتلك الشركات في كل الأسواق المالية العالمية الهامة مثل نيويورك، طوكيو، لندن، فرانكفورت، وغيرها بل وأيضاً فيما يسمى بالأسواق الناهضة كسوق هونغ كونغ، وسنغافورة.
2 ـ إلزام كل شركة تابعة بأن توفر محلياً أقصى ما يمكن من التمويل اللازم لها من خلال وسائل مختلفة مثل المشروعات المشتركة، طرح أسهم في السوق المالية المحلية، الاقتراض من الجهاز المصرفي المحلي.
3. تستقطب الشركات المتعددة الجنسيات الجزء الأعظم من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وتوجهه أساساً على أسواق الدول الصناعية التي تمثل ثلاثة أرباع السوق العالمية. وبهذه الوسائل يمكن للشركات المتعددة الجنسيات أن تقوم بتعبئة مقادير متزايدة من المدخرات العالمية. بعد كل هذا نستطيع القول بأن كل من الاستثمار الأجنبي المباشر والشركات المتعددة الجنسيات قد ارتبط بما يصطلح عليه دولياً ( تدويل الإنتاج ورأس المال) وهي من إحدى الظواهر التي ساعدت على نشر وتدويل العولمة الاقتصادية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* وبالتحديد في إنجلترا، ألمانيا، سويسرا، وفرنسا.
** إن النسبة البالغة 85% للدول المتقدمة قد تركزت وتمركزت في عدد محدود من الدول المتقدمة، ومن ناحية أخرى أن النسبة البالغة 15% ذهب ثلتها إلى دول جنوب شرق آسيا وبالتحديد إلى تايلاند وماليزيا وسنغافورة حوالي 60% منها ذهبت على دول أمريكا اللاتينية وبالتحديد البرازيل المكسيك، والأرجنتين كولومبيا، ويبقى الأقل القليل لبعض دول قارة افريقيا .
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|