أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2017
7972
التاريخ: 15-3-2016
89027
التاريخ: 12-10-2017
21793
التاريخ: 13-7-2022
4102
|
العوامل الحيوية التي تؤثر على المحاصيل
التربة الزراعية هي وسط ملئ بالنشاط والحياء نتيجة لما تحتويه التربة من ملايين الكائنات الحية التي تقوم بدور كبير في حفظ الحياة على وجه الأرض لما لها من دور فعال كحلقة وصل في دورة حياة النباتات والحيوانات. فالكائنات الحية الموجودة بالتربة تقوم بتحليل بقايا النباتات والحيوانات إلى مواد عضوية بسيطة تستفاد منها كل الكائنات الحية باختلاف أشكالها. وتعتبر هذه الكائنات في حالة توازن طبيعي من حيث العدد والتأثير إلا أن هذا التوازن ليس ثابتاً بصفة مستمرة فيحدث له تغير نتيجة لإحدى المعاملات الزراعية ثم ما يلبث أن يتلاشى ذلك التأثير حتى يعود التوازن مرة أخرى. وتتخذ بعض الكائنات الحية الدقيقة في التربة أماكن ثابتة محددة بينما البعض الآخر يظل في حالة حركة مستمرة في البيئة وهناك مجموعة من الكائنات تظل بجوار الجذور وعندما تموت الخلايا السطحية لتلك الجذور تقوم هذه الكائنات بتحليلها.
أنواع الكائنات الحية بالتربة:
أ. كائنات حية من أصل حيواني:
1- الديدان والقواقع: يختلف الدور الذي تقوم به الديدان والقواقع بالنسبة للتربة باختلاف أنواعها فمنها ما يقوم بعمل ممرات في التربة مما يساعد على الرشح وتحسين خواص التربة كما أن منها ما يقوم بالتغذية على المواد العضوية الموجودة بالتربة وتحليلها وجعلها في صورة أبسط مما كانت عليه كما تقوم بعض هذه الحيوانات بقلب التربة ومن أمثلة هذه الحيوانات الديدان الأرضية التي تتبع قبيلة Annelida وأنواع من القواقع مثل Linacidae.
2- النيماتودا: تعيش النيماتودا في حالة تطفل على جذور بعض المحاصيل وتختلف نوع النيماتودا الموجودة بالتربة باختلاف نوع المحصول.
3- الحشرات: توجد أنواع كثيرة من الحشرات مثل النمل والعناكب التي تعيش في التربة وإن كان النمل يعد أهم هذه الحشرات حيث يقوم بتقليب الأرض وخلط التربة بالمواد العضوية.
4- البروتوزوا : توجد البروتوزوا بنسبة قليلة في الأرض جيدة الصرف لعدم توفر الرطوبة الكافية لانتشارها وهي كائنات ضارة حيث يوجد منها ما يسبب بعض الأمراض للنباتات ومنها ما يتغذى على البكتريا النافعة لذلك يجب العناية بخدمة الأرض من صرف وتشميس وحرث للقضاء عليها.
ب- كائنات من أصل نباتي:
وتضم هذه الكائنات كل من:
1- الطحالب: وتعيش بعض هذه الطحالب على سطح الأرض والبعض الآخر يعيش في باطنها ومن هذه الطحالب ما يعتمد على نفسه في تكوين المواد الغذائية نتيجة لقيامة بعملية التمثيل الضوئي ومنه ما يثبت الأزوت في أجسامة وعند موته تتحلل هذه الطحالب وتستفيد التربة من نواتج تحللها. وبعض هذه الطحالب يفيد النباتات التي تنمو في الوسط المائي والنباتات المحبة للماء حيث تأخذ الكربون من ثاني أكسيد الكربون وتطرد الأكسجين الذي يذوب في الماء وتستفيد منه هذه النباتات ومن هذه الطحالب ما هو ضار حيث تتطفل على النباتات فتسبب لها الأضرار.
2- الفطريات: تختلف الفطريات عن الطحالب في أنها توجد في الطبقة السطحية من التربة فقط لأنها كائنات هوائية ولكن الفطريات تتفق مع الطحالب في قدرتها على تحليل المادة العضوية فيتكون النشادر الذي يستفاد منه النبات كما أن هناك بعض الأنواع التي تحلل السليلوز، وكثير من الفطريات تسبب أمراض نباتية والأراضي الحامضية هي البيئة المناسبة للفطريات.
3- الأكتينوميسيت: تتشابه الأكتينوميسيت مع البكتريا والفطريات وإن كانت أوجه الشبه بينها وبين الفطريات أكبر ومع ذلك فهي تختلف عن الفطريات في أنها لا تتحمل حموضة التربة. ويزداد نشاط الأكتينوميسي في الأرض التي تقترب من التعادل أو تميل للقلوية وترجع إلى هذه الكائنات الرائحة المميزة للتربة.
4- البكتريا: تعتبر البكتريا من أهم الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأرض وتبعاً لأهميتها تتواجد بأعداد هائلة فيختلف عددها من بضعة آلاف في الجرام الواحد من التربة الرملية إلى عدة ملايين في الجرام الواحد من التربة العينية الثقيلة. وترجع أهمية البكتريا إلى أن النيتروجين ليس من أحد مكونات الصخور والمعادن بالتربة بل يتواجد في الهواء وبصورة مركبة في المواد العضوية مما لا يمكن للنباتات الراقية الاستفادة منها مباشرة إلا عن طريق البكتريا وما تقوم به من تحليل المواد العضوية فتصبح في صورة بسيطة صالحة للامتصاص بواسطة جذور النباتات مثل النترات ولكي تقوم البكتريا بدورها على أكمل وجه لابد من توافر الشروط الآتية:
أ- تهوية جيدة.
ب- حرارة ملائمة تتراوح من 25-35 م.
ج- رطوبة مناسبة من 10-15%.
د- توافر مواد عضوية ومعدنية كافية.
هـ- تفضل البكتريا الأرض المتعادلة أو التي تميل للقلوية لوجود الكالسيوم حيث تمتص منه بنسبة كبيرة.
العلاقة بين المحاصيل والكائنات الحية:
المحاصيل تعيش في بيئة مكونة من التربة الزراعية والهواء ويعيش في هذه البيئة بالإضافة إلى المحصول الرئيسي مجموعة كبيرة من الكائنات الحية نباتية وحيوانية بحيث لا يستطيع المحصول أن يعيش بمفردة نظراً لما تقدمة له هذه الكائنات وإن كانت ليست لكل هذه الكائنات فوائد للنبات فمنها ما يسبب أضرار النبات لذلك يجب ايضاح العلاقة التي تربط بين النبات الرئيسي بباقي الكائنات الحية في الحقل والعلاقة التي تربط تلك الكائنات ببعضها البعض. ويمكن تقسيم هذه العلاقة إلى تبادل المنفعة والتضاد وكل من هذين القسمين يتبعهما أنماط مختلفة من المعيشة كما توجد علاقة أخرى بين النباتات وهي التنافس.
أولاً: تبادل المنفعة :
يقصد بعملية تبادل المنفعة وجود نوعين من الكائنات الحية يعيشان معا بحيث يستفاد أحدهما أو كلاهما من الآخر دون حدوث ضرر لأى منهم وقد تكون المنفعة عبارة عن غذاء أو نقل أو حماية وقد تكون العلاقة بين الكائنين عبارة عن اتصال وثيق أو اختلاط أنسجة أو الاتصال بالسطح فقط وتختلف نمط تبادل المنفعة حسب الفائدة العائدة على كل نوع من النوعين إلى ما يلي:
1- المشاركة: وهي نمط من أنماط تبادل المنفعة حيث يستفاد كل من الكائنين من وجودهما سويا وتختلف نمط المشاركة حسب طريقة الاتصال.
أ- مشاركة تتلامس فيها أنسجة الكائنين باستمرار: ومن أهم أمثلة المشاركة التي تتلامس فيها أنسجة الكائنين باستمرار هي علاقة تبادل المنفعة بين النباتات البقولية وبكتريا جنس Rhizobium حيث تدخل البكتريا للنبات عن طريق الشعيرات الجذرية وتنتقل من خلية لأخرى حتى تصل إلى الخلايا الداخلية للقشرة وتتكاثر الخلايا التي تحتوى على البكتريا والخلايا المجاورة لها مكونة العقد البكتيرية. ويصاحب تكوين العقد البكتيرية تكوين الحزم الوعائية للعقدة البكتيرية والتي تتصل بالحزم الوعائية للنبات وتنتقل عن طريقها المواد الغذائية للبكتريا في اتجاه وفي الاتجاه الآخر ينتقل النيتروجين المثبت من العقد البكتيرية للنبات البقولية وقد يكفي النيتروجين المثبت بواسطة البكتريا احتياجات النبات.
ب- مشاركة لا تتلامس فيها أنسجة الكائنين: مثل حالات تلقيح الأزهار والذي تقوم به الحشرات مثل النحل والفراشات والذباب وهذه المشاركة لا تتطلب اتصال أنسجة النوعين إلا لفترة قصيرة ويأخذ كل من الكائنين الصفات التي تساعده على اتمام تبادل المنفعة فالزهرة تكون في حالة تسمح بجذب الحشرات سواء بألوانها أو برحيقها كما أن الحشرات مستعدة لإتمام عملية التلقيح كما قد يحدث نوعاً من التخصص بين الكائنين بحيث لا يتم التلقيح في بعض النباتات إلا بحشرة معينة دون غيرها وهذا ما يحدث في حالة تخصص حشرة البلاستوفاجا في تلقيح أشجار التين وقد يتعدى الأمر في هذا النمط من المشاركة إلى نقل بعض الحيوانات لبذور كل من الحشائش والنباتات.
2- المعايشة: هي نمط من أنماط تبادل المنفعة والتي ينتج عن معيشة نوعين من الكائنات مع استفادة أحد النوعين دون الآخر ودون حدوث ضرر لأحدهما. ومن هنا يتضح أن النوع المستفيد يكون في أشد الحاجة إلى النوع الآخر سواء كانت هذه الحاجة غذاء أو مكان أو حماية وعلى الرغم من اتصال أنسجة النوعين إلا أنه لا يحدث اختلاط للأنسجة ويختلف نمط المعيشة أيضا حسب طريقة أو كيفية الاتصال بين النوعين إلى ما يلي:
1. معيشة تتلامس فيها أنسجة النوعين.
2. معيشة لا تتلامس فيها أنسجة النوعين: مثل اتخاذ النباتات المتسلقة سيقان نباتات أخرى دعامة لها لتتسلق عليها ولا تعتبر هذه النباتات منطقة لأنها لا تأخذ غذائها من النبات المضيف بينما تصنع غذائها بنفسها وفى بعض الأحيان يحدث ضرر للنبات المضيف إذا ما زاد عدد النباتات المضافة على النبات المضيف عن حد معين. أما المعيشة بدون تلامس فتتضح جليا من خلال الطيور التي تتخذ من الأشجار سكنا ومأوى دون حدوث ضرر للأشجار.
ثانياً : التضاد :
التضاد هو علاقة بين كائنين بحيث يحدث أحدهما ضرر للآخر أو كليهما ويتخذ التضاد عدة أنماط منها:
1- تضاد الحيوية: يقصد بتضاد الحيوية انتاج بعض الكائنات الحية مواد ينتج عنها تضاد أو ضرر للنوع الآخر فمثلا تنتج بعض النباتات الراقية مواد كيميائية تتحرر في الأرض بوسائل متعددة مثل الادماع أو التسرب أو التطاير أو الغسيل بماء المطر أو افرازات عن طريق جذور أو قد تنطلق هذه المواد وتتعدد صور المواد المنطلقة من الكائنات الحية والتي تعتبر سامة فتتخذ الأشكال الأتية:
أ. مضادات حيوية: هي مواد أو مركبات حيوية تفرزها الكائنات الحية الدقيقة مثل الفطريات والبكتريا لمهاجمة الكائنات الضارة لها بالتربة وأهم المضادات الحيوية المعروفة هي الاستريتوميسين والبنسلين والتراميسين وغيرها.
ب. المذبلات: وهي مواد حيوية تتكون بالكائنات الحية الدقيقة المتطفلة وتحدث ذبولاً بالنباتات الراقية العائلة.
ج. المضادات الحيوية الناتجة من النباتات الراقية: مثل بعض المركبات الحيوية التي لها تأثير ضار على الكائنات الدقيقة وتسمى بالفيتونسيرز.
د. سموم تنتجها النباتات الراقية: تتفاعل النباتات الراقية مع الكائنات الحية الدقيقة لذا تتعامل مع بعض النباتات الراقية المنافسة لها أو التي تسبب أضراراً لها وذلك عن طريق افراز مواد سامة وتسمى هذه المجموعة من المواد بالكولينز مثل افراز نبات كاملينا اليسم في وجود ماء المطر لبعض المواد مثل الفائلك أسد وهيدروكسي بنزويك أسد والتي تسبب ضرراً بالغاً بنباتات الكتان.
2- الاستغلال: يختلف الاستغلال عن التضاد في أنه عبارة عن استفادة أحد نوعين من الآخر وحدوث ضرر للنوع الآخر ونتيجة لهذا الاستغلال يحدث ضرر للنوع المستغل ويقسم الاستغلال إلى نوعين هما:
1. التطفل: يعرف الكائن المتطفل بالطفيل وهو كائن حي يعيش داخل أو على الكائن العائل ويستنفذ غذائه منه وقد تكون العلاقة بين الطفيل والعائل عبارة عن تلامس أنسجتها طول حياه الطفيل أو لفترة محدودة. ولا يؤدى وجود الطفيل غالبا إلى موت العائل وإن كان يحدث ذلك في بعض الحالات. كما قد تقضى بعض الطفيليات أطوار حياتها متطفلة على عائل واحد بينما البعض الآخر ينتقل بين عدة عوائل ومن أهم أمثلة التطفل على المحاصيل المعروفة تطفل حشائش الحامول والهالوك والعدار على محاصيل البرسيم والفول وقصب السكر على الترتيب وفيما يلى نبذة مختصرة عن كل هذه الحشائش.
أ- الحامول: يختلف نوع الحامول باختلاف المحصول العائل فمثلا يتطفل حامول البرسيم على البرسيم كما يتطفل على الحلبة والكتان. ينمو نبات الحامول في حقل النبات العائل عن طريق انتشار البذور أو عن طريق مصاحبة بذور الحامول لبذور النبات العائل ويعتمد نبات الحامول في انباته على الغذاء المخزن في اندوسبرم الجنين ثم بعد ذلك تبحث عن العائل المناسب الذي يمدها بما تحتاج إليه من غذاء فإذا لم تجده تموت نتيجة لاستنفاذ الغذاء المخزن بالبذرة. أما إذا ما وجد الطفيل العائل المناسب فإنه يلتف حوله وتلتصق ممصاتة بسيقان العائل وحينما يتم الاتصال يموت الجزء السفلى من الطفيل لأنه لا يحتاج إلى اتصال بالتربة وبذلك يعتمد كليا على العائل في غذائه ومن أهم المواد الغذائية التي يستمدها الحامول من النبات العائل سكر الجلوكوز.
ب- الهالوك: الهالوك هو نبات زهري كامل التطفل وتوجد بمصر منه ثمانية أنواع تختلف فيما بينها في الشكل واللون وتتفق جميعها في حجم الخسائر التي تسببه للمحصول العائل وأهم أنواع الهالوك الموجود في مصر هالوك الفول وهالوك الباذنجان وهالوك البرسيم المصري لا تنمو بذور الهالوك إلا في وجود النبات العائل وقد تمكث بذور الهالوك في التربة مدة تصل إلى 70 عاماً أو أكثر في حالة عدم وجود النبات العائل ولبذور الهالوك القدرة على تحمل الظروف الغير ملائمة دون التأثير على حيويتها وعند وجود العائل المناسب يختار نبات الهالوك أقوى النباتات العائلة لكي يهاجمه ولا تنبت بذور الهالوك إلا عند تكوين البراعم الزهرية للنبات العائل يخرج جذير هالوك الفول ويخترق جذير العائل ويتصل بحزمة الوعائية فيحدث اتصال بين أوعية الخشب واللحاء لكل من العائل والطفيل. ويخزن الطفيل (الهالوك) جزء من الغذاء الممتص كمادة نشوية في الجزء العلوي الذي ينضج مكوناً درنة مخروطية تتصل بجذر العائل وينمو هذا الانتفاخ بعد ذلك ويستطيل مكونا الساق الذى تظهر فوق سطح التربة وبذلك يقضى الهالوك أغلب حياته تحت سطح الأرض.
ج- العدار: عرف العدار بمصر كطفيل يتطفل على نبات قصب السكر منذ عام 1932 في صعيد مصر. كما يتطفل العدار على نباتات الذرة وهو يعتبر طفيل ناقص التطفل لأنه يحمل أوراقاً خضرية قادرة على القيام بعملية التمثيل الضوئي.
2.الافتراس: يختلف الكائن المفترس عن الطفيل في أن الكائن المفترس يؤدى إلى موت العائل أي أن الكائن المفترس أقوى من العائل بينما في حالة الطفيل فالعائل أقوى ومعظم الكائنات المفترسة حيوانات وإن كان هناك بعض النباتات المفترسة مثل الدروسية أو حامول الماء أما الحيوانات المفترسة فهي حيوانات أكلة للعشب سواء كانت تأكله كلية أو جزء منه قد يحدث تخصص بين طور حياة الكائن والجزء الذى يفترسه من النبات وعموماً إن لم يحدث الضرر مباشرة نتيجة لتغذية الكائن المفترس على النبات فإنه يحدث نتيجة لتغذية الكائن المفترس على أوراق النبات مما يقتل من سطح أوراق النبات الذى يقوم بعملية التمثيل الضوئي.
ثالثا: التنافس:
كلما تشابهت الاحتياجات البيئية اللازمة لنمو الكائنات الحية الموجودة في نفس البيئة كلما زادت حدة التنافس بين هذه الكائنات وخاصة عند عدم توفر الكميات اللازمة لكل من هذه الكائنات فكلما تشابه النباتات مع بعضها البعض أو مع الكائنات الحية الموجودة في التربة كلما زادت حدة التنافس وبذلك نجد أن التنافس يبلغ أشده بين نباتات نفس النوع ثم يقل حدة التنافس بين النباتات والحشائش المصاحبة له والتي تختلف عنه في الاحتياجات البيئية والغذائية. ولقد حددت العوامل البيئية التي يجرى عليها عملية التنافس في المقام الأول فكانت على الترتيب التالي الماء والضوء والعناصر الغذائية بالإضافة إلى بعض العوامل الثانوية ويبدأ التنافس بين الأنواع النباتية المختلفة على هذه العوامل بالترتيب إذا لم تتوفر من هذا العامل مجموع احتياجات الأنواع المختلفة. وهذا ما يتضح عند تنافس النباتات الصغيرة على الماء والعناصر الغذائية والضوء ونموها مع بعضها البعض تختلف القدرة التنافسية من نبات لآخر وتتميز بعض النباتات بقدرة تنافسية عالية مثل البرسيم المصري والبرسيم الحجازي والشعير والذرة الشامية والذرة الرفيعة وفول الصويا واللوبيا وهناك بعض الصفات التي تساعد النبات على التنافس وهي:
1- الانبات السريع وانتظامه تحت الظروف القاسية.
2- سرعة نمو البادرات.
3- زيادة عدد الثغور.
4- مجموع جذري قوى ومنتشر يتكون من جذور ليفية قريبة من سطح التربة وجذور رئيسية متعمقة كثيراً في التربة.
5- مجموع خضري قوي وسريع التكوين.
صور المنافسة التي تحدث للمحصول:
تتعدد صور المنافسة التي تحدث لمحصول الحقل من الثابت زيادة القدرة التنافسية للمحصول أو للنبات كلما تشابه في احتياجاته مع النبات المنافس وتوجد عدة أشكال للتشابه الذي ينجم عنه تنافس بين النباتات مثل نباتات النوع الواحد وبعضها البعض والنباتات المحملة ونباتات المحصول والحشائش المصاحبة لها ويمكن ايضاح ذلك فيما يلى:
1. تنافس نباتات النوع الواحد: لا يحدث تنافس بين بادرات نباتات النوع الواحد وبعضها البعض نظراً لكفاية المكونات البيئية لمجموع احتياجات النباتات وكلما تقدم النبات في العمر كلما زاد حجمة وزادت احتياجاته وزادت شدة التنافس بين نباتات النوع الواحد ويكون ذلك واضحا عند نمو نباتات المحاصيل التي تزرع بدار مثل بعض المحاصيل النجيلية كالقمح والشعير حيث تستطيل سوق تلك النباتات لتنافسها على الضوء بزيادة الكثافة النباتية وهذا ما لا يحدث عند نمو نباتات المحاصيل التي تزرع على مسافات أو التي تزرع بعيدة عن بعضها البعض حيث يؤدى تزاحم النباتات إلى نقص كمية محصول النبات الواحد إلا أنه يزداد المحصول الناتج من وحدة المساحة طالما كانت كثافة النباتات في وحدة المساحة تقع داخل مدى العدد الأمثل من النباتات بوحدة المساحة وترجع تلك الزيادة في كمية المحصول إلى استغلال العوامل البيئية من ماء وعناصر غذائية وضوء إلى غير ذلك من العوامل الهامة بكفاءة أعلى في حالة الزراعة بأعداد تقع بين الحد الأدنى والحد الأعلى من العدد الأمثل من النباتات بوحدة المساحة.
2. التنافس بين النباتات المحملة: التحميل هو زراعة محصولين أو أكثر في مكان واحد ولا يأتي هذا إلا نتيجة لتشابه المحاصيل المحملة مع بعضها البعض في احتياجاتها البيئية والعمليات الزراعية وأمثلة المحاصيل المحملة في مصر البصل على القطن والثوم على القطن والشعير على البرسيم والقمح على البرسيم والسمسم على الفول السوداني والذرة الشامية على فول الصويا كما يحدث تحميل محاصيل الحقل في حقول بساتين الفاكهة. وعموماً يؤدى تحميل المحاصيل إلى نقص كمية كل المحصول نظراً لتنافس تلك المحاصيل نظراً لتشابه في احتياجاتها من المكان والماء والعناصر الغذائية والاضاءة ويؤدى هذه التنافس إلى عدم نمو نباتات المحصول الرئيسي ونباتات المحصول المحمل بمعدل النمو الطبيعي الذي يمكن أن يصل إليه إذا زرع كل منهم على حدة ويصبح مقدار الناتج من وحدة المساحة من المحصولين أكثر ربحية مما لو زرع كل منهم بمفردة.
3. التنافس بين المحاصيل والحشائش: يزداد تنافس الحشائش مع المحاصيل خاصة إذا كانت الحشائش متخصصة على محصول معين نتيجة للتشابه في طبيعة النمو والاحتياجات البيئية والغذائية لكل منهم مثل تنافس الحارة الكتان وتنافس الزمير والقمح وتزداد قوة التنافس بين الحشائش والمحصول كلما كانت الظروف ملائمة لنمو الحشائش دون المحصول مثل زيادة انتشار الحندقوق عن البرسيم المصري عند زراعتهم في الأراضي الملحية لتحمل الحندقوق ملوحة الأرض عن البرسيم المصري. تظهر الحشائش القوة التنافسية مع المحصول عندما تنمو بذور الحشائش قبل انتشار جذور المحصول والنبات الذى ينمو وتشغل جذوره حيزا معينا من الأرض يصبح هذا الحيز غير ملائم أن تشغله جذور أي نباتات أخرى ويستفاد من هذه النتيجة الهامة في مقاومة الحشائش بتأخير نموها عن المحصول المزروع.
العوامل المؤثرة على نمو المحاصيل:
تتأثر نمو نباتات المحاصيل المختلفة حسب المنافسة بين المحصول والحشائش أو من نبات المحصول الواحد حيث تؤثر العوامل التالية على نمو المحاصيل:
1- الصنف: لاختيار الصنف والمنطقة المناسبة لزراعته أهمية خاصة في نمو المحصول نمواً جيداً حتى يتمكن من مقاومة الأمراض والحشرات مما يزيد من المجموع الخضري وبالتالي يزداد مقدار تظليلها للتربة كما تنمو النباتات نمو قويا مما يزيد من قدرتها التنافسية للحشائش.
2- رقم حموضة الأرض: يؤدى زراعة المحصول في أرض قلوية إلى حدوث ضعف القوة التنافسية للمحصول نظراً لنمو الحشائش بقوة في مثل هذه الأراضي.
3- خصوية الأرض: يؤدى إضافة الأسمدة الكيميائية والأسمدة العضوية إلى ضعف القوة التنافسية للحشائش حيث تعمل الأسمدة الكيميائية على زيادة المجموع الخضري للنبات بحيث يظلل الحشائش وبالتالي يسهل القضاء عليها كما أن إضافة الأسمدة العضوية بشرط أن تكون خالية من بذور الحشائش.
4- الماء الأرضي: لا يلائم ارتفاع مستوى الماء الأرضي في التربة نمو معظم المحاصيل التي تنمو فيها حيث يؤدى إلى ضعف نمو النباتات ونقص قدرتها على منافسة الكائنات الحية بالأرض وهذه البيئة كثيراً ما تلائم نمو كثيراً من نباتات الحشائش التي تناسبها الأراضي الرطبة رديئة الصرف.
5- إعداد الأرض للزراعة: الأعداد الجيد لمهد الزراعة يعتبر البداية الأساسية لنمو محصول جيد يستطيع بسهولة منافسة نباتات الحشائش.
6- الزراعة: طريقة الزراعة والمسافات بين الجور ومواعيد الزراعة تلعب أهمية خاصة في تقليل القدرة التنافسية للحشائش.
7- عمليات الخدمة بعد الزراعة: عمليات رعاية المحصول بعد الزراعة هدفها الأول رعاية المحصول الرئيسي وزيادة نموه حيث يتم مقاومة الحشائش والتسميد والري وغيرها.
8- الدورة الزراعية: يؤدى اتباع الدورة الزراعية المحددة للمحافظة على خصوبة التربة بهدف زيادة قوة نمو المحاصيل ومن أهم أهداف اتباع دورة زراعية محددة العمل على القضاء على الحشائش والأمراض النباتية والحشرية التي تنمو في التربة لعدم توفير العائل المناسب لها.
أقلمة المحاصيل للظروف المعاكسة:
كل صفة من صفات النبات هي محصلة التفاعل بين العوامل الوراثية للنبات مع العوامل البيئية حيث يعتبر التركيب الوراثي للنبات محصلة التغيرات في الصفات الوراثية لأسلافه عبر العصور الطويلة التي عاشها النوع حتى وصل التركيب الوراثي للنبات إلى ما هو عليه الآن ولقد حدث تلائم بين التركيب الوراثي للنبات مع الظروف البيئة السائدة عن طريق التطور. ويمكن الحصول على محصول عالي عند النمو في الظروف الملائمة لما إذا تعرض أثناء النمو الظروف بيئية غير ملائمة تحدث تغييرات في الصفات الفسيولوجية والتركيب الداخلي والخارجي بما يتوافر معه استفادة النبات بأكبر قدر من الظروف البيئية المتواجدة في الوسط. وتعتبر قدرة النبات على اكتساب الصفات للتغلب على الظروف البيئية السيئة بالأقلمة. ولا تورث هذه الصفات المكتبية إلا عند حدوث تغيرات في التركيب الوراثي في الأنسجة التناسلية عند استخدام هذه الأعضاء في التكاثر وكذلك في حالة حدوث تغيرات في التراكيب الوراثية بالأنسجة الخضرية عند استخدامها في التكاثر. ويحدث في التركيب الظاهري والداخلي للنبات العديد من التغيرات الفسيولوجية عند تعرض النباتات لظروف سيئة مثل الحرارة والاضاءة والرطوبة والملوحة والتهوية الغير الملائمة للنمو وكذلك عند حدوث اصابة للنباتات بكائنات حية أو حدوث أضرار ميكانيكية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|