المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أحكام عقد الأمان للمشركين
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (قفط)
2024-11-27
شروط فتح الأرض صلحاً
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (تل بسطة)
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (سرابة الخادم المعبد)
2024-11-27
معبد عنيبة
2024-11-27

أهداف العقوبة الانضباطية وتمييزها عن العقوبة الجنائية
2024-07-06
Words Summary 
3-8-2022
ويتستون السير تشارلز
8-12-2015
الجازيت Gazette
27/12/2022
أهداف منظمة المؤتمر الإسلامي
22-5-2022
آيات اُنزلت في حق علي عليه السلام
26-6-2022


الهجرة إلى الحبشة  
  
3670   04:23 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص334-336
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

ولما كثر المسلمون ثار كثير من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم فعذبوهم وسجنوهم وأرادوا فتنتهم عن دينهم ومنع الله رسوله(صلى الله عليه و اله)منهم بعمه أبي طالب فقال لهم رسول الله(صلى الله عليه و اله)تفرقوا في الأرض قالوا أين نذهب فأشار إلى الحبشة فهاجروا إليها وذلك في رجب من السنة الخامسة من النبوة وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة منهم من هاجر وحده خرجوا متسللين إلى الشعيبة منهم الراكب والماشي فوجدوا ساعة وصولهم سفينتين للتجار حملوهم فيهما إلى الحبشة بنصف دينار عن كل نفس وخرجت قريش في طلبهم إلى البحر فلم يدركوهم قالوا وقدمنا أرض الحبشة فجاورنا خير جار أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي ولا نسمع ما نكره وكانت الحبشة على دين النصرانية فأقاموا شعبان وشهر رمضان ثم عادوا إلى مكة في شوال لما بلغهم أن قريش أسلمت فلما قاربوا مكة علموا أن ما بلغهم باطل فلم يدخلها أحد منهم إلا بجوار غير ابن مسعود فإنه مكث يسيرا ثم عاد إلى أرض الحبشة فلقوا أذى كثيرا فاذن لهم النبي(صلى الله عليه و اله)بالهجرة ثانيا .

وكانوا ثمانين رجلا وثماني عشرة امرأة فيهم جعفر بن أبي طالب ومعه زوجته أسماء بنت عميس فاحسن النجاشي جوارهم وساء ذلك قريشا فارسلوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد الذي أرادت قريش دفعه لأبي طالب عوضا عن النبي(صلى الله عليه و اله)وقيل كان مع عمرو عبد الله بن أبي ربيعة ليكلموا النجاشي في ردهم وأهدوا له ولبطارقته هدايا وكتب عمرو عهدا بين قومه وقوم عمارة أن كلا من القبيلتين بريئة من جناية صاحبها وكانت مع عمرو زوجته وكان عمرو قصيرا دميما وعمارة جميلا وسيما فهويته امرأة عمرو فقال له عمارة مر امرأتك أن تقبلني فقال عمرو ألا تستحي وجلس عمرو على جانب السفينة يبول فدفعه عمارة في الماء فجعل يسبح وينادي أصحاب السفينة ويناشد عمارة فانقذوه وحقدها عليه عمرو وقال لزوجته قبلي ابن عمك لتطيب بذلك نفسه فيحتال بعد ذلك في هلاكه ولما دخلا على النجاشي سجدا له ودفعا إليه الهدية فقبلها وكذلك بطارقته فقالا له أن نفرا من قومنا تركوا ديننا ولم يدخلوا في دينك وقد أرسلنا عظماء قريش لتردهم إليهم وكانا اتفقا مع بطارقة النجاشي بعد أن اعطوهما الهدايا على أن يعاونوهما على رد المسلمين إلى قريش دون أن يسمع النجاشي كلامهم فأبى النجاشي أن يفعل حتى يسمع ما يقولون وأرسل إليهم فقال بعضهم لبعض ما تقولون له ؟ قال جعفر نقول له ما أمرنا رسول الله(صلى الله عليه و اله)ويكون ما يكون فدخلوا عليه ولم يسجدوا له فقال عمرو ألا ترى أيها الملك أنهم لم يسجدوا لك فقال النجاشي ما منعكم أن تسجدوا لي فقال جعفر أنا لا نسجد إلا لله عز وجل فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني فقال جعفر أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسئ الجوار ويأكل القوي منا الرثي بوزن كمي يقال للتابع من الحن سمي به لأنه يتراءى لمتبوعه أو من قولهم فلان رثي قومه إذا كان صاحب رأيهم الضعيف فبعث الله فينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فامرنا أن نعبد الله وحده ونخلع ما كنا نعبد من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام وصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الأرحام وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات فصدقناه وآمنا به فعدا علينا قومنا ليردونا إلى عبادة الأصنام واستحلال الخبائث فلما قهرونا وظلمونا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورجونا أن لا نظلم عندك .

قال النجاشي هل عندك شئ مما جاء به ؟ قال نعم ! فقرأ عليه من سورة مريم حتى انتهى

إلى قوله تعالى : {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 29 - 31] فبكى النجاشي وبكى أساقفته وقال النجاشي إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة فنزلت {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ } [المائدة: 83] وفي رواية إن جعفرا رضوان الله عليه قال للنجاشي سلهما أ عبيد نحن أم أحرار قال عمرو بل أحرار كرام قال فهل أرقنا دما بغير حق قال لا قال هل لهم علينا دين قال ليس لنا عليهم دين قال النجاشي : انطلقنا فوالله لا أسلمهم اليكما ابدا ورد الهدية عليهما فلما كان الغد عاد ابن العاص إلى النجاشي فقال له انهم ليقولون في عيسى قولا عظيما فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه فلما دخلوا عليه قال له جعفر نقول فيه الذي جاء به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول فاخذ النجاشي عودا وخط به على الأرض وقال ليس بين دينكم وديننا أكثر من هذا الخط ولما يئس عمرو من مساعدة النجاشي له على ردهم توجه إلى ما كان قصد له من إعمال الحيلة في هلاك عمارة فقال له عمرو وقد اطمأن إليه وظن أنه قد زال ما في نفسه : أنت رجل جميل والنساء يحببن الجمال فتعرض لزوجة النجاشي لعلها تشفع لنا عنده فتعرض لها وأخبر عمرا بذلك فقال إن كنت صادقا لتعطك من طيب الملك فأعطته فأخبر عمرو النجاشي وأراه الطيب فقال لولا أنه جاري لقتلته .

وكتب رسول الله(صلى الله عليه و اله)إلى النجاشي مع عمرو بن أمية الضمري يدعوه إلى الاسلام فأسلم وكتب إليه أن يزوجه أم حبيبة ابنة أبي سفيان وكانت مع زوجها عبد الله بن جحش فتنصر ومات فزوجه إياها وأصدقها عنه أربعمائة دينار . ولما هاجر النبي(صلى الله عليه و اله)إلى المدينة رجع من بأرض الحبشة من المسلمين ورجع جعفر وذلك يوم فتح خيبر فقال رسول الله(صلى الله عليه و اله)ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بفتح خيبر أو برجوع جعفر .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.