يوجد الماء الباطني في الفراغات بين الصخور أو في شقوقها أو أسفلها ، ومعظم الماء الباطني يوجد على علق بضع مئات من الاقدام من السطح ، وتصل هذه المياه الى الباطن عن طريق الماء السطحي المتمثل في مياه الامطار ، ويطلق على المستوى العلوي للماء الباطني Ground-Water table وهذا السطح ليس ثابتا في كل مكان ، فالماء الباطني يوجد على أعماق متباينة . فالماء الباطني يوجد على عمق كبير تحت الجبال والتلال ، وعلى عمق قليل تحت الأودية ، كما أن مستوى الماء الباطني يرتفع اذا زاد الماء السطحي والعكس صحيح ، وفي الاقاليم الرطبة يرتفع مستوى الماء الباطني حتى يقترب من السطح ، بينما في الاقاليم الجافة نجد مستوى الماء الباطني بعيدا للغاية، ويتوقف المستوى الماء الباطني أيضا على نوع الصخور، ويمكن تمييز ثلاثة مستويات للماء الباطني :

أ ـ مستوى علوي قليل الماء .

ب - مستوى سفلي غني بالماء .

جـ  مستوى متوسط يزيد به الماء أحيانا ويقل أحيانا أخرى .

ويقوم الماء الباطني بعمله ميكانيكيا وكيماويا وان كان العمل الكيماوي أكثر أهمية ويؤدي الى نتائج فعالة ، أما العمل الميكانيكي فهو محدود لان الماء الباطني يتحرك ببطئ بين الصخور ولا يؤثر فيها كثيرا ولكنه يساعد على الانهيار الارضي السريع وعلى زحف التربة .

أما الأثر الكيماوي فهو يتم عن طريق الاذابة أو عن طريق ترسيب المواد المفتتة من الصخور، وتعتبر الاذابة عاملا هاما خاصا في مناطق التكوينات الجيرية حيث تؤدي الى تكوين مظاهر سطح هامة ، اذ يستطيع الماء الباطني أن يكون كهوفا بواسطة اذابة الصخور ، ويصبح السطح متقطعا هنا وهناك بواسطة هذه الحفر الكبيرة عندما تسقط سقوف الكهوف . ويطلق على هذه الاقاليم اسم الكارست Karst

وفيها يصبح الجريان تحت السطح وغير ظاهر، وفي بعض الاحيان تزيد حمولة المياه من المواد العالقة وتبدأ في الارساب وذلك عندما يتبخر جزء من الماء أو عندما تنخفض درجة حرارة الماء أو عند تبدد جزء من ثاني أكسيد الكربون المختلط بالماء. ومن مظاهر ارساب الماء الباطني تكون الكتل المعلقة Stalactites والكتل الارضية Stalagmites والاولى هي عبارة عن التكوينات الجيرية التي تبدأ من سقوف الكهوف وتتدلى منها إلى أسفل ، أما الثانية فهي عبارة عن التكوينات التي تبدأ من أرضية الكهوف وتبنى الى أعلى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Malott, C.A., Karst Valleys, Geol. Soc. Am. Bull. 50, p. 1948.