الجهاز السمي في النحل Venom system

يعتبر الجهاز السمي أو جهاز اللسع خاصاً بالعاملات فقط حيث إن الذكور لا تملك هذا الجهاز. أما الملكة فتستخدم أداة وضع البيض كأداة للسع الملكات البالغة والتي ضمن البيوت الملكية في حال تواجدها في الخلية نفسها. يجب تجنب لمس هذه الإبرة لأن هذا يؤذي الملكة ويؤثر على عملية وضع البيض. الجهاز السمي عند العاملات هو عبارة عن تحور في جهاز وضع البيض في الحشرات الأولية وهو يتألف من ثلاثة أجهزة مترابطة هي:

شكل يبين الجهاز السمي عند عاملة نحل العسل

1- الجهاز الغددي: يتضمن غدتين هما الغدة السمية أو الغدة الحمضية Acidic gland والتي هي عبارة عن أنبوب رفيع تصب إفرازاته الحمضية داخل جيب سُمي (خزان السم). والغدة القلوية Alkaline gland وهي عبارة عن حويصلة ذات إفرازات قلوية، لكن مهمتها لم تحدد بشكل دقيق حتى الآن. هاتان الغدتان ناتجتان عن تحور الغدد المخاطية المبيضية التي تفرز مادة من أجل لصق البيض بعد وضعه.

2- الجهاز المحرك: يتألف من ثلاثة أزواج من الصفائح سميت حسب شكلها وهي:

الصفيحة المربعة Quadrate plate والصفيحة المستطيلة Oblong plate والصفيحة المثلثية Triangular plate، وهو ينحدر من الحلقة السابعة، ويتعلق على صفيحة متحورة من الحلقة الثامنة من البطن. وتوجد على الصفائح المربعة عند الملكة والعاملة غدد كوشيفنيكوف Koshevnikov glands التي هي عبارة عن غدد أحادية الخلية ويعتقد أنها تفرز فيرمونات للتعرف.

3- الجهاز اللسعي أو أداة اللسع: وتكون متحدة مع الجهاز المحرك بوساطة زوج من الأذرع وهو يحوي إبرة اللسع والتي هي من الكيتين، ذات جدارين ومجوفة لتشكيل قناة مجرى السم، تنتهي برأس حاد وتملك على سطحها صفين من النتوءات على شكل أشواك حادة موزعة حلزونياً ومتجهة للأعلى.

يتراكم إفراز غدة كوشيفنيكوف على الشعيرات الموجودة على الغشاء الذي يصل بين قواعد غلاف أداة اللسع، وعند حدوث امتداد لأداة اللسع يتبخر هذا الإفراز، الذي هو عبارة عن هرمون أيزو - بنتيل أسيتات، مما يشكل منبهاً قوياً للعاملات الأخريات للسع.

تختلف ظاهرة اللسع عند النحل تبعاً للسلالة وهذا ما يعبر عن صفة الشراسة. كما أن الظروف التي تتعرض لها الطائفة تؤثر في شراستها، حيث إن موسم الرحيق الجيد والجو الدافئ يخفف من شراسة النحل. لكن قد يحدث العكس حيث تؤدي بعض المحاصيل التي تتمتع بالرحيق وغبار الطلع الغزير إلى زيادة الشراسة حيث تجني معظم الطوائف من محصول واحد كما هي الحال في اليانسون. ومن جهة أخرى تكون الطوائف اليتيمة شراستها أكبر.

عندما تلسع العاملة تنغرس الإبرة في الجسم الملسوع وتحاول العاملة سحبها لكن وجود الأشواك على سطحها يحول دون ذلك، بالإضافة إلى ضعف ارتباط الجهاز السمي داخل الجسم يؤدي إلى أن يُنتزع الجهاز السمي ليبقى في الجسم الملسوع. ونتيجة لذلك تتمزق الأعضاء الداخلية، وتموت العاملة بعد فترة وجيزة. ويبقى جهاز اللسع بحالة داخل الجسم الملسوع حركة وذلك بغية ضخ السم. ومن أجل نزع جهاز اللسع يجب عدم الضغط عليها ويتم نزعه بواسطة أداة حادة بدءاً من إبرة اللسع.

والسم عبارة عن مادة ذات وزن نوعي (1,13) تقريباً وطعمه حمضي ومر معا، ذو رائحة عطرية. يحوي مادة الهستامين Histamine التي تتفاعل مع الجلد والدم بعد اللسع (1937 Marcou,). ويعتبر السُّم من منتجات النحل حيث يُنتج بإتباع عدة طرق أهمها طريقة الصعقة الكهربائية للنحل عند مروره على جهاز خاص لجمع السُم. وتنتج العاملة الواحدة (0,3) ملغ من السم. ويستخدم السم في العديد من أنواع العلاج الطبية كأمراض الروماتيزم وغيرها.

أهم مكونات السم هي الببتيدات وميليتين والتي تطلق الهستامين من خلايا الدم الحمراء وتسبب الألم والورم. كما يحوي السم أنزيمين هما فوسفوليبازآ (²Phospholipase A ) وهيالورونيداز Hyaluronidase ، يسبب الأول تحلل خلايا الدم الحمراء أما الثاني فيعمل كمادة ناشرة.