أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2019
2828
التاريخ: 8-6-2020
1930
التاريخ: 7-8-2020
2422
التاريخ: 31-3-2021
3124
|
إنّ الآمال والتمنيات ليست بأجمعها سلبية وعلامة انحطاط الشخصية والسقوط الأخلاقي ، لأن هذه الآمال والتمنيات إذا كانت متجهة نحو القيم الأخلاقية والمُثل الإنسانية الرفيعة ، أو تصب في دائرة الخدمة الإجتماعية وتتحرّك في خطّ تكامل المجتمع وتطوره الحضاري في مراتب الكمال وتقود الإنسان إلى السعي وبذل الجهد أكثر في هذه المسائل ، فلا شكّ في أنّ مثل هذه الآمال والتمنيات حتّى لو كانت طويلة وعريضة فإنّها ليست فقط غير مذمومة بل من علامات الكمال الإنساني للفرد.
وأساساً كما تقدّم في بداية البحث أنّ الأمل بالمستقبل يمثل القوّة المحركة للإنسان لبذل الجهد والسعي في حركة الحياة الفردية والاجتماعية فإذا انطفأ نور الأمل والرجاء في قلب الإنسان فإنه يصبح كالدُمية بلا روح ويتلاشى عنه عنصر النشاط والحركة ويتحول الإنسان إلى كائن جاف وبارد ومن دون هدف معيّن.
وفي الواقع فإنّ الآمال على قسمين :
أحدها (الآمال الكاذبة) والّتي هي كالسراب في صحراء الحياة حيث تدعو العطاشى إليها وتجرّهم نحوها دون أن ينالون شيئاً بل يزدادون عطشاً إلى أن تهلكهم.
والآخر (الآمال الصادقة) والإيجابية والبنّاءة والّتي هي كالماء الّذي يسقي كلّ حي ويقوّي في الإنسان روح الحياة والسعي والنشاط ، وكلّما ازداد نشاطاً وحركة ازدادت معنويّته وصعد في معراج الكمال.
وهذا هو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)([1]).
وقد اشارت هذه الآية إلى كلا القسمين من الآمال : الإيجابية والسلبية.
وهناك اشارات دقيقة في الروايات الإسلامية إلى الآمال الإيجابية والبنّاءة ومن ذلك ما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «انَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ لَيَقُولُ يَا رَبِّ ارْزُقْنِي حَتَّى افْعَلَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْبِرِّ وَوُجُوهُ الْخَيْرِ ، فَاذَا عَلِمَ اللهُ ذَلِكَ مِنْهُ بِصِدْقِ نِيَّتِهِ كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الْاجْرِ مِثْلَ مَا يَكْتُبُ لَهُ لَوْ عَمِلَهُ ، انَّ اللهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ» ([2]).
وأساساً فإنّ عزم الإنسان وهمّته بمقدار آماله الإيجابية ، فكلّما اتسعت دائرة هذه الآمال فإنّ عزمه وهمّته ستزداد أيضاً ، واللطيف انه يُستفاد من الروايات الإسلامية جيداً أنّ الله تعالى يُعطي الثواب للأشخاص المؤمنين بمقدار ما لديهم من الأمل والرجاء ، لأن ذلك من علامات قابلية الروح والجسم لأداء الأعمال الصالحة أكثر ، وحتّى انه يُستفاد من الروايات أنّ الإنسان إذا كان يرجو ويأمل أملاً جميلاً وايجابياً لغرض تحصيل رضا الله تعالى فإنه لا يرحل من هذه الدنيا إلّا ويوفّق لنيل هذا الأمل وتحقيقه كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «مَنْ تَمَنَّى شَيْئاً وَهُوَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ رِضاً ، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْطَاهُ» ([3]).
وطبعاً يمكن أن تكون هناك بعض الموارد الّتي تستوجب المصلحة أن لا يصل الإنسان إلى ذلك الأمل ولا يناله ، لأنّه إذا حصل عليه فسوف تترتب على ذلك بعض الآثار السلبية من قبيل الغرور والغفلة والعشق للدنيا وأمثال ذلك ولذلك فإنّ الله تعالى بألطافه الخفية لا يوفقه للوصول إلى هذه الآمال والتمنيات.
ونختم هذا البحث بالإشارة إلى نكتة اخرَى ، وهي أنّ التمنيات الإيجابية تدعو الإنسان إلى بناء شخصيته وتتسبب في تكامله المعنوي والروحي ، لأنّه يعلم أنّ الشخصيات الكبيرة لن تبلغ هذا المبلغ من الكمال إلّا من خلال تهيئة أسباب الكمال هذا وكما يقول الشاعر :
اعَلِّلُ النّفس بالآمال ادركُهَا |
|
مَا اضْيَقَ الْعَيْشَ لَو لَا فُسحَةُ الْامَلِ |
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|