أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2020
2400
التاريخ: 29-11-2021
1872
التاريخ: 10-7-2020
1588
التاريخ: 1-5-2022
1422
|
العطر من الأمور المستحبّة في الإسلام، حيث كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يهتمّ بالتعطّر ويأمر أصحابه به، ولشدّة ما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يحافظ على التعطّر الدائم، كان إذا أتى يوم الجمعة ولم يُصْب طيبًا، دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرشّ عليه الماء، ثمّ مسح بيده ثم مسح به وجهه[1]. وممّا يُروى أنّه كان (صلى الله عليه وآله وسلم) "ينفقُ في الطيبِ أكثرَ ممّا يُنفِقُ في الطعام"[2].
وقد تظافرت الرِّوايات الشريفة في الدعوة إلى التعطّر، فعن الإمام الرضا (عليه السلام): "الطيبُ من أخلاقِ الأنبياءِ"[3].
وقد اعتبر بعض الروايات أنّ المال الّذي يُنفقه الإنسان في العطر مهما كثر لا يعدّ إسرافاً، ترغيبًا للمؤمنين في المحافظة على هذه السنّة المباركة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "ما أنفقْتَ في الطيبِ فليسَ بِسرفٍ"[4].
متى نتطيّب؟
لقد حدّدت لنا الشريعة الغرّاء أوقاتًا يستحبّ فيها التطيّب، ومن هذه الأوقات:
1ـ التطيّب للصلاة:
وقد ذكرت الرِّوايات تضاعف الأجر من الله تعالى لمن تعطّر قبل الصلاة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): "ركعتان يصلّيهما متعطِّرًا أفضلُ من سبعينَ ركعةٍ يصلّيهما غيرَ متعطِّرٍ"[5]. كما أنّ التعطّر قبل الخروج للصلاة كان من السنن النبويّة المأثورة.
2ـ التطيّب في الصيام:
فإنّ الرِّوايات تعبّر أنّ التطيّب في حالة الصوم تحفة للصائم أي هديّة له، فقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) إذا صام تطيَّب بالطيب وقال (عليه السلام): "الطيبُ تحفةُ الصائمِ"[6].
3ـ الطيب نهار الجمعة:
فقد ورد في الرواية أنّ عثمان بن مظعون قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد أردت أن أدع الطيب، وأشياء ذكرها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تدعِ الطيبَ، فإنّ الملائكةَ تستنشقُ ريحَ الطيبِ منَ المؤمنِ، فلا تدعِ الطيبَ في كلِّ جمعةٍ"[7].
آداب التطيّب
إنّ حرص الإسلام على تحسين الإنسان لظاهره، لم يُهمل اهتمامه بالنفس الإنسانيّة وتهذيبها وتحلِيتها بسائر الأخلاق. ومن الأمور الّتي يؤكّد الإسلام العظيم عليها أن يتقرّب الإنسان إلى ربّه في سائر الأمور حتّى في المباحات. فلو أراد الإنسان أن يتناول الطعام فلا بأس به أن يقصد التقَوّي به على طاعة الله تعالى. وبهذا الأسلوب يصبح الإنسان أكثر ارتباطًا بالله سبحانه وتعالى ويكون في حالة ذكر دائم.
ومن هنا، أراد الشرع لنا أن يكون التعطُّر لله أوّلًا قبل أن يكون لأيّ شيء آخر. وقد أكّد بعض الرِّوايات الشريفة على ذلك، منها ما رُويَ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "منْ تطيَّبَ لِلهِ تعالى جاءَ يومَ القيامةِ وريحُه أطيبُ من المسكِ الأذفرِ، ومَن تطيَّب لغيرِ اللهِ جاءَ يومَ القيامةِ وريحُه أنتنُ مِن الجيفةِ"[8].
تطيّب النساء
لقد حرص الشارع المقدّس على أن لا تكون المرأة وسيلةً لإفساد الشباب سواء من خلال خروجها بطريقة تهيّج الغرائز، أم من خلال إظهار المفاتن، أم من خلال تبرّجها وتعطّرها بحيث تجلب نفوس الشباب إليها. وقد تشدّدت الرِّوايات في ذمّ المرأة الّتي تتعمّد فتنة الرجال، ففي الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "أيُّما امرأةٍ استعطرَت فمرَّت على قومٍ ليجِدوا من ريحِها فهي زانيةٌ"[9].
ولكنّ الإسلام لم يقمع غريزة الأنثى الّتي تهتمّ بجمالها، بل فتح لها أفقًا آخر لذلك من خلال التزيّن للزوج بشتّى أنواع التزيّن، بحيث تحافظ على محبّتها في قلبه، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "لِتَتطيَّبِ المرأةُ المسلمةُ لِزوجِها"[10].
وهكذا تتجلّى عظمة الإسلام في التقنين للغرائز النفسيّة، بحيث تتنفّس في المجرى الطبيعيّ لها من دون أيّ إخلال بنظام المجتمعات.
[1] سنن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ السيد الطباطبائي، ص150.
[2] م.ن.
[3] م.ن.
[4] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص41.
[5] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص42.
[6] ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1756.
[7] م.ن.
[8] ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1756.
[9] ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1757.
[10] مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج6، ص611.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|