المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مايتعوذ به للأمان من المخاوف
25-8-2021
التفحم اللوائي على القمح
2024-02-22
الحديد Iron
2024-08-27
تسمين العجول على الأعلاف الخضراء
17-5-2016
الكتاب الرابع، الأجزاء 4-2: «أقول إن الظواهر القمرية متوافقة»
2023-09-13
عدد الصفات الجلالية والجمالية
24-10-2014


بناء المجتمع الإسلامي الأول  
  
355   10:03 صباحاً   التاريخ: 2024-11-18
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص16ــ23
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016 2276
التاريخ: 15-12-2017 2075
التاريخ: 13-6-2017 2212
التاريخ: 20-4-2022 2788

سعى النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) فور وصوله إلى المدينة المنورة إلى وضع الحجر الأساس لبناء أول مجتمع إسلامي نموذجي يقوم على أساس مفاهيم القرآن والسنة النبوية اللذان ينظران إلى أفراد المجتمع كأفرادٍ تلتقي مع بعضها البعض ليس بالأجسام فقط، بل تجتمع على أساس المودة والمحبة والعمل لوجه الله، ولخير الإنسانية، وقال النبي (صلى الله عليه وآله):

((ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفه كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى))(1).

وقال (صلى الله عليه وآله):

((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))(2).

وقام النبي (صلى الله عليه وآله) ببعض الأعمال التأسيسية التي ترتبط إرتباطاً وثيقاً ببناء المجتمع، وبناء الروح الإسلامية السامية، وببناء الدولة العادلة، وهذه الأعمال لا تنحصر بعدد معين لأنها تمتد على طول المرحلة الزمنية التي عاشها النبي بعد الهجرة، ولكن نحن نشير إلى بعض من هذه الإنجازات التي وفقنا لإستكشافهـا مـن سـيـرة النبي (صلى الله عليه وآله) وأبرزها كان ما يلي:

أ ـ المؤاخاة:

فقد ذكرت كتب التاريخ بأن النبي (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين وذلك كتمهيدٍ للهجرة حيث يفترض أن يواجه المسلمون الكثير من المصاعب التي تحتاج إلى التعاون والتعاضد بأعلى مراتبه، فكانت عملية المؤاخاة التي أريد بها السمو بعلاقات هذا الإنسان عن المستوى المصلحي وجعلها علاقة إلهية تصل إلى درجة الأخوة. وليكون أثرها في التعامل بين المسلمين أكثر طبيعية وإنسجاماً وبعيداً عن النوازع النفسية التي ربما توحي للأخوين المتعاونين بأمور من شأنها أن تعقد العلاقات بينهما نفسياً على أقل تقدير.

فآخى النبي بين المهاجرين على الحق والمساواة. فآخي بين أبي بكر وعمر، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين الزبير وابن مسعود و ... وبين علي (عليه السلام) ونفسه (صلى الله عليه وآله). وقال له: أما ترضى أن أكون أخاك؟ قال: بلى يا رسول الله رضيت، فقال؛ فأنت أخي في الدنيا والآخرة(3).

وهكذا أيضاً بعد عدة أشهر من مقدمه (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار وآخى بينهم على الحق والمساواة (وقيل على التوارث أيضاً).

ومما لا شك فيه بأن لهذا التآخي بين المهاجرين والأنصار مغزاه الدقيق الذي يدل على بُعدِ نَظرِ النبي (صلى الله عليه وآله) وعمق تفكيره، فالمهاجرون قد نزلوا ضيوفاً على قوم لا يرتبطون بهم بأي رابطة من الروابط التي كانت تشدُّ العرب بعضهم إلى بعض هذا بالإضافة إلى أن الوافدين إلى المدينة قد تركوا كل شيء ورائهم في مكة وأكثرهم كانوا لا يملكون قوت يومهم فتركت تلك المؤاخاة إحساساً في نفوس الأنصار بالمسؤولية تجاه إخوانهم الوافدين، فآثروهم على نفوسهم ووفروا لهم وسائل العمل المنتج، وأصبح الكثير منهم في بضع سنوات معدودات في مصاف غيرهم من سكان المدينة الأثرياء هذه الروح العالية التي امتلكها الأنصار في ذاك الوقت حيث لم تكن الأخوة مجرد إبراز للعواطف والأحاسيس بل كانت أخوَّة مسؤولة ومنتجة وترتبت عليها آثار عملية بالفعل، كالمقاسمة في الأموال وغيرها، ولإبراز هذا الجانب عند الأنصار الذين بذلوا تضحية كبيرة في هذه الأخوة باعتبار أن البذل كان من طرفهم يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) مادحاً الأنصار:

((هم والله ربوا الإسلام كما يُربِّى الغلو(4) مع غنائهم (أي مع استغنائهم) بأيديهم السَّبَاطِ والسِنَتِهُم السَّلاط))(5).

ب - إلغاء الفوارق الاجتماعية والطبقية:

عندما بزغ فجر الإسلام وجد جذور الرق ما تزال ثابتة وعميقة، فالدولة الرومانية كان يسودها آنذاك خليط من نظام الرق ونظام الإقطاع. فكانت الرومان تعتقد - فلسفياً ـ بأن العنصر الأبيض غير العنصر الأسود لحماً ودماً وخلقةً. فالدم الذي يجري في عروق الإنسان الأبيض يختلف عن الذي يجري في عروق الأسود. فهما من أصلين متباينين، وقد خُلق الأسود لكي يخدم الأبيض. فالإنسان الكريم هو الأبيض وأما الأسود فهو مخلوق لخدمة الأبيض.

وهذه هي مجمل نظرة الأمم السابقة ـ أمثال الرومان والفرس واليونان وغيرهم - إلى الجنس الأسود إطلاقاً، ولذلك كان النخاسون يُغيرون على المناطق الإفريقية لصيد الإنسان الأسود زرافات، يحملونهم في السفن ويأتون بهم إلى الأسواق فيبيعونهم كما تباع الأغنام والمواشي، بل وبصورة أفجع.

وأما المساوئ المترتبة على هذا النوع من الفوارق بين الناس هو إلغاء المبادئ والمثل والقيم حيث يجعل الإنسان الأسود إنساناً منعزلاً عن مجتمع الإنسان الأبيض وبهذا تنعدم كل الروابط والعلاقات الاجتماعية بينهما وما شابه ذلك.

إلى أن جاء الإسلام ليجعل حداً لتلك المظالم، ونهاية للعبث والفساد، وليوقظ العقل البشري الذي أخذه السبات العميق، ولينير درب الحياة أمام الإنسان من جديد فينفتح الإنسان الأبيض بعقله وقلبه على الإنسان الأسود وهكذا العكس. ومن خلال هذا يمكن أن يصبح المجتمع مجتمعاً متماسكاً ومترابطاً.

ومن مواقف النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) التي جسَّدت هذه النظريات عملاً وواقعاً قصة تزويج ابنة عمته زينب بنت جحش من مولاه زيد، وتسليمه أسامة بن زيد قيادة جيش المسلمين الذاهب لمحاربة الروم وفيه كبار الصحابة بالإضافة إلى أن بلال الحبشي كان داعي الدعاة إلى الإسلام.

وهكذا عندما جعل سلمان بمنزلة المستشار الحربي له، وقال فيه: سلمان منا أهل البيت.

وعند المؤاخاة آخى النبي (صلى الله عليه وآله) بين سلمان وأبي ذر. واشترط

على أبي ذر بأن لا يعصي سلمان(6) على الرغم من الفرق بينهما من الإنتساب إلى العربية والعجمية.

وهذه السياسة بعينها انتهجها أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما تولّى الخلافة. حيث وجد المجتمع غارقاً في وحول التفرقة وعدم الإلفة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة فكان يدعو ولاته في جميع الأمصار إلى أن يُحسنوا معاملة الناس من دون تمييز أحدٍ على آخر.

ففي كلام له في عهده إلى مالك الأشتر يقول (عليه السلام):

((وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكُونَنَّ عليهم سبعاً ضارياً، تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخَلْقِ))(7).

بهذه الكلمات البليغة والمعبرة أوضح الإمام علي (عليه السلام) أبعاد الرسالة الإسلامية التي جاء بها النبي محمد (صلى الله عليه وآله). لتكون ثورة تحرّر الفكر البشري من خرافات الجاهلية ومآسيها وقوانينها، وتوجّه الناس نحو طريق الخير والسعادة وبناء الذات والمجتمع المثالي ليكونوا خير أمَّةٍ أُخرجت للناس، وليكون المؤمنون أخوة، وكالجسد الواحد الذي كلما اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى لا كما علمتهم الجاهلية بأن يقتل الإنسان أخاه الإنسان، أو يعتدي عليه وينهب أمواله.

ولتكون ثورة تحرّر روح الإنسان من المعتقدات الوثنية التي أنزلت البشرية إلى أدنى مستوى خُلقي، فماتت معها كل القيم والمبادئ، ولم يبق قيمةً لإنسانية الإنسان فاستطاع الإسلام بتعاليمه أن ينقذ هذه الروح من الهبوط، ويرفعها إلى الآفاق العليا ليتوجه الإنسان إلى الخالق المعبود الذي كرَّم الإنسان واجتباه من بين خلقِه.

ومـن هنـا انطلـق الـرسـول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) ليغرسا في نفوس المسلمين حب التآخي والتعايش ونبذ القوانين الجاهلية التي كانت تتحكم في علاقات الناس مع علاقات الناس مع بعضهم البعض بأبشع صورها، حيث كانت عبادة الأصنام، وقطيعة الأرحام، وتعدّي القوي على الضعيف.

_________________________

(1) صحيح مسلم بشرح النووي ج 16 ص 140.

(2) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج1 ص54 وصحيح مسلم بشرح النووي ج 12 ص 16 وغوالي اللئالي ج 2 ص 242.

(3) راجع الصحيح من السيرة - السيد مرتضى ج 2 ص 228 نقلاً عن السيرة الحلبية ج 2 ص 20 والسيرة النبوية: لدحلان ج 1 ص 105 - وراجع أعيان الشيعة ج 1.

(4) الغلو: هو المهر إذا فطم أو بلغ السنة.

(5) نهج البلاغة: ح 465.

(6) راجع روضة الكافي للكليني ص162.

(7) نهج البلاغة: الكتاب رقم 53. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.