المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

connection (n.)
2023-07-19
شرح متن زيارة الأربعين (حَتّىٰ اَتاكَ الْيَقينُ)
2024-08-24
Hafnium
11-1-2019
المنفعة الاجتماعية للتقنية النانوية
2023-08-05
وظائف الموانئ
24-2-2022
الاستقامة
24-10-2018


اصطدام المدنية القديمة بالجديدة  
  
226   09:10 صباحاً   التاريخ: 2024-09-28
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 249 ــ 250
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15/9/2022 1533
التاريخ: 2023-03-05 1202
التاريخ: 2024-09-09 305
التاريخ: 23/11/2022 1371

(إن تحقيقات علم الجنس البشري تدل على أن الأشخاص في المجتمعات النامية عندما يصابون بالاختلالات والفوضى نتيجة اتصال ثقافتهم بالحضارة الغربية، فإن أصول حياتهم وسننهم وتقاليدهم تنهار، كما يقول ـ سابير ـ: ويخرج الإنسان من البيئة الدافئة وثقافته المتوازنة إلى بيئة باردة تتسم بالضياع) (1).

إن التقليد والاقتباس إذا كان يعتمد على محاسبة عقلية وفق مقياس صحيح وعلمي، هو المطلوب والمرغوب، ويكون مفيداً للمجتمع. ولكن التقليد الأعمى وغير المدروس يكون غالباً مختلطاً، يعمل العمل الحسن والسيء، والجميل والقبيح، وفي هذه الحال فإن الكثيرين لا يمكنهم أن يتبينوا الحقائق، حتى إن الحسن يتجلى أمامهم سيئاً ويرون بعض المساوئ في صورةٍ حسنة.

إننا نعلم أن الكبار يحتاطون إلى حد ما، ومع مرور الزمن يتلقون تجارب في مدرسة الحياة، ويكونون على ثبات نسبي ولا ينساقون بسهولة للتقاليد والاقتباسات غير المدروسة. ولكن الجيل الجديد الشاب الذي لا يملك إلا تجربة قليلة في الحياة، ويميل إلى الجديد، تؤثر فيه بسرعة المظاهر والأساليب الجديدة في الحياة، ويقوم بتقليدها ويطبق أخلاقه وأعماله وفقها، لا سيما إذا كانت هذه الأساليب الجديدة توافق رغباته وأحاسيسه الشابة وتنسجم معها.

وفي هذه الحالات يحدث اختلاف وعدم تفاهم بين الفتيات والامهات، والأبناء والآباء، أي بين الشبان والكبار، ويصبح جو البيت، والمجتمع، ساحة للصراع والنزاع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ علم الاجتماع، صموئيل كينغ، ص 114. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.