المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

The WM dialect as a Northern variety
2024-02-27
الناصر لدين الله.
2024-01-09
تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء
12-6-2019
Eukaryotic DNA Organization
22-12-2021
 المعجلات الخطية
12-3-2016
تأثير مخلفات صناعة الغزل والنسيج
2024-01-25


مكانة الكعبة عند العرب  
  
207   09:40 صباحاً   التاريخ: 2024-09-07
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص64-72
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2014 3201
التاريخ: 2-4-2017 2902
التاريخ: 2-4-2017 2942
التاريخ: 18-12-2017 3099

1 . بَوَّأَ الله الكعبة لإبراهيم وذريته ( ( عليهم السلام ) ) وسماهم الأمة المسلمة

فقد استجاب الله دعاء إبراهيم وإسماعيل ( صلى الله عليه وآله ) لما بنىا البيت فقالا : رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .

وهذه الأمة من ذرية إسماعيل ( عليه السلام ) لا تنطبق إلا على النبي والأئمة من آله ( صلى الله عليه وآله ) . وقد روى الثقفي في الغارات : 1 / 200 ، رسالة علي ( عليه السلام ) لمعاوية ، وفيها : « ولكل نبي دعوة في خاصة نفسه وذريته وأهله . قال إبراهيم وإسماعيل ( صلى الله عليه وآله ) وهما يرفعان القواعد من البيت : رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ، فنحن الأمة المسلمة . وقالا : رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ . فنحن أهل هذه الدعوة ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منا ونحن منه ، بعضنا من بعض وبعضنا أولى ببعض في الولاية والميراث : ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » .

وفي الكافي : 5 / 14 أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) حصرالأمة المأذون لها بالدعوة في قوله تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ . بالأمة المسلمة من ذرية إبراهيم ( عليه السلام ) فقال : « ثم أخبر عن هذه الأمة ومن هي وأنها من ذرية إبراهيم وذرية إسماعيل « عليهما السلام » من سكان الحرم ، ممن لم يعبدوا غير الله قط ! الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه أذهب عنهم الرجس » .

وفي كتاب سليم / 406 : « إنا أهل بيت دعا الله لنا أبونا إبراهيم ( عليه السلام ) فقال : فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ، فإيانا عنى الله بذلك خاصة . ونحن الذين عنى الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . . إلى آخر السورة ، فرسول الله الشاهد علينا ، ونحن شهداء الله على خلقه ، وحججه في أرضه » .

وفي الكافي : 1 / 392 أن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : « نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ! إنما أمروا أن يطوفوا بها ، ثم ينفروا إلينا فيُعْلِمونا ولايتهم ومودتهم ، ويعرضوا علينا نصرتهم ! ثم قرأ هذه الآية : فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ » . أي لم يقل : إليها !

وفي تفسير العياشي : 2 / 233 ، عنه ( عليه السلام ) قال : « ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا حيث كنا ، نحن الأدلاء على الله » .

وفي دعائم الإسلام : 1 / 31 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « لم يكن من الأمم السالفة والقرون الخالية والأسلاف الماضية ولا سمع به أحد أشد ظلماً من هذه الأمة ، فإنهم يزعمون أنه لافرق بينهم وبين أهل بيت نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) ولا فضل لهم عليهم ، فمن زعم ذلك من الناس فقد أعظم على الله الفرية وارتكب بهتاناً عظيماً وإثماً مبيناً ! وهو بذلك القول برئ من محمد وآل محمد حتى يتوب ويرجع إلى الحق بالإقرار بالفضل لمن فضله الله عز وجل عليه . . . فأصحاب دعوة إبراهيم وإسماعيل رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة « عليهم السلام » ، ومن كان متولياً لهؤلاء من ولد إبراهيم وإسماعيل فهو من أهل دعوتهما ، لأن جميع ولد إسماعيل قد عبدوا الأصنام ، غير رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين وكانت دعوة إبراهيم وإسماعيل لهم » .

يقصد ( عليه السلام ) أصول هذا الفرع وهو فرع عبد المطلب إلى إسماعيل « عليهم السلام » .

2 . أولياء الكعبة هم إبراهيم وذريته المنصوص عليهم ( ( عليهم السلام ) )

قال الله تعالى : جَعَلَ اللهُ الكَعْبَةَ البَيْتَ الحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الحَرَامَ وَالهَدْىَ وَالقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرض وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَئٍْ عَلِيمٌ . إِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . المائدة : 97 - 98 .

إِنَّ أَوَلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ للذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِىٌّ عَنِ العَالَمِينَ . آل عمران : 96 - 97 .

وَإِذْ بَوَأْنَا لآبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَالقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ . ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ . ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ . حُنَفَاءَ للهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ . ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ . لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى البَيْتِ العَتِيقِ . وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ المُخْبِتِينَ . الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالمُقِيمِى الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . وَالبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلادِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ . الحج : 25 - 37 .

3 . الإمامة عهد الله لإبراهيم وإسماعيل وبعض ذريتهما ( ( عليهم السلام ) )

قال الله تعالى : وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا المُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ . وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ البَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ . الأنفال : 34 - 35 .

وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لايَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ المَصِيرُ . وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ . وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِينَ . البقرة : 124 - 131 .

4 . نصوص التوراة عن إسكان إبراهيم ذريته في مكة

تقول التوراة الموجودة إن سارة حسدت ضرتها هاجر ، فطلبت من إبراهيم ( عليه السلام ) أن يطردها مع طفلها ! فطردهما إلى برية سيناء ، ثم سكنا في برية فاران ، أي مكة !

وتؤكد توراتهم أن عهد الله تعالى بالإمامة والخلافة في الأرض ، إنما كان لإبراهيم وابنه إسحاق وذريته ، ولا يشمل إسماعيل وذريته أبداً !

تقول الفقرات / 25 - 30 من العهد القديم : « قال إبراهيم لله : ليت إسماعيل يعيش أمامك . فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه إسحاق ، وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده . وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه . ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً . اثني عشر رئيساً يلد . وأجعله أمة كبيرة . ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآتية . . . ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمرح ، فقالت لإبراهيم : أطرد هذه الجارية وابنها لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق . فقبح الكلام جداً في عيني إبراهيم لسبب ابنه ، فقال الله لإبراهيم : لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك . في كل ما تقول لك سارة إسمع لقولها ، لأنه بإسحق يدعى لك نسل ، وابن الجارية أيضاً سأجعله أمة لأنه نسلك .

فبكر إبراهيم صباحاً وأخذ خبزاً وقربة ماء وأعطاهما لهاجر ، واضعاً إياهما على كتفها والولد وصرفها ، فمضت وتاهت في برية بئر سبع ، ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار ومضت وجلست مقابله بعيداً نحو رمية قوس ، لأنها قالت لا أنظر موت الولد فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت فسمع الله صوت الغلام ، ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها : مالك يا هاجر لا تخافي ، لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو ، قومي إحملي الغلام وشدي يدك به ، لأني سأجعله أمة عظيمة . وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام ، وكان الله مع الغلام فكبر وسكن في البرية ، وكان ينمو رامي قوس وسكن في برية فاران ، وأخذت له أمةً زوجةً من أرض مصر » .

وفي نص آخر : « وبعد أن حملت سارة نظرت إلى سيدتها باحتقار ، لأنها كانت عاقراً ، فطردتها سيدتها ، ولاقاها ملاك الرب في الطريق وأمرها أن ترجع إلى سيدتها وإلى بيت إبراهيم ، ووعدها بأنها ستلد إبناً تسميه إسماعيل ، وأنه يكون أباً لجمهور من الناس وأنه سيسكن البرية كحمار وحشي » ! قاموس الكتاب المقدس / 74 تك : 16 5 - 14

وفي سفر التثنية / إصحاح : 33 : « وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته ، فقال : جاء الرب من سيناء ، وأشرق لهم من سعير ، وتلألأ من جبل فاران ، وأتى من ربوات القدس ، وعن يمينه نار شريعة لهم » .

وفي سفر حيقوق / إصحاح : 3 : « الله جاء من تيمان ، والقدوس من جبل فاران . سلاه . جلاله غطى السماوات . والأرض امتلأت من تسبيحه . وكان لمعان كالنور . له من يده شعاع . وهناك استتار قدرته » .

وسيناء : محل نزول الوحي على موسى . وسعير : محل بعثة عيسى . وفاران : جبال مكة التي تلألأت بنبوة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ! وهي حجة واضحة لنبينا محمد ( صلى الله عليه وآله ) .

وفي التوراة والإنجيل / 1140 موقع : arabicbible : « ستبيتين في صحاري بلاد العرب يا قوافل الددانيين . فاحملوا يا أهل تيماء الماء للعطشان واستقبلوا الهاربين بالخبز . لأنهم قد فروا من السيف المسلول والقوس المتوتر ومن وطيس المعركة . لأنه هذا ما قاله لي الرب : في غضون سنة مماثلة لسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ، وتكون بقية الرماة الأبطال من أبناء قيدار قلة . لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم » .

هذا كل ما أوردته توراتهم عن سكن إسماعيل ( عليه السلام ) في مكة ، وقد أهملت عن عمد تجديد إبراهيم وإسماعيل « عليهما السلام » بناء الكعبة ! لأنه يكشف التخطيط الرباني للأمة الآخرة من ذرية إسماعيل « عليهم السلام » ، وإخبار بأن الله سينقل النبوة إليهم .

5 . وفرة أحاديث أهل البيت ( ( عليهم السلام ) ) في الكعبة وإبراهيم وإسماعيل ( ( عليهم السلام ) )

أما أحاديث أهل البيت « عليهم السلام » فبينت مكانة الكعبة ، وأن أصلها كان قبل آدم ( عليه السلام ) ، وأنها نزلت على آدم ( عليه السلام ) ياقوتة حمراء وكانت قواعدها زبرجدة خضراء ، ثم عفيت بعد نوح ، فأمر الله تعالى إبراهيم ( عليه السلام ) أن يسكن عندها طفله إسماعيل وأمه هاجر « عليهما السلام » ، وبعث جبرئيل ( عليه السلام ) فاحتفر بئراً لشرابهم وشراب الحاج .

ثم أمر الله إبراهيم ( عليه السلام ) أن يجدد بناءها مع ابنه إسماعيل ( عليه السلام ) عندما صار يافعاً فجدداها ، وأمره أن يدعو الناس إلى حجها ، ويريهم مناسكهم ، فدعا الناس واستجابوا له وحج بهم ، ثم أمره الله تعالى أن يذبح إسماعيل فأطاعه ، وفداه الله بكبش كما قَصَّ القرآن .

وتزوج إسماعيل ( عليه السلام ) من قبيلة جرهم العربية ، ثم توفيت أمه هاجر « عليهما السلام » فدفنها في المسجد عند الكعبة ، وأمره الله أن يجعل حول قبرها حِجْراً لئلا يدوسه الناس ، وأدخله في المطاف !

كما بينت الأحاديث تقديس العرب للكعبة ، والتزامهم بالعمرة في رجب وبالحج في ذي الحجة . . إلى عشرات العناوين والتفصيلات عن الكعبة ومكانتها ، وعن آل إبراهيم « عليهم السلام » . الكافي : 4 / 201 ، علل الشرائع : 2 / 586 وتفسير القمي : 1 / 60 .

وروت شبيهاً بها مصادر السنة كالبخاري : 4 / 114 . لكنها تأثرت بالإسرائيليات .

6 . عقيدة العرب بالكعبة

يتعجب الإنسان كيف استطاع إبراهيم صلوات الله عليه أن يجمع العرب على تقديس الكعبة والحج إليها ، مع أنه لم يكن حاكماً عليهم ولا كان يعيش بينهم !

فلا بد من القول بوجود إعجاز رباني في الأمر ، وجه العرب إلى البيت الذي بناه هذا القديس البابلي ، الذي أحرقه نمرود فلم يحترق !

وقد نصت على ذلك أحاديث النبي وأهل بيته ( صلى الله عليه وآله ) ، في تفسير قوله تعالى : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ . ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ .

وقد أسمع الله دعوة إبراهيم ( عليه السلام ) حتى لمن كانوا في أصلاب آبائهم : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي 4 / 205 » : « فقال : أيها الناس إني إبراهيم خليل الله ، إن الله يأمركم أن تحجوا هذا البيت فحجوه ، فأجابه من يحج إلى يوم القيامة ، وكان أول من أجابه من أهل اليمن » .

وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) « علل الشرائع 2 / 420 » : « صار بإزاء أبي قبيس فنادى في الناس بالحج ، فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، إلى أن تقوم الساعة » .

وروى نحوه الحاكم وصححه : 2 / 389 : « يا أيها الناس كتب عليكم الحج حج البيت العتيق ، فسمعه من بين السماء والأرض » .

وسرعان ما تحققت المعجزة وصارت مكة موسماً في ذي الحجة وفي رجب ، ومجمعاً لقبائل العرب وسوقاً رأوا فيه المنافع التي قال الله عنها : لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ . وكان إسماعيل وأبناؤه ، وأصهاره من قبيلة جرهم ، يخدمون الحجاج ويعلمونهم الحج والعمرة .

وكان ملوك التبابعة يحترمون الكعبة ، قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي 4 / 215 » :

« إن تُبَّعًا لما أن جاء من قبل العراق وجاء معه العلماء وأبناء الأنبياء ، فلما انتهى إلى هذا الوادي لهذيل أتاه أناس من بعض القبائل فقالوا : إنك تأتي أهل بلدة قد لعبوا بالناس زماناً طويلاً حتى اتخذوا بلادهم حرماً وبَنِيَّتَهم رباً أو ربةً ! فقال : إن كان كما تقولون قتلت مقاتليهم وسبيت ذريتهم وهدمت بنيتهم . قال : فسالت عيناه حتى وقعتا على خديه ! قال : فدعى العلماء وأبناء الأنبياء فقال : أنظروني وأخبروني لما أصابني هذا ؟ قال : فأبوا أن يخبروه حتى عزم عليهم قالوا : حدثنا بأي شئ حدثت نفسك ؟ قال : حدثت نفسي أن أقتل مقاتليهم وأسبي ذريتهم وأهدم بنيتهم ! فقالوا : إنا لا نرى الذي أصابك إلا لذلك ، قال : ولم هذا ؟ قالوا : لأن البلد حَرَم الله والبيت بيت الله ، وسكانه ذرية إبراهيم خليل الرحمن . فقال : صدقتم فما مَخرجي مما وقعت فيه ؟ قالوا : تُحدث نفسك بغير ذلك ، فعسى الله أن يرد عليك ، قال : فحدث نفسه بخير ، فرجعت حدقتاه حتى ثبتتا مكانهما قال : فدعى بالقوم الذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم ، ثم أتى البيت وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوماً ، كل يوم مائة جزور ، حتى حملت الجفان إلى السباع في رؤوس الجبال ، ونثرت الأعلاف في الأودية للوحوش ، ثم انصرف من مكة إلى المدينة فأنزل بها قوماً من أهل اليمن من غسان وهم الأنصار » .

وكانت بعض قبائل العرب لا تحج البيت وهم الغساسنة في الشام وغيرهم ممن تنصروا ، ونصارى نجران ، وقسم من طئ على مشارف الشام ، وكان القياصرة ومن والاهم يبذلون جهداً ليثنوا العرب عن الحج إلى الكعبة .

وكان من أهداف طليحة الأسدي الذي ادعى النبوة ، وهاجم المدينة بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بستين يوماً ، بعشرين ألف مقاتل ، فنهض علي ( عليه السلام ) وتلاميذه وهاجموهم ليلاً ، وقتل قائدهم وهزمهم .

وقال ( عليه السلام ) عن تلك الفترة : « حتى رأيت راجعة من الناس قد رجعت من الإسلام تدعو إلى محق دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) وملة إبراهيم ( عليه السلام ) » .

أي يريدون إزالة الإسلام ، وحتى الحج إلى الكعبة الذي بقي من ملة إبراهيم ( عليه السلام ) ! كشف المحجة / 176 ، راجع قراءة جديدة في حروب الردة للمؤلف .

وكان قيصر يؤيد ردة بني أسد ومن معهم من طئ ، لأنه كان يتهيأ لحرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويُحَضِّرُ دولة الغساسنة ، وأبا عامر الفاسق وجماعته في المدينة ، والأكيدر الكندي في دومة الجندل ، وقد وثَّق ملك الشام الغساني علاقته بطيئ حتى تنصرعدي بن حاتم ، وأهدى قيصر سيوفاً ثمينة لصنمي طيئ ، فأرسل النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً وجاء بأسرى من طيئ ! فلا بد أن قيصراً شجع طليحة على حملته !

ومع ذلك ، فإن أكثرية قبائل العرب وجمهرتها كانت تؤمن بالكعبة وتحج إليها .

7 . أما الأكاسرة الفرس فكان بعضهم يقدسون الكعبة

ذكر المسعودي في مروج الذهب : 1 / 265 وغيره من المؤرخين ، أن ساسان بن بابك ملك الفرس حج إلى الكعبة وكان يعتقد بها ، وكان يدعي أنه من ذرية إبراهيم ( عليه السلام ) ، قال : « وكانت الفرس تهدي إلى الكعبة أموالًا في صدر الزمان وجواهر ، وقد كان ساسان بن بابك هذا ، أهدى غزالَيْن من ذهب وجوهراً وسيوفاً وذهباً كثيراً » . حتى غلبت خزاعة جرهماً فرمى الحارث بن مضاض الغزالين في زمزم ، ودفنها فضاع أثرهما ، حتى استخرجهما عبد المطلب ( عليه السلام ) .

وقد يكون ساسان أهدى إلى الكعبة لكسب قلوب قبائل العرب ، لأن الأكاسرة المتأخرين كانوا لا يقدسونها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.