قبل البدء بالتوزيع الفصلي والمكاني لدرجات الحرارة ينبغي تسليط الضوء على العوامل التي تتحكم بهذا التوزيع والتي تشتمل على ما يأتي:

أ- الموقع بالنسبة لدوائر العرض: يؤثر الموقع بالنسبة لدوائر العرض في كمية الاشعاع الشمسي التي تصل الى سطح الأرض من خلال تحكمه في مقدار زاوية سقوط الاشعاع الشمسي وعدد ساعات النهار، ومن ثم في درجات الحرارة لذا فأن درجات الحرارة ترتفع في المناطق المدارية وتنخفض كلما تقدمنا نحو القطبين.

ب ـ توزيع اليابسة والماء : يؤثر هذا العامل في درجات الحرارة بسبب اختلاف سرعة اكتساب وفقدان الطاقة ، فالماء يكتسب الطاقة ببطء ويفقدها ببطء على عكس اليابسة ، ويعزى ذلك الى عدد من الاسباب لعل ابرزها أن الحرارة النوعية للماء اعلى من الحرارة النوعية لليابسة ، كما أن الماء شفاف يمكن أن يتوغل خلاله الاشعاع الشمسي الى اعماق كبيرة وتتوزع الحرارة على مساحة كبيرة ، بينما لا يتوغل الاشعاع الشمسي في اليابسة أكثر من بضعة سنتيمترات ويتركز على مساحة اصغر ، وفضلاً عن ذلك فأن الماء يفقد قسم من الحرارة في عملية التبخر ، وعليه يكون الماء ابرد من اليابسة خلال فصل الصيف وادفاً منها خلال فصل الشتاء .

ج ـ التيارات البحرية: تسهم التيارات البحرية في تغيير درجة السواحل التي تمر بالقرب منها. ففي المناطق المدارية ترتفع درجة حرارة السواحل الشرقية للقارات التي تمر بالقرب منها تيارات بحرية دافئة مقارنة بالسواحل الغربية التي تمر بالقرب منها تيارات بحرية باردة. وفي العروض الوسطى نجد أن السواحل الغربية ادفاً من السواحل الشرقية بسبب مرور التيارات البحرية الدافئة بالقرب من السواحل الغربية ومرور التيارات البحرية الباردة بالقرب من السواحل الشرقية.

د - التضاريس: تنخفض درجات الحرارة بمعدل 6 درجة مئوية مع كل ارتفاع مقداره مائة متراً لذا فأن المرتفعات الجبلية والهضاب تنخفض درجة حرارتها مقارنة بالمناطق المنبسطة المجاورة لها. كما أن امتداد السلاسل الجبلية من الشرق الى الغرب كما هو الحال في سلسلة جبال الألب ينجم عنه تباين في درجات الحرارة بين سفوحها الشمالية المواجهة للكتل القطبية الباردة والتي تنخفض فيها درجات الحرارة وسفوحها الجنوبية التي تكون دافئة. اسهمت العوامل آنفة الذكر في تباين درجات الحرارة فصلياً ومكانياً، ففي فصل الصيف الشمالي أن أعلى معدلات درجات الحرارة تسجل في وسط الصحراء الكبرى لتصل الى 35 درجة مئوية.  كما يتبين من الشكل (56)

ويمتد خط الحرارة المتساوي 30 درجة مئوية ليشمل شمالي افريقيا وشبه جزيرة العرب وجنوبي العراق ومعظم اجزاء ایران وافغانستان وصحراء قره قوم في الصين، فضلاً عن جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك. وتتناقص معدلات درجات الحرارة بالاتجاه نحو العروض الوسطى والعليا لتتراوح معدلاتها بين 10 - 20 درجة مئوية. أما في النصف الجنوبي حيث فصل الشتاء الجنوبي فأن خط الحرارة المتساوي 20 درجة مئوية يمر في جنوبي افريقيا ووسط امريكا الجنوبية وشمالي استراليا في حين يمر خط الحرارة المتساوي 10 درجة مئوية في جنوبي استراليا وجنوبي امريكا الجنوبية. وتنخفض معدلات درجات الحرارة كلما تقدمنا نحو القارة القطبية لتصل الى درجة الصفر المئوي أو دون ذلك. أما في فصل الشتاء الشمالي الحقائق الآتية: -

أ- يرتفع معدل درجات الحرارة في المناطق المدارية التي تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية والتي يمر فيها خط الحرارة المتساوي 20 درجة مئوية. كما يتبين من الشكل (57)

ب ـ تهبط معدلات درجات الحرارة في المناطق المعتدلة الشمالية التي يمر فيها خط الحرارة المتساوي 10 درجة مئوية، والتي تتمثل في وسط الصين وشمالي الهند ووسط إيران وافغانستان والعراق، كما تتمثل في جنوبي اسبانيا ووسط أمريكا الشمالية.

ج- يعد يابس النصف الشمالي من الكرة الأرضية في اقصى شمالي امريكا الشمالية وشمال شرق سيبيريا وجزيرة كرينلند من اشد مناطق العالم برودة، حيث تتراوح معدلات درجات الحرارة في هذه الأماكن بين - 30 الى - 50 درجة مئوية.

د ـ تسجل أعلى درجات الحرارة في يابس النصف الجنوبي من الكرة الأرضية في كل من وسط استراليا وصحراء كلهاري في جنوبي افريقيا وصحراء أتكاما في شيلي، اذ يتراوح متوسط درجات الحرارة في هذه الأماكن بين 25 - 30 درجة مئوية. ثم تنخفض المعدلات تدريجياً كلما تقدمنا نحو القارة القطبية.