أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
4623
التاريخ: 11-10-2014
1967
التاريخ: 15-11-2020
1997
التاريخ: 19-6-2016
40619
|
رسم المصحف العثماني:
يُراد بـ "رسم المصحف" : صورة ما كُتِبَ في المصاحف العثمانية[1]. ويُراد بـ "فنّ رسم المصحف": "أوضاعُ حروف القرآن في المصحف ورسومه الخطيّة" [2].
والرسم الذي دوّنت به المصاحف العثمانية هو رسم العربية الذي كان سائداً في المدينة المنوّرة زمن الجمع العثماني سنة خمس وعشرين من هجرة النبيّ الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)[3].
وقد قال كثيرون بتوقيفيّة الرسم العثماني، وأنّه من عند الله تعالى، في حين ذهب آخرون إلى أنّه اجتهادٌ من الصحابة [4].
وقد بيّن البحث المعاصر أنّ هذا الرسم - على المظنون - امتداد للرسم النبطي في ثوبه المتأخّر، حيث ورث كثيراً من سمات ذلك الرسم، فجاء غير معجم ولا مشكول، تغيب عنه الألفات الداخلية إجمالاً، ويعوزه كثيرٌ من المحدِّدات والرموز، كالشدّة، والهمزة، والمدّة، إلى غير ذلك من نواحي النقص والإبهام[5].
مخالفات ومناقضات في رسم المصحف:
وردت في المصحف مخالفات ومناقضات في الرسم لا يستهان بها، وهي ترجع إلى قلّة خبرة أعضاء لجنة توحيد المصاحف أيّام عثمان في هذا المجال، حيث إنَّهم عندما فرغوا من نَسْخ المصاحف أتَوا بمصحف إلى عثمان، فنظر فيه فقال: قد أحسنتم وأجملتم، أرى فيه شيئاً من لَحْن! لكن ستُقيمه العرب بألسنتها، ثمَّ قال: لو كان المُملي من هُذَيل، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا![6].
وتجدر الإشارة إلى أنّ القرآن وصل إلينا متواتراً في نقل كلماته وترتيبها، بالحفظ والنقل الشفوي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، جيلاً بعد جيل، حيث توافرت الدواعي لنقله، وإن لم يكن متواتراً في كيفية أداء هذه الكلمات.
وعليه، فإنّ هذه المخالفات والمناقضات في الرسم لا تضرّ بالمعنى ولا بثبت النصّ القرآني المتواتر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد كان الإمام علي (عليه السلام) حريصاً على الالتزام بما نتج عن لجنة توحيد المصاحف، على الرغم من وجود مخالفات في الرسم والإملاء، حِفاظاً على كتاب الله من أن تمسَّه يد التحريف في ما بعد تحت ذريعة الإصلاح، حيث سأله بعض الناس عن إمكانية تغيير كلمة فيه، فأجابهم (عليه السلام) بحزم: "إنَّ القرآن لا يهاج اليوم ولا يحوَّل"[7].
أ- نماذج من مخالفات الرسم[8]:
- ﴿وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾[9]، والصَحيح: واختلاف اللَّيل...
- ﴿عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾[10]، والصحيح: علّام.
- ﴿بِالْغَدَاةِ﴾[11]، والصحيح: بالغداة.
- ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ﴾[12]، والصحيح: لا ييأس.
- ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ﴾[13]، والصحيح: نبأ.
ب- نماذج من مناقضات الرسم[14]:
- ﴿فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً﴾[15]، ﴿لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً﴾[16].
- ﴿وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ﴾[17]، ﴿يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء﴾[18].
- ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ﴾[19]، ﴿قَالَ ابْنَ أُمَّ﴾[20].
- ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ﴾[21]، ﴿إِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ﴾[22].
- ﴿عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ﴾[23]، ﴿عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ﴾[24].
[1] انظر: ابن الجزري، محمد: النشر في القراءات، تصحيح ومراجعة محمد علي الضباع، لاط، مصر، المكتبة التجارية الكبرى, مطبعة مصطفى محمد، لات، ج1، ص446, الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص300.
[2] انظر: ابن خلدون، المقدّمة، م.س، ص438.
[3] انظر: السجستاني، سليمان بن الأشعث: كتاب المصاحف، تصحيح آرثر جفري، ط1، بغداد، مكتبة المثنى, مصر، مكتبة الخانجي, المطبعة الرحمانية، 1355هـ.ق/ 1936م، ص22-24.
[4] انظر: الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، م.س، ج1، ص310-316.
[5] انظر: السجستاني، كتاب المصاحف، م.س، ص22-24.
[6] انظر: المتّقي الهندي، كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال، م.س، ج2، ح4784، ص586, ح4787، ص587.
[7] انظر: الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، م.س، ج9، ص495.
[8] لمزيد من التفصيل، انظر: معرفة، التمهيد في علوم القرآن، م.س، ج1، ص369-371.
[9] سورة البقرة، الآية: 164.
[10] سورة المائدة، الآية: 109.
[11] سورة الأنعام، الآية: 52.
[12] سورة يوسف, الآية 87.
[13] سورة إبراهيم، الآية: 9.
[14] لمزيد من التفصيل، انظر: م. ن، ص372.
[15] سورة يونس، الآية: 49.
[16] سورة الأعراف، الآية: 34.
[17] سورة الشورى، الآية: 24.
[18] سورة الرعد، الآية: 39.
[19] سورة طه، الآية: 94.
[20] سورة الأعراف، الآية: 150.
[21] سورة إبراهيم، الآية: 34.
[22] سورة النحل، الآية: 18.
[23] سورة فاطر، الآية: 40.
[24] سورة محمد، الآية: 14.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|