المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



نزول {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]  
  
3602   08:30 صباحاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص156-157
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-01-2015 3517
التاريخ: 20-01-2015 4497
التاريخ: 12-02-2015 3486
التاريخ: 22-11-2015 3533

نزول {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] يوم الغدير واستحباب صومه في الدر المنثور للسيوطي : أخرج ابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال لما نصب رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم .

وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال لما كان يوم غدير خم وهو ثمانية عشر من ذي الحجة قال النبي (صلى الله عليه واله) من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل الله اليوم أكملت لكم دينكم اه ؛ وقال ابن كثير فاما الحديث الذي رواه ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال لما أخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) بيد علي قال من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل الله عز وجل اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي .

قال أبو هريرة وهو يوم غدير خم من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا فإنه حديث منكر جدا لمخالفته لما ثبت في الصحيحين أن هذه الآية نزلت في يوم الجمعة يوم عرفة وكذا قوله أن صيامه يعدل صيام ستين شهرا لا يصح لأنه قد ثبت ما معناه في الصحيح أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا هذا باطل ثم نقل عن الذهبي أنه قال هذا حديث منكر جدا ورواه حبشون الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد النيري وهما صدوقان عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة قال أي الذهبي ويروي هذا الحديث من حديث عمر بن الخطاب ومالك بن الحويرث وأنس ابن مالك وأبي سعيد وغيرهم بأسانيد واهية قال أي الذهبي وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله قاله وما اللهم وال من والاه فزيادة قوية الاسناد وأما هذا الصوم فلا والله ما نزلت هذه الا يوم عرفة قبل غدير خم بأيام والله تعالى أعلم اه ونقول أما رد ابن كثير الحديث القائل بان اليوم أكملت لكم دينكم نزلت في يوم الغدير بمخالفته لرواية الصحيحين فالأحاديث انما ترد بمخالفتها لكتاب الله لا بمخالفة بعضها بعضا وما في الصحيحين اخبار آحاد وما يعارضها لعله أن يكون أقوى سندا منها وان ظن أنها أقوى سندا منه وتصحيح الأسانيد إنما هو من أهل الجرح والتعديل الذين تدخل أقوالهم الأهواء والعصبيات وأهمها اختلاف المذاهب وتبنى على الظنون والحدس وأما قوله إنه ثبت في الصحيح أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا فهو انكار لكرم الله تعالى وتبخيل لأكرم الأكرمين وهل يمنع العقل ان يعطي الله صائم يوم الغدير اجر من صام ستين شهرا وأكثر من أجر صائم شهر رمضان ولو كان شهر رمضان أفضل ولو أن أميرا أعطي بعض رعيته ثوابا على معروف لم يعطه لبعض وزرائه هل يكون ملوما أو فاعلا ما لا يحسن واما حلف الذهبي بالله انه ما نزلت الآية إلا يوم عرفة فتتوقف جرأته على ذلك على أن يكون حضر يوم عرفة ويوم الغدير .

والخبر القائل أن آية {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] نزلت يوم الغدير هو الموافق لروايات أئمة أهل البيت (عليه السلام) بأسانيدهم الصحيحة ويوشك أن يكون تضعيف سنده لعدم احتمال النفوس مضمونه ويكفي لصحته موافقته لروايات أهل البيت الصحيحة وقد أكثر شعراء الشيعة قديما وحديثا في ذكر غدير خم قال الكميت بن زيد الأسدي من أبيات :

ويوم الدوح دوح غدير خم * ابان له الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا اضيعا

وقال السيد الحميري من قصيدة :

وأوجب يوما بالغدير ولاءه * على كل بر من فصيح وأعجم

لدى دوح خم آخذا بيمينه * ينادي مبينا باسمه لم يجمجم

اما والذي يهوي إلى ركن بيته * بشعث النواصي كل وجناء عيهم

يوافين بالركبان من كل بلدة * لقد ضل يوم الدوح من لم يسلم

وقال السيد الحميري أيضا من قصيدة :

ثم اتته عزمة بتلة * من ربه ليس لها مفزع

بلغ والا لم تكن مبلغا * والله منهم عاصم يمنع

فقام للناس النبي الذي * كان بما قيل له يصدع

يخطب مأمورا وفي كفه * كف علي لهم تلمع

رافعها أكرم بكف الذي * يرفع والكف التي ترفع

من كنت مولاه فهذا له * مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا

وقال السيد الحميري أيضا من قصيدة :

اوصى النبي له بخير وصية * يوم الغدير بابين الافصاح

من كنت مولاه فهذا فاعلموا * مولاه قول إشاعة وصراح

وقال السيد الحميري أيضا في القصيدة المذهبة :

وبخم إذ قال الإله بعزمه * قم يا محمد في البرية فاخطب

وانصب أبا حسن لقومك انه * هاد وما بلغت ان لم تنصب

فدعاه ثم دعاهم فاقامه * لهم فبين مصدق ومكذب

جعل الولاية بعده لمهذب * ما كان يجعلها لغير مهذب

وقال السيد الحميري أيضا :

وقال محمد بغدير خم * عن الرحمن ينطق باعتزام

إلا من كنت مولاه فهذا * أخي مولاه فاستمعوا كلامي

وقال السيد الحميري أيضا :

قام النبي يوم خم خاطبا * بجانب الدوحات أو حيالها

فقال من كنت له مولى فذا * مولاه رب اشهد مرارا قالها

وقال السيد الحميري أيضا :

وقام محمد بغدير خم * فنادى معلنا صوتا بديا

ألا من كنت مولاه فهذا * له مولى وكان به حفيا

إلهي عاد من عادى عليا * وكن لوليه مولى وليا

وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي من قصيدة :

ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء لا فيها حجاب ولا ستر

أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقربهم عرف وينآهم نكر

يمد بضبعيه ويعلم انه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر

وقال الأمير أبو فراس الحارث بن سعيد الحمداني في قصيدته الشافية :

قام النبي بها يوم الغدير لهم * والله يشهد والأملاك والأمم

حتى إذا أصبحت في غير صاحبها * باتت تنازعها الذؤبان والرخم

تالله ما جهل الأقوام موضعها * لكنهم ستروا وجه الذي علموا

وقال المؤلف من قصيدة :

بيوم الغدير استوضح الحق وانجلى * ولم يبق بين الناس من دونه ستر

به تمت النعمى وأكمل دينه * إله السما والمؤمنون به سروا

دعاهم رسول الله فيه لبيعة * هي الفوز وهي الذخر ما فوقه ذخر

يقول له الرحمن بلغ رسالتي * إليهم ولا يمنعك خوف ولا حذر

وان أنت لم تفعل فلست مبلغا * رسالة رب بالعباد هو البر

لك الله من شر البرية عاصم * ومن كل من أمسى وفي صدره وغر

وقد عاد من حج الوداع وجمعهم * كثير حقيق ان يضيق به البر

فبادرهم من قبل ان يتفرقوا * ومنزلهم في ذلك المنزل الوعر

أقام عليا جنبه فوق منبر * من الصخر والأحداج إذ أرضهم جمر

تظلله الدوحات من حر شمسه * وتستره أوراق دوحاته الخضر

يمد بضبعيه وابطاهما بدا * بياضهما كي يرفع الشك والنكر

فقام خطيبا فيهم ومناديا * نداء وعاه منهم العبد والحر

اما انا أولي منكم بنفوسكم * فقالوا بلى أمر به نطق الذكر

فقال الا من كنت مولاه فيكم * فهذا له مولى وحق له النصر

بكم انا أولي وهو أولي بكم فما * لكم بعد هذا في خلاف له عذر

وهل رتبة تحوي الإمامة تعتلي * على هذه ان صح من ناظر فكر

وهل كان هذا الاهتمام لتأفه * به فاه زيد ان هذا هو الهذر

فقالوا بخ أصبحت مولى الورى وفي * قلوبهم نكر وفي قولهم ختر

وأفرده في خيمة وببيعة * له جاءهم من احمد المصطفى الامر

فبايعه فيها الرجال مع النساء * وازواجه ما شاب بيعتهم سر

وامسى أمير المؤمنين عليهم * اطاعته فرض هي وعصيانه وزر

بمدحته حسان قد قام معلنا * بشعر يحاكي الدر أو دونه الدر

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.