أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2015
4583
التاريخ: 2024-11-06
192
التاريخ: 7-10-2014
5238
التاريخ: 2024-05-16
811
|
دهشة السيدة مريم بقضاء الله
قال تعالى : {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران : 47].
أقول : إنّنا نعلم أنّ هذه الدنيا هي دنيا العلل والأسباب ، وأنّ اللّه قد دبّر أمر الخلق بحيث إنّ خلق كلّ كائن يتمّ ضمن سلسلة من العوامل .
فلكي يولد إنسان قرّر اللّه أن يكون ذلك من طريق الاتّصال الجنسي ، ونفوذ الحيمن في البويضة . لذلك حقّ لمريم أن تصيبها الدهشة وأن تتقدّم بسؤالها :
كيف يمكن أن تحمل وتلد ويكون لها ولد بغير أن يكون لها أيّ اتصال جنسي مع أيّ بشر ؟ { قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ }.
فجاءتها الملائكة بأمر ربّها تخبرها بأنّ اللّه يخلق ما يشاء وكيفما يشاء ، فنظام الطبيعة هذا من خلق اللّه وهو يأتمر بأمره ، واللّه قادر على تغيير هذا النظام وقتما يشاء ، فيخلق وفق أسباب وعوامل أخرى غير عادية ما يشاء :{ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ }.
ثم لتوكيد هذا الأمر وإنهائه يقول : { إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.
إنّ تعبير « كن فيكون » إشارة إلى سرعة الخلق .
بديهيّ أن لفظة « كن » تشير في الحقيقة إلى إرادة اللّه الحاسمة التي لا يعتريها الأخذ والرد .
أي أنّه ما إن يشاء أمرا يصدر أمره بالخلق حتى تتحقّق مشيئته في عالم الوجود .
من الجدير بالالتفات أنّه بشأن خلق عيسى قال : « يخلق » ولكنّه بشأن خلق يحيى قبل بضع آيات قال : « يفعل » . ولعلّ هذا الاختلاف في التعبير ناشىء من اختلاف طريقة خلق هذين النبيّين ، فأحدهما خلق بطريقة طبيعية ، والآخر خلق بطريقة خارقة للطبيعة .
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|