أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-2-2021
1823
التاريخ: 21-9-2016
1583
التاريخ: 22-5-2022
2173
التاريخ: 11-7-2021
2511
|
إنّ التختّم بأنواع الخواتيم والأحجار الكريمة من الزينة الّتي أباحها الله تعالى للعباد. وقد كان التختّم من السنن المأثورة للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت عليهم السلام. وقد وجّهت الرِّوايات الإنسان المسلم إلى آداب يتأدّب بها طمعًا في الفوز برضوان الله تعالى والنجاح في الحياة، ومن هذه الآداب:
التختّم باليمين:
والتختّم باليمين من السنن الّتي كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم بها. وقد حضّ القرآن الكريم المسلمين على التأسّي به: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[1]، وقد أكّد على التختّم باليمين الكثير من الرِّوايات، منها:
عن الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) - في حديث طويل إلى أن قال (عليه السلام): "إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ أوحى إلى جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّي خصصْتُك، وعليًّا، وحُجَجي منهُ إلى يومِ القيامةِ، وشيعَتكُم، بعشرِ خصالٍ: صلاةَ إحدى وخمسينَ، وتعفيرَ الجبينِ، والتختُّم باليمينِ..."[2].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا كانَ يومُ القيامةِ، تُقْبِلُ أقوامٌ على نجائبَ من نورٍ، ينادونَ بِأعلى أصواتِهم الحمدُ للهِ الّذي أنجزَنا وعدَهُ، الحمدُ لله الّذي أورثَنا أرضَهُ نتبَّوأ مَنَ الجَنَّة حيثُ نشاءُ، قالَ: فتقولُ الخلائقُ إلهنا وسيِّدَنا، بِمَ نالوا هذِهِ الدرجةَ؟ فإذا النداءُ مِنْ قِبَلِ الله عزَّ وَجلَّ: بِتَخَتُّمِهِمْ بِاليمينِ"[3].
احترام حرز الخواتيم:
فبعض الخواتيم يُنقش على أحجارها آيات قرآنيّة، وقد يُكتب عليها اسم الجلالة، فلا بدّ من احترام تلك النقوش والتحرّز من وصول النجاسة إليها، فلا يضعها في الأماكن المعرّضة للنجاسة كبيت الخلاء، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) في وصيّته لأصحابه: "منْ نقشَ خاتَمَه وفيهِ أسماءُ اللهِ فليحوِّلْه عن اليدِ الّتي يستنْجي بها إلى المتوضّئ"[4].
بماذا نتختّم؟
إنّ لبعض الأحجار الكريمة الّتي يُزَيَّنُ بها الخاتم خصوصيّة جاءت بها الرِّوايات عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت عليهم السلام، حيث يستحبُّ لبس الخاتم المزيَّن بأنواع معيّنة من الأحجار، وأهمّ هذه الأنواع:
1ـ العقيق:
فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "تختّموا بخواتيمِ العقيقِ، فإنَّه لا يصيبُ أحدَكَم غمٌّ ما دامَ عليهِ"[5].
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "تختَّموا بالعقيقِ، فإنّ جبريلَ (عليه السلام) أتاني بهِ منَ الجنَّةِ، فقالَ: يا محمدُ تختّمْ بالعقيقِ وأمرْ أمَّتكَ أن يتختَّموا بِهِ"[6].
2ـ الجزع اليمانيّ:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "تختَّموا بالجزعِ اليمانيِّ فإنَّه يردُّ كيدَ مردَة الشياطين"[7].
3ـ الياقوت:
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "التختّمُ بالياقوتِ ينفي الفقرَ، ومن تختَّمَ بالعقيقِ يوشكُ أن يُقْضى له بالحُسنى"[8].
4ـ الفيروزج:
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "منْ تختَّمَ بالفيروزجِ لمْ يفتقرْ كفّهُ"[9].
ويروي أحد أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) الرواية التالية فيقول:
دخلت على أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) وفي إصبعه خاتمٌ فصُّه فيروزج، نقشه "الله الملكُ" فأدمت النظر إليه فقال (عليه السلام): "مالكَ تديمُ النظرَ إِليه؟" فقلت: بلغني أنَّه كان لعليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتم فصُّه فيروزج نقشه "الله الملكُ" فقال (عليه السلام): "أتعرِفُهُ؟"، قلت: "لا"، فقال (عليه السلام): "هذا هو، تدري ما سببُه؟"، قلت: "لا"، قال (عليه السلام): "هذا حجرٌ أهداهُ جبرئيلُ (عليه السلام) إلى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) فوهبه رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) لأميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) أتدري ما اسمُه؟"، قلت: "فيروزَج"، قال (عليه السلام): "هذا بالفارسيَّة، فما اسمه بالعربيّة؟"، قلت: "لا أدري"، قال (عليه السلام): "اسمُه الظفرُ"[10].
لا تتختَّموا بالذهب
إنّ جميع العلماء قد حرّموا لبس الذهب على الرِّجال. وقد جاء في تحريمه الكثير من الرِّوايات، منها ما ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام): "إيّاكَ أنْ تتختّمَ بالذهبِ، فإنَّه حِليتُك في الجنَّةِ"[11].
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عليهم السلام قال: "أمرنا رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) بسبعٍ ونهانا عن سبعٍ:... عنْ خاتمِ الذهبِ، وعن الشربِ في آنيةِ الذهبِ"[12].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الفائزين بكرامته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتاه بقلب سليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
[1] سورة الأحزاب، الآية: 21.
[2] مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج3، ص290.
[3] م.ن، ص291.
[4] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص87.
[5] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص87.
[6] م.ن.
[7] الكافي، الشيخ الكليني، ج6، ص472.
[8] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص87.
[9] الكافي، الشيخ الكليني، ج6، ص472.
[10] الكافي، الشيخ الكليني، ج6، ص472.
[11] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص86.
[12] م.ن.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|