المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Feed–Fast Cycle
26-11-2021
Oriented Lattice
10-3-2022
Superimposed direct current
23-4-2021
مقاومة الغرائز وتباين الطبائع والواجبات
2023-05-11
مسير خالد إلى الشمال البصرة.
2024-10-30
المشترك اللفظي
19-7-2016


النبي "ص" والعرب من غزوة بدر إلى أحد  
  
191   11:28 صباحاً   التاريخ: 2024-09-24
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج2، ص33-38
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017 3128
التاريخ: 1-6-2017 2900
التاريخ: 11-12-2014 3312
التاريخ: 11-12-2014 4107

1 - ثلاث غزوات وعدة سرايا في سنة واحدة !

ينبغي التذكير بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مسدد من ربه ، لا ينطق عن الهوى ولا يفعل إلا ما يؤمر به . ومن ذلك خروجه بنفسه لحرب عدوه ، أو إرساله سرايا .

« رجع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بدر في الثاني والعشرين من رمضان في السنة الثانية للهجرة وكانت حرب أحُد في الرابع عشر من شوال سنة ثلاث للهجرة » . المحبر / 111 .

وفى هذه السنة بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة سرايا في مهمات دفاعية أو هجومية ، وشارك بنفسه في ثلاث غزوات ، وعدها بعضهم ستاً . عيون الأثر : 1 / 382 .

والصحيح أنها ثلاثة ، لكن تسميات الرواة لها متعددة .

كما بعث سرايا في مهمات خاصة لاغتيال يهود ناشطين في عداء الإسلام ، منها سرية سالم بن عمير لقتل أبى عفك اليهودي ، وسرية أخرى لقتل كعب بن الأشرف . « الطبقات : 2 / 27 » وسرية لقتل عصماء بنت مروان .

2 . غزوة بنى سُلَيم

غزوة بنى سُلَيم وبنى غطفان بناحية نجد ، وسماها بعضهم غزوة قرقرة الكَدَر لأنهم مروا فيها عليها ، والقرقرة الأرض الملساء ، والكَدَر اللون غير النقي . وهى نفسها غزوة الفرع ، وغزوة بحران ، وهو معدن بالحجاز ، « ابن هشام : 6 / 18 » قرب الفرع ، « الطبري : 2404 » وهى نفسها غزوة ذي أمر ، لوحدة أحداثهما .

« ولما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة من بدر لم يقم بالمدينة إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بنى سُلَيم ، حتى بلغ ماء من مياههم يقال له الكَدَر ، فأقام عليه ثلاث ليال ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً . فأقام بها بقية شوال وذا القعدة ، وفادى في إقامته جل أسارى بدر من قريش » . إعلام الوري : 1 / 172 .

3 . غزوة ذات السويق

ثم كانت غزوة السويق ، وذلك أن أبا سفيان نذر أن لا يمس رأسه من جنابة حتى يغزو محمداً ( صلى الله عليه وآله ) وكان العرب مع عبادتهم الأصنام فيهم بقايا شريعة إبراهيم الحنيفية ومنها غسل الجنابة . فخرج أبو سفيان في مائة راكب من قريش ليبرَّ يمينه ، حتى إذا كان على بريد من المدينة أتى بنى النضير ليلاً ، فضرب على حيى بن أخطب بابه فأبى أن يفتح له ، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم وكان سيد بنى النضير ، فاستأذن عليه فأذن له وسارَّه ، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه . وبعث رجلاً من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية يقال لها العريض ، فوجدوا رجلاً من الأنصار وحليفاً له فقتلوهما ثم انصرفوا .

ونذر بهم الناس أحسُّوا فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكَدَر ، فرجع وقد فاته أبو سفيان ، ورأوا زاداً من أزواد القوم قد طرحوها يتخففون منها للنجاء . فقال المسلمون حين رجع رسول الله بهم : يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة ؟ فقال : نعم » . إعلام الوري : 1 / 173 .

وفى إمتاع الأسماع : 1 / 123 ، عن ابن إسحاق أنه ( صلى الله عليه وآله ) غزا قريشاً حتى بلغ بحران معدناً بالحجاز من ناحية الفرع ، فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادى الأولي ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً » .

والمرجح أنها نفس غزوة السويق ، وهى تدل على أن أبا سفيان لم يستطع تجنيد أكثر من مئتى راكب ، فجاء بهم خفية إلى قرب المدينة ، وتسلل ليلاً مع بضعة أشخاص إلى حلفائه يهود بنى النضير في ضاحية المدينة ، فخاف رئيسهم حي بن أخطب أن يفتح له وينقض عهده مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) فذهب أبو سفيان إلى رئيس آخر من بنى النضير هو ابن مشكم ، ففتح له وتداول معه في حرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشرب معه الخمر ، ونصحه أن يرجع قبل أن يكتشف محمد ( صلى الله عليه وآله ) وجوده ، فرجع تلك الليلة ، لكنه أراد أن يقوم بعمل ما ، فأرسل بضعة نفر إلى مزرعة معبد بن عمرو الأنصاري المنفردة عن المدينة ، فقتلوه مع أجيره وأحرقوا زرعه ونخله !

فتبعهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأصحابه فأسرعوا وتخففوا من زادهم ورموه عن جمالهم ، وكان السويق وهو الحنطة المحمصة المطحونة ، يضاف إليها زيت أو سكر . فسميت غزوة السويق أو ذات السويق .

4 . غزوة ذي أمر

بعد غزوة السويق أقام ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم ، وكانت غزوة ذي أمر ، وذلك لما بلغه أن جمعاً من غطفان تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف المدينة ، عليهم رجل يقال له : دعثور بن الحارث بن محارب ، فخرج في أربع مائة وخمسين رجلاً ومعهم أفراس ، وهرب منه الأعراب فوق ذرى الجبال ونزل ( صلى الله عليه وآله ) ذا أمر وعسكر به ، وأصابهم مطر ، فذهب النبي ( صلى الله عليه وآله ) لحاجته فأصابه المطر فبلَّ ثوبه ، فنزع ثيابه ونشرها لتجف وألقاها على شجرة ثم اضطجع تحتها ، وكان وادى أمر بينه وبين أصحابه ، والأعراب ينظرون إلى ما يفعل ، فقالت الأعراب لدعثور وكان سيدهم وأشجعهم : قد أمكنك محمد وقد انفرد من بين أصحابه ، فاختار سيفاً من سيوفهم صارماً ، ثم أقبل مشتملاً على السيف حتى قام على رأس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسيف مشهوراً فقال : يا محمد من يمنعك منى اليوم ؟ قال : الله ! ودفع جبرئيل في صدره فوقع السيف من يده ، فأخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقام على رأسه وقال : من يمنعك مني ؟ قال : لا أحد ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، والله لا أكثِّر عليك جمعاً أبداً ! فأعطاه رسول الله سيفه وأدبر ، ثم أقبل بوجهه وقال : والله لأنت خير مني ! قال رسول الله : أنا أحق بذلك منك . فأتى قومه فقيل له : أين ما كنت تقول وقد أمكنك والسيف في يدك ؟ قال : قد كان والله ذلك ، ولكني نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري ، فعرفت أنه ملك وشهدت أن محمداً رسول الله . والله لا أكَثِّرُ عليه ! وجعل يدعو قومه إلى الإسلام ونزلت هذه الآية : يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يبْسُطُوا إِلَيكُمْ أَيدِيهُمْ فَكَفَّ أَيدِيهُمْ عَنْكُمْ . . » .

أقول : وردت روايات أخرى في قصة دعثور « راجع الصحيح : 6 / 17 » وكان اليهود وقريش يحركون بعض قبائل نجد مثل بنى سُلَيم للغارة على المدينة ، وكانت لهم سابقة في غزو المدينة ، ومعارك مع الأوس والخزرج ، فبادر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى غزوهم لدفع شرهم ، فتفرقوا ولم يواجهوه ، وهدى الله رئيسهم .

5 . سرية حارثة بن زيد لاعتراض قافلة قريش

وأشهر سرايا النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد بدر ، سرية زيد بن حارثة لاعتراض قافلة قريش الذاهبة إلى الشام عن طريق العراق ، وقد سميت غزوة قرقرة الكَدَر ، لأنهم مروا عليها ، وغزوة بنى سُلَيم لأنهم مروا عليهم ، وغزوة القِرَدَة ، باسم ماء في نجد . كما سميت غزوة مع أنها سرية واسم الغزوة خاص بالتي يشارك فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

قال في إعلام الوري : 1 / 174 : « بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زيد بن حارثة بعد رجوعه من بدر إلى المدينة بستة أشهر ، فأصابوا عيراً لقريش على القردة فيها أبو سفيان ومعه فضة كثيرة ، وذلك لأن قريشاً قد خافت طريقها التي كانت تسلك إلى الشام حين كان من وقعة بدر ، فسلكوا طريق العراق واستأجروا رجلاً من بكر بن وائل يقال له فرات بن حيان يدلهم على الطريق ، فأصاب زيد بن حارثة تلك العير وأعجزته الرجال هرباً . وفى رواية الواقدي : أن ذلك العير مع صفوان بن أمية ، وأنهم قدموا بالعير إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأسروا رجلاً أو رجلين ، وكان فرات بن حيان أسيراً فأسلم ، فتُرِكَ من القتل » .

فأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) خمسها لبنى هاشم ، فبلغ عشرين ألف درهم ، وقسم الباقي بين المقاتلين . الإمتاع : 1 / 129 .

وفى الطبقات : 2 / 36 : « كانت لهلال جمادى الآخرة . . والقردة من أرض نجد بين الربذة والغمرة . وأسر فرات بن حيان فأتى به النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقيل له إن تسلم تترك ، فأسلم فتركه رسول الله » .

6 . محاولة قريش قتل النبي « صلى الله عليه وآله » ثأراً ببدر

كان صفوان بن أمية زعيم كنانة المتحالفة مع مشركي قريش ، وكان ثرياً فجَنَّدَ شخصاً لقتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأرسله متخفياً إلى المدينة .

ففي الخرائج : 1 / 119 من حديث على ( عليه السلام ) مع اليهودي عن معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ومنها : أن المشركين لما رجعوا من بدر إلى مكة أقبل عمير بن وهب الجمحي حتى جلس إلى صفوان بن أمية بن خالد الجمحي ، فقال صفوان : قبح الله العيش بعد قتلى بدر ! قال عمير : أجل والله ما في العيش بعدهم خير ، ولولا دينٌ على لا أجد له قضاء ، وعيال لا أدع لهم شيئاً ، لرحلت إلى محمد حتى أقتله إن ملأت عيني منه ، فإنه بلغني أنه يطوف في الأسواق ، وإن لي عندهم علة ، أقول قدمت على ابني هذا الأسير . ففرح صفوان بقوله وقال : يا أبا أمية هل نراك فاعلاً ؟ قال : إي ورب البنية . قال صفوان : فعلى دينك وعيالك أسوة عيالي ، وأنت تعلم أن ليس بمكة رجل أشد توسعاً على عياله مني . فقال عمير : قد عرفت بذلك يا أبا وهب . قال : صفوان : فإن عيالك مع عيالي لن يسعني شئ ويعجز عنهم ، ودَينك علي . فحمله صفوان على بعيره وجهزه وأجرى على عياله ما يجرى على عيال نفسه ، وأمر عمير بسيفه فشُحذ وسُمَّ ، ثم خرج إلى المدينة ، وقال لصفوان : أكتم على أياماً حتى أقدمها . فلم يذكرها صفوان ، فقدم عمير فنزل على باب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف فتقلده ، ثم عمد نحو رسول الله ، فلما رآه النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال له : ما أقدمك يا عمير ؟ قال : قدمت في أسيري عندكم تفادوننا وتحسنون إلينا فيه فإنكم العشيرة . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فما بال السيف ؟ قال : قبحها الله من سيوف وهل أغنت من شئ ! إنما نسيته حين نزلتُ وهو في رقبتي !

فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فما شرطت لصفوان في الحجر ؟ ففزع عمير وقال : ماذا شرطت له ؟ قال : تحملت له بقتلى على أن يقضى دينك ويعول عيالك ، والله حائل بيني وبين ذلك ! قال عمير : أشهد أنك رسول الله وأنك صادق ، وأن لا إله إلا الله ، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي وبما يأتيك من السماء ، وإن هذا الحديث كان شيئاً بيني وبين صفوان كما قلت ، لم يطلع عليه غيرى وغيره ، وقد أمرته أن يكتم على أياماً فأطلعك الله عليه ، فآمنت بالله وبرسوله وشهدت أن ما جئت به صدق وحق ! قال ( صلى الله عليه وآله ) : علموا أخاكم القرآن ، وأطلقوا له أسيره .

فقال عمير : « إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله وقد هداني الله فله الحمد ، فأذن لي لألحق قريشاً فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام ، فأذن له فلحق بمكة ، وكان صفوان يسأل عن عمير فقيل له : إنه أسلم ، فطرح عياله ! وقدم عمير فدعاهم إلى الله وأخبرهم بصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأسلم معه نفر كثير » . ورواه في مغازى الواقدي / 71 ، في الإحتجاج : 1 / 333 ، مختصراً ورواه ابن هشام : 2 / 485 ، لكن زاد فيه منقبة لعمر بأنه هو الذي اكتشف عميراً وحذر منه النبي ( صلى الله عليه وآله ) !




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.