المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علي وشيعته هم الفائزون
29-01-2015
الحرث
31-7-2017
التعارض العرضي
10-9-2016
أبو العباس الفرض
9-8-2016
مرض نقص مولد الليفين في الدم Afibrinogenaemia
1-1-2021
النطاطات ذات القرون الطويلة Tettigonia SPP
4-4-2018


الوحي غير الرسالي  
  
342   07:47 صباحاً   التاريخ: 2024-08-22
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : مدخل الى علوم القران
الجزء والصفحة : ص23 - 27
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الوحي القرآني /

 الوحي غير الرسالي

تمهيد

ان الوحي الذي هو الخطاب الخفي لغةً واستعمالاً ينقسم إلى قسمين رئيسين، رسالي وغير رسالي، وقد انتهى الحديث عن الوحي الرِّسالي في الدرس السابق، وفي هذا الدرس سوف نتعرض للوحي غير الرِّسالي، وهذا يساعد على فهم بحث الوحي بشكل أفضل، ويساعدنا على التمييز بين أقسام الوحي بشكل أدق.

ثانياً: الوحي غير الرِّسالي

لا تختصّ الأساليب الثلاثة (التكليم المباشر، ومن خلال ملك، ومن خلال الرؤيا في المنام) من الوحي، والتي تقدّم ذكرها في الوحي الرِّسالي، بالأنبياء عليهم السلام، ولا تختصّ أيضاً بوحي النبوّة، بل هي تجري مع غير الأنبياء أيضاً، وفي الأغراض الأخرى غير الرِّسالية، كما هو الحال بالنسبة لعددٍ من الصالحين:

الوحي إلى البشر

فقد أوحى إلى بعض خلقه من البشر والملائكة وغيرهم، وذلك مثل:

أ- الوحي إلى أمّ موسى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ[1].

ب- الوحي إلى السيدة مريم بنت عمران عليهما السلام: قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ﴾[2].

ومن الواضح أنّ هذه الأغراض لم تكن رسالية، ولم يلزم من نزول الملائكة فيها نبوّة المخاطب والمنزل عليهم.

ج- الوحي بالأوامر التكوينية: وقد عبّر القرآن الكريم في بعض الموارد عن الأوامر التكوينية بالوحي أيضاً، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا[3] وفي قوله أيضاً:﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا[4].

د - الوحي بالأوامر التدبيرية: كما أنَّ إبلاغ الأوامر التدبيرية إلى الملائكة وحيٌ أيضاً في نصّ القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُوا[5].

هـ- الوحي بإيداع الأمور الفطرية: وورد أيضاً التعبير به عن إيداع الأمور الفطرية والغريزية لدى الحيوانات وإلهامها ما ينبغي لها، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ[6].

والنتيجة التي نتوصّل إليها من مجموع هذه الآيات: أنّ الوحي لا يلازم النبوة ولا يختصّ بالأمور الرِّسالية وما يعبّر عنه بوحي الرسالة، بل يتعدّى إلى كثير من الأغراض والموارد الأخرى. وهذا ما يصطلح عليه الوحي غير الرسالي.

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوحي

يتحصّل من مجموع النصوص الواردة في كيفية نزول الوحي عليه، أنّه صلى الله عليه وآله وسلم كان يوحى إليه بكل أساليب الوحي المتقدّمة ولمختلف الأغراض.

1- الرؤيا في المنام:

ففي بعض النصوص أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يوحى إليه عن طريق الرؤيا في المنام خاصة في الفترة الأولى من نبوته قبل نزول جبرئيل عليه السلام، فعن محمد بن علي بن النعمان الأحول قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول والنبيّ والمحدَّث، قال عليه السلام: "الرسول الذي يأتيه جبرئيل قُبُلاً فيراه ويكلّمه، فهذا الرسول، وأما النبيّ فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه السلام ونحو ما كان رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند الله بالرسالة، وكان محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلاً، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلّمه ويحدّثه، من غير أن يكون يرى في اليقظة. وأما المحدَّث فهو الذي يحدَّث فيسمع، ولا يعاين ولا يرى في منامه"[7].

والرؤيا لم تنقطع عنه صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول جبرئيل عليه السلام بالوحي على قلبه، وبعد أن نزل عليه الوحي المباشر كما سيأتي، فإن القرآن الكريم يشير إلى حصول ذلك فيما بعد أيضاً[8].

قال تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ[9]. وقال تعالى: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ﴾[10].

2- الإيحاء بواسطة الملك:

وأما المرحلة الثانية فكانت مرحلة نزول الوحي بواسطة الروح الأمين جبرئيل عليه السلام على قلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ[11].

وقال تعالى: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ[12].

وقد وردت بعض الروايات بأن جبرئيل عليه السلام كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصورة إنسان جميل الطلعة، فيحدّثه ويقرأ عليه القرآن الكريم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأنس به، وقد رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على صورته الحقيقية الملائكية مرتين تحدّثت عنهما سورة النجم: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى* ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى[13].

فالمرّة الأولى رآه صلى الله عليه وآله وسلم في بدء الوحي: ﴿وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى[14] فسدّ ما بين المشرق والمغرب.

﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ فيما روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم سأل جبرئيل عليه السلام أن يريه نفسه مرة أخرى على صورته التي خلقه الله عليها، فأراه صورته فسدّ الأفق أيضاً[15].

3- التكليم المباشر:

روي أن الإمام الصادق عليه السلام سئل عن الغشية التي كانت تأخذ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أكانت عند هبوط جبرئيل؟

فقال: "لا، إن جبرئيل كان إذا أتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلملم يدخل عليه حتى يستأذنه وإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد، وإنما ذاك عند مخاطبة الله عزّ وجلّ إياه بغير ترجمان وواسطة"[16].

كيف يعلم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّ ما نزل عليه هو وحي؟

الثابت أنّه صلى الله عليه وآله وسلمكان منذ اللحظة الأولى على بيّنة من أمره، والله سبحانه لا يختار لرسالته وثقلها إلاّ من صنع على عينه وهيّ‏ء لحملها.

وقد كانت الكرامات الكثيرة التي ظهرت له ورويت عنه تشكِّل إرهاصات للنبوة، بحيث إنه لما نزل عليه الروح الأمين كان على بيّنة من أمره، وعلى بصيرة ثابتة ويقين مما جاءه، وإلى هذا تشير عدة روايات وردت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

فعن زرارة أنه سأل الإمام الصادق عليه السلام: "كيف لم يخف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يأتيه من قبل الله أن يكون مما ينزغ به الشيطان؟ فقال: "إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه"[17].

ويحسن الإشارة هنا إلى أنّ بعض ما يروى في كيفيّة نزول الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم ومن حالة الهلع التي أصيب بها، ومن لجوئه إلى خديجة التي هدّأت من روعه، واكتشفت هي نبوّته قبل أن يعرف ذلك هو، أو عرضت أمره على ورقة بن نوفل أو غيره من الأحبار أو الرهبان فأخبروها بأنّه نبي، كل ذلك مما لا يمكن القبول به، ولا يتصوّر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم شاكاً في نبوته، ولا جاهلاً بالوضع الذي هو عليه، حتى يحتاج إلى من يطمئنه من أمثال هؤلاء، هذا بالإضافة إلى تهافت تلك النصوص وتضاربها، وضعف أسانيدها.

ومثل هذا الكلام يجري في أسطورة "الغرانيق" وأمثالها مما لا نشك ببطلانه واستحالته، ونعتقد أنه مما دسّ في الأخبار لغرض التشكيك والطعن والتشويه، شأنه شأن الكثير من الإسرائيليات[18].

 

وقصة الغرانيق أنّهم زعموا أن الشيطان ألقى على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضلالاً زاده في القرآن، كقولهم: "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى"، وهو كذب وزور.

 


[1] سورة القصص، الآية 7.

[2] سورة آل عمران، الآية 42.

[3]  سورة فصّلت، الآية 12.

[4] سورة الزلزلة، الآيتان 4-5.

[5] سورة الأنفال، الآية 12.

[6] سورة النحل، الآية 68.

[7] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص176.

[8] البخاري، الجامع الصحيح، الباب الخامس من أبواب الوضوء، ج1، ص44.

[9] سورة الفتح، الآية 27.

[10] سورة الأنفال، الآية 43.

[11] سورة الشعراء، الآيتان 193 - 194.

[12] سورة البقرة، الآية 97.

[13] سورة النجم، الآيات 4- 14.

[14] سورة النجم، الآية 7.

[15] العلامة المجلسي، بحار الأنوار،ج18، ص260. الشيخ الصدوق، كمال الدين،ص85.

[16] م.ن، ص26.

[17]  العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 18، ص262.

[18] راجع: جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ج2، ص287. وذكر أكثر من محدّث أن قصة الغرانيق من وضع الزنادقة، وكلّها روايات مرسلات ومنقطعات.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .