المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



حرمة مناسبة وموسم الأربعين  
  
334   04:33 مساءً   التاريخ: 2024-08-24
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : أسرار زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص35-36
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

وهناك قاعدة شرعية أخرى وهي أن حريم أي مناسبة شرعية لا يقتصر تبجليها وتعظيمها بيوم تلك المناسبة بل ما قبلها وما بعدها أيضاً لهما نفس حرمة ذلك اليوم ، وهذا شبيه بحرمة الموقع الجغرافي المقدس مثل الكعبة جعل لها المسجد الحرام حرمة لها ومكة حرمة للمسجد والحرم المكي حرمة لمكة والمواقيت حرمة للحرم المكي .

وهكذا حرم المدينة المنورة جعل لها النبي ( ص ) حرم فهي تحيط بالمسجد النبوي .

وهكذا مرقد أمير المؤمنين ( ع ) حيث ذكر الشيخ الطوسي[1] أن الصلاة عند أمير المؤمنين ( ع ) من ناحية القصر والتمام كالمساجد الأربعة التي يتخير فيها المسافر بين القصر والتمام ، وعلل ذلك إن تمام الصلاة في مسجد الكوفة لأنها حرم أمير المؤمنين ( ع ) والقبر هو موضع الحرم ومركزه .

فعن أبي عبد الله ( ع ) أنه قال : من مخزون علم الله الإتمام في أربع مواطن : حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين وحرم الحسين ابن علي ( عليهم السلام )[2].

وأصل حرم أمير المؤمنين ( ع ) مرقده وفي شعاعه مسجد الكوفة .

وبذلك أفتى الشيخ الطوسي بل السيد المرتضى وابن الجنيد والشيخ حسين العصفوري بالتخيير في النجف الأشرف وكل المشاهد المشرفة للمعصومين ( عليهم السلام ) .

والحاصل أن المكان الجغرافي المقدس يؤخذ ماحواليه حريما له ويتسع هذا الحريم ، فكل ميقات جغرافي أو ميقات زماني له حريم والأمثلة في ذلك كثيرة لا يسع المجال لعرضها الآن .

ومن خلال كل هذا يتضح أن ما قبل يوم الأربعين وما بعده هو من حريم يوم الأربعين ويعتبر الأربعين موسما كما هو الحال في موسم الحج ، وهذا أمر له دلائل كثيرة لشرعيتها .

 

[1] المبسوط ج 141 : 1 .

[2] التهذيب ج 475 : 5 / 1494 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.