المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
البيئة الملائمة لزراعة القطن
2024-09-19
اصناف القطن المنزرعة في العراق وبعض اقطار الوطن العربي
2024-09-19
في اليقين
2024-09-19
في مجاهدة النّفس وبيان حدودها
2024-09-19
في ترك اتّباع الأهواء والشّهوات
2024-09-19
المنشأ والتقسيم النباتي للقطن واهم الانواع المنزرعة
2024-09-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قيمة التفكير في الإسلام  
  
15   01:20 صباحاً   التاريخ: 2024-09-18
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 175 ــ 177
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

لو حكمنا الانصاف في البين عرفنا لماذا يقيم الإسلام بهذا الشكل التفكير والتأمل، ذلك لأنه لا يمكن نيل المعالي والحصول على التقدم المادي والمعنوي إلا في ظل التفكير الصحيح والتأمل العميق ...

ولم تترق الأمم إلا في ظل أفكار مفكريها وعظمائها الذين طووا بها مدارج الكمال والرقي. ولم يصل المقربون إلى الله والربانيون إلى مقاماتهم السامية إلا بالتفكير الطويل العميق الذي أعقب معرفة واسعة أوصلتهم إلى هذه المقامات المعنوية والدرجات القريبة السامية.

يقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله): (تفكر ساعة خير من عبادة سنة) (1).

ونظراً لهذه القيمة التي يعطيها الإسلام للفكر والدور الهام الذي يمنحه إياه في صنع مستقبل الفرد والمجتمع فانه رفض كل ما يوجب تخدير الفكر وإتلاف الوقت الثمين، ولهذا وغيره أعلن الإسلام رفض (اللهو واللعب) وحاربه.

وقد كان القمار من الالعاب التي ذمها القرآن صريحاً وقد بين الله تعالى عواقبه السيئة الخطرة بقوله:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90 ـ 91] (2).

ومن الواضح أن القرآن بالإضافة إلى تقبيح القمار وجعله الى صف الجريمتين الكبيرتين (شرب الخمر وعبادة الأصنام) اشار إلى نقطتين نوضحهما في ما يلي:

الأولى: إن القمار دافع نحو الفرقة والعداوة ... ولو تأملنا وجدنا أن كل خسارة تخلق الحسرة والتأثر في نفس الخاسر ومن ثم الحقد والتنفر من الشخص الرابح في حين ان الربح يوجد في الرابح شوقاً وحرصاً على النهب الأكثر للخاسر وبالتالي بعدم الإهتمام بحقوق الآخرين... وكل هذه تشكل أهم العوامل التي بإمكانها أن تقطع علائق المودة والروابط الاجتماعية الاخرى لتسلم المجتمع إلى النفاق والحقد والبغض.

فما أكثر ما صادف أن انتهى الأمر بين الأحبة الذين جلسوا إلى منضدة القمار إلى التنفر والعداوة والتباعد وحتى النزاع والقتل احياناً.

ففي مدينة في نيوانكلاند كان يعيش صانع من صناع الرصاص حياة هي خير من حياة غيره ولكنه ابتلي بالقيام بالألعاب الثقيلة (بوكر) ولكي يجبر هذا خساراته فقد أصر على إدامة اللعب حتى بلغ به الأمر إثر تساهله وديونه أن يفقد شغله المتطور. وقد قال لاحد اصدقائه: (لا يمكنني أن أملك زمام نفسي ويجب أن أنتقم لها) (3).

كما أن الغضب والتنفر الحاصل من القمار له آثاره المشؤومة التي تهدد حياة المقامر الخاصة من مثل الاختلافات العائلية، والطلاق والتفرقة بين الزوج والزوجة، وانحلال الترابط العائلي الوثيق.

الثانية: إن المقامر وهو مبتلى بهذه العادة القبيحة ينسى ذكر الله، ونحن نعلم أن الإسلام يعتبر التوجه نحو الله، وتذكره وتذكر عظمته ونعمه هو أساس الدين والسعادة.

وما أصدق القرآن حين يقول: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

ذلك ان التوجه لله وذكره يشكل أحكم الاسس وأمنع ملجأ وأقوى عماد للإنسان عندما يواجه المشاكل. وها نحن نرى اولئك الذين لا يؤمنون بالله يجدون أنفسهم في قلق وذعر شديدين ووحدة قاتلة رغم كل ما لديهم من وسائل مادية ولذا فقد يلجأون احياناً للانتحار، ومن هنا نجد نسبة كبيرة من المقامرين مبتلين بالجنون والانتحار والاضطراب والهيجانات العصبية إلى الحد الذي يمكننا معه أن نعتبر القمار العدو الخطر للاطمئنان والراحة.

وقد جاء في نشرة جمعية الامور العامة في نيويورك قولها: (لقد شهدنا مناظر مختلفة فهذه امرأة مرتعشة مخطوفة اللون تقف ساعات أمام أحد اجهزة القمار، وذاك رجل شاحب الوجه عبوسه يدير مقبض الجهاز وكأن عجلات الجهاز المتحركة قد أغرقته في تنويم مغناطيسي عميق) (4).

وقد قال أحد المقامرين لمراسل صحيفة ـ نيويوك تايمز ـ لقد ابتليت بالسقوط في هذه الهوة إلى حد أجد نفسي فيها مخيراً بين الخروج أو الانتحار) (5).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 326 - 327.

2ـ كان العرب قبل الإسلام يقسمون بعض الاموال المشتركة بواسطة (الازلام) أي السهام ولم يكن هذا التقسيم عادلا وقد منعه الاسلام.

3ـ نشرة جمعية الامور العامة في نيويورك، ص 1.

4ـ المصدر السابق، ص 9 - 14.

5ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.