أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017
3128
التاريخ: 1-6-2017
2900
التاريخ: 11-12-2014
3312
التاريخ: 11-12-2014
4107
|
1 - ثلاث غزوات وعدة سرايا في سنة واحدة !
ينبغي التذكير بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مسدد من ربه ، لا ينطق عن الهوى ولا يفعل إلا ما يؤمر به . ومن ذلك خروجه بنفسه لحرب عدوه ، أو إرساله سرايا .
« رجع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بدر في الثاني والعشرين من رمضان في السنة الثانية للهجرة وكانت حرب أحُد في الرابع عشر من شوال سنة ثلاث للهجرة » . المحبر / 111 .
وفى هذه السنة بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة سرايا في مهمات دفاعية أو هجومية ، وشارك بنفسه في ثلاث غزوات ، وعدها بعضهم ستاً . عيون الأثر : 1 / 382 .
والصحيح أنها ثلاثة ، لكن تسميات الرواة لها متعددة .
كما بعث سرايا في مهمات خاصة لاغتيال يهود ناشطين في عداء الإسلام ، منها سرية سالم بن عمير لقتل أبى عفك اليهودي ، وسرية أخرى لقتل كعب بن الأشرف . « الطبقات : 2 / 27 » وسرية لقتل عصماء بنت مروان .
2 . غزوة بنى سُلَيم
غزوة بنى سُلَيم وبنى غطفان بناحية نجد ، وسماها بعضهم غزوة قرقرة الكَدَر لأنهم مروا فيها عليها ، والقرقرة الأرض الملساء ، والكَدَر اللون غير النقي . وهى نفسها غزوة الفرع ، وغزوة بحران ، وهو معدن بالحجاز ، « ابن هشام : 6 / 18 » قرب الفرع ، « الطبري : 2404 » وهى نفسها غزوة ذي أمر ، لوحدة أحداثهما .
« ولما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة من بدر لم يقم بالمدينة إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بنى سُلَيم ، حتى بلغ ماء من مياههم يقال له الكَدَر ، فأقام عليه ثلاث ليال ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً . فأقام بها بقية شوال وذا القعدة ، وفادى في إقامته جل أسارى بدر من قريش » . إعلام الوري : 1 / 172 .
3 . غزوة ذات السويق
ثم كانت غزوة السويق ، وذلك أن أبا سفيان نذر أن لا يمس رأسه من جنابة حتى يغزو محمداً ( صلى الله عليه وآله ) وكان العرب مع عبادتهم الأصنام فيهم بقايا شريعة إبراهيم الحنيفية ومنها غسل الجنابة . فخرج أبو سفيان في مائة راكب من قريش ليبرَّ يمينه ، حتى إذا كان على بريد من المدينة أتى بنى النضير ليلاً ، فضرب على حيى بن أخطب بابه فأبى أن يفتح له ، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم وكان سيد بنى النضير ، فاستأذن عليه فأذن له وسارَّه ، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه . وبعث رجلاً من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية يقال لها العريض ، فوجدوا رجلاً من الأنصار وحليفاً له فقتلوهما ثم انصرفوا .
ونذر بهم الناس أحسُّوا فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكَدَر ، فرجع وقد فاته أبو سفيان ، ورأوا زاداً من أزواد القوم قد طرحوها يتخففون منها للنجاء . فقال المسلمون حين رجع رسول الله بهم : يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة ؟ فقال : نعم » . إعلام الوري : 1 / 173 .
وفى إمتاع الأسماع : 1 / 123 ، عن ابن إسحاق أنه ( صلى الله عليه وآله ) غزا قريشاً حتى بلغ بحران معدناً بالحجاز من ناحية الفرع ، فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادى الأولي ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً » .
والمرجح أنها نفس غزوة السويق ، وهى تدل على أن أبا سفيان لم يستطع تجنيد أكثر من مئتى راكب ، فجاء بهم خفية إلى قرب المدينة ، وتسلل ليلاً مع بضعة أشخاص إلى حلفائه يهود بنى النضير في ضاحية المدينة ، فخاف رئيسهم حي بن أخطب أن يفتح له وينقض عهده مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) فذهب أبو سفيان إلى رئيس آخر من بنى النضير هو ابن مشكم ، ففتح له وتداول معه في حرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشرب معه الخمر ، ونصحه أن يرجع قبل أن يكتشف محمد ( صلى الله عليه وآله ) وجوده ، فرجع تلك الليلة ، لكنه أراد أن يقوم بعمل ما ، فأرسل بضعة نفر إلى مزرعة معبد بن عمرو الأنصاري المنفردة عن المدينة ، فقتلوه مع أجيره وأحرقوا زرعه ونخله !
فتبعهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأصحابه فأسرعوا وتخففوا من زادهم ورموه عن جمالهم ، وكان السويق وهو الحنطة المحمصة المطحونة ، يضاف إليها زيت أو سكر . فسميت غزوة السويق أو ذات السويق .
4 . غزوة ذي أمر
بعد غزوة السويق أقام ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم ، وكانت غزوة ذي أمر ، وذلك لما بلغه أن جمعاً من غطفان تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف المدينة ، عليهم رجل يقال له : دعثور بن الحارث بن محارب ، فخرج في أربع مائة وخمسين رجلاً ومعهم أفراس ، وهرب منه الأعراب فوق ذرى الجبال ونزل ( صلى الله عليه وآله ) ذا أمر وعسكر به ، وأصابهم مطر ، فذهب النبي ( صلى الله عليه وآله ) لحاجته فأصابه المطر فبلَّ ثوبه ، فنزع ثيابه ونشرها لتجف وألقاها على شجرة ثم اضطجع تحتها ، وكان وادى أمر بينه وبين أصحابه ، والأعراب ينظرون إلى ما يفعل ، فقالت الأعراب لدعثور وكان سيدهم وأشجعهم : قد أمكنك محمد وقد انفرد من بين أصحابه ، فاختار سيفاً من سيوفهم صارماً ، ثم أقبل مشتملاً على السيف حتى قام على رأس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسيف مشهوراً فقال : يا محمد من يمنعك منى اليوم ؟ قال : الله ! ودفع جبرئيل في صدره فوقع السيف من يده ، فأخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقام على رأسه وقال : من يمنعك مني ؟ قال : لا أحد ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، والله لا أكثِّر عليك جمعاً أبداً ! فأعطاه رسول الله سيفه وأدبر ، ثم أقبل بوجهه وقال : والله لأنت خير مني ! قال رسول الله : أنا أحق بذلك منك . فأتى قومه فقيل له : أين ما كنت تقول وقد أمكنك والسيف في يدك ؟ قال : قد كان والله ذلك ، ولكني نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري ، فعرفت أنه ملك وشهدت أن محمداً رسول الله . والله لا أكَثِّرُ عليه ! وجعل يدعو قومه إلى الإسلام ونزلت هذه الآية : يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يبْسُطُوا إِلَيكُمْ أَيدِيهُمْ فَكَفَّ أَيدِيهُمْ عَنْكُمْ . . » .
أقول : وردت روايات أخرى في قصة دعثور « راجع الصحيح : 6 / 17 » وكان اليهود وقريش يحركون بعض قبائل نجد مثل بنى سُلَيم للغارة على المدينة ، وكانت لهم سابقة في غزو المدينة ، ومعارك مع الأوس والخزرج ، فبادر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى غزوهم لدفع شرهم ، فتفرقوا ولم يواجهوه ، وهدى الله رئيسهم .
5 . سرية حارثة بن زيد لاعتراض قافلة قريش
وأشهر سرايا النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد بدر ، سرية زيد بن حارثة لاعتراض قافلة قريش الذاهبة إلى الشام عن طريق العراق ، وقد سميت غزوة قرقرة الكَدَر ، لأنهم مروا عليها ، وغزوة بنى سُلَيم لأنهم مروا عليهم ، وغزوة القِرَدَة ، باسم ماء في نجد . كما سميت غزوة مع أنها سرية واسم الغزوة خاص بالتي يشارك فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
قال في إعلام الوري : 1 / 174 : « بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زيد بن حارثة بعد رجوعه من بدر إلى المدينة بستة أشهر ، فأصابوا عيراً لقريش على القردة فيها أبو سفيان ومعه فضة كثيرة ، وذلك لأن قريشاً قد خافت طريقها التي كانت تسلك إلى الشام حين كان من وقعة بدر ، فسلكوا طريق العراق واستأجروا رجلاً من بكر بن وائل يقال له فرات بن حيان يدلهم على الطريق ، فأصاب زيد بن حارثة تلك العير وأعجزته الرجال هرباً . وفى رواية الواقدي : أن ذلك العير مع صفوان بن أمية ، وأنهم قدموا بالعير إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأسروا رجلاً أو رجلين ، وكان فرات بن حيان أسيراً فأسلم ، فتُرِكَ من القتل » .
فأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) خمسها لبنى هاشم ، فبلغ عشرين ألف درهم ، وقسم الباقي بين المقاتلين . الإمتاع : 1 / 129 .
وفى الطبقات : 2 / 36 : « كانت لهلال جمادى الآخرة . . والقردة من أرض نجد بين الربذة والغمرة . وأسر فرات بن حيان فأتى به النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقيل له إن تسلم تترك ، فأسلم فتركه رسول الله » .
6 . محاولة قريش قتل النبي « صلى الله عليه وآله » ثأراً ببدر
كان صفوان بن أمية زعيم كنانة المتحالفة مع مشركي قريش ، وكان ثرياً فجَنَّدَ شخصاً لقتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأرسله متخفياً إلى المدينة .
ففي الخرائج : 1 / 119 من حديث على ( عليه السلام ) مع اليهودي عن معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ومنها : أن المشركين لما رجعوا من بدر إلى مكة أقبل عمير بن وهب الجمحي حتى جلس إلى صفوان بن أمية بن خالد الجمحي ، فقال صفوان : قبح الله العيش بعد قتلى بدر ! قال عمير : أجل والله ما في العيش بعدهم خير ، ولولا دينٌ على لا أجد له قضاء ، وعيال لا أدع لهم شيئاً ، لرحلت إلى محمد حتى أقتله إن ملأت عيني منه ، فإنه بلغني أنه يطوف في الأسواق ، وإن لي عندهم علة ، أقول قدمت على ابني هذا الأسير . ففرح صفوان بقوله وقال : يا أبا أمية هل نراك فاعلاً ؟ قال : إي ورب البنية . قال صفوان : فعلى دينك وعيالك أسوة عيالي ، وأنت تعلم أن ليس بمكة رجل أشد توسعاً على عياله مني . فقال عمير : قد عرفت بذلك يا أبا وهب . قال : صفوان : فإن عيالك مع عيالي لن يسعني شئ ويعجز عنهم ، ودَينك علي . فحمله صفوان على بعيره وجهزه وأجرى على عياله ما يجرى على عيال نفسه ، وأمر عمير بسيفه فشُحذ وسُمَّ ، ثم خرج إلى المدينة ، وقال لصفوان : أكتم على أياماً حتى أقدمها . فلم يذكرها صفوان ، فقدم عمير فنزل على باب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف فتقلده ، ثم عمد نحو رسول الله ، فلما رآه النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال له : ما أقدمك يا عمير ؟ قال : قدمت في أسيري عندكم تفادوننا وتحسنون إلينا فيه فإنكم العشيرة . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فما بال السيف ؟ قال : قبحها الله من سيوف وهل أغنت من شئ ! إنما نسيته حين نزلتُ وهو في رقبتي !
فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فما شرطت لصفوان في الحجر ؟ ففزع عمير وقال : ماذا شرطت له ؟ قال : تحملت له بقتلى على أن يقضى دينك ويعول عيالك ، والله حائل بيني وبين ذلك ! قال عمير : أشهد أنك رسول الله وأنك صادق ، وأن لا إله إلا الله ، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي وبما يأتيك من السماء ، وإن هذا الحديث كان شيئاً بيني وبين صفوان كما قلت ، لم يطلع عليه غيرى وغيره ، وقد أمرته أن يكتم على أياماً فأطلعك الله عليه ، فآمنت بالله وبرسوله وشهدت أن ما جئت به صدق وحق ! قال ( صلى الله عليه وآله ) : علموا أخاكم القرآن ، وأطلقوا له أسيره .
فقال عمير : « إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله وقد هداني الله فله الحمد ، فأذن لي لألحق قريشاً فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام ، فأذن له فلحق بمكة ، وكان صفوان يسأل عن عمير فقيل له : إنه أسلم ، فطرح عياله ! وقدم عمير فدعاهم إلى الله وأخبرهم بصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأسلم معه نفر كثير » . ورواه في مغازى الواقدي / 71 ، في الإحتجاج : 1 / 333 ، مختصراً ورواه ابن هشام : 2 / 485 ، لكن زاد فيه منقبة لعمر بأنه هو الذي اكتشف عميراً وحذر منه النبي ( صلى الله عليه وآله ) !
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|