تطورت الكيمياء الحيوية ابّان العقود الخمسة الماضية اذ اصبح بالامكان تفسير الكثير من العمليات الحيوية بالاستناد الى المفاهيم الجزيئية والالكترونية، كما تطورت الكيمياء اللاعضوية اذ استنبطت نظريات ومبادئ وآليات يمكن اعتمادها لوصف العملية الحيوية المعقدة. فاتجه المتخصصون بالكيمياء الحيوية الى المفاهيم اللاعضوية-الفيزيائية كما اتجه المتخصصون بالكيمياء اللاعضوية الى دراسة منظومات تقلد المنظومات الحيوية او الى دراسة منظومات توفر فهماً افضل للعمليات الحيوية، فظهر فرع من الكيمياء يعرف بالكيمياء اللاعضوية-الحيوية كما شهد العلم تطورات مهمة في تفهم دور الايونات الفلزية في الكائن الحي وهو دور يتصف بالتنوع والتعقيد وذو ارتباط وثيق بالبروتينات. فقد تدخل هذه الايونات في مركبات لاعكسية مثل البروتينات الفلزية او في مركبات عكسية يطلق عليها معقدات البروتينات مع الفلزات وان هذا الارتباط يتبع مفاهيم الاستقرارية الثرموديناميكية ومفاهيم آلية وحركية التفاعل الكيميائي^[1-3].

ان التطورات الحديثة في مجال الكيمياء اللاعضوية والكيمياء الحيوية والمواضيع ذات العلاقة ادت الى وضع اسس منطقية لفهم دور هذه المواد. وقد حضر العديد من هذه المواد لعلاج كثير من الامراض ومن اهمها بعض امراض السرطان أو كمضادات بكتيرية وفطرية، ومن الامثلة على ذلك مركبات السز-بلاتين [cis-platin]^[4] كما هو مبين في (1) التي تستخدم في علاج مرض السرطان ومعقدات الذهب مثل السولكانال Solganal كما هو مبين في (2) والمكريدين Mycridin كما هو مبين في (3) التي تستخدم في علاج داء المفاصل^[6،5].

------------------------------------------------------------

1- E.I. Ochia, (1977), “Bioinorganic Chemistry”, Allyn and Bacon, Inc., Boston.

2- M.N. Hughous, (1988), “The Inorganic Chemistry of Biological Process”, 2nd Ed., John Wiley and Sons, P.110.

3 -G.E. Rodgers, (2002), “Descriptive Inorganic, Coordination, and Solid-State Chemistry”, 2nd Ed., Thomson Learning, P.137.

4- C.M. Dyson and P. May, (1959), “May’s Chemistry of Synthetic Drugs”, 5th Ed., Logmans.

5 -R.W. Hay, (1984), “Bio-Inorganic Chemistry”, Ellis Horwood, England.

6- E.T. Degens, W.A.P. Luck and D.D. Perrin, (1987), “Inorganic Biochemistry”, Springverlog, 64.