المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

أهميــة الـزواج
23-4-2019
A Simple Expression Relates pH, pKa, and Buffer Concentration
12-4-2017
التحدي بوصفه انعكاساً للعصر
7-4-2021
الوزن الظاهري وانعدام الوزن
10-2-2016
تفسير الاية (15-29) من سورة التكوير
4-2-2018
محتوى الجغرافيا الحديثة- المحتوى الطبيعي
3-11-2021


الحكومة وتنفيذ القوانين  
  
198   11:13 صباحاً   التاريخ: 2024-09-02
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 196 ــ 197
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-30 48
التاريخ: 3-8-2022 1618
التاريخ: 25/9/2022 1482
التاريخ: 2-1-2023 1310

يستفاد، في الدين الإسلامي، من قوة الحكومة لتنفيذ القوانين على أحسن وجه. إن الله تبارك وتعالى شرع أساس الحكومة الإسلامية لتنفيذ القرارات الإلهية، ولكي لا يتمرد المخطئون على الموازين والقوانين ويعتدوا على حقوق الآخرين، وكلف المسلمين إطاعة الحكومة. 

كان فضل بن شاذان من تلاميذ مدرسة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام). وقد تعلم من الإمام الرضا (عليه السلام) مواضيع كثيرة ومختلفة حول علل القرارات الدينية والفرائض الإسلامية، ثم نظم هذه القرارات والفرائض على شكل أسئلة وأجوبة لينتفع منها الآخرون، ومنها حول ضرورة الحكومة الإسلامية، حيث يقول: (فإن قال قائل فلم جعل ولي الأمر وأمر بطاعتهم؟ قيل لعلل كثيرة منها: إن الخلق لما وقفوا على حد محدود وامروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم أميناً يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم، لأنه لولم يكن ذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم قيماً يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والأحكام) (1).

حماية الحق والعدالة:

إذن إن الهدف الأساس لتشكيل الحكومات هو إيجاد قدرات كبيرة في المجتمعات البشرية لكي تكون حامية ومدافعة عن الحق والعدالة، ومشرفة على إجراء وتنفيذ القوانين على أحسن وجه، لكي لا يتمكن الأشخاص المغرورون وطلاب السيطرة من التحكم بالناس الضعاف والاعتداء على حقوقهم.

ومما يؤسف له أن أصحاب السلطات الكبيرة في عالم اليوم، هم مصابون بمرض التفوق والتجبر فقد أخذوا يمارسون العنف والقوة على الشعوب الضعيفة في العالم، ولهذا السبب نرى الشقاء والتعاسة على الكثير من أبناء البشر على وجه الأرض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عيون اخبار الرضا (عليه السلام)، ج 2، ص 100. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.