أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29
119
التاريخ: 2023-07-05
1153
التاريخ: 2023-07-05
1231
التاريخ: 2024-10-28
296
|
دخلت سنة 914ﻫ، فطمع الشاه إسماعيل في «العراق» وصاحبه يومئذٍ السلطان مراد — أو مراد بك — ابن يعقوب آخِر ملوك دولة الخروف الأبيض «آق قويونلي» التركمانية (1)، وكان قد أناب عنه على «العراق» أحد رجاله الأمير مبارك — بارك — فحمل الشاه على «العراق» قاصدًا «بغداد»، وأرسل في مقدمته أحد قواده المدعو «لا لاحسن»، فحاصَرَ «بغداد» وعجز أميرها عن الدفاع، وانتصر القائد الفارسي على حامية المدينة واحتلَّها عنوةً في السنة نفسها، وعلى أثر ذلك توجَّهَ الشاه إسماعيل إلى «بغداد»، فلما دخلها فتك بأهلها من السُّنَّة والنصارى، ثم سار عنها واستناب عنه نائبًا فيها، وترك قسمًا من جنوده لحماية المدينة وعاد إلى مقره بعد أن زار العتبات المقدسة، وخضعت له أكثر المدن العراقية.
أما السلطان مراد فإنه فرَّ مستجيرًا بالملوك والأمراء، فأمدُّوه بالجيوش والأموال، فألَّفَ جيشًا كبيرًا وسار به لاسترداد «بغداد»، فتمكَّنَ في سنة 916ﻫ من طرد جيوش الشاه منها، فعادت إليه هي وما يتبعها، بعد أن ملكها الفرس نحوًا من سنتين — أي سنة وبضعة أشهر — وكان الشاه إذ ذاك مشغولًا في حروب «خراسان»، فلما انتهى منها تهيَّأ لأخذ «بغداد» ثانيةً وحمل عليها بجيش عرمرم وقاتَلَ السلطان مراد حتى قهره وطرده، واستولى على «بغداد» عنوةً سنة 920ﻫ — وهي المرة الثانية — فانقرضت دولة الخروف الأبيض التركمانية من «العراق» بعد أن ملكته 44 سنة تقريبًا، منها نحو الأربعين (سنة 874–914ﻫ) قبل إغارة الشاه الأولى، ونحو الأربع سنوات قبل الغارة الثانية، وأول ملوك تلك الدولة حسن بك المعروف ﺑ «حسن الطويل»، وآخِرهم السلطان مراد أو مراد بك هذا، وهي التي قامت في «العراق» على أنقاض دولة الخروف الأسود «قره قوبونلي» التركمانية(2).
ولما دخل الشاه إسماعيل «بغداد» ثانيةً، أعاد القتل وأعمل السيف بالسُّنة والنصارى وفتك بهم، ولم يمسَّ اليهود بسوء لأنهم تجسَّسوا له قبل دخوله «بغداد» وبعده، وغالى في الانتصار لمذهب الشيعة وأتباعه، وأعلن المذهب الشيعي رسميًّا في مملكته، وبالَغَ في اضطهاد مَن بقي من السُّنة، حتى إنه أجبَرَ كثيرين منهم على التشيُّع.
وبعد أن استتبَّ أمر الشاه في «العراق» — بغداد والبصرة والموصل وما يتبع ذلك — ولَّى على «العراق» ﺑ «بغداد» أحد رجاله «إبراهيم خان» وعاد إلى مقره، ثم أمر فأُعِيد بناء حرم الكاظمين والقبة التي على الضريحين سنة 926ﻫ (3)، وأمر بكري النهر الذي كان قد احتفره علاء الدين عطاء الملك حاكم «العراق» من قبل هولاكو، وجره من «الفرات» إلى مدينة «النجف»؛ لأن الرمال كانت قد تراكمت فيه وسدَّتْ مجراه فسُمِّي ﺑ «النهر الشاهي «(4).
............................................
1- وكان إذ ذاك ملكًا على العراقَيْنِ — العراق العجمي، والعراق العربي — وبلاد فارس.
2- ودولة الخروف الأسود هي التي أخذت العراق من الجلائريين الذين جاءوا بعد الدولة الايلخانية، التي قرضت الدولة العباسية على يد زعيمها هولاكو.
3- ولكنه لم يتم بناء الحرم، فأتمه السلطان سليمان القانوني حينما فتح «بغداد»، وبنى مئذنةً لا زالت حتى اليوم باقية، وهي أول مئذنة بُنِيت هناك.
4- وهو المعروف الآن ﺑ «نهر الهندية»؛ نسبةً إلى آصف الدولة أحد أمراء «الهند» في «لكنهور» الذي كراه عند مجيئه إلى «العراق» لزيارة قبور الأئمة سنة 1309ﻫ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بعد إطلاقها لقافلة المساعدات السادسة العتبة العباسية تفتح باب التبرع للراغبين في دعم الشعب اللبناني وإسناده
|
|
|