الاتجاه التخطيطي - موازنة التخطيط والبرمجة -- الاساس الصفري - والموازنة التعاقدية:

اهتمت العديد من الدول بفكرة الربط بين الإنفاق الحكومي والتخطيط طويل الأمد بعدما أصبح التفكير بنظام التخطيط القومي الشامل ضرورياً لتحقيق خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية عندها صار التوجه نحو مفهوم جديد تجسد في البداية تحت اسم موازنة التخطيط والبرمجة، مرورا بموازنة الأساس الصفري وأخيراً الموازنة التعاقدية.

موازنة التخطيط والبرمجة

Planning-Programming- Budgeting system (PPBS)

أن الاهتمام الجاد بهذا النوع من الموازنات بدأ في منتصف خمسينات القرن العشرين لمعالجة محنة وزارة الدفاع الأمريكية وتأخر إقرار الكونغرس للتخصيصات المالية الإضافية لتمويل الحرب آنذاك، وحتى لا تعاني القوات الأمريكية المشاكل والإخفاقات بادر وزير الدفاع الأمريكي إلى دعوة متخصص دائرة موازنة وزارته للمباشرة في إعداد أسس جديدة لتخطيط موازنة الوزارة والبرامج والأنشطة التي تنفذها وفق قواعد وأساليب جديدة وان تكون تفاصيلها تعتمد أساساً على دراسة البرنامج المنوي تنفيذه ومدى أهميته وجدواه والأساليب التي يمكن تنفيذها واختيار اقلهما كلفة وأكثرهما منفعة ومن ثم التنفيذ لتعديل الانحرافات وتصويب مسيرة التنفيذ.

مفهوم ومتطلبات تطبيق موازنة التخطيط والبرمجة :

يدعو مفهوم هذا النظام إلى تحويل الاهتمام من وسائل تنفيذ (موازنة البنود) إلى انجازاتها والتعامل . مع النفقات العامة على أنها وسيلة لتحقيق أهداف وبرامج معينة وليس مجرد دفع رواتب وأجور وشراء سلع وخدمات.

لماذا التحول نحو موازنة التخطيط والبرمجة؟

هناك عوامل أساسية دعت إلى هذا التحول

اولاً : عدم قدرة موازنة البنود Line Item Budget على مجاراة التغيير المطلوب و ما تعانيه من عوامل ضعف أهمها :

1. أنها تفتقر إلى عدم وضوح الأهداف وبالتالي نقص التخطيط والبدائل والمرونة.

2. الاعتماد على أسلوب المغالاة في التقدير.

ثانيا: عدم قدرة موازنة الاداء Performance Budget على معالجة جوانب النقص والقصور وبسبب صعوبات في تطبيقها:

1. الصعوبة في تحديد المقاييس لبعض الأنشطة الحكومية.

2. الصعوبة في توفير جميع المعلومات لبعض الأنشطة الحكومية.

3 . ارتفاع تكلفة تطبيقها لمتطلباتها من موارد بشرية ومادية.

4. صعوبة التطبيق لأنها تتطلب نظام محاسبي معقد.

5. إهمالها لعنصر التخطيط في وقت ظهرت فيه الحاجة إلى خطط بعيدة المدى.

ثالثاً: يضاف لذلك :

1- ازدياد أهمية التحليل الاقتصادي وظهور الرغبة في إدخال أساليب علمية حديثة في اتخاذ القرارات.

2 - كبر حجم النفقات العامة في الموازنة وزيادة آثارها على الاقتصاد الوطني مما أدى بالمفكرين إلى المناداة بضرورة الربط بين الخطط الحكومية والموازنات العامة.  

ما المتوقع من نظام موازنة التخطيط والبرمجة ؟

1- في مجال التخطيط :

كان المتوقع أن يؤدي تطبيقها إلى تفعيل مهمة التخطيط لعدد من السنوات المقبلة والنفقات المتوقعة لها و ليس لسنة واحدة كما تفعل موازنة البنود او موازنة الأداء التي تبين نفقات سنة مالية واحدة.

2 ـ في مجال البرامج :
ستقوم بتحديد البرامج الرئيسية لكل وزارة أو مصلحة ومن ثم تقسم البرامج الرئيسية إلى برامج فرعية والبرامج الفرعية إلى نشاطات وترصد الاعتمادات اللازمة لتنفيذ البرامج الرئيسية والبرامج الفرعية والنشاطات في الموازنة العامة. ثم تقوم بعد ذلك بتوزيع الاعتمادات على أبواب وبنود الإنفاق المعروفة فـي الموازنة.

3 ـ في مجال تحليل البدائل :

من القواعد الأساسية التي يرتكز عليها هذا النوع من الموازنات تحديد الطرق البديلة لتحقيق الأهداف العامة للأجهزة والمصالح الحكومية. فبعد تحديد البدائل تجري الدراسة التحليلية المتعمقة لها بهدف تحديد التكاليف والعوائد لكل منها والمزايا والعيوب المرتبطة بكل منها وعلى ضوء نتائج المفاضلة بين الطرق البديلة يتم اتخاذ القرارات.

4 ـ وفي مجال التقييم :

تتطلب موازنة التخطيط والبرمجة إجراء تقييم مستمر للبرامج الحكومية يساعد على تحسين عملية تنفيذها. إن الحصول على تقارير عن كيفية سير الأعمال في البرامج والمشاريع تحت التنفيذ أو نفذت من حين لآخر من شأنه أن يكشف عن المشاكل التي تواجه التنفيذ وعن نقاط الضعف في الخطط  والبرامج والمشاريع وعن التغيرات التي يلزم إدخالها على تلك البرامج والمشاريع لكي تسهل عملية التنفيذ والوصول إلى الأهداف المطلوب تحقيقها.

5- فكرة تطبيقها تدعو إلى التركيز على المخرجات (الخدمات) بدلاً من التركيز على المدخلات (الموارد المالية والبشرية) .

وهذا يتطلب رفع مستوى الجودة المتعلقة ببيانات الأداء للحكومي والمسئولين في المؤسسات بما يساعد ذلك في التخطيط الاستراتيجي وتوزيع الموارد والرقابة على العمليات.