المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28

Equatorial Coordinate System
3-3-2016
التفسير الكبير
2024-10-04
المبادئ الاساسية لتنظيم استعمالات الارض داخل المدينة - مبدأ الاستخدام الافضل
11-8-2021
طرائق التقويم الفيزيائي للحبيبات العلفية المصنعة
11-10-2017
Stallings-Zeeman Theorem
13-7-2021
الرونتجن
23-1-2022


الاستعانة بالصبر والصلاة  
  
310   01:47 صباحاً   التاريخ: 2024-09-01
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص183 - 187
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45-46]

إنّ الإنسان فقير محض وهو محتاج للعون في جميع أموره، ومن هنا فإن الاستعانة ضرورية له، وهي بالنسبة له كمال وجودي. ولما كانت شؤون الموجود المحتاج مستقرة في شعاع وجوده، وأن الإنسان كذلك محض، وهو متعلّق بغيره في كل شؤونه، فإن متعلق تلك الاستعانة شؤونه التكاملية كافة.

إن السبيل إلى الاستعانة بالله عز وجل، الذي هو المستعان الوحيد هو التقرب إلى مبدأ القدرة ذاك، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الطاعة التي يُعد الصبر والصلاة من مصاديقها.

بمقتضى البلاغة فقد اختير الصبر من بين مكارم الأخلاق أجمع ليُذكر إلى جانب الصلاة ومن بعد بيان بعض الواجبات والمحرمات التي تحتاج إلى الصبر والاستقامة، حيث إن مثل هذه المنزلة (الاستعانة بالله) تتناسب مع التوصية بالصبر من جهة، والتوصية بالارتباط بالله (الصلاة) من جهة أخرى.

الصبر هو ردع النفس بواسطة الأمر الإلهي. إن فضيلة الصبر لا تنحصر في أثره في حل مشاكل الحياة، بل هي نابعة من الصبغة التوحيدية التي فيه، ومثل هذا النعت الرفيع والسامي لا يتأتى إلا بامتلاك القلب الخاشع. إنه بالصبر وبكف النفس عن الالتفات إلى الأجوفين  حيث المصداق البارز لمثل هذا الصبر هو الصوم - يكون باستطاعة السالك أن يستعين بالواردات القلبية.

الصلاة، وبسبب احتوائها على الركوع والسجود، فإنها تمثل أنموذج الخضوع والخشوع. لذا فإن إنجاز مثل هذا العمل العظيم يكون من الصعوبة والمشقة بمكان إلا على صاحب القلب الخاشع.

والصلاة هي حمى هذه الناحية فإنها تمثل وسيلة مثلى للاستعانة من أجل التغلب على المعضلات ونيل مقامات الاستقامة التي يصبح المصلي في ظلها مهبطاً لملائكة التبشير. هذا الخشوع الذي يهون من ثقل الصلاة يكون نتيجة لهداية خاصة جعلت من نصيبه مصدرها هو مبدأ الفيض.

المؤمنون موقنون بالآخرة. وهذا اليقين يجعل من الإنسان قطعي الله وحرمه الذي يأخذ إبليس حريماً منه من الخشوع يقينيَّه، ذاك الخشوع الذي يستطيع بواسطته حمل العبء الثقيل للصلاة - تلك الأمانة الإلهية - على كاهله بطبيعة الحال إن أحداث الاحتضار والموت والقيامة هي من الشدة والإيلام بحيث إن الظن بها يكون كافياً أيضاً لأن يجعل الإنسان خاشعاً.

الخاشعون الذين يوقنون بالمعاد والرجوع يحدوهم الأمل في الوصول إلى لقاء رحمة الله الخاصة ورضوانه وكراماته؛ ذلك الأمل المشوب بالخوف والقلق من سوء العاقبة واحتمال عدم الوصول إلى تلك الآلاء والكرامات من هذا المنطلق فإن حزناً ممدوحا يكون دائم السيطرة على قلوبهم الأمر الذي يجعلهم منكسري القلب، وإن هذا الانكسار والحزن هما سبب للخشوع.

عند ملاقاة الله جل اسمه تتشرف الروح المجردة للإنسان الكامل، في ضوء شهود الجمال الإلهي، بلقاء تلك الذات المنزهة. وهذا الرجوع يستلزم قدماً ذاتياً ولا زمانياً لتلك الروح.

 

 

 

التفسير

"الصلوة": على الرغم من أن مفردة "الصلوة" جاءت بمعنى الدعاء والطلب في موطن واحد من القرآن الكريم: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103]، وأن مفردة "صلوات" استعملت في موطنين بهذا المعنى أيضاً (1)، لكن ما من شك أنها جاءت في بقية المواطن (فيما يربو على 80 موطنا) بمعنى الصلاة المتعارفة. من هذا المنطلق، فإنه بمقتضى قاعدة الاطراد، وخصوصاً بقرينة ذيل الآية حيث طرح الخشوع والخاشعين مما يتناسب مع الصلاة، وفي القرآن نفسه استخدم هذا النعت بخصوص المصلين: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}(2)، يتعين القول إن المقصود من الصلوة في الآية مورد البحث هو الصلاة المتعارفة، هذا وإن قال بعض المفسرين: "قد يكون المراد من الصلاة هو معناها اللغوي وهو الدعاء"(3).

"الخاشعين": "الخشوع" متعلق بقلب الإنسان (الجانحة) على خلاف "الخضوع" الذي هو وصف للأعضاء الظاهرية (الجارحة). من هنا فإن الثاني يقبل التصنع والرياء في حين أنه لا سبيل للرياء إلى الخشوع. من هذا الباب فإنه لما كانت نية المؤمن أمراً قلبيّاً ولا تقبل الرياء، فإنّها أفضل من الظاهري الذي يقبل الرياء: "نية المؤمن خير من عمله"(4) وبنفس هذه النسبة فإنّها أثقل من أي عمل، وفي المحصلة فإنّها. من باب أن "أفضل الأعمال أحمزها" (5) تكون أفضل من أي عمل آخر؛ وذلك لأن الإخلاص أحمز وأصعب من أي شيء وأن النية، من ناحية أنها يجب أن تكون خالصة، فإنها غاية في الصعوبة، وفي حال التحقق فإن فضيلتها تفوق سائر الأعمال.

تناسب الآيات

بالنظر إلى أنه في الآيات السابقة قد تمّ توجيه مجموعة من التكاليف للسواد الأعظم من بني إسرائيل عموماً، وعلمائهم خصوصاً، حيث إن القيام بهذه التكاليف من دون الاستعانة هو أمر شاق (نظير عدم بيع آيات الله بثمن الدنيا البخس أو ما طُرح في الآية السابقة بعنوان تهذيب الروح وعدم نسيان النفس) فإنّه يبَيَّن في هذه الآية طريق الاستعانة وما يمكن الاستعانة به فيقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]

ثم يقول في باب شرط تحقق هذه الاستعانة: لا يمكنكم اتخاذ الصبر والصلاة وسيلة للتغلب على المشكلات وأداء التكاليف إلا أن تتمتعوا بقلب خاشع. هذا بالطبع في حالة عود الضمير "إنّها إلى "الاستعانة"، لكنه إذا كان مرجع الضمير إلى "الصلاة" فسيكون المعنى: إنّكم لا تستطيعون الانتفاع من الصلاة إلا أن تُعدوا الخاشعين، أو إن الأشخاص الذين بمقدورهم أن يكونوا من أهل الصلاة أو الاستعانة بها هم أولئك الذين يُعدون في زمرة الخاشعين؛ أي إن القلب المنكسر والخاشع هو الذي بإمكانه تلقي الإمدادات من عالم الغيب لينعم بالخضرة والطراوة؛ كما حال الأرض هو المتطامنة والمنخفضة التي تمتص مطر السماء للتخلص من يبسها فتهتز وتربو: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} [فصلت: 39] عند ذاك يعمد إلى تعريف الخاشعين والعامل الذي له دور في خشوع الإنسان فيقول: إن ذكر الموت والقيامة هما اللذان يبعثان على الخشوع لدى الإنسان؛ أي إنّ الأشخاص الذين يتمتعون بقلب وجل منكسر هم أولئك الذين يعلمون أنهم سيلاقون الله يوماً ما وسيرجعون إليه.

وعلى الرغم من أن ظاهر الخطاب في الآية موجه لليهود، إلا أنه بنفس البيان المشار إليه بخصوص الخطاب {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ...} [البقرة: 44] في الآية السابقة فإنه غير مختص باليهود حصراً.

إطلاق الاستعانة

الإنسان هو فقير محض وكل فقير محض يكون محتاجاً إلى المعونة في جميع شؤونه. بناء عليه، فإن استعانة الإنسان ستكون مطلقة وغير مقيدة؛ كما أن حذف المتعلق شاهد لعموم موارد الاستعانة وليس محدوداً بالموارد الماضية أو الآتية للآيات محلّ البحث على الإطلاق، وإن كان القدر المتيقن هو تلك الأمور التي تشكل العناصر المحورية لسياق الآيات.

إن شؤون الكائن المحتاج تستقر في شعاع وجوده. ولذا فإن جميع أفعال الإنسان، الذي هو ربط محض، هي مرتبطة وليس لها أي نصيب الاستقلال، حتى وإن كانت تلك الأفعال عبادية وأخلاقية؛ كالصلاة والصبر. إذن فإن ما يقوم به نفس الإنسان بحسب الظاهر، فهو يقع في حيز تتميم نصاب القبول وليس نصاب الفعل المعين ويكون معيناً له؛ وذلك لأن كل فعل إنّما يرجع إلى المبدأ الفاعلي الذي هو واجب؛ كما أن أي قبول فهو يعود إلى المبدأ القابلي الذي هو ممكن. من خلال هذا التحليل يُعلم الفارق بين الإعانة في الإفاضة والإعانة في الاستفاضة وأنه لن يصدر شيء من الإنسان أو من غيره على الإطلاق بحيث يكون له صبغة الإفاضة، بل إن لكل تلك الأشياء سهماً في بعد الاستفاضة وإن كان ذلك أيضاً هو من الله جل وعلا استناداً إلى قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]. والدليل على إطلاق الاستعانة هو كلام الرسول الأكرم: اذكر الله فإنّه عون لك على ما تطلب"(6)؛ أي إذا كان المرء ذاكراً لله كان الله في عونه على كل، وفي كل ما يطلب ولا يختص عونه بشيء معين. والغرض من ذلك هو:

1- إن الاستعانة ضرورية للإنسان وهي كمال وجودي بالنسبة له.

2- إن متعلَّق الاستعانة هو كل الشؤون التكاملية له.

3- إن ما يصدر من الإنسان، وإن كان على هيئة الاستعانة، فإن لجميعه دوراً في تتميم نصاب الاستعداد.

4- إن المبدأ الوحيد لإفاضة أي فيض هو الله سبحانه وتعالى الذي لا شريك له ولا ظهير.(7)

5- كلما دار الحديث عن الإعانة الصادقة والتعاون (8) الحق، فإنه يعود  بعد التحليل  إلى ظهور الأسماء الإلهية الحسني، وإن ذلك المعين والمعاون أو المتعاون هو مظهر من مظاهر إعانة الله عز وجل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة البقرة: الاية 157، وسورة التوبة: الاية 99.

(2) تفسير منهج الصادقين، ج 1، ص 258، (وهو بالفارسية).

(3) الكافي، ج 2، ص 84 ؛ وبحار الأنوار، ج 67، ص 189.

(4) بحار الأنوار، ج 67، ص 191.

(5) سورة النحل: الاية 53.

(6) نهج الفصاحة، ج2، ص698.

(7) سورة سبأ: الاية 22.

(8) سورة المائدة: الاية 2.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .