أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-20
417
التاريخ: 2024-09-10
379
التاريخ: 2024-07-30
531
التاريخ: 2024-07-18
526
|
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى المنتديات :
ليس في بول الأئمّة وغائطهم استخباث ولا نتن ولا قذارة ، بل هما كالمسك الأذفر ، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرّم الله عليه النار ، واستوجب دخول الجنّة ، « أنوار الولاية للآخوند ملاّ زين العابدين الكلبايكاني : 440 ».
وروي عن أبي جعفر : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّراً مختوناً ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعاً صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من إمامه ، ونجوه كريح المسك » ، الكافي 1 / 319 كتاب الحجّة ـ باب مواليد الأئمّة ».
أرجو المساعدة على الردّ على تلك الشبهة ، وشكراً.
الجواب : وردت رواية مرسلة في الكافي بهذا المعنى في بيان أنّ للإمام علامات عشر ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّراً ، مختوناً ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعاً صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك ، والأرض موكلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقاً ، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً ، وهو محدّث إلى أن تنقضي أيّامه » (1).
قال المازندراني في شرح أُصول الكافي : « قوله : « ونجوه كرائحة المسك » هذه علامة سابعة ، وفيه حذف أي رائحة نجوه ، والنجو ما يخرج من ريح أو غائط ، وذلك لأنّ باطنه كظاهره طاهر مطهّر ، ممّا يوجب التأذّي والتنفّر منه.
قوله : « والأرض موكّلة بستره وابتلاعه » هذه علامة ثامنة ، وذلك إمّا لتشرّفها به ، كما شرب الحجّام دمه صلى الله عليه وآله للتشرّف والتبرّك ، أو لأنّه وإن لم يكن له رائحة إلاّ أنّ صورته كصورة نجو غيره ، ومشاهدة ذلك يوجب التنفّر منه في الجملة ، فأمرت الأرض بابتلاعه إكراماً له عليه السلام » (2).
ونحن بغضّ النظر عن سند الرواية نقول : إنّ متن الرواية لا منافاة فيه ، لما دلّ الدليل عليه من الأدلّة العقليّة من وجوب اتصاف الإمام المنصوب من قبل الله سبحانه بأفضل الصفات وأعلاها ، وأن لا يكون فيه ما هو منفرّاً للناس ، سواء كان ذلك بالطباع أو بالتكوين ، لأنّه يعدّ نقضاً لغرض تنصيبه من قبل الله سبحانه.
وأيضاً قد دلّت الأدلّة المتضافرة في كتب الفريقين : أنّ الأئمّة عليهم السلام قد خُلقوا من طينة رسول الله صلى الله عليه وآله النورانية ، وأنّ طباعهم طباعه ، وسنخهم سنخه.
روى الشيخ الصدوق ( قدس سره ) بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم ، فقال : أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، ... ثمّ بكى.
فقلت : يا رسول الله ، ما يبكيك؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحلّ منك في هذا الشهر ، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك ، وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك ، فخضبت منها لحيتك.
فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال : في سلامة من دينك.
ثمّ قال صلى الله عليه وآله : يا علي من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبّني لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وإيّاك ، واصطفاني وإيّاك ، واختارني في النبوّة واختارك في الإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي » (3).
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمّة من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خُلقوا من طينتي ، رزقوا فهمي وعلمي ، ويل للمكذّبين بفضلهم من أُمّتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي » (4).
وإذا علمنا هذا ، أي أنّ الأئمّة عليهم السلام خُلقوا من طينة رسول الله صلى الله عليه وآله وهي طينة نورانية ذات سنخ ملكوتيّ خاصّ ، كما أثبتت ذلك الروايات المتقدّمة وغيرها.
وعلمنا من الحوادث أنّ هناك من شرب دم رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقال له النبيّ صلى الله عليه وآله : « لا تمسّك النار » (5).
وبعضهم شرب بول رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قال لشاربه ـ وكانت امرأة تخدم أُمّ حبيبة جاءت معها من الحبشة ـ : « صحّة يا أُمّ يوسف » (6).
وأيضاً أخرج سعيد بن منصور من طريق عمر بن السائب : أنّه بلغه أنّ مالكاً والد أبي سعيد الخدريّ لمّا جرح النبيّ صلى الله عليه وآله مصّ جرحه حتّى أنقاه ولاح أبيض ، فقيل له : مجّه ، فقال : لا والله لا أمجّه أبداً ، ثمّ أدبر فقاتل.
فقال النبيّ صلى الله عليه وآله : « من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة ، فلينظر إلى هذا » ، فاستشهد (7).
نقول : فأيّ ضير بمن يكون من طينة رسول الله صلى الله عليه وآله أن تكون له تلك المزايا والصفات في فضلات جسمه ، كما لرسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن كانت الإمامة بالجعل الإلهيّ هي الامتداد الطبيعي للرسالة شكلاً ومضموناً من حيث صيانة التبليغ والحفاظ عليه ، كما يشير إليه الحديث الشريف الوارد عن النبيّ صلى الله عليه وآله : « في كلّ خلف من أُمّتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا وإن أئمّتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا من تفدون » (8).
_______________
1 ـ الكافي 1 / 388.
2 ـ شرح أُصول الكافي 6 / 392.
3 ـ الأمالي للشيخ الصدوق : 155.
4 ـ كنز العمّال 12 / 103 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 240 ، ينابيع المودّة 1 / 379 ، حلية الأولياء 1 / 128.
5 ـ سنن الدارقطنيّ 1 / 234 ، كنز العمّال 13 / 469 و 472 ، تاريخ مدينة دمشق 20 / 233 و 28 / 162 ، الإصابة 4 / 81 ، البداية والنهاية 8 / 368 و 377 ، سبل الهدى والرشاد 10 / 455.
6 ـ نيل الأوطار 1 / 106 ، سبل الهدى والرشاد 10 / 455 ، تلخيص الحبير 1 / 182.
7 ـ تلخيص الحبير 1 / 181.
8 ـ الصواعق المحرقة 2 / 441.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|