أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-21
930
التاريخ: 21-11-2016
2233
التاريخ: 15-12-2017
2088
التاريخ: 14-2-2021
2098
|
إن الأساليب والطرق التي يستخدمها الطفل مع الآخرين لاتقاء شرهم، تستوجب أن تظهر لديه بعض الخصوصيات والحالات والرغبات والأحاسيس والتصرفات التي تصبح بمرور الزمن جزءاً من شخصيته وهذه الحالات والتصرفات يمكن تسميتها باسم (الميول العصبية) لأن الطفل يوجدها لديه مجبراً ومكرهاً لدفع شر الآخرين وليس عن طيب خاطر ورضاً منه) (1).
إن الخطط التي يرسمها الطفل في ذهنه، والأساليب التي يبتكرها كحل ستكون بالتأكيد طفولية، لأنه طفل عاجز ولم يمض من عمره سوى بضعة أعوام، فهو لا يمتلك العقل المتفتح الذي يستطيع بواسطته دفع شر من حوله بتخطيط عقلاني صحيح وصون نفسه من أذاهم. فهو ليس شاباً قوياً لكي يدفع أذى الآخرين بقواه الجسمية وينقذ نفسه من الضغط والمضايقة.
أساليب الطفل الدفاعية:
(تقول كارن هورناي: إذا تأملتم الطفل جيداً فستجدون أنه للدفاع عن نفسه يتوسل ثلاثة أساليب ويستند إلى ثلاث حيل وطرق:
الاسلوب الأول: هو أن يجعل نفسه تابعاً ومطيعاً للآخرين. ويجعل تصرفاته مطابقة لما يريدونه، لكي لا يستوجب ما يجعله هدفاً لأذاهم. وفي هذه الحالة يكون الطفل قد اعترف بذلته وصغره وضعفه، ورغم الكره الباطن لهم بسبب الظلم والإجحاف الذي ينزل به، فإنه يسعى إلى أن يجلب محبتهم، ويركن إلى حمايتهم. وإذا كان هناك شجار ونزاع في العائلة فإنه يلصق نفسه بالأقوى الموجود في العائلة، ويعتمد ما يكسبه حمايته له.
الطفل والمشاكسة:
الأسلوب الثاني: أن يسعى إلى تقوية موقفه بشكل لا يجرؤ معه أحد على أذاه، حيث يصبح شخصاً مناضلاً مخاصماً، تبرز لديه رغبة شديدة في التسلط والتفوق. وتصبح تصرفاته جريئة يرافقها العنف، ويقمع كل مخالف له ومن يقف في وجهه. كما يصبح شخصا عنيفا، بذيء القول، تصرفاته معاكسة تماما للأسلوب السابق. يود أن يسيطر على جميع الأشخاص، وأن يحدد حرية الآخرين، ويحتقرهم. وفي هذا الاسلوب يقوم الطفل، عن علم أو دون علم بدفع عدوان الآخرين وظلمهم بالصراع والاشتباك والصراخ. فينقلب إلى شخص طاغٍ يسعى لكي يكون قوياً، ويكسر شوكة الآخرين، ليصون عن هذا الطريق نفسه من أذاهم ولينتقم منهم.
العزلة:
الأسلوب الثالث هو أن يسعى، قدر المستطاع، أن يبتعد عن الآخرين، ويقلل من اتصاله واختلاطه بهم لكي يتلقى أقل ما يمكن من الأذى، وهو بهذا الأسلوب لا يريد الاستسلام والإطاعة والإعتماد على الآخرين، ولا يريد أن يكون مخاصماً معانداً بل يسعى إلى الإبتعاد عن الميدان، والابتعاد عمن يعيشون حواليه، ويكون وحيداً، فهو يشعر أنه لا يملك تفاهماً وخصوصيات مشتركة مع الآخرين، وأنهم لا يفهمونه، ولذا لا يوجد ما يستوجب اختلاطه معهم، فهو يصنع لنفسه من الطبيعة وكتبه، وأفكاره وخيالاته عالماً خاصاً لنفسه، باختصار من كل شيء ما عدا الإنسان، ولتجنب الإتصال بالأشخاص المؤذين.
والطفل يتوسل بهذه الأساليب الدفاعية الثلاثة، إلى جلب المحبة، والتفوق، والاعتزال. وتبرز لديه إحدى هذه الصفات أكثر من بقية الصفات، في أسلوب طلب المحبة وإحساس العجز، والمسكنة، وفي التفوق، والعناد والخصومة، وفي الاعتزال والإحساس بالوحدة والانفراد (2).
لن تستطيع أية مجموعة من هذه المجموعات الثلاث الانسجام في مرحلة الشباب مع أعضاء العائلة أو أفراد المجتمع بشكل مرض، لأنهم سلكوا في فترة الطفولة، للدفاع عن أنفسهم ولدفع أذى وإهانة الآخرين، أسلوباً غير سليم، استخدموه طوال سنوات عديدة، حتى أصبح جزءاً من شخصيتهم ومع دخولهم مرحلة الشباب فإن هذه الصفات والأخلاق تترسخ وتشتد لديهم، فإن هؤلاء الشبان بالأخلاق التي يمتلكونها ليسوا قادرين على إيجاد رابطة صحيحة وسليمة بينهم وبين المجتمع، أو الانسجام مع الكبار وأعضاء العائلة، إلا إذا عالجوا أنفسهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تناقضاتنا الداخلية، ص 30.
2ـ المصدر السابق، ص 21.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|