أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
2158
التاريخ: 2024-09-23
190
التاريخ: 2024-09-19
196
التاريخ: 2024-08-01
477
|
لكل كائن حي نباتي كان أم حيواني قدرة معينة على تحمل ظروف المكان الذي يعيش فيه. وله حد معين من الإحتياجات اللازمة لاستمرار حياته في تلك البيئة. ولهذا، غالبا ما تكون سمات النبات أو سلوكيات الحيوان تعبيراً صادقاً التأثير العوامل المؤثرة في النظام الحيوي. ويمكن إيجاز هذه العوامل في أربعة هي:
. 1عوامل مناخية.
2 .عوامل تضاريسية.
3 .عوامل ترابية (التربة).
4 .عوامل حيوية.
أولاً:العوامل المناخية :
وتعتبر هذه العوامل أهم الضوابط المؤثرة بشكل مباشر، في خصائص الكائنات الحية وتوزيعها وكثافتها. وتشمل كلاً من عناصر الرطوبة (الماء)، والحرارة والضوء والرياح. ونتيجة لتأثير المناخ على الغلاف الحيوي، تعتبر النباتات الصورة الحقيقية للمناخ السائد في المكان الإقليم). وتجذب النباتات بدورها الحيوانات، كما تؤثر النباتات مع المناخ على غط ونوعية التربة كنتيجة حقيقية لهما.
وإذا كانت العناصر المناخية، تشكل البيئة المناخية للنباتات والتربة، فإن الرطوبة (الماء) والحرارة يمثلان أهم العناصر المناخية، وأكثرها تأثيرا في الغلاف الحيوي، خاصة من حيث الكمية الفعلية للتساقط، إذ يتحدد الشكل النباتي بناء على الرطوبة، بينما يؤدي عنصر الحرارة إلى تنوع التفاصيل داخل الإقليم الحيوي. إذ أن إرتفاع الحرارة في المناطق الغورية وانخفاضها في المرتفعات يؤثر على النبات وبالتالي على الإستغلال الزراعي. وسوف نتناول كل عنصر مناخي في تأثيره على النظام الحيوي كما يلي:
أ. الرطوبة الماء:
تعتبر الرطوبة أو الماء من أكثر العوامل أهمية فوق سطح كوكبنا الأرضي، حيث لا يستطيع أي كائن نباتي أو حيواني الاستمرار حيا بدون المياه. قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيئ حي) صدق الله العظيم. فالماء هو سر الحياة على سطح الأرض. وقد اتضح لنا أن نشأة الحياة الأولى، ظهرت في الماء. كما يعتبر الماء الشريان الحيوي الموصل للغذاء داخل أنسجة وخلايا النبات والحيوان معاً. وذلك لأهميته في الوجود والنمو والتكاثر وتشتمل الرطوبة على الأمطار والثلج والبرد والندى والضباب، ورطوبة التربة والرطوبة النسبية للهواء.
وكما تستمد بعض النباتات حاجتها من الرطوبة أو جزءاً منها من الهواء، فإن معظم النباتات الأرضية تستمد رطوبتها من التربة. كما تعتمد على رطوبة التربة الديدان والحيوانات اللافقارية والكائنات المجهرية، التي تعيش بالمليارات داخل وسط التربة ولا تتوقف رطوبة التربة على أشكال التساقط المذكورة، وإنما تعتمد أيضا على مقدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة. ويعتمد هذا الوضع بدوره على بنية التربة، وظروف الصرف السطحي والفقد الناتج من النتح. وعليه، نجد شكل النبات في تربة حصوية خشنة، عالية النفاذية، وذات مناخ رطب، تؤدي إلى إحلال غطاء نباتي من الحشائش، بديلا عن الغابات، كما يحدث في أماكن كثيرة من حوض الأمازون، بينما يؤدي وجود التربة الصلصالية القادرة على الاحتفاظ بالرطوبة إلى تكوين المستنقعات وما يرتبط بها من نباتات.
وفي الواقع لمجد أن كل شكل من أشكال التساقط الآنفة الذكر، تؤثربطريقة مباشرة، أو غير مباشرة في نمو النباتات داخل الغلاف الحيوي. فإذا أخذنا الضباب كمصدر من مصادر الرطوبة، نجد أن له تأثيرا كبيرا على التربة، وبالتالي النبات خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث لمجد ساحل كاليفورنيا الأوسط بالقرب من مدينة سان فرانسيسكو مثلا، حيث تكثر كمية الضباب الساقط على سطح الأرض بشكل واضح، لدرجة أنها تقدر بنحو 50% من مجموع التساقط في تلك المنطقة. وهذا هو السبب وراء وجود أشجار كاليفورنيا الحمراء المحبة للرطوبة، والتي لا يتفق وجودها مع كمية المطرالساقطة وإذا أخذنا الندى كمصدر آخر للرطوبة، فإننا نجد في المناطق ذات المناخ القاري، كجنوب فلسطين المحتلة، حينما تنخفض درجة الحرارة ليلا يشكل الندى مصدرا إضافيا ومهما للرطوبة، حيث تتراوح ما بين 100- 150 ملم سنويا. وعليه يستخدم العدو ما يسمى بجامع الندى Dew Collector لري الأشجار في تلك المنطقة الجافة. كما أشارت الأبحاث العلمية الحديثة، إلى استغلال هذا العنصر المناخي في زيادة الإنتاجية بمعدل يصل إلى نحو 50% إذا ما قورنت في المناطق التي لا يحدث فيها ندى.
أما بالنسبة للأمطار والثلج والبرد، فهي المصادر الهامة لإعالة النمو النباتي. والأهم من ذلك هو القيمة الفعلية للتساقط. فعشر بوصات تكفي لنمو الغابات المخروطية في العروض شبه القطبية. بينما نجد أن إقليم السفانا بأعشابه المعروفة يتلقى كمية من الأمطار تزيد عن 25 بوصة سنويا، فتحل الأعشاب المذكورة محل الأشجار رغم زيادتها عن نطاق الأشجار المخروطية. ويعزى ذلك لإرتفاع درجة الحرارة النسبي، والتبخر في إقليم السفانا عكس إقليم التابيغا.
كما تؤثر الرطوبة أو الماء في شكل النبات فبينما نجد الأشجار المخروطية في الإقليم المناخي البارد ذي الصيف القصير، نجد الأشجار الاستوائية ذات الأوراق العريضة (0.5- 0.75) المتر المربع مساحة الورقة، وذلك للتخلص من المياه الزائدة، وتمكن الأشجار الاستوائية من إمتصاص أكبر قدر من الرطوبة والحصول على أكبر كمية من الضوء، بعكس الأشجار المخروطية ذات الأوراق الابرية والشكل المخروطي، لمقاومة البرودة القارسة وتقليل النتح، وتجنب الجفاف الفيزيولوجي وتراكم الثلوج على أغصانها. كما تؤثر الرطوبة على طول الجذور أو ضحالتها، فبينما نجدها في الأقاليم الجافة تزيد عن 40 متراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(95)د. عبد العزيز شرف مرجع سابق.
(96) د. علي البنا مرجع سابق.
(97)هلالي سابق.
(98) نفس المرجع.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|