أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-29
748
التاريخ: 2023-12-04
1253
التاريخ: 2023-10-29
910
التاريخ: 2023-10-15
1173
|
انطلاقاً ان ازدهار الاقتصاد الروسي لن يتم الا بالوصول الى البحار الدافئة لتنشيط التجارة عبر الاتصال بالعالم الخارجي. شن بطرس الأكبر حروباً عديدة وطدت مركزه في الداخل ورفعت شأن الروسيا في المجال الدولي.
أ - الحرب الروسية - العثمانية
كانت اولى حروب بطرس الأكبر، ضد الاتراك العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على سواحل البحر الاسود، مفتاح الروسيا الجنوبي. فاستغل فرصة انشغالهم بالحرب ضد الامبراطورية الرومانية المقدسة وألقى الحصار عام 1695 على حصون آزوف (Azov) التي تقع على الاسود عند مصب نهر الدون. ولما كانت هذه الحصون تتلقى الامدادات من البحر فقد شرع بطرس في بناء اسطول حربي استطاع بواسطته السيطرة التامة على آزوف وعلى جميع سهول حوض نهر الدون. وفي معاهدة كارلوفيتز (Carlovitz) سنة 1699 تنازلت تركيا للروسيا عن حصن ازوف. وبهذا تكون الروسيا اول الدول الأوروبية التي وضعت من جديد ما هو معروف في التاريخ الحديث (بالمسألة الشرقية).
ب - الصراع الروسي - السويدي
كانت السويد في القرن السابع عشر من الدول الاوروبية العظمى، تسيطر على شواطئ فنلندة (Finland) واستونيا (Esthonia) وانغريا (Ingria) وليفونيا (Livonia) وعلى الجزء الاكبر من بوميرانيا بقوة السلاح. ولما كانت رغبة بطرس الأكبر في التوسع نحو جهات البلطيق فقد عقد معاهدة مع ملك بولندا ضد السويد نظراً لادعاء بولندا في ملكيتها
لمقاطعتي ليفونيا واستونيا. وقد انضم الى هذا الحلف ملك الدانمرك الذي كان يرغب في ضم دوقيتي شلزفيك وهولشتاين. ولكن سرعان ما هاجم شارل الثاني عشر ملك السويد كل من الدانمرك وبولندا وانزل الهزيمة بهما وأجبرهما على الانسحاب من الحرب. وعلى الرغم من قلة عدد جيشه فقد استطاع ان ينتصر على الروس الذين كان يقودهم القيصر نفسه في معركة نارفا (Narva) سنة 1700، فانسحب عندها بطرس الى داخل الروسيا مدافعاً عن عاصمتها. لم يكتف ملك السويد بهزيمة بولندا بل انه قرر احتلالها وخلع ملكها. فزحف على وارسو واحتلها عام 1702 وبقي يمارس نشاطه العسكري فيها فاسحاً في نفس الوقت المجال أمام بطرس الأكبر لينهض من هزيمته ويعيد بناء جيشه من جديد. وفعلاً هاجم بطرس سواحل البلطيق واستولى على قسم كبير منها. ولكن ملك السويد ازاء التقدم الروسي في جهات البلطيق، عزم على ضرب القوة الروسية كما فعل من قبل مع بولندا والدانمرك. وشرع عام 1708 بالزحف نحو موسكو. الا ان بطرس الاكبر امتنع عن مواجهته والاشتباك معه وأمعن في استدراجه داخل الروسيا حتى قاست الجيوش السويدية من شدة سوء المناخ وقلة الامدادات وفعل المفاجأة والحرب الخاطفة التي مارسها الروس طيلة شتاء 1708 - 1709. وفي موقعة بولتافا (Poltava) تموز 1709 هزم الجيش السويدي شر هزيمة وفر الملك شارل الثاني عشر مع فلول جيشه الى تركيا ليحل ضيفاً على السلطان العثماني.
حققت معركة بولتافا للروسيا الزعامة على الدول المجاورة والحصول على منفذ على بحر البلطيق. وشددت من مركز بطرس الأكبر في الداخل وقضت على دولة القوزاق التي ساندت السويديين. كما انها ادت الى اضمحلال قوة السويد وفقدانها الزعامة على دول شمال اوروبا اذ استعاد اوغسطس عرشه على بولندا ونقض فريدريك ملك الدانمرك اتفاقية ترافندال (Travendahl) السابقة وسعى كل منهما الى التوسع على حساب السويد نفسها.
نجح ملك السويد، شارل الثاني عشر، اثناء وجوده في تركيا في حمل
السلطان العثماني على اعلان الحرب على الروسيا. فأعلن السلطان الحرب اواخر عام 1710 وبدأت المعارك الاولى لصالح الاتراك وكاد بطرس الاكبر ان يقع اسيرهم عند نهر بروث (Bruth) أحد روافد الدانوب ولكنه استطاع النجاة بأعجوبة معتمداً على رشوة القائد التركي وغبائه. وفي سنة 1711 تنازل بطرس الأكبر عن آزوف في معاهدة بروث. اما الملك شارل فقد بقي في تركيا حتى عام 1714 حيث رجع الى بلاده ليجدها عرضة لمطامع بطرس الذي استولى على ليفونيا وبدأ يتوسع في جهات البلطيق على حساب حليفته بولندا. وفي سنة 1718 اغتيل شارل غدراً ليقوم نظام جديد للحكم يعمل على استعادة مركز السويد بين دول اوروبا. ولم تنته احداث السويد مع بطرس الأكبر الا عام 1721 عندما وقعت السويد مع الروسيا اتفاقية نایشتات (Nystadt) تنازلت بموجبها عن جميع اراضيها شرق بحر البلطيق عدا فنلندا.
هيأت معاهدة نايشتات لبطرس الأكبر فرصة للتطلع نحو تحقيق اماله في التوسع عبر ولايات جورجيا وفارس القوزاقية والسيطرة التامة على جميع شواطئ بحر قزوين مستغلاً الاوضاع المتردية في فارس والتنازع على العرش. ومع انه نجح في الاستيلاء على الأراضي الفارسية، الا ان السلطان العثماني أعلن معارضته للتوسع الروسي في إيران. فائر بطرس الأكبر عدم الدخول في حرب مع العثمانيين. ووقع الطرفان سنة 1724 معاهدة قضت بحصول الروسيا على سواحل بحر قزوين وبعض الولايات الفارسية الشمالية حتى نهر اراس ولكن الدولة الايرانية عهد نادر شاه بعد سنة 1725 استرجعت ما سبق ان استولت عليه الروسيا عهد بطرس الأكبر (1).
.................................................
1- انظر التفاصيل عند حسن صبحي: اوروبا من فتح القسطنطينية حتى قبيل الثورة الفرنسية مكتبة الجامعة العربية بيروت 1967 ص 158 وما بعدها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|