المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عبادة الحسين وتقواه
16-3-2016
الذمة
25-9-2016
بيان ما يشترط وجوده في العامل
26-11-2015
مدخـل إلى علـم الاقتصـاد
19-1-2019
إعجاز القرآن
8-7-2016
Most probable number (MPN) method APHA/AWWA/WEF 2005 for Pseudomonas aeruginosa in water
17-3-2016


ترجمة محمد بن لب الأمي  
  
344   06:28 مساءً   التاريخ: 2024-10-28
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:225-230
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

وقال  رحمه الله تعالى  في كتابه   التاج المحلى  في مساجلة القدح

المعلى » في ترجمة محمد بن عبد الله بن محمد بن لب الأمي المربي ' ، ما صورته : لج معرفة لا يغيض ، وصاحب فنون يأخذ فيها ويفيض ، نشأ ببلده مشمراً عن ساعد اجتهاده ، وسائراً في قنن العلم ووهاده ، حتى أينع روضه ، وفهق حوضه، ثم أخذ في راحة ذاته ، وشام بارق لذاته ، ثم سار في البطالة سير الجموح ، وواصل الغبوق بالصبوح ، حتى قضى وطره ، وستم بطره ، وركب الفلك ، المحلك ، واستقر بمصر على النعمة العريضة وخاض اللجج على شك في قضاء حجة الفريضة ، وهو اليوم بمدرستها الصالحية نبيه المكانة ، معدود في أهل العلم

6

والديانة ؛ انتهى وقال في الإحاطة ) في حق المذكور ما نصه : من خط شيخنا أبي البركات في الكتاب و المؤتمن على أنباء أبناء الزمن ( : كان سهلاً سكس القياد ، لذيذ العشرة ، دمث الأخلاق ، ميالاً إلى الدعة ، نفوراً عن النصب ، يركن إلى فضل نباهة وذكاء يحاسب بهما عند التحصيل والدراسة والدؤوب على الطلب ؛ من رجل يجري من الألحان على مضمار لطيف ، ولم يكن له صوت رخيم يساوق ؟ انطباعه في التلحين ، فجبر ذلك بالأوتار ، وحاول من ذلك بيده مع أصحابه ما لاذ به الظرفاء منهم ، واستعمل بدار الأشراف بالمرية ، فأحكم تلك الطريقة في أقرب زمان ، وجاء زمامه يروق من ذلك العمل من شأنه ، ثم نهضت به همته إلى أرفع من ذلك ، فسار إلى غرناطة ، فقرأ بها العربية وغيرها ، وانخرط في سلك نبهاء الطلبة لأدنى مدة ، ثم رحل إلى بلاد المشرق في حدود العشرين وسبعمائة فلم يتجاوز القاهرة لموافقة هوائها علة كان يشكوها ، وأخذ في إقراء العربية بها ، وعرف بها إلى أن صار يدعى بأبي عبد الله النحوي . قال شيخنا المذكور : ورأى في صغره فارة أنثى فقال : هذه قرينة ، فلقب بذلك ، وصار هذا اللقب أغلب عليه من اسمه ومعرفته .

ثم قال لسان الدين في حق المذكور ما ملخصه : إنه قرأ بالحضرة على الخطيب أبي علي القيجاطي وطبقته ، وأخذ بالقاهرة عن الأستاذ أبي حيان ، وانتفع بجاهه ، نقل إلينا الحاج الحافظ أبو جعفر ابن غصن من شعره حسبما قيده عنه بمصرا :

بعد  المزار ولوعة  الأشواق           حكما  بفيض  مدامع الآماق

وخفوق  نجدي  النسيم إذا  سرى         أذكى  لهيب  فؤادي  الخفاق

أمعللي  أن التواصل في غد                 من ذا  الذي  لغد فديتك  الخفاق

إن الليالي  سبق  إن أقبلت                    وإذا   تولت  لم تنل  بلحاق

عج بالمطي على الحمى سقي  الحمى         صوب الغمام  الواكف  الرقراق

فيه  لذي  القلب  السليم  ودادة                     قلب  سليم  ما له  من راق

قلب  غداة  فراقهم  فارقته                          لا كان  في الأيام  يوم فراق

يا ساريا  والليل  ساج  عاكف                       يفري   الفلا  بنجائب  ونياق

عرج  على مثوى  النبي محمد                      خير  البرية  ذي  المقام  الراقي

ورسول  رب العالمين  ومن له                       حفظ  العهود  وصحة  الميثاق

الظاهر  الآيات  قام  دليلها                           والطاهر  الأخلاق  والأعراق

بدر  الهدى  وهو الذي  آياته                         وجبينه  كالشمس  في الأشراق

الشافع  المقبول  من عم الورى                       بالجود  والإرفاد  والإرفاق

الصادق  المأمون  أكرم  مرسل                     سارت  رسالته  الى الآفاق

أعلى  الكرام  ندى  وأبسطهم  يدا                     حمي  الوطيس وشمرت  عن ساق

أمضاهم والخيل  تعثر  في الوغى                    وتجول  سبحا  في الدم  المهراق

من صير   الأديان دينا  واحدا       من بعد  إشراك  مضى  ونفاق

وأحلنا من حرمة  الإسلام  في         ظل  ظليل  وارف  الأوراق

لو أن  للبدر  المنير  كماله              ما ناله  كسف  ونكس  محاق

لو  أن  للبحرين   جود يمينه           أمن  السفين  غوائل  الإيساق

لو أن للآساد  شدة  بأسه                   لثنت  عن الأنجاد  والإعراق

لو أن للآباء  رحمة قلبه                 ذابت نفوسهم من الإشفاق 

ذو العلم  والحلم  الخفي  المنجلي       والجاه  والشرف  القديم  الباقي

آياته  شهب  وغر  بنانه                     سحب  النوال  تدر بالأرزاق

ماجت فتوح  الأرض  وهو غياثها            وربت  ربى  الإيمان  وهو الساقي

ذو رأفة  بالمؤمنين  ورحمة                      وهدى  وتأديب  بحسن  سياق

وخصال  مجد  أفردت بالخصل في              مرمى  الفخار  وغاية  السباق

ذو المعجزات  الغر والآي  التي                  كم  آية   فقدت  وهن  بواقي

ثنت  المعارض   حائرا  لما  حكت              فلق  الصباح وكان ذا إفلاق

يقظ الفؤاد  سرى  وقد هجع الورى                 لمقام  صدق  فوق ظهر براق

وسما وأملاك  السماء تحفه                          حتى  تجاوزهن   سبع  طباق

ومنها :

ياذا  الذي  اتصل  الرجاء  بحبله              وانبت  من هذا  الورى  بطلاق

حبي إليك  وسيلي وذخيرتي                    إني  من الأعمال  ذو إملاق

وإليك  أعلمت  الرواحل  ضمرا                 تختال  بين الوخد والإعناق

نجبا  إذا نشدت  حلى تلك العلا                   تطوي الفلا  ممتدة  الأعناق

يحدو بهن  من النحيب  مردد                   وتقودهن أزمة الأشواق

غرض إليه  فوقتنا أسمها                         وهي  القسي  برين كالأفواق

فأتخذها  بفنائك الرحب  الذي                     وسع الورى  بالنائل الدفاق

وقرى مؤملك  الشفاعة في غد           وكفى بها  هبة من الرزاق

وعليك يا خير  الأنام  تحية                 تحي  النفوس  بنشرها  الفتاق

تتأرج الأرجاء من نفاحاها                 أرج الندي  بمدحك المصداق

ومنها :

قسما بطيب  تراب  طيبة  إنه            مسك  الأنوف وإثمد  الأحداق

وبشأن  مسجدها  الذي  يرجى  به        لمعامل  الرحمن أي نفاق

لأجود فيه  بأدمع أسلاكها                  منظومة  برائب وتراق

أغدو بتقبيل  على  حصبائه                 وعلى  كرائم جدره  بعناق

ومنها :

وعليك   ذا  النورين  تسليم له            نور  يلوح  بصفحة  المهراق

كفؤ النبي  وكفؤ أعلى  جنة               حيزت  له بشهادة  وصداق

وكفاه  ما في الفتح  جاء  ومصحف        في الفتح  يحمده  وفي الإطباق

وعلى أبي  السبطين من سبق  الألى         سبقوا إلى الإسلام  يوم سباق

الطاهر  الطهر ابن عم المصطفى             شرف   على التخصيص  والإطلاق

مبدي  القضايا  من وراء حجابها              ومفتح    الأكمام   عن أعلاق

يغزو  العداة  بغلظة  فيهدهم                   بصوارم  تفري  الفقار  رقاق

راياته  لا شيء  من عقباها                       بمطار  يوم وغى  ولا بمطاق

وعلى  كرام  ستة  عشرت  بهم                   عند  النظام  لآلئ  النساق

ما بين أروع ماجد  نيرانه                      جنح الظلام  تشب   للطراق

وأخي حروب صده  رشق القنا                عما   قدود  مثلهن  رقاق

ما غردت   شجوا مطوقة وما               شقت   كمام   الروض  عن أطواق

وعلى القرابة  والصحابة  كلهم              والتابعين  لهم  ليوم  تلاق

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.