أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-22
126
التاريخ: 2024-10-14
341
التاريخ: 2024-10-29
132
التاريخ: 2024-10-17
261
|
حينما نراجع الكتب الروائيّة نجد العناوين والمضامين المتشابهة وردت فيما يتعلق بكتاب علي (عليه السلام)، أو الصحيفة، أو الجامعة وما شابه ذلك، فجمعناها ورتّبناها في هذا الفصل:
إنّ عليّاً (عليه السلام) كتب العلم كلّه:
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعيِدٍ، عَنْ فُضَالَةِ بْنِ أَيُّوبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن بُرَيدِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ (أي أبا جعفر (عليه السلام)) عَنْ مِيرَاثِ الْعِلْمِ مَا بَلَغَ، أَجَوَامِعُ هُوَ مِنَ الْعِلْمِ؟ أَمْ فِيهِ تَفْسِيرُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِي تَتَكَلَّمُ فِيهِ النَّاسُ مِثْلِ الطَّلَاقِ والْفَرَائِضِ؟ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيّاً (عليه السلام) كَتَبَ الْعِلْمَ كُلَّهُ الْقَضَاءَ والْفَرَائِضَ، فَلَوْ ظَهَرَ أَمْرُنَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ إِلَّا فِيهِ سُنَّةٌ نُمْضِيهَا (1). رواه عنه المجلسي في البحار (2)، والبروجردي في الجامع (3).
ما ترك علي (عليه السلام) شيئاً إلا كتبه:
وَفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: مَا تَرَكَ عَلِيٌّ (عليه السلام) شَيْئاً إِلَّا كَتَبَهُ، حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ (4). رواه عنه المجلسي في البحار (5)، والمحدث النوري في مستدرك الوسائل (6)، والبروجردي في جامع الأحاديث (7).
إنّ كتاب علي (عليه السلام) لم يدرس:
رَوَى الْكُلَيْنيِ عَنْ العِدَّةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ ابْنِ مُحَمَّدٍ، وعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، وحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفَرَائِضِ، فَقَالَ لِي: أَ لَا أُخْرِجُ لَكَ كِتَابَ عَلِيٍّ (عليه السلام)؟ فَقُلْتُ: كِتَابُ عَلِيٍّ (عليه السلام) لَمْ يُدْرَسْ؟! فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ كِتَابَ عَلِيٍّ (عليه السلام) لَمْ يُدْرَسْ، فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا كِتَابٌ جَلِيلٌ، وإِذَا فِيهِ: رَجُلٌ مَاتَ وتَرَكَ عَمَّهُ وخَالَهُ قَالَ: لِلْعَمِّ الثُّلُثَانِ، وَلِلْخَالِ الثُّلُث (8).
عندنا كتاب علي (عليه السلام):
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْراهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ الأَشْعَريِّ، عَنْ مَرْوَانٍ، عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبوُ جَعْفَرِ (عليه السلام): يَا فُضَيْلُ! عِنْدَنَا كِتَابُ عَلِيٍّ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، مَا عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ يُحْتِاجُ إِلَيْهِ إِلَّا وهُوَ فِيهِ، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، ثُمَّ خَطَّهُ بِيَدِهِ عَلَى إِبْهَامِهِ (9).
وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: عِنْدَنَا كِتَابُ عَلِيٍّ (عليه السلام) سَبْعُونَ ذِرَاعاً(10).
رواه عنه المجلسي في البحار (11).
وَرَوَى ابْنُ الصَّفَّارُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّد ابْنِ أُذَينة، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} قَالَ: إِيَّانَا عَنَى، أَنْ يُؤَدِّي الإِمَامُ الأوَّلُ مِنَّا إِلَى الإِمَامِ الَّذِي يَكُونُ بَعْدَهُ السِّلَاحَ وَالْعِلْمَ وَالْكُتُبَ (12).
وَرَوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): الإِمَامُ إِذَا مَاتَ يَعْلَمُ الَّذِي بَعْدُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِثْلَ عِلْمِهِ؟ قَالَ: يُورَثُ كُتُباً، وَيُزَادُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَلَا يُوكَلُ إِلَى نَفْسِهِ (13).
رواه عنه العلامة المجلسي في البحار (14)، وروى نحوه محمد بن سليمان في مختصر البصائر (15).
وَرَوَى ابْنُ الصَّفَّارُ عَنْ يَعْقُوبِ بْنِ يَزِيدٍ، عَنْ الْحُسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عُمَرِ بْنِ يَزِيدٍ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): إِذَا مَضَى الأِمَامُ يُفْضِي مُنْ عِلْمِهِ فِي اللّيْلَةِ الَّتِي يَمْضِي فِيهَا إِلَى الإِمَامِ الْقَائِمِ مِنْ بَعْدِهِ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْلَمُ المْاضِي؟ قَالَ: وَمَا شَاءَ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، يُورَثُ كُتُباً، وَلَا يُوكَلُ إِلَى نَفْسِهِ، وَيُزَادُ فِي لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ (16).
رواه عنه المجلسي في البحار (17).
إنّ عندنا ما لا نحتاج إلى أحد:
رَوَى مُحَمَّدُ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْبَزَنْطِيِّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: أَمَا وَ الله إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ وَ النَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا، إِنَّ عِنْدَنَا لَكِتَاباً إِمْلَاءَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام)، صَحِيفَةً فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ، وَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَّا فَتَسْأَلُونَّا فَنَعْرِفُ إِذَا أَخَذُوا بِهِ وَ نَعْرِفُ إِذَا تَرَكُوهُ (18). رواه عنه المجلسي في البحار (19).
هو ما خلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله):
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى، عَنْ عَمْرٍو الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبَانٍ وعَبْدِ الله بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ثَعْلَبَةَ أَوْ عَلَاءَ بْنَ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ.. قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام) لِأَقْوَامٍ كَانُوا يَأْتُونَهُ وَ يَسْأَلُونَهُ عَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَ دَفَعَهُ إِلَى عَلِيٍّ (عليه السلام)، وَ عَمَّا خَلَّفَ عَلِيٌّ (عليه السلام) (20) إِلَى الْحَسَنِ (عليه السلام): وَ لَقَدْ خَلَّفَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) عِنْدَنَا جِلْداً مَا هُوَ جِلْدُ جِمَالٍ وَ لَا جِلْدُ ثَوْرٍ وَ لَا جِلْدُ بَقَرَةٍ إِلَّا إِهَابُ شَاةٍ فِيهَا كُلُّ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ وَالظُّفُرِ، وَخَلَّفَتْ فَاطِمَةُ (عليها السلام) مُصْحَفاً مَا هُوَ قُرْآنٌ، وَ لَكِنَّهُ كَلَامٌ مِنْ كَلَامِ الله أَنْزَلَهُ عَلَيْهَا، إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) (21). رواه المجلسي عنه في البحار (22)، والبروجردي في جامع الأحاديث (23).
ثم قال المجلسي: بيان: قال الفيروزآبادي: الإهاب ككتاب: الجلد، أو ما لم يدبغ، والمراد برسول الله جبرئيل (عليه السلام) (24).
أقول: والسبب أن تكلم جبرئيل مع الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وكتابة ما حدثها كان بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما أنّ نزول الملك يكون على نحوين: تارة ينزل بداعي الوحي وذلك خاص بالأنبياء والرسل، وتارة ينزل ويكلم بعض الأولياء لا بداعي الوحي كما حصل ذلك بالنسبة إلى السيدة مريم عليها السلام، والصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
إنّ عندنا الكتاب:
وَفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: مَا لَهُمْ ولَكُمْ؟ ومَا يُرِيدُونَ مِنْكُمْ؟ ومَا يَعِيبُونَكُمْ؟ يَقُولُونَ الرَّافِضَةُ؟! نَعَمْ والله رَفَضْتُمُ الْكَذِبَ واتَّبَعْتُمُ الْحَقَّ، أَمَا والله إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ، والنَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا، إِنَّ عِنْدَنَا الْكِتَابَ بِإِمْلَاءِ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وحَرَامٍ (25).
رواه عنه المجلسي في البحار (26)، والبروجردي في جامع الأحاديث (27).
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أبي جعفر (عليه السلام): إِن الحُسَينِ بنِ عَلِيٍ(عليه السلام) لمَا حَضَرَهُ الذِي حَضَرَهُ دَعَا ابنَتَهُ الكُبرَى فَاطِمَةَ ابنَةَ الحُسَينِ فَدَفَعَ إِلَيهَا كِتَاباً مَلفُوفاً وَ وَصِيةً ظَاهِرَةً، وَ كَانَ عَلِيُ بنُ الحُسَينِ (عليه السلام) مَبطُوناً مَعَهُم لَا يَرَونَ إِلا لما بِهِ فَدَفَعَت فَاطِمَةُ الكِتَابَ إِلَى عَلِيِ بنِ الحُسَينِ (عليه السلام)، ثُم صَارَ ذَلِكَ الكِتَابُ وَاللهِ إِلَينَا، قَالَ: قُلتُ: فَمَا فِي ذَلِكَ الكِتَابِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: فِيهِ واللهِ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ وُلدُ آدَمِ مُنذُ يَومِ خَلقِ آدَمِ إِلَى أَن تَفنِي الدُنيَا، والله إِنَّ فِيهِ الْحُدُودَ، حَتَّى إِنَّ فِيهِ أَرْشَ الْخَدْشِ (28).
رواه عنه الحر العاملي في الفصول المهمة (29)، والمجلسي في البحار (30).
كتاب علي (عليه السلام) لاريب فيه:
رَوَى الْعَيَّاشِيُّ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِالله (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ} قَالَ: كِتَابُ عَلِيٍّ لَا رَيْبَ فِيه {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} قَالَ: الْمُتَّقُونَ شِيعَتُنَا {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ} وَمِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ ينبئون (31).
رواه عنه المجلسي في البحار (32).
أقول: قوله: (لا ريب فيه) أي لا شك في النسبة إليه وصحة مضامينه، ومن المحتمل أن يراد منه مصحف علي الذي هو عبارة عن القرآن الكريم الذي جمعه أمير المؤمنين على (عليه السلام) وفيه خصائص لا توجد في غيره من بيان شأن نزول الآيات وتبيين الناسخ والمنسوخ منها وغيرها، إلا أن الخبر ضعيف لإرساله.
مرجعية كتاب علي (عليه السلام):
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِالله (عليه السلام): فَبِمَا تَحْكُمُونَ إِذَا حَكَمْتُمْ؟! فَقَالَ: بِحُكْمِ الله وحُكْمِ دَاوُدَ وحُكْمِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْنَا مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ وأَلْهَمَنَا الله إِلْهَاماً (33). رواه عنه المجلسي في البحار (34).
وفي كِتَاب جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ طَلْحَةَ النَّهْدِيِّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ- وَ سَأَلَهُ ذَرِيحٌ- فَقَالَ لَهُ: جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ، لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ، فَقَالَ: يَا ذَرِيحُ، هَاتِ حَاجَتَكَ، فَمَا أَحَبَّ إِلَيَّ قَضَاءَ حَاجَتِكَ، فَقَالَ: جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي هَلْ تَحْتَاجُونَ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا تُسْأَلُونَ عَنْهُ لَيْسَ يَكُونُ عِنْدَكُمْ فِيهِ ثَبْتٌ مِنْ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) حَتَّى تَنْظُرُونَ إِلَى مَا عِنْدَكُمْ مِنَ الْكُتُبِ؟ قَالَ (عليه السلام): يَا ذَرِيحُ، أَمَا والله لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَأَنْفَدْنَا، قَالَ عَبْدُ الله بْنُ طَلْحَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: تُزَادُونَ مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وآله)؟ قَالَ: إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ النَّبِيِّينَ وَ زَادَهُ اللَّهُ، وَ إِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ وَ زَادَهُ اللَّهُ، وَ إِنَّ مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) وَرِثَ سُلَيْمَانَ وَ دَاوُدَ وَ زَادَهُ اللَّهُ، وَ إِنَّا وَرِثْنَا النَّبِىَّ (صلى الله عليه وآله) وَ زَادَنَا اللَّهُ، إِنَّا لَسْنَا نُزَادُ شَيْئاً إِلَّا شَيْءٌ يَعْلَمُهُ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله)، أَوَ مَا سَمِعْتَ أَبِي يَقُولُ: إِنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) كُلَّ خَمِيسٍ فَيَنْظُرُ فِيهَا وَ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ مِنْهَا، فَلَسْنَا نُزَادُ شَيْئاً إِلَّا شَيْئاً يَعْلَمُهُ هُوَ (35). رواه عنه المجلسي في البحار (36).
ما على الأرض شيء يحتاج إليه إلا وهو فيه:
وَفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَينِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْفَضالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): يَا فُضَيْلُ! عِنْدَنَا كِتَابُ عَلِيٍّ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، مَا عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ إِلَّا وهُوَ فِيهِ، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، ثُمَّ خَطَّهُ بِيَدِهِ عَلَى إِبْهَامِهِ (37).
رواه عنه المجلسي في البحار (38)، والبروجردي في جامع الأحاديث (39).
إنّها محفوظة عند أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله):
وَفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْقِيَاسِ، وَ إِنَّ الله تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ جَمِيعَ دِينِهِ فِي حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ، فَجَاءَكُمْ ممَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، وَ تَسْتَغِيثُونَ بِهِ وَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَإِنَّهَا مصحف (40) عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِهِ، حَتَّى إِنَّ فِيهِ لَأَرْشَ خَدْشِ الكف، ثُمَ قَالَ: إِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ مِمَّنْ يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ وَأَنَا قُلْتُ!!! (41). ورواه المجلسي عنه في البحار (42).
إنّ عندنا جلداً سبعون ذراعاً:
وفي بصائر الدرجات عن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا جِلْداً سَبْعُونَ ذِرَاعاً، أَمْلَى رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وإِنَّ فِيهِ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ (43). رواه عنه المجلسي في البحار (44).
بل جبرئيل (عليه السلام):
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ رِبْعِيِّ، عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) يُمْلِي عَلَى عَلِيٍّ (عليه السلام)، فَنَامَ نَوْمَةً وَنَعَسَ نَعْسَةً، فَلَمَّا رَجَعَ نَظَرَ إِلَى الْكِتَابِ فَمَدَّ يَدَهُ، قَالَ: مَنْ أَمْلَى هَذَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْتَ، قَالَ: لَا، بَلْ جِبْرَئِيلُ (45) رواه عنه المجلسي في البحار (46).
وَفِي الْاخْتِصَاصِ عَنْ عَلِيُّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِيسَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رُفَاعَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله) كَانَ يُمْلِي عَلَى عَليٍ صَحِيفَةً، فَلَمَّا بَلَغَ نِصْفَهَا وَضَعَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) رَأْسَهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ (عليه السلام)، ثُمَّ كَتَبَ عَلِيٌّ (عليه السلام) حَتَّى امْتَلَأَتِ الصَّحِيفَةَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) رَأْسَهُ قَالَ: مَنْ أَمْلَى عَلَيْكَ يا عَلِيُّ؟ فَقَالَ: أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: بَلْ أَمْلَى عَلَيْكَ جِبْرِئِيلُ (47).
رواه عنه المجلسي في البحار (48)، والأحمدي في المكاتيب (49).
وَرَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْروٍ، عَنْ حَمَّادِ ابْنِ عُثْمَانٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزيِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): الَّذِي أَمْلَى (50) جِبْرِئِيلُ عَلَى عَلِيٍّ (عليه السلام) أقران؟ قَالَ: لَا (51) رواه عنه المجلسي في البحار (52).
أقول: إن قيل: كيف نزل جبرئيل على غير النبي (صلى الله عليه وآله)؟ يقال: إن نزول الملك يكون على قسمين: تارة بداعي الوحي، كما نزل جبرئيل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) وسائر الأنبياء، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً}.
وتارة لا بداعي الوحي، كما في قضية أم موسى (عليه السلام)، قال سبحانه وتعالى: {وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}، والسيدة مريم (عليها السلام) كما قال سبحانه وتعالى : {فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصدّيقة الشهيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حيث أصبحت محدّثة، أي أنَّ جبرئيل خاطبها وكلّمها.
صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها كل شيء من الحلال والحرام:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: قُلْتُ: يُذْكَرُونَ عِنْدَكُمْ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، قَالَ: وَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: فَقَالَ أَبوُ عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): لَيْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمَ، إِنَّمَا هُوَ أَثَرٌ عَنْ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي يَحْدُثُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ (53).
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ ابْنِ عَلِي بنِ فَضَّالٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَلِكِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) نَحْواً مِنْ سِتِّينَ رَجُلًا وَهُوَ وَسَطُنَا، فَجَاءَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَقَالَ: لَهُ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً فَذَكَرُوا أَنَّكَ تَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا كِتَابَ عَلِيٍّ (عليه السلام)، فَقَالَ: لَا وَ اللَّهِ! مَا تَرَكَ عَلِيٌّ كِتَاباً! وَ إِنْ كَانَ تَرَكَ عَلِيٌّ كِتَاباً مَا هُوَ إِلَّا إِهَابَيْنِ وَ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ عِنْدَ غُلَامِي هَذَا فَمَا أُبَالِي عَلَيْهِ، قَالَ فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام) ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَا هُوَ وَالله كَمَا يَقُولُونَ، إِنَّهُمَا جَفْرَانِ مَكْتُوبٌ فِيهِمَا، لَا وَالله إِنَّهُمَا لَإِهَابَانِ عَلَيْهِمَا أَصْوَافُهُمَا وَ أَشْعَارُهُمَا مَدْحُوسَيْنِ كتبنا (54) فِي أَحَدِهِمَا وَ فِي الْآخَرِ سِلَاحُ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وَ عِنْدَنَا وَ الله صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً مَا خَلَقَ الله مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِلَّا وَ هُوَ فِيهَا حَتَّى إِنَّ أَرْشَ الْخَدْشِ، وَ قَالَ: بِظُفُرِهِ عَلَى ذِرَاعِهِ فَخَطَّ بِهِ، وَ عِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) (55) أَمَا وَ الله مَا هُوَ فِي الْقُرْآنِ (56).
رواه المجلسي عنه في البحار وقال: بيان مدحوسين أي مملوئين (57).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) يَقُولُ: مَا خَلَقَ اللهُ حَلَالًا وَ لَا حَرَاماً إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ كَحَدِّ الدُّورِ، وَ إِنَّ حَلَالَ مُحَمَّدٍ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَ حَرَامَهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَ لَأِنَّ عِنْدَنَا صَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، وَ مَا خَلَقَ اللهُ حَلَالًا وَ لَا حَرَاماً إِلَّا فِيهَا، فَمَا كَانَ مِنَ الْطَّرِيقِ فَهُوَ مِنَ الطَّرِيقِ، وَ مَا كَانَ مِنَ الدُّورِ فَهُوَ مِنَ الدُّورِ، حَتّى أَرْشُ الْخَدْشِ وَ مَا سَوَاهَا، وَ الْجَلْدَةِ وَ نِصْفِ الْجَلْدَةِ (58).
إنّه من كتب الأوّلين:
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: مَا تَرَكَ عَلي شِيعَتَهُ وهُمْ يَحْتَاجُونَ إِلَى أَحَدٍ فِي الحَلَالِ والحَرَامِ (59) حَتَّى إِنَّا وَجَدْنَا فِي كِتَابِهِ أَرْشَ الْخَدْشِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ رَأَيْتَ كِتَابَهُ لَعَلِمْتَ أَنَّهُ مِنْ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ (60). رواه عنه المجلسي في البحار (61).
رَوَى الْكُلَيْنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ومُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، جَمِيعاً عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنِ الْجَدِّ، فَقَالَ: مَا أَجِدُ أَحَداً قَالَ فِيهِ إِلَّا بِرَأْيِهِ إِلَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)، قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ! فَمَا قَالَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)؟ قَالَ: إِذَا كَانَ غَداً فَالْقَنِي حَتَّى أُقْرِئَكَهُ فِي كِتَابٍ، قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ! حَدِّثْنِي، فَإِنَّ حَدِيثَكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تُقْرِئَنِيهِ فِي كِتَابٍ، فَقَالَ لِيَ الثَّانِيَةَ: اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ! إِذَا كَانَ غَداً فَالْقَنِي حَتَّى أُقْرِئَكَهُ فِي كِتَابٍ، فَأَتَيْتُهُ مِنَ الْغَدِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَ كَانَتْ سَاعَتِيَ الَّتِي كُنْتُ أَخْلُو بِهِ فِيهَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ، وَ كُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَّا خَالِياً خَشْيَةَ أَنْ يُفْتِيَنِي مِنْ أَجْلِ مَنْ يَحْضُرُهُ بِالتَّقِيَّةِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ جَعْفَرٍ (عليه السلام)، فَقَالَ لَهُ: أَقْرِئْ زُرَارَةَ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ، ثُمَّ قَامَ لِيَنَامَ، فَبَقِيتُ أَنَا وَ جَعْفَرٌ (عليه السلام) فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً مِثْلَ فَخِذِ الْبَعِيرِ، فَقَالَ: لَسْتُ أُقْرِئُكَهَا حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ الله أَنْ لَا تُحَدِّثَ بِمَا تَقْرَأُ فِيهَا أَحَداً أَبَداً حَتَّى آذَنَ لَكَ، وَ لَمْ يَقُلْ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ أَبِي، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ! وَلِمَ تُضَيِّقُ عَلَيَّ وَلَمْ يَأْمُرْكَ أَبُوكَ بِذَلِكَ؟ فَقَالَ لِي: مَا أَنْتَ بِنَاظِرٍ فِيهَا إِلَّا عَلَى مَا قُلْتُ لَكَ، فَقُلْتُ: فَذَاكَ لَكَ، وَ كُنْتُ رَجُلًا عَالِماً بِالْفَرَائِضِ وَ الْوَصَايَا بَصِيراً بِهَا حَاسِباً لَهَا، أَلْبَثُ الزَّمَانَ أَطْلُبُ شَيْئاً يُلْقَى عَلَيَّ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْوَصَايَا لَا أَعْلَمُهُ فَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَلْقَى إِلَيَّ طَرَفَ الصَّحِيفَةِ إِذَا كِتَابٌ غَلِيظٌ يُعْرَفُ أَنَّهُ مِنْ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ، فَنَظَرْتُ فِيهَا فَإِذَا فِيهَا خِلَافُ مَا بِأَيْدِي النَّاسِ مِنَ الصِّلَةِ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ، وَ إِذَا عَامَّتُهُ كَذَلِكَ، فَقَرَأْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ بِخُبْثِ نَفْسٍ وَ قِلَّةِ تَحَفُّظٍ وَ سَقَامِ رَأْيٍ، وَ قُلْتُ وَ أَنَا أَقْرَؤُهُ: بَاطِلٌ! حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ، ثُمَّ أَدْرَجْتُهَا ودَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام)، فَقَالَ لِي: أَ قَرَأْتَ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ مَا قَرَأْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَاطِلٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، هُوَ خِلَافُ مَا النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ والله يَا زُرَارَةُ هُوَ الْحَقُّ الَّذِي رَأَيْتَ، إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ فَوَسْوَسَ فِي صَدْرِي، فَقَالَ: ومَا يُدْرِيهِ أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِيَدِهِ؟! فَقَالَ لِي قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ: يَا زُرَارَةُ! لَا تَشُكَّنَّ وَدَّ الشَّيْطَانُ، والله إِنَّكَ شَكَكْتَ، وكَيْفَ لَا أَدْرِي أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِيَدِهِ وقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَدَّثَهُ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: لَا، كَيْفَ جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ؟! وَ نَدِمْتُ عَلَى مَا فَاتَنِي مِنَ الْكِتَابِ، وَ لَوْ كُنْتُ قَرَأْتُهُ وَ أَنَا أَعْرِفُهُ لَرَجَوْتُ أَنْ لَا يَفُوتَنِي مِنْهُ حَرْفٌ، قَالَ عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ: قُلْتُ لِزُرَارَةَ: فَإِنَّ أُنَاساً حَدَّثُونِي عَنْهُ وَ عَنْ أَبِيهِ (عليه السلام) بِأَشْيَاءَ فِي الْفَرَائِضِ، فَأَعْرِضُهَا عَلَيْكَ، فَمَا كَانَ مِنْهَا بَاطِلًا فَقُلْ هَذَا بَاطِلٌ، وَ مَا كَانَ مِنْهَا حَقّاً فَقُلْ هَذَا حَقٌّ، وَ لَا تَرْوِهِ وَ اسْكُتْ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي الِابْنَةِ وَ الْأَبِ وَ الِابْنَةِ وَ الْأُمِّ وَ الِابْنَةِ وَ الْأَبَوَيْنِ، فَقَالَ: هُوَ وَ الله الْحَقُ (62). رواه الفيض الكاشاني في الوافي عن الكافي (63).
وَرَوَى الشَّيْخُ الطُّوسِي فِي التَّهْذيِبِ عَنْ عَلِيِّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ومُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ، جَمِيعاً عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنِ الْجَدِّ، فَقَالَ: مَا أَحَدٌ قَالَ فِيهِ إِلَّا بِرَأْيِهِ إِلَّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام). قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ! فَمَا قَالَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام): فَقَالَ: إِذَا كَانَ غَداً فَالْقَنِي حَتَّى أُقْرِئَكَهُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام)، قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ! حَدِّثْنِي، فَإِنَّ حَدِيثَكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تُقْرِئَنِيهِ فِي كِتَابٍ! فَقَالَ لِيَ الثَّالِثَةَ: اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ! إِذَا كَانَ غَداً فَالْقَنِي حَتَّى أُقْرِئَكَهُ فِي كِتَابٍ. فَأَتَيْتُهُ مِنَ الْغَدِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَ كَانَتْ سَاعَتِيَ الَّتِي كُنْتُ أَخْلُو بِهِ فِيهَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ، وَ كُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَّا خَالِياً خَشْيَةَ أَنْ يُفْتِيَنِي مِنْ أَجْلِ مَنْ يَحْضُرُنِي بِالتَّقِيَّةِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَقْرِئْ زُرَارَةَ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ، ثُمَّ قَامَ لِيَنَامَ فَبَقِيتُ أَنَا وَ جَعْفَرٌ فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ وَ أَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً مِثْلَ فَخِذِ الْبَعِيرِ، فَقَالَ: لَسْتُ أُقْرِئُكَهَا حَتَّى تَجْعَلَ أَنْ لَا تُحَدِّثَ بِمَا تَقْرَأُ فِيهَا أَحَداً أَبَداً حَتَّى آذَنَ لَكَ، وَ لَمْ يَقُلْ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ أَبِي، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ! ولِمَ تُضَيِّقُ عَلَيَّ ولَمْ يَأْمُرْكَ أَبُوكَ بِذَلِكَ؟! فَقَالَ: مَا أَنْتَ بِنَاظِرٍ فِيهَا إِلَّا عَلَى مَا قُلْتُ لَكَ، فَقُلْتُ: فَذَلِكَ لَكَ، وَ كُنْتُ رَجُلًا عَالِماً بِالْفَرَائِضِ وَ الْوَصَايَا بَصِيراً بِهَا حَاسِباً لَهَا، أَلْبَثُ الزَّمَانَ أَطْلُبُ شَيْئاً يُلْقَى عَلَيَّ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْوَصَايَا لَا أَعْلَمُهُ فَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَلْقَى إِلَيَّ طَرَفَ الصَّحِيفَةِ إِذَا كِتَابٌ غَلِيظٌ يُعْرَفُ أَنَّهُ مِنْ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ فَنَظَرْتُ خِلَافَ مَا بِأَيْدِي النَّاسِ مِنَ الصُّلْبِ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ وَ إِذَا عَامَّتُهُ كَذَلِكَ، فَقَرَأْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ بِخُبْثِ نَفْسٍ وَ قِلَّةِ تَحَفُّظٍ وَ أَسْقَامِ رَأْيٍ! وقُلْتُ وأَنَا أَقْرَؤُهُ: بَاطِلٌ! حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ، ثُمَّ أَدْرَجْتُهَا ودَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) فَقَالَ لِي: أَ قَرَأْتَ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ؟ فَقُلْتُ: نَعَم، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ مَا قَرَأْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَاطِلٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ! هُوَ خِلَافُ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ! قَالَ: فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ والله يَا زُرَارَةُ الْحَقُّ الَّذِي رَأَيْتَ، إِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ فَوَسْوَسَ فِي صَدْرِي فَقَالَ: ومَا يُدْرِيهِ أَنَّهُ إِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِيَدِهِ؟! فَقَالَ لِي قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ: يَا زُرَارَةُ! لَا تَشُكَّنَّ! وَدَّ الشَّيْطَانُ! والله أَنَّكَ شَكَكْتَ! وكَيْفَ لَا أَدْرِي أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِيَدِهِ وقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَدَّثَهُ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: لَا! كَيْفَ؟ جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ! وتَنَدَّمْتُ عَلَى مَا فَاتَنِي مِنَ الْكِتَابِ، ولَوْ كُنْتُ قَرَأْتُهُ وأَنَا أَعْرِفُهُ لَرَجَوْتُ أَلَّا يَفُوتَنِي مِنْهُ حَرْفٌ! قَالَ: عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ: قُلْتُ لِزُرَارَةَ: فَإِنَّ أُنَاساً حَدَّثُونِي عَنْهُ وعَنْ أَبِيهِ بِأَشْيَاءَ فِي الْفَرَائِضِ فَأَعْرِضُهَا عَلَيْكَ، فَمَا كَانَ مِنْهَا بَاطِلًا فَقُلْ هَذَا بَاطِلٌ، ومَا كَانَ مِنْهَا حَقّاً فَقُلْ هَذَا حَقٌّ، ولَا تَرْوِهِ واسْكُتْ! فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي الْبِنْتِ والْأَبِ والْبِنْتِ والْأُمِّ والْأَبَوَيْنِ، فَقَالَ: هُوَ والله الْحَقُ (64).
كلام حول موقف زرارة:
أقول: لا يخفى على الناظر البصير أن ما صدر من زرارة- بناء على الخبر السابق - لا يناسب مقامه ومنزلته، ولعل كان ذلك قبل كشف الحقيقة له، وهذا ما ذهب إليه الفقيه الشيخ محمد تقي المجلسي الأول، حيث قال: (واعلم أنّ زرارة كان أولًا من علماء العامّة، فلمّا بصره الله تعالى كان ما قرأه من الأباطيل ثابتاً في خاطره، وكان ذلك الكلام في مبادي خدمته له (عليه السلام)، و كان في ذلك الوقت لم يستبصر كما استبصر آخراً، و غرضه من ذكر هذه المزخرفات مع تلامذته و كانوا على ما كان هو أولًا إني أيضاً كنت بحيث يخطر ببالي ما يخطر ببالكم حتى رأيت المعجزات منهم، و صرت بحيث أعلم أن كل ما يقولونه فهو من الله، و لهذا كان يظهر الندامة على ما فاته من تحفظ ما في الكتاب، و سنذكر جلالة قدره و عظم شأنه) (65).
إن ما ذهب إليه الفقيه المجلسي هو حفظ لمكانة زرارة وموقعه العالي، إذ لا يعقل أن يصدر من مثل زرارة مثل تلك المقالة، وإن كان في حيطة ذهنه، إلا أننا لم نعثر في كتبنا الرجالية ما يدل على سابقته من كونه عامياً ثم استبصر، نعم جاء في بعض كتب رجال العامة ميله بإمامة عبد الله الأفطح، ثم لما بان له عدم صلاحه لتصديه مقام الإمامة رجع عن ذلك.
جاء في سمط النجوم: فأما عبد الله الأفطح فكانت له شيعة يدعون إمامته، منهم زرارة بن أعين الكوفي، ثم قام بالمدينة، وسأله عن مسائل من الفقه فألفاه جاهلًا، فرجع عن القول بإمامته، وانقطعت الشيعة الأبطحيّة (66).
وفي لسان الميزان: وقرأت في كتاب الجمهرة لأبي محمد بن حزم كان زرارة ابن أعين المحدث يدعى أمامة الأفطح عبد الله بن محمد (67) بن علي بن الحسين بن على هو وجماعة معه، فقدم زرارة المدينة فلقي عبد الله فسأله عن مسائل من الكوفة فألفاه لا يدري فرجع الى الكوفة، فسأله أصحابه عنه وكان المصحف بين يديه، فأشار لهم إليه وقال لهم هذا إمامي لا إمام لي غيره، قلت: فهذا يدل على أنه رجع عن التشيع (68).
ولكنه غير تام، وذلك:
أولًا: إن من الواضح جداً أن زرارة كان من أركان التشيع، لقد روي عن الصادق (عليه السلام) في شأنه وغيره: أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة: و زرارة بن أعين (69)، وروي عن الصادق (عليه السلام) أيضاً: رحم الله زرارة بن أعين، لو لا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي (عليه السلام) (70) و وصفه النجاشي بكونه شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارئاً فقيهاً متكلماً شاعراً أديباً، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً في ما يرويه (71)، وقال الكشي في شأنه: أنه أفقه أصحابهم وأنه من أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم، وكونه من حواري الباقر والصادق (72).
وجاء في موسوعة طبقات الفقهاء: كان من أبرز تلاميذ الإمام الباقر (عليه السلام)، و قد روى عنه ألفاً و مائتين و ستة و ثلاثين مورداً، كما أنّ روايته عن الامام الصادق (عليه السلام) تبلغ أربعمائة و تسعة و أربعين مورداً، و له مصنّفات منها كتاب الاستطاعة و الجبر، و هو أحد المؤسسين لفقه أهل البيت (عليهم السلام)، فرواياته تحتل الصدارة عند الفقهاء، و إليها يرجعون في استنباطهم للحكم الشرعي، و قد شملت رواياته جميع أبواب الفقه من العبادات و المعاملات و غيرهما، و من تتبع كتب الحديث يقف على حقيقة أمره و علو منزلته و حرصه الشديد على أخذ الاحكام من أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله)، و كان الامام الصادق (عليه السلام) يبجّل زرارة و يعتز به لأنّه من كبار العلماء و الفقهاء الذين تلمّذوا على أبيه (عليه السلام). روي أنّ الفيض بن المختار دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) فسأله عن الاختلاف في الحديث، فأجابه الإمام بعد كلام طويل: إذا أردتَ حديثنا فعليك بهذا الجالس، وأشار إلى زرارة. وقال سليمان بن خالد الأقطع: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إلّا زرارة، وأبا بصير المرادي، ومحمد بن مسلم، وبُريد بن معاوية العجلي، وقيل لجميل بن درّاج: ما أحسن محضرك وأزين مجلسك! فقال: أي والله ما كنا حول زرارة بن أعين إلّا بمنزلة الصبيان حول المعلم. وفي رسالة أبي غالب الزراري: كان زرارة يكنى أبا علي وكان خصماً جدلًا لا يقوم أحد لحجّته صاحب إلزام وحجة قاطعة، إلّا أنّ العبادة أشغلته عن الكلام، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه. ووصفه الجاحظ في كتاب الحيوان بأنّه رئيس الشيعة. توفي زرارة في سنة مائة وخمسين، وقيل: سنة مائة وثمان وأربعين بعد وفاة الامام الصادق (عليه السلام) بشهرين. ويقال: إنّه عاش سبعين سنة (73).
وأما العامة فقد هجموه ونسبوه الى الرفض والترفّض (74)، ولم نعثر أحدهم صرح بما أفاده المجلسي من انتقاله من مذهب العامة إلى مذهب الحق.
قال ابن عدي في الكامل: زرارة بن أعين: قال عمرو بن علي: زرارة بن أعين وحمران بن أعين ثلاثة أخوة يفرطون في التشيع وزرارة أردؤهم قولًا (75).
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: زرارة بن أعين الكوفي أخو حمران يترفض (76).
وقال أيضاً في المغني في الضعفاء: زرارة بن أعين أخو حمران كوفي فيه رفض بين (77).
وفي ضعفاء العقيلي: حدثنا بشر قال حدثنا الحميدي قال سمعت رافضياً يقال له زرارة بن أعين (78).
وقال الفلاس في شأنه: زرارة بن أعين وحمران بن أعين ثلاثة أخوة يفرطون في التشيع، وزرارة أردؤهم قولًا (79).
وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: زرارة بن أعين الكوفي أخو حمران يترفض.. قال (العقيلي) وكانوا ثلاثة أخوه شيعة وكان حمران أشدهم (80).
وثانياً: إن ما استفاده ابن حجر من قوله (هذا إمامي) فهو غير تام، وذلك لاحتمال أنه قال: (أمامي) ولا (إمامي) إشارة إلى تلاوته القرآن الكريم، كما أنه لا منافات من كون القرآن إماماً له أيضاً لكونه الثقل الأكبر كما في حديث الثقلين، كما أنه هناك احتمال صدور هذا الكلام تقية، هذا إذا ثبت صدور الكلام من زرارة، وإلا فقد نسب إليه كذباً وزوراً.
فتلخص مما ذكر أنه بعد اعتبار الرواية، كما صرح به الفقيه المجلسي بقوله: الصحيح أو الحسن كالصحيح (81)، يمكن التخلص مما ورد فيها بأمرين:
أولًا: ما ذكره الفقيه المجلسي الأول عن احتمال حصول ذلك قبل استبصاره، هذا إذا ثبت الأمر.
ثانياً: عدم تنقيح المسائل الكلاميّة الحقّة تنقيحاً كاملًا حينذاك، كما هناك نظائر لهذه المسألة، كالقول بسهو النبى (صلى الله عليه وآله) الذي قال به الشيخ الصدوق في القرن الرابع، فكيف بالقرن الثاني الذي كان يعيش فيه مثل زرارة.
ما من حلال ولا حرام إلّا وهو فيها:
رَوَى ابنُ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ أو عَمَّن رَوَاه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ سَمِعْتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِيفَةٌ يُقَالُ لَهَا الْجَامِعَةُ، مَا مِنْ حَلَالٍ ولَا حَرَامٍ إِلَّا وهُوَ فِيهَا حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (82). رواه عنه المحدث النوري في المستدرك (83).
ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنِ السِّنْدِيِّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الله بْنَ الْحَسَنِ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ، فَقَالَ: صَدَقَ وَ الله عَبْدُ الله بْنُ الْحَسَنِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ، وَ لَكِنَّ عِنْدَنَا وَ الله الْجَامِعَةَ، فِيهَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ، وَعِنْدَنَا الْجَفْرُ، أَ يَدْرِي عَبْدُ الله بْنُ الْحَسَنِ مَا الْجَفْرُ؟! مِسْكُ معز أَمْ مِسْكُ شَاةٍ، وعِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَة (عليها السلام)، أَمَا والله مَا فِيهِ حَرْفٌ مِنَ الْقُرْآنِ، ولَكِنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام)، كَيْفَ يَصْنَعُ عَبْدُ الله إِذَا جَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ ويَسْأَلُونَهُ (84). رواه عنه المجلسي في البحار (85)، والبروجردي في الجامع (86).
رَوَى ابن الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِالله (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعِينَ (87) ذِرَاعاً إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، مَا مِنْ حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ إِلَّا وهُوَ فِيهَا حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (88). رواه عنه المجلسي في البحار (89).
عندنا الصحيفة:
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: أَمَا وَالله إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَا نَحْتَاجُ إِلَى النَّاسِ وَإِنَّ النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا، إِنَّ عِنْدَنَا الصَّحِيفَةَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، بِخَطِّ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَ إِمْلَاءِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ عَلَى أَوْلَادِهِمَا، فِيهَا مِنْ كُلِّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ، وَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَنَا فَتَدْخُلُونَ عَلَيْنَا فَنَعْرِفُ خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ (90). روى عنه المجلسي في البحار (91).
تلك صحيفة سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج:
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الحَسَنِ ابن مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَامِعَةِ، قَالَ: تِلْكَ صَحِيفَةٌ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْيضِ (92) الْأَدِيمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلَّا وَهِيَ فِيهَا حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (93).
روى عنه المجلسي في البحار (94)، وقال في بيانه: الأديم الجلد أو أحمره أو مدبوغه، والفالج الجمل الضخم ذو السنامين، يحمل من السند للفحل (95).
صحيفة فيها تسع عشرة صحيفة:
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِيلٍ بَياعِ الجَوَارِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): إِنَّ عِنْدِي لَصَحِيفَةً فِيهَا تِسْعَ عَشْرَةَ صَحِيفَةً، قَدْ حَبَاهَا رسول الله (صلى الله عليه وآله) (96).
رواه عنه المجلسي في البحار (97).
نحن نتبع ما فيها فلا نعدوها:
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الحسين بن سعيد الْأَهْوَازِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بن أيوب، عَنْ قَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ (98)، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا (عليهما السلام) قَالَ إِنَّ عِنْدَنَا صَحِيفَةً مِنْ كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) أَوْ مُصْحَفِ عَلِيٍّ (عليه السلام) طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فَنَحْنُ نَتَّبِعُ مَا فِيهَا فَلَا نَعْدُوهَا (99).
رواه عنه المجلسي في البحار (100).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ يَعْقُوبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وأَبِي الْمعزَاء، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَال: أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ كَبِيرٍ وقَالَ: يَا حُمْرَانُ! إِنَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ صَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِخَطِّ عَلِيٍّ (عليه السلام) وإِمْلَاءِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، ولَوْ وَلِينَا النَّاسَ لَحَكَمْنَا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ لَمْ نَعْدُ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ (101).
رواه عنه المجلسي في البحار (102).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسًينِ بنِ سَعِيدِ، عَنْ فَضَالَةَ بنِ أَيوبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن بُرَيْدِ بنِ مُعَاوِيَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): إِنَّ عِنْدَنَا صَحِيفَةً مِنْ كُتُبِ عَلِيٍّ (عليه السلام) طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فَنَحْنُ نَتَّبِعُ مَا فِيهَا لَا نَعْدُوهَا. وسَأَلْتُهُ عَنْ مِيرَاثِ الْعِلْمِ مَا بَلَغَ، أَجَوَامِعُ هُوَ مِنَ الْعِلْمِ؟ أَمْ فِيهِ تَفْسِيرُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِي تَتَكَلَّمُ فِيهِ النَّاسُ مِثْلِ الطَّلَاقِ والْفَرَائِضِ؟ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيّاً (عليه السلام) كَتَبَ الْعِلْمَ كُلَّهُ: الْقَضَاءَ والْفَرَائِضَ، فَلَوْ ظَهَرَ أَمْرُنَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ إِلَّا فِيهِ سُنَّةٌ نُمْضِيهَا (103). رواه عنه المجلسي في البحار (104).
فيها جميع ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة:
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، حَتَّى إِنَّ فِيهَا أَرْشَ الْخَدْشِ (105). رواه المجلسي عنه في البحار (106).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ العَباسِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ وَ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ ابن الْعَبَّاسِ (107)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: وَ الله إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، إِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَكَتَبَهَا عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ (108). رواه عنه المجلسي في البحار (109).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرَى فَاطِمَةَ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِيَّةً ظَاهِرَةً وَ وَصِيَّةً بَاطِنَةً، وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) مَبْطُوناً لَا يَرَوْنَ إِلَّا أنهُ لِمَا بِهِ، فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ (110) إِلَيْنَا، فَقُلْتُ: فَمَا فِي ذَلِكَ (111)؟ فَقَالَ: فِيهِ والله جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ إِلَى أَنْ تَفْنَى الدُّنْيَا (112). رواه المجلسي عنه في البحار (113).
هذه إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّه علي (عليه السلام) بيده:
قَالَ النَّجَاشِيُّ فِي رِجَالِهِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ ابْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَذَافِرِ الصَّيْرَفِيِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرِ (عليه السلام) فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، وَكَانَ أَبوُ جَعْفَرِ (عليه السلام) لَهُ مُكَرِّماً، فَاخْتَلَفَا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ أَبوُ جَعْفَرٍ (عليه السلام): يَا بُنَيُّ! قُمْ فَأَخْرِجْ كِتَابَ عَلِيٍّ، فَأَخْرَجَ كِتَاباً مَدْرُوجاً عَظِيماً وفَتَحَهُ (فَفَتَحَهُ)، وَجَعَلَ يَنْظُرُ حَتَّى أَخْرَجَ الْمَسْأَلَةَ، فَقَال أَبوُ جَعْفَرٍ (عليه السلام): هَذَا خَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) وإِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأَقْبَلَ عَلَى الْحَكَمِ وقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدِ! اذْهَبْ أَنْتَ وسَلَمَةُ وأَبوُ الْمِقْدَامِ حَيْثُ شِئْتُمْ يَمِيناً وشِمَالًا، فَوَ اللهِ لَا تَجِدُونَ الْعِلْمَ أَوْثَقُ مِنْهُ عِنْدُ قَوْمٍ كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ جِبْرَئيِلُ (عليه السلام) (114). رواه عنه البروجردي في جامع الأحاديث (115)، والخوئي في معجم الرجال (116).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ يَعْقُوبَ بنِ يَزِيدَ، عَنِ الحسَنِ بنِ عَلِيِ الْوَشَّاءِ، عَنِ عَبدِ اللهِ بنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا صَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، أَمْلَاهُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وإِنَّ فِيهَا لَجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى أَرَشَ الْخَدْشِ (117).
رواه عنه الحر العاملي في الفصول المهمة (118)، والمجلسي في البحار (119).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ فِي كِتَابِ الَّذِي هُوَ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطَّهُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ: إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شُؤْمٌ فَفِي النِّسَاءِ (120).
الصحيفة.. ما خلق الله من حلال أو حرام إلا وهو فيها:
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بنِ عَليِ بن فَضالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) نَحْواً مِنْ سِتِّينَ رَجُلًا قَالَ: فسمعته يقول: عِنْدَنَا والله صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، مَا خَلَقَ الله مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ إِلَّا وهُوَ فِيهَا، حَتَّى إِنَّ فِيهَا أَرْشَ الْخَدْشِ (121).
رواه عنه المجلسي في البحار (122)، والنوري في المستدرك (123)، والبروجردي في جامع الأحاديث (124).
ورَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام)، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ صَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، مَا خَلَقَ الله مِنْ حلال ولا حرام إلا وفيها، حتى أرش الخدش (125).
رواه عنه المجلسي في البحار (126)، والبروجردي في جامع الأحاديث (127).
وَفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنِ أبي بُكَيْرٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) نَحْواً مِنْ سِتِّينَ رَجُلًا وَ هُوَ وَسْطَنَا، فَجَاءَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَقَالَ لَهُ: كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً فَذَكَرُوا أَنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا كِتَابَ عَلِيٍّ (عليه السلام)، فَقَالَ: لَا وَ الله مَا تَرَكَ عَلِيٌّ (عليه السلام) كِتَاباً، وَ إِنْ كَانَ تَرَكَ عَلِيٌّ كِتَاباً مَا هُوَ إِلَّا إِهَابَيْنِ، وَ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ عِنْدَ غُلَامِي هَذَا فَمَا أُبَالِي عَلَيْهِ، قَالَ: فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام)، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَا هُوَ وَ الله كَمَا يَقُولُونَ، إِنَّهُمَا جَفْرَانِ مَكْتُوبٌ فِيهِمَا، لَا وَ اللهِ إِنَّهُمَا لَإِهَابَانِ عَلَيْهِمَا أَصْوَافُهُمَا وَ أَشْعَارُهُمَا مَدْحُوسَيْنِ كتبنا (128) فِي أَحَدِهِمَا وَ فِي الْآخَرِ سِلَاحُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، وَ عِنْدَنَا وَ اللهِ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، مَا خَلَقَ الله مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِلَّا وَ هُوَ فِيهَا، حَتَّى إِنَّ فِيهَا أَرْشَ الْخَدْشِ، وَ قَامَ بِظُفُرِهِ عَلَى ذِرَاعِهِ فَخَطَّ بِهِ، وَعِنْدَنَا مُصْحَفُ (129)، أَمَا وَ الله مَا هُوَ بِالْقُرْآنِ (130).
ورواه عنه المجلسي في البحار (131)، والبروجردي في جامع الأحاديث (132)، وقال المجلسي في بيانه: دحس الشيء ملأه، (مدحوسين أي: مملوئين) (133) وظاهره أنّ في جفر السلاح أيضاً بعض الكتب (134).
هي الجامعة ... يقال لها الجامعة:
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام) صَحِيفَةً فِيهَا الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ وَالْفَرَائِضُ، قُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا تُبْلَى؟ قَالَ: فَمَا يُبْلِيهَا؟! قُلْتُ: وَمَا تُدْرَسُ؟ قَالَ: ومَا يَدْرُسُهَا؟! قَالَ: هِيَ الْجَامِعَةُ أَوْ مِنَ الْجَامِعَةِ (135).
رواه الحر العاملي في الفصول المهمة (136)، والمجلسي في البحار (137).
ثم قال المجلسي في بيانه: قوله (عليه السلام) (فما يبليها) أي: أيّ شيء يقدر على إبلائها والله حافظها لنا؟ أو لا تقع عليها الأيدي كثيراً حتى تبلى أو تدرس وتمحى (138).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ يَعْقُوبَ بنِ يَزِيدَ أو عَمنْ رَوَاهُ عَنْ يَعقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِيفَةً يُقَالُ لَهَا الْجَامِعَةُ، مَا مِنْ حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ إِلَّا وَهُوَ فِيهَا، حَتَّى أَرْشِ الْخَدْشِ (139). رواه عنه المجلسي في البحار (140).
عندنا الجامعة.. وهي صحيفة سبعون ذراعاً:
رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّجَالِيِّ، عَنْ فُحُولِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): عِنْدَنَا الْجَامِعَةُ وَهِيَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (141).
وَعَنْ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَامِعَةِ، فَقَالَ: تِلْكَ صَحِيفَةٌ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ (142).
قَالَ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فِي الْفَقِيهِ: وَ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا (عليه السلام) قَالَ: لِلْإِمَامِ عَلَامَاتٌ: يَكُونُ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَ أَحْكَمَ النَّاسِ، وَ أَتْقَى النَّاسِ، وَ أَحْلَمَ النَّاسِ، وَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَ أَسْخَى النَّاسِ، وَ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَ يُولَدُ مَخْتُوناً، وَ يَكُونُ مُطَهَّراً، وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَ لَا يَكُونُ لَهُ ظِلٌّ، وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتَيْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَ لَا يَحْتَلِمُ، وَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَ لَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَ يَكُونُ مُحَدَّثاً، وَ يَسْتَوِي عَلَيْهِ دِرْعُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، وَلَا يُرَى لَهُ بَوْلٌ وَ لَا غَائِطٌ، لِأَنَّ الله عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ وَكَّلَ الْأَرْضَ بِابْتِلَاعِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ، وَتَكُونُ رَائِحَتُهُ أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ، وَ يَكُونُ أَوْلَى بِالنَّاسِ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ، وَ يَكُونُ أَشَدَّ النَّاسِ تَوَاضُعاً لِلَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ، وَ يَكُونُ آخَذَ النَّاسِ بِمَا يَأْمُرُ بِهِ، وَ أَكَفَ النَّاسِ عَمَّا يَنْهَى عَنْهُ، وَ يَكُونُ دُعَاؤُهُ مُسْتَجَاباً، حَتَّى أَنَّهُ لَوْ دَعَا عَلَى صَخْرَةٍ لَانْشَقَّتْ بِنِصْفَيْنِ، وَ يَكُونُ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ سَيْفُهُ ذُو الْفَقَارِ، وَيَكُونُ عِنْدَهُ صَحِيفَةٌ يَكُونُ فِيهَا أَسْمَاءُ شِيعَتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَ صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْمَاءُ أَعْدَائِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَتَكُونُ عِنْدَهُ الْجَامِعَةُ، وَهِيَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِيهَا جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ، وَ يَكُونُ عِنْدَهُ الْجَفْرُ الْأَكْبَرُ وَ الْأَصْغَرُ إِهَابُ مَاعِزٍ وَإِهَابُ كَبْشٍ، فِيهِمَا جَمِيعُ الْعُلُومِ حَتَّى أَرْشِ الْخَدْشِ وَحَتَّى الْجَلْدَةِ وَنِصْفِ الْجَلْدَةِ وَثُلُثِ الْجَلْدَةِ، ويَكُونُ عِنْدَهُ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) (143).
ورواه الصدوق أيضاً في الخصال (144)، والعيون (145)، ومعاني الأخبار(146)، والطبرسيّ في الاحتجاج (147)، والمجلسيّ في البحار (148).
وما يدريهم ما الجامعة؟
رَوَى الكُلَيْنِيُ عَنِ العِدَّةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحَجَّالِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا، أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي؟ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام) سِتْراً بَيْنَهُ وَ بَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ شِيعَتَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) عَلَّمَ عَلِيّاً (عليه السلام) بَاباً يُفْتَحُ لَهُ مِنْهُ أَلْفُ بَابٍ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، عَلَّمَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) عَلِيّاً (عليه السلام) أَلْفَ بَابٍ يُفْتَحُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا وَ الله الْعِلْمُ، قَالَ: فَنَكَتَ سَاعَةً فِي الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ مَا هُوَ بِذَاكَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ، وَ مَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَامِعَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا الْجَامِعَةُ؟ قَالَ: صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَإِمْلَائِهِ مِنْ فَلْقِ فِيهِ، وَخَطِّ عَلِيٍّ بِيَمِينِهِ، فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وحَرَامٍ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى الْأَرْشُ فِي الْخَدْشِ، وضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَيَّ، فَقَالَ: تَأْذَنُ لِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّمَا أَنَا لَكَ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ، قَالَ: فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ وَقَالَ: حَتَّى أَرْشُ هَذَا كَأَنَّهُ مُغْضَبٌ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا والله الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّهُ لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وإِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ، ومَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: ومَا الْجَفْرُ؟ قَالَ: وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ والْوَصِيِّينَ، وعِلْمُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّهُ لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَة (عليها السلام)، ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)؟ قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)؟ قَالَ: مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، والله مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا والله الْعِلْمُ، قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ وعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا والله هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّهُ لَعِلْمٌ ولَيْسَ بِذَاكَ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَيُّ شَيْءٍ الْعِلْمُ؟ قَالَ: مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِ الْأَمْرِ والشيءُ بَعْدَ الشَّيْءِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (149).
رواه عنه الحسن بن سليمان في المحتضر (150)، وشرف الدين الحسيني في تأويل الآيات (151)، والبروجردي في جامع الأحاديث (152).
وروى ابن الصفار نحوه في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عمر، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (153)، وروى عنه المجلسي في البحار (154)، ثم قال في بيانه: لعلّ رفع الستر للمصلحة، أو لكون تلك الحالة من الأحوال التي لا يحضرهم فيها علم بعض الأشياء، والنكت أن تضرب في الأرض بقضيب فتؤثر فيها. قوله (عليه السلام): (تأذن؟) يدل على أن إبراء ما لم يجب نافع، قوله: (كأنّه مغضب) أي غمز غمزاً شديداً كأنه مغضب، قوله: (وما يدريهم ما الجفر؟) أي: لا يدرون أن الجفر صغير بقدر مسك شاة أو كبير على خلاف العادة بقدر مسك بعير، وكأنّه إشارة إلى أنّه كبير، قوله: (إنّ هذا هو العلم) أي العلم الكامل وكل العلم، قوله: (والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد فيه) أي: فيه علم ما كان وما يكون، فإن قلت: في القرآن أيضاً بعض الأخبار قلت: لعلّه لم يذكر فيه ممّا في القرآن. فإن قلت: يظهر من بعض الأخبار اشتمال مصحف فاطمة أيضاً على الأحكام، قلت: لعلّ فيه ما ليس في القرآن، فإن قلت: قد ورد في كثير من الأخبار اشتمال القرآن على جميع الأحكام والأخبار ممّا كان أو يكون، قلت: لعلّ المراد به ما نفهم من القرآن ما لا يفهمون منه، ولذا قال (عليه السلام): قرآنكم، على أنّه يحتمل أن يكون المراد لفظ القرآن. ثم الظاهر من أكثر الأخبار اشتمال مصحفها (عليها السلام) على الأخبار فقط، فيحتمل أن يكون المراد عدم اشتماله على أحكام القرآن، قوله (عليه السلام) (علم ما كان وما هو كائن) أي: من غير جهة مصحف فاطمة عليها السلام أيضاً (155).
أقول: إنّ المصرّح في الأخبار عدم احتواء مصحف فاطمة (عليها السلام) شيئاً من الآيات القرآنية الشريفة، واختصاصها بذكر أخبار الغيبية الآتية والملاحم، كما احتمله المجلسي: أيضاً في نهاية كلامه.
ورَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الحُسَينِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ، ومَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَامِعَةُ؟! قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! ومَا الْجَامِعَةُ؟ قَالَ: صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، أَمْلَاهُ مِنْ فَلْقِ فِيهِ، وخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَمِينِهِ، فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وحَرَامٍ وكُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى الْأَرْشُ فِي الْخَدْشِ (156).
رواه عنه المجلسي في البحار (157).
أين هو من الجامعة؟!
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ- وذَكَرَ ابْنُ شُبْرُمَةَ- فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): أَيْنَ هُوَ مِنَ الْجَامِعَةِ؟! إِمْلَاءِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطِّه عَلِيٍّ (عليه السلام)، فِيهَا الْحَلَالُ والْحَرَامُ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (158). رواه عنه المجلسي في البحار (159).
وفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: - وذَكَرَ ابْنُ شُبْرُمَةَ فِي فُتْيَا- أَفْتَى بِهَا؟! أَيْنَ هُوَ مِنَ الْجَامِعَةِ؟ إِمْلَاءِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) بِخَطِّ عَلِيٍّ (عليه السلام)، فِيهَا جَمِيعُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (160). رواه المجلسي عنه في البحار (161).
وفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ (162)، عَنْ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: - وذَكَرَ ابْنُ شُبْرُمَةَ فِي فُتْيَاهُ فَقَالَ: - أَيْنَ هُوَ مِنَ الْجَامِعَةِ أَمْلَى رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، فِيهَا جَمِيعُ الْحَلَالِ والْحَرَامِ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ فِيهِ (163).
رواه عنه المجلسي في البحار (164).
الجامعة.. فيها الحلال والحرام:
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: قِيلَ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ الله بْنَ الْحَسَنِ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ، فَقَالَ: صَدَقَ واللَّه! مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ، وَ لَكِنَّ عِنْدَنَا وَ الله الْجَامِعَةَ، فِيهَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ، وَ عِنْدَنَا الْجَفْرُ، أَ فَيَدْرِي عَبْدُ الله أَمِسْكُ بَعِيرٍ أَوْ مِسْكُ شَاةٍ، وَ عِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ، أَمَا وَ الله مَا فِيهِ حَرْفٌ مِنَ الْقُرْآنِ، وَ لَكِنَّهُ إِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام)، كَيْفَ يَصْنَعُ عَبْدُ الله إِذَا جَاءَهُ النَّاسُ مِنْ كُلِّ فَنٍّ يَسْأَلُونَهُ، أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنَّ تَكُونُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذِينَ بِحُجْزَتِنَا وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنَا وَ نَبِيُّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ رَبِّهِ (165). رواه عنه المجلسي في البحار (166)، والبروجردي في الجامع (167).
الجامعة.. ليس من قضية إلا هي فيها:
وعَنِ ابْنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَامِعَةِ، قَالَ: تِلْكَ صَحِيفَةٌ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، إِلَى أَنْ قَالَ: ولَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلَّا هِيَ فِيهَا حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (168).
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ، فَقَالَ: هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوٌّ عِلْماً، فَقَالَ لَهُ: مَا الْجَامِعَةُ؟ فَقَالَ: تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ، ولَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلَّا وفِيهَا، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، قَالَ لَهُ: فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ؟ فَسَكَتَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِيدُونَ وَ عَمَّا لَا تُرِيدُونَ، إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ يَوْماً، وَ قَدْ كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلَى أَبِيهَا، وَ كَانَ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) يَأْتِيهَا فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَى أَبِيهَا وَ يُطَيِّبُ نَفْسَهَا، وَ يُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا وَ مَكَانِهِ، وَ يُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا، وَ كَانَ عَلِيٌّ (عليه السلام) يَكْتُبُ ذَلِكَ، فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها السلام (169).
رواه المجلسي عنه ثم قال في بيانه: قوله (عليه السلام): (عما تريدون) أي: عما يعنيكم ويلزمكم إرادته وعمّا لا يعنيكم ولا تضطرّون إلى السؤال عنه (170).
الجامعة.. فيها كل شيء يحتاج إليها الناس:
وَعَنِ الْبَصَائِرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وحَرَامٍ وكُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى الْأَرْشُ فِي الْخَدْشِ (171).
قَالَ ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونِ القَدَّاحِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فِي كِتَابِ عَلِيٍّ كُلُّ شَيْءٍ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ والْأَرْش (172). رواه عنه المجلسي في البحار (173)، والبروجردي في الجامع (174).
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ ابْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: ذُكِرَ لَهُ وَقِيعَةُ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ ذَكَرْنَا الْجَفْرَ، فَقَالَ: وَ الله إِنَّ عِنْدَنَا لَجِلْدَيْ مَاعِزٍ وَ ضَأْنٍ إِمْلَاءَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطَّ عَلِيٍّ (عليه السلام)، وَ إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً أَمْلَاهَا رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطَّهَا عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وَ إِنَّ فِيهَا لَجَمِيعَ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ (175).
وقال المجلسي في بيانه: الوقيعة الذم والغيبة، أي: ذكر أن ولد الحسن يذمون الأئمة (عليهم السلام) في ادعائهم الجفر ويكذبونهم، ويحتمل أن يكون المراد بالوقيعة الصدمة في الحرب (176).
رَوَى مُحَمَّدُ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ يَعْقُوبَ بنِ يَزِيدَ ومُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ محمدِ بنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ عُمَر بنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعدٍ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) وعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ لَهُ مُعَلَّى ابْنُ خُنَيْسٍ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! مَا لَقِيتَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ؟! ثُمَّ قَالَ لَهُ الطَّيَّارُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! بَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي بَعْضِ السِّكَكِ إِذ لَقِيتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ الْحَسَنِ عَلَى حِمَارٍ حَوْلَهُ أُنَاسٌ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، فَقَالَ لِي: أَيُّهَا الرَّجُلُ! إِلَيَّ إِلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) قَالَ: مَنْ صَلَّى صَلَواتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ الله وذِمَّةُ رَسُولِهِ، مَنْ شَاءَ أَقَامَ ومَنْ شَاءَ ظَعَنَ، فَقُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللَّه! ولَا تَغُرَّنَّكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام) لِلطَّيَّارِ: فَلَمْ تَقُلْ لَهُ غَيْرَ هذا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلَّا قُلْتَ: إِنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) قَالَ ذَلِكَ وَ الْمُسْلِمُونَ مُقِرُّونَ لَهُ بِالطَّاعَةِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وَ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ انْقَطَعَ ذَلِكَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَلِيٍّ: الْعَجَبُ لِعَبْدِ الله بْنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ يَهْزَأُ وَ يَقُولُ: هَذَا فِي جَفْرِكُمُ الَّذِي تَدَّعُونَ، فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام) فَقَالَ: الْعَجَبُ لِعَبْدِ الله بْنِ الْحَسَنِ يَقُولُ: لَيْسَ فِينَا إِمَامٌ صَدَقَ، مَا هُوَ بِإِمَامٍ وَ لَا كَانَ أَبُوهُ إِمَاماً، وَ يَزْعُمُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) لَمْ يَكُنْ إِمَاماً وَ يُرَدّ (177) ذَلِكَ، وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِي الْجَفْرِ فَإِنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَذْبُوحٍ كَالْجِرَابِ، فِيهِ كُتُبٌ وَ عِلْمُ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ، إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وَ فِيهِ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) مَا فِيهِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ، وَ إِنَّ عِنْدِي خَاتَمَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ دِرْعَهُ وَ سَيْفَهُ وَ لِوَاءَهُ، وَ عِنْدِي الْجَفْرَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ مَنْ زَعَمَ (178).
رواه عنه المجلسي في البحار (179)، والمحدّث النوريّ في خاتمة المستدرك (180)، والبروجرديّ في جامع الأحاديث (181).
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: ذَكَرُوا وُلْدَ الْحَسَنِ فَذَكَرُوا الْجَفْرَ، فَقَالَ: وَ الله إِنَّ عِنْدِي لَجِلْدَيْ مَاعِزٍ وَ ضَأْنٍ إِمْلَاءَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وَ إِنَّ عِنْدِي لَجِلْداً سَبْعِينَ ذِرَاعاً إِمْلَاءَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وَ إِنَّ فِيهِ لَجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ (182). رواه عنه المجلسي في البحار (183).
روى المجلسي عن الإرشاد والاحتجاج: كَانَ الصَّادِقُ (عليه السلام) يَقُولُ: عِلْمُنَا غَابِرٌ وَمَزْبُورٌ، وَ نَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ، وَ نَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ، وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ وَ الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ وَ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ (عليها السلام)، وَ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ فِيهَا جَمِيعُ مَا تَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَسُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْكَلَامِ فَقَالَ: أَمَّا الْغَابِرُ فَالْعِلْمُ بِمَا يَكُونُ، وَ أَمَّا الْمَزْبُورُ فَالْعِلْمُ بِمَا كَانَ، وَ أَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ فَهُوَ الْإِلْهَامُ، وَ أَمَّا النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ فَحَدِيثُ الْمَلَائِكَةِ (عليهم السلام) نَسْمَعُ كَلَامَهُمْ وَ لَا نَرَى أَشْخَاصَهُمْ، وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَحْمَرُ فَوِعَاءٌ فِيهِ سِلَاحُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ لَنْ يَخْرُجَ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَبْيَضُ فَوِعَاءٌ فِيهِ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ زَبُورُ دَاوُدَ وَ كُتُبُ الله الْأُولَى، وَ أَمَّا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَفِيهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَادِثٍ وَ أَسْمَاءُ مَنْ يَمْلِكُ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَ أَمَّا الْجَامِعَةُ فَهُوَ كِتَابٌ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) مِنْ فَلْقِ فِيهِ وَ خَطُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) بِيَدِهِ، فِيهِ وَ الله جَمِيعُ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّ فِيهِ أَرْشَ الْخَدْشِ وَ الْجَلْدَةِ وَ نِصْفِ الْجَلْدَةِ (184).
ثم قال: بيان: قال الجوهري: كلّمني من فلق فيه بالكسر ويفتح أي من شقّه (185).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ السحالي [السِّنْجَالِيِ]، عَنْ مُحَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام) عِنْدَنَا الْجَامِعَةُ، وَ هِيَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ خَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام)، وَ عِنْدَنَا الْجَفْرُ وَ هُوَ أَدِيمٌ عُكَاظِيٌّ قَدْ كُتِبَ فِيهِ حَتَّى مُلِئَتْ أَكَارِعُهُ، فِيهِ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (186).
رواه المجلسي عنه في البحار (187)، والبروجرديّ في جامع الأحاديث (188)، وقال المجلسي في بيانه: قال في القاموس: العكاظ كغراب سوق بصحراء بين نخلة والطائف، ومنه أديم العكاظ، وقال: الكراع كغراب من البقر والغنم هو مستدق الساق، والجمع أكرع وأكارع (189).
وَرَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقَعَ عِنْدَ غَيْرِكُمْ كَمَا قَدْ وَقَعَ غَيْرُهُ لَأَعْطَيْتُكُمْ كِتَاباً لَا تَحْتَاجُونَ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ (عليه السلام) (190).
رواه عنه المجلسي في البحار (191)، وأوردناه في معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) (192).
وَقَالَ الْقُنْدوُزِيُّ فِي يَنَابِيعِ الْمَوَدَّةِ: قَالَ الْإِمَامُ جَعْفَرُ الصَّادِق: عِلْمُنَا غَابِرٌ وَمَزْبُورٌ، وَكِتَابٌ مَسْطُورٌ، فِي رِقٍّ مَنْشُورٍ، ونَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ، وَمَفَاتِيحُ أَسْرَارِ الْغُيُوبِ، وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ، وَلَا تَنْفَرُ مِنْهُ الطِّبَاعُ، وَعِنْدَنَا الْجَفْرُ الْأَبْيَضُ، وَالْجَفْرُ الْأَحْمَرُ، وَالْجَفْرُ اْلأَكْبَرُ، وَالْجَفْرُ الْأَصْغَرُ، وَالْجَامِعَةُ، والصَّحِيفَةُ، وَكِتَابُ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ (193).
إنّ الجامعة لم تدع لأحد كلاماً:
وَفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ فَضَالَةَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: ضَلَّ عِلْمُ ابْنِ شُبْرُمَةَ عِنْدَ الْجَامِعَةِ، إِنَّ الْجَامِعَةَ(194) لَمْ تَدَعْ لِأَحَدٍ كَلَاماً، فِيهَا عِلْمُ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ، إِنَّ أَصْحَابَ الْقِيَاسِ طَلَبُوا الْعِلْمَ بِالْقِيَاسِ فَلَمْ يَزِدْهُمْ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا بُعْداً، وَ إِنَّ دِينَ الله لَا يُصَابُ بِالْقِيَاسِ (195) رواه عنه المجلسي في البحار (196).
حتّى إنّ فيها أرش الخدش:
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن العباس بن مَعْرُوفٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُوفِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: ذَكَرَ وُلْدُ الْحَسَنِ الْجَفْرَ فَقَالُوا: مَا هَذَا بِشَيْءٍ! فَذكرَ بشر ذَلِكَ لِأَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام)، فَقَالَ: نَعَمْ! هُمَا إِهَابَانِ: إِهَابُ مَاعِزٍ، وَإِهَابُ ضَأْنٍ، مَمْلُوَّانِ عِلماً كَتْباً، فِيهِمَا كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (197).
رواه عنه المجلسي في البحار (198).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّازِيِّ، عن الْحَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْأَرْمَنِيِ (199) عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ وَعَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): إِنَّ عِنْدِي صَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، حَتَّى إِنَّ فِيهَا أَرْشَ الْخَدْشِ (200).
رواه عنه المحدث النوري في المستدرك (201)، والبروجردي في الجامع (202).
وَرَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَينِ، عن علي بن فضال، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بنِ يسارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): يَا فُضَيْلُ! عِنْدَنَا كِتَابُ عَلِيٍّ (عليه السلام) سَبْعُونَ ذِرَاعاً، مَا عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ فِيهِ، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، ثُمَّ خَطَّ بِيَدِهِ عَلَى إِبْهَامِهِ (203).
رواه عنه المجلسي في البحار (204)، والنوري في المستدرك (205)، والبروجردي في جامع الأحاديث (206).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ بإسْنَادِهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ فَمَسَحَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عِنْدَنَا لَأَرْشَ هَذَا فَمَا دُونَهُ (207).
رواه عنه العلامة المجلسي في البحار (208)، والمحدّث النوريّ في المستدرك(209) والفقيه البروجردي في الجامع (210).
ورَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ ابْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: مَا تَرَكَ عَلِيٌّ (عليه السلام) شَيْئاً إِلَّا كَتَبَهُ حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ (211).
رواه عنه المجلسي في البحار (212)، والنوري في المستدرك (213) والبروجردي في الجامع (214).
رَوَى الْكُلَيْنِيُّ عَنِ الْعِدَّةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ فِيهِ؟ قَالَ: زَبُورُ دَاوُدَ، وتَوْرَاةُ مُوسَى، وإِنْجِيلُ عِيسَى، وصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ (عليه السلام)، والْحَلَالُ والْحَرَامُ، ومُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً، وفِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا ولَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ، حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ ونِصْفُ الْجَلْدَةِ ورُبُعُ الْجَلْدَةِ وأَرْشُ الْخَدْشِ.. الخبر (215).
رواه عنه البروجردي في الجامع (216)، وروى نحوه ابن الصفار في بصائر الدرجات (217)، وروى عنه المجلسي في البحار (218)، والمحدّث النوريّ في المستدرك (219).
أقول: الظاهر أنّ مرجع الضمير في قوله: (وفيه ما يحتاج الناس إلينا) هو الجفر الأبيض، لا مصحف فاطمة (عليها السلام) الحاوي للملاحم والأخبار الغيبية.
ورَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: عِنْدَنَا والله صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ حَلَالٍ أَو حَرَامٍ إِلَّا وهُوَ فِيهَا حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (220).
روى عنه المجلسيّ في البحار (221)، والنوريّ في المستدرك (222)، والبروجرديّ في الجامع (223).
ورَوَى ابنُ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الجمال، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وإِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وحَرَامٍ وكُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى الْأَرْشُ فِي الْخَدْشِ، وضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَيَّ فَقَالَ: تَأْذَنُ لِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟! قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! إِنَّمَا أَنَا لَكَ، اصْنَعْ مَا شِئْتَ، فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ فَقَالَ: حَتَّى أَرْشُ هَذَا كَأَنَّهُ مُغْضَبٌ، الْخَبَرَ (224).
رواه الحر العاملي في الفصول المهمّة (225)، والمحدّث النوريّ في المستدرك (226)، والبروجرديّ في جامع الأحاديث (227).
رَوَى ابْنُ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّازِيِّ، عَنِ الْحَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْأَرْمَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ وعَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): إِنَّ عِنْدِي صَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، حَتَّى إِنَّ فِيهَا أَرْشَ الْخَدْشِ (228).
رواه عنه المجلسيّ في البحار (229)، والبروجرديّ في الجامع (230).
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ عَبْدِ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّ عِنْدَنَا صَحِيفَةً فِيهِ أَرْشُ الْخَدْشِ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِالْعِلْمِ، إِنَّمَا هُوَ أَثَرَةٌ، إِنَّمَا الْعِلْمُ الَّذِي يَحْدُثُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ عَنْ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) (231) رواه عنه المجلسي في البحار (232).
حتى الخدش والأرش والهرش:
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ (عليه السلام) قَالَ: فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) كُلُّ شَيْءٍ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ حَتَّى الْخَدْشُ والْأَرْشُ والْهَرْشُ (233).
رواه عنه المجلسي في البحار (234) وقال بعد نقله الخبر: بيان: لعل المراد بالهرش عض السباع، قال الفيروزآبادي: هرش الدهر يهرش اشتد، وكفرح ساء خلقه، والتهريش: التحريش بين الكلاب والإفساد بين الناس (235).
وَفِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ (عليه السلام) قَالَ: فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) كُلُّ شَيْءٍ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ وَالْأَرْشُ (236). رواه عنه المجلسي في البحار (237).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات، ص 164، ح 10.
(2) بحار الأنوار، ج 26، ص 23، ح 14
(3) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 9، ح 9
(4) بصائر الدرجات، ص 148، ح 11
(5) بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ح 64
(6) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 387، ح 23043
(7) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 133، ح 127.
(8) الكافي، ج 7، ص 119، باب ميراث ذوي الأرحام، ح 1
(9) بصائر الدرجات، ص 147، باب 13، باب آخر فيه أمر الكتب، ح 1.
(10) بصائر الدرجات، ص 147، ح 2
(11) بحار الأنوار، ج 26، ص 34، ح 55
(12) بصائر الدرجات، ص 188، ح 55.
(13) بصائر الدرجات، ص 465، باب 20 باب في الإمام أنه يعلم الساعة التي يمضي فيها، ح 2
(14) بحار الأنوار، ج 26، ص 95، ح 26
(15) مختصر بصائر الدرجات، ص 38، ح 13
(16) بصائر الدرجات، ص 464، باب 20، ح 1
(17) بحار الأنوار، ج 26، ص 94، ح 28.
(18) بصائر الدرجات، ص 154، ح 7.
(19) بحار الأنوار، ج 26، ص 44، ح 78
(20) وَدَفَعَ. كذا في نقل البحار
(21) بصائر الدرجات، ص 155، ح 14
(22) بحار الأنوار، ج 26، ص 41، ح 73
(23) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 133، ح 130
(24) بحار الأنوار، ج 26، ص 43، ذيل ح 74.
(25) بصائر الدرجات، ص 149، ح 15
(26) بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ح 66
(27) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 10، ح 12، وانظر: ج 1، ص 136، ح 138.
(28) بصائر الدرجات، ص 163، ح 3
(29) الفصول المهمة، ج 1، ص 491، ح 693
(30) بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ذيل ح 66.
(31) تفسير العياشي، ج 1، ص 25، ح 1
(32) بحار الأنوار، ج 2، ص 21، ح 59. وفيه: (يبثون) بدل (ينبئون).
(33) بصائر الدرجات، ص 452، ح 6
(34) بحار الأنوار، ج 25، ص 56، ح 21.
(35) الأصول الستة عشر، كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، ص 74
(36) بحار الأنوار، ج 26، ص 97، ح 37
(37) بصائر الدرجات، ص 147، ح 1
(38) بحار الأنوار، ج 26، ص 34، ح 54
(39) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 136، ح 140
(40) وفي نقل البحار: مخبية عند أهل بيته.
(41) بصائر الدرجات، ص 147، ح 3
(42) بحار الأنوار، ج 26، ص 34، ح 56
(43) بصائر الدرجات، ص 147، ح 5
(44) بحار الأنوار، ج 26، ص 35، ح 58
(45) بصائر الدرجات، ص 322، ح 4.
(46) بحار الأنوار، ج 18، ص 270، ح 34 (بتفاوت)، وج 26، ص 71، ح 12.
(47) الاختصاص، ص 275.
(48) بحار الأنوار، ج 39، ص 152، ح 4
(49) مكاتيب الرسول، ج 1، ص 406، وج 2، ص 363، ح 14
(50) وفي المصدر: املاء، ولعل الصحيح: أملاه
(51) بصائر الدرجات، ص 157، ح 17.
(52) بحار الأنوار، ج 26، ص 43، ح 75
(53) بصائر الدرجات، ص 146، ح 21.
(54) وفي البحار: كُتُباً
(55) كذا في نقل البحار
(56) بصائر الدرجات، ص 151، ح 2
(57) بحار الأنوار، ج 47، ص 270، باب 9، ح 2.
(58) بصائر الدرجات، ص 148، ح 7.
(59) حَلَالٍ ولَا حَرَامٍ. كذا في نقل البحار
(60) بصائر الدرجات، ص 166، ح 18.
(61) بحار الأنوار، ج 26، ص 52، ح 104.
(62) الكافي، ج 7، ص 94، ح 3.
(63) الوافي، ج 25، ص 751، ح 24921.
(64) تهذيب الأحكام، ج 9، ص 271، باب 23 ميراث الوالدين، ح 5.
(65) روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج 11، ص 238
(66) سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل، ج 2، ص 348
(67) بل هو: عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين.
(68) لسان الميزان، ج 2، ص 473
(69) قاموس الرجال، ج 4، ص 417؛ عن الكشي، ص 238
(70) قاموس الرجال، ج 4، ص 420
(71) قاموس الرجال، ج 4، ص 416 عن النجاشي
(72) قاموس الرجال، ج 4، ص 416.
(73) موسوعة طبقات الفقهاء، ج 2، ص 209
(74) منهاج السنة، ج 2، ص 138.
(75) الكامل في الضعفاء، ج 2، ص 241، رقم 732
(76) ميزان الاعتدال، ج 3، ص 102 رقم 2856، وفي طبعة أخرى ج 2، ص 69، رقم 2853.
(77) المغني في الضعفاء، ج 1، ص 238، رقم 2179
(78) ضعفاء العقيلي، ج 2، ص 97
(79) مختصر الكامل في الضعفاء، رقم 732
(80) لسان الميزان، ج 2، ص 473، رقم 1908.
(81) روضة المتقين، ج 1، ص 235
(82) بصائر الدرجات، ص 144، ح 8.
(83) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 385، باب 44 ثبوت أرش الخدش وعدم جواز خدش المؤمن..، ح 23036.
(84) بصائر الدرجات، ص 159، ح 28.
(85) بحار الأنوار، ج 26، ص 46، ح 84
(86) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 134، ح 133
(87) سَبْعُونَ. كذا في البحار
(88) بصائر الدرجات، ص 142، باب 12، ح 3
(89) بحار الأنوار، ج 26، ص 22، ح 10.
(90) بصائر الدرجات، ص 142، ح 1
(91) بحار الأنوار، ج 26، ص 21، ح 8
(92) عرض. كذا في البحار
(93) بصائر الدرجات، ص 142، ح 2
(94) بحار الأنوار، ج 26، ص 22، ح 9
(95) بحار الأنوار، ج 26، ص 22.
(96) بصائر الدرجات، ص 144، ح 12
(97) بحار الأنوار، ج 26، ص 24، ح 19
(98) وفي الأصل: يزيد
(99) بصائر الدرجات، ص 146، ح 20
(100) بحار الأنوار، ج 26، ص 33، ح 50
(101) بصائر الدرجات، ص 143، باب 12، ح 5
(102) بحار الأنوار، ج 26، ص 23، ح 12.
(103) بصائر الدرجات، ص 143، باب 12، ح 7
(104) بحار الأنوار، ج 26، ص 23، ح 14
(105) بصائر الدرجات، ص 145، باب 12، ح 16
(106) بحار الأنوار، ج 26، ص 24، ح 23
(107) أَبِي الْعَبَّاسِ. كذا في نقل البحار عنه.
(108) بصائر الدرجات، ص 145، باب 12، ح 19
(109) بحار الأنوار، ج 26، ص 24، ح 26
(110) ذَلِك الْكِتَابُ. كذا في نقل البحار عنه
(111) ذَلِك الْكِتَابُ. كذا في نقل البحار عنه
(112) بصائر الدرجات، ص 148، ح 9
(113) بحار الأنوار، ج 26، ص 35، ح 62.
(114) رجال النجاشي، ص 360
(115) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 8، ح 711
(116) معجم رجال الحديث، ج 9، ص 219، وج 17، ص 302
(117) بصائر الدرجات، ص 143، ح 6
(118) الفصول المهمة في أصول الأئمة، ج 1، ص 501، ح 713
(119) بحار الأنوار، ج 26، ص 23، ح 13
(120) بصائر الدرجات، ص 147، ح 4.
(121) بصائر الدرجات، ص 144، ح 11.
(122) بحار الأنوار، ج 26، ص 24، ح 18
(123) مستدرك الوسائل، ج 18 ص 386، ح 23038
(124) جامع أحاديث الشيعة، ج 26، ص 497، ح 1262
(125) بصائر الدرجات، ص 145، باب 12، ح 18
(126) بحار الأنوار، ج 26، ص 25، ح 25
(127) جامع أحاديث الشيعة، ج 26، ص 498، ح 1264.
(128) كَتْباً. كذا في نقل البحار عنه
(129) مُصْحَفُ فَاطِمَةَ. كذا في البحار
(130) بصائر الدرجات، ص 151، ح 2
(131) بحار الأنوار، ج 26، ص 38، ح 69، وج 47، ص 270، ح 1262
(132) جامع أحاديث الشيعة، ج 26، ص 497، ح 1262
(133) بحار الأنوار، ج 47، ص 270، ذيل ح 1262
(134) بحار الأنوار، ج 26، ص 38، ذيل ح 69.
(135) بصائر الدرجات، ص 144، باب 12، ح 9
(136) الفصول المهمة في أصول الأئمة، ج 1، ص 500، ح 711
(137) بحار الأنوار، ج 26، ص 23، ح 16
(138) بحار الأنوار، ج 26، ص 24
(139) بصائر الدرجات، ص 144، باب 12، ح 8
(140) بحار الأنوار، ج 26، ص 23، ح 15.
(141) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 384، باب 44 ثبوت أرش الخدش ...، ح 23033
(142) بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ح 65.
(143) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 418، ح 5914
(144) الخصال، ج 2، ص 127، ح 1
(145) عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 213
(146) معاني الأخبار، ص 102، ح 4
(147) الاحتجاج، ج 2، ص 436
(148) بحار الأنوار، ج 25، ص 116.
(149) الكافي، ج 1، ص 239، باب فيه ذكر الصّحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام، ح 1محمد أمين پور أميني، المروي من كتاب على (عليه السلام)، 1جلد، مركز فقهي أئمة أطهار (عليه السلام) - قم، چاپ: اول، 1390 ه. ش.
(150) المحتضر، ص 203، ح 250.
(151) تأويل الآيات، ج 1، ص 102، ح 6
(152) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 131، ح 121.
(153) بصائر الدرجات، ص 151، ح 3
(154) بحار الأنوار، ج 26، ص 39، ح 70.
(155) بحار الأنوار، ج 26، ص 39- 40.
(156) بصائر الدرجات، ص 143، ح 4
(157) بحار الأنوار، ج 26، ص 22، ح 11
(158) بصائر الدرجات، ص 145، ح 15
(159) بحار الأنوار، ج 26، ص 24، ح 22.
(160) بصائر الدرجات، ص 146، ح 22
(161) بحار الأنوار، ج 26، ص 33، ح 51
(162) كذا في نقل البحار عنه
(163) بصائر الدرجات، ص 148، ح 8
(164) بحار الأنوار، ج 26، ص 35، ح 61.
(165) بصائر الدرجات، ص 161، ح 33
(166) بحار الأنوار، ج 26، ص 48، ح 92
(167) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 135، ح 134
(168) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 385، باب 44 ثبوت أرش الخدش وعدم جواز خدش المؤمن..، ح 23034.
(169) بصائر الدرجات، ص 153، ح 6.
(170) بحار الأنوار، ج 26، ص 41، ح 72. (وفيه: (سأل أبو عبد الله (عليه السلام)) وهو تصحيف وغير صحيح، وإنّما السائل هو بعض أصحابنا كما في المصدر).
(171) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 385، باب 44 ثبوت أرش الخدش، ح 23035
(172) بصائر الدرجات، ص 148، ح 6
(173) بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ح 64
(174) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 133، ح 127.
(175) بحار الأنوار، ج 26، ص 45، ح 81
(176) بحار الأنوار، ج 26، ص 45، ذيل ح 81.
(177) يُرَدِّدَ. كذا في البحار
(178) بصائر الدرجات، ص 156، ح 15.
(179) بحار الأنوار، ج 26، ص 42، ح 74
(180) مستدرك الوسائل، ج 23، ص 314
(181) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 137
(182) بصائر الدرجات، ص 159، ح 25.
(183) بحار الأنوار، ج 26، ص 47، ح 88.
(184) بحار الأنوار، ج 26، ص 18، باب 1: جهات علومهم إ وما عندهم من الكتب ...، ح 1
(185) بحار الأنوار، ج 26، ص 18
(186) بصائر الدرجات، ص 160، ح 30.
(187) بحار الأنوار، ج 26، ص 48، ح 90
(188) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 132، ح 123
(189) بحار الأنوار، ج 26، ص 48، ذيل ح 90
(190) بصائر الدرجات، ص 478، ح 3
(191) بحار الأنوار، ج 2، ص 213، ح 2
(192) معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام)، ج 3، ص 425، ح 982
(193) ينابيع المودة، ج 3، ص 199.
(194) كذا في نقل البحار عنه
(195) بصائر الدرجات، ص 146، ح 23
(196) بحار الأنوار، ج 26، ص 33، ح 52
(197) بصائر الدرجات، ص 155، ح 12.
(198) بحار الأنوار، ج 26، ص 45، ح 82
(199) وهو موسى بن زنجويه
(200) بصائر الدرجات، ص 144، ح 10.
(201) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 385، بَابُ 44 ثُبُوتِ أَرْشِ الْخَدْشِ ... ح 23037
(202) جامع أحاديث الشيعة، ج 26، ص 497، ح 1261
(203) بصائر الدرجات، ص 147، ح 1.
(204) بحار الأنوار، ج 26، ص 34، ح 54
(205) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 386، ح 23040
(206) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 136، ح 140
(207) بصائر الدرجات، ص 148، ح 10.
(208) بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ح 63
(209) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 387، ح 23042
(210) جامع أحاديث الشيعة، ج 26، ص 499، ح 1267.
(211) بصائر الدرجات، ص 148، ح 11
(212) بحار الأنوار، ج 26، ص 36، ح 64
(213) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 387، ح 23043
(214) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 133، ح 127
(215) الكافي، ج 1، ص 240، ح 3
(216) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 138، ح 149
(217) بصائر الدرجات، ص 150، باب 14 باب في الأئمة إ أنهم أعطوا الجفر والجامعة ...، ح 1
(218) بحار الأنوار، ج 26، ص 37، ح 68
(219) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 387، ح 23044.
(220) بصائر الدرجات، ص 144، ح 11.
(221) بحار الأنوار، ج 26، ص 24، ح 18
(222) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 387، ح 23045
(223) جامع أحاديث الشيعة، ج 26، ص 498، ح 1263
(224) بصائر الدرجات، ص 151، ح 3.
(225) الفصول المهمة، ج 1، ص 485، ح 683
(226) مستدرك الوسائل، ج 18، ص 388، ح 23046
(227) جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 132، ح 1263.
(228) بصائر الدرجات، ص 144، باب 12، ح 10
(229) بحار الأنوار، ج 26، ص 24، ح 17
(230) جامع أحاديث الشيعة، ج 26، ص 497، ح 1262
(231) بصائر الدرجات، ص 325، باب 7، ح 5
(232) بحار الأنوار، ج 26، ص 61، ح 139
(233) بصائر الدرجات، ص 164، ح 5
(234) بحار الأنوار، ج 26، ص 50، ح 95.
(235) بحار الأنوار، ج 26، ص 50
(236) بصائر الدرجات، ص 168، باب 13 باب آخر فيه أمر الكتب، ح 6
(237) بحار الأنوار، ج 26، ص 35، ح 59.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|