أقرأ أيضاً
التاريخ: 28/10/2022
1564
التاريخ: 7-6-2016
6008
التاريخ: 5-6-2016
3300
التاريخ: 21-3-2022
3004
|
التطريد في نحل العسل Swarmig
التطريد هو ظاهرة غريزية في النحل وتعني انقسام طائفة النحل لقسمين أو أكثر بهدف الانتشار في الطبيعة وتكوين طوائف مستقلة. لحدوث هذه الظاهرة في الطائفة يجب أن تتحقق شروط وعوامل سواء في داخل الخلية أو خارجها، الذي يؤدي إلى خروج قسم من النحل يسمى الطرد Swarm مع ملكة التي تعتبر ضرورة أساسية لاكتماله. تختلف حدة هذه الظاهرة من سلالة لأخرى، حيث تكون ضعيفة عند النحل القوقازي A. m. caucasica والنحل الإيطالي A. m. ligustica بينما تكون قوية عند النحل المصري A. m. lamarkii والنحل الكارينيولي A. m. carnica. تعتبر هذه الظاهرة صفة سيئة في السلالة لأنها تؤدي لإضعاف الطائفة، وتهدف طرق تربية النحل الحديثة إلى الحد منها ومنع حدوثها.
ومن جهة أخرى يمكن أن تقوم الطائفة بالخروج من الخلية بشكل كامل وهذا ليس بتطريد بل هجرة النحل للخلايا Absconding ويحدث ذلك بدون انقسام في الطائفة. وتعود أسباب ذلك للظروف غير المناسبة داخل الخلية أو محيطها أو بسبب الجوع.
العوامل والشروط المحرضة على التطريد Swarmig Factors:
يحدث التطريد بشكل عام نتيجة زيادة وتزاحم في عش الحضنة وبالتالي عدم توفر العيون السداسية اللازمة لوضع البيض.
آ- زيادة عدد العاملات ضمن الخلية، والذي يعيق بدوره حركة الملكة لتحقيق وإتمام مهمتها في وضع البيض.
ب- توفر شروط جوية ملائمة تتمثل بارتفاع الحرارة والرطوبة.
جـ- وجود عدد من بيوت الملكات التامة النضج (المغلقة) أو ملكة عذراء.
يضاف إلى ذلك أن الخلايا سيئة التهوية والصغيرة جداً والتي تتعرض بشدة لأشعة الشمس تشجع على ظاهرة التطريد. ويعتبر الحُكم المسبق على التطريد في الخلية أمرا ليس سهلا.
العلامات التي تدل على مظاهر التطريد Indications
1- وجود الذكور وبيوت الملكات المغلقة، وهي علامة أكيدة، خاصة إذا ظهر ذلك في خلايا قوية جداً.
2- قيام العاملات بجمع كمية كبيرة من غبار الطلع.
3- بطء نشاط العاملات السارحات، إذ إنها تمتص العسل وتبقيه في معدتها مخزوناً لعدة أيام ولا تترك الخلية.
وفي حال ملاحظة هذه الظواهر يتطلب الاستعجال بأخذ الاحتياطات الوقائية لمنع التطريد وذلك باقتناء خلايا واسعة يتم وضعها في مكان مظلل جزئياً، ومهواة بشكل جيد، مع تزويدها بالعاسلات في الوقت المناسب، إضافة لإتلاف بيوت الملكات أو استخدامها في الخلايا التي تحتاج لها.
وحسب الدكتور سينديل Sendel إن التطريد يحدث بسبب وجود عدم توازن بين العاملات داخل الخلية. الذي يكون بسبب غزارة كمية البيض خلال فصل نشاط يتميز بمرعى سيئ، الذي ينتج عنه تواجد كمية من النحل الداخلي أكبر من كمية النحل الخارجي. وبالتالي إن زيادة العاملات الداخلية يؤدي إلى زيادة كمية الغذاء الملكي المخصص للملكة، مما يحرض قسم من العاملات لتكوين عدد من بيوت الملكات. علماً أن هذا التوازن يجب أن يكون بنسبة 1/1 بين كمية النحل الداخلي والخارجي.
إضافة إلى أن زيادة حجم الطائفة بشكل كبير يؤدي إلى تناقص رائحة الملكة في أطراف الخلية، وبالتالي ضعف تأثيرها في تثبيط بناء بيوت الملكات. مما يشجع على بناء بيوت الملكات وحدوث التطريد.
تشكل الطرود Formation of Swarm:
قبل تشكل وخروج الطرد تمتنع العاملات عن تغذية الملكة فيضمر جسمها ويصغر حجمها، ولهذا فإن وضع جزء من حاجز الملكات على باب الخلية لا يفيد، لأن الملكة بعد ضمورها تستطيع المرور من فتحات حاجز الملكات. من ضمن سلوك العاملات التي تشكل الطرد، أنها تتجرع كمية كبيرة من العسل بحدود (25) ملغ وذلك لتأمين تغذيتها أثناء رحلة الطرد. عند بدء انطلاق الطرد من الخلية يُسمع طنين خاص وغير عادي يترافق ازدياد تدريجي في عدد العاملات خارج الخلية وعلى واجهتها. يكتمل الطرد عند خروج الملكة ويطير على شكل سحابة كثيفة من النحل. يحط الطرد في مكان ما وغالباً غصن شجرة وذلك تبعاً للمعلومات التي نقلتها العاملات المستطلعة للطائفة قبل خروج الطرد. تقوم الطائفة عادة بالتطريد عند إقفال أول بيت ملكي فيها.
إن تتابع خروج الطرود من الخلية يتمثل بخروج طردٍ كبير يسمى الطرد الأولي Prime Swarm ترافقه الملكة الأم للطائفة وهي بالطبع ملقحة (الشكل التالي). ثم يتبعه طرد آخر بعد (12) يوماً ترافقه ملكة عذراء يسمى الطرد الثانوي Second Swarm ويعتبر هذا أول "ما بعد التطريد" After swarm، يتلوه العديد على هذا المنوال وعلى فترات مختلفة إلى أن تمتنع الطائفة أو تتوقف عن التطريد. حيث إنه بعد (5-6) أيام يخرج طرد آخر يسمى الطرد الثالثي Third Swarm ترافقه ملكة، أو عدة ملكات عذارى إذا كان الطرد الأخير. علما أنه لو فقدت ملكة الطرد خلال طيرانه لسبب ما فإن النحل يعود أدراجه إلى خليته الأصلية التي خرج منها.
شكل يبين: استقرار طرد النحل بعد خروجه من الخلية
تتصف هذه السلسلة من الطرود بتناقص مضطرد بالوزن والحجم، بدءاً من الطرد الأولى الكبير إلى آخر الطرود الذي يمكن أن يكون حجمه أكبر من قبضة اليد تقريباً. حيث إن الطرد الأولي يمكن أن يكون وزنه مساوياً تقريباً لما بقي في الخلية من نحل وهذا يعود لزيادة وزن عاملات الطرد بسبب امتلاء معداتها بالعسل. لا يبتعد الطرد الأولي كثيراً من الخلية ويستقر على بعد (8 - 50) متراً كحد أقصى وعلى غصن منخفض. ولذلك كان من الضروري أن تكون في المنحل أشجار صغيرة لسهولة جمعه. أما الطرد الثانوي يكون أقل حجماً بكثير من الطرد الأولي وينتقل إلى مكان أكثر بعداً يصل لعدة كيلومترات، ويتميز بطبع جوال حيث يستقر في مكان ما لمدة 10-15 دقيقة ثم يُتابع رحلته وتزداد صفات عدم الاستقرار في الطرود اللاحقة.
يختلف وقت تطريد الطوائف من منطقة إلى أخرى، وذلك حسب ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتأخر التطريد في المناطق الباردة مقارنة مع المناطق الدافئة الذي يحدث التطريد فيها في فترة أبكر من موسم النشاط يحدث التطريد في سورية بشكل عام خلال شهري نيسان وأيار.
إن تشجيع التطريد الطبيعي بهدف زيادة عدد الخلايا فكرة سيئة، وذلك لأن هناك احتمال كبير في أن يضيع الطرد بسبب أن لحظة خروجه غير معروفة. كما يودي التطريد إلى إضعاف الطوائف في المنحل وبالتالي انخفاض الإنتاج. حيث إن الطرد لا يمكن أن يعطي الإنتاج الجيد إلا إذا كان كبير الحجم وأن يكون الحصول عليه الحصول عليه في وقت مبكر من موسم النشاط، حينها يكون قادراً على أن يبني خلال (15) يوماً خليه كاملة تقريباً، ويعطي إنتاج (1) كغ من الشمع تقريباً. ينطبق ذلك على الطرد الأولي، أما الطرد الثانوي وما يتبعه فيعتبر كارثة بالنسبة للنحال، كونها غير قادرة على متابعة حياتها وغالباً ما تموت في الشتاء.
تعتبر الخلية القوية هي الوحيدة القادرة على اعطاء انتاج عال. بينت الدراسات ان الخيلة التي قوتها 10 اطارات من النحل أفضل من خليتين قوة كل منها 4 اطارات، حيث تنتج الاولى كمية من العسل أكثر بأربع مرات من الاخرين.
منع التطريد Swarm control:
إن الاحتياطات الوقائية لمنع التطريد تتمثل بالنقاط التالية:
1- انتخاب جيد لطوائف النحل واختيار السلالات التي تتمتع بقلة ميلها للتطريد.
2- توسيع عش الحضنة في الربيع لتأمين المكان الملائم لاحتواء الكمية الكبيرة من الحضنة.
3- ترتيب إطارات الحضنة في مركز الخلية وإزالة أي عائق يمنع توسيع عش الحضنة من قبل النحل خلال الربيع، مثل وجود إطارات عسل أو إطارات فارغة.
4- زيادة المسافة بين الإطارات أو تحتها لتأمين فراغ إضافي داخل عش الحضنة حول الإطارات.
5- توسيع مداخل الخلايا خلال موسم التطريد، خاصة ضمن شروط الطقس الحار.
6- حماية الخلايا من أشعة الشمس المباشرة، باستخدام واقيات أو وضع غطاء داخلي مزدوج أو طلاء الغطاء الخارجي للخلايا باللون الأبيض.
7- إضافة العاسلات وتحريض النحل على الانتشار فيها بسرعة وذلك خلال النصف الأول من موسم النشاط أو عند ملاحظة ازدياد أعداد النحل في الخلية.
8- نقل بعض إطارات الحضنة المغلقة والنحل من عش الحضنة في الخلايا القوية إلى خلايا ضعيفة لتقويتها.
9- إتلاف بيوت الملكات الكاملة أو التي بدئ بتكوينها.
10- اتباع طرق منع التطريد في الخلايا التي تبدي ظواهر التطريد، ومن أهمها طريقة ديماري.
خطة أو طريقة ديماري Demaree Method:
تجري هذه العملية بسرعة في فترة بعد ظهر يوم ذي طقس جيد. تفتح الخلية التي تبدي ظواهر التطريد A ويوضع بجانبها صندوق فارغ B وينقل إليه من الصندوق A ثمانية إطارات بدون النحل. يُكمل الصندوق A بإطارات تحوي شمع ممطوط أو أساس شمعي بعد وضع إطاري الحضنة في الوسط، ثم يوضع فوقه حاجز ملكات (لمنع صعود الملكة) ويوضع الصندوق B فوق الصندوق A ويُغطى يغطائين داخليين وغطائين خارجيين معاً. وبالتالي تكون الطائفة متواجدة في الصندوق السفلي A (الشكل التالي).
ما يحدث بعد ذلك؛ صعود العاملات وكذلك العاملات الصغيرة التي خرجت من العيون السداسية من الصندوق السفلى A إلى الصندوق العلوي B يستمر ذلك خلال ثلاثة أسابيع تتابع الملكة وضع البيض في الصندوق السفلي A فقط سبب وجود حاجز الملكات أما العاملات المرضعات الناتجة حديثاً في الصندوق العلوي B والتي لا عمل لها في هذا المكان تنزل إلى الأسفل حيث الملكة لرعايتها مع الحضنة. وبذلك تتمركز الطائفة في الصندوق السفلي A ويستخدم الصندوق العلوي B فيما بعد لتخزين العسل، وتتأقلم الطائفة مع هذا المكان المتسع للنحل ولوضع البيض. يفضل فحص الصندوق العلوي خلال الأسبوع الأول من أجل إتلاف بيوت الملكات إن وجدت أو فصلها لاستخدامها في خلايا يتيمة أو في النويات.
شكل يبين : مراحل تطبيق خطة ديماري لمنع التطريد
يمكن أن يرافق طريقة ديماري حجز الملكة من أجل إيقاف عملية وضع البيض التي يُنصح بها من أجل زيادة كمية الإنتاج ومن ناحية أخرى يمكن تحويل طريقة ديماري لتربية الملكات وذلك بوضع صندوق فارغ C بين الصندوقين A و B.
إيقاف وجمع الطرد Swarm stop and capturation:
من أجل إيقاف طرد منطلق في الهواء يمكن أن يتم ذلك بإحداث أصوات أو ضجة أو صراخ، أو رشه بالماء أو الرمل أو استخدام مرآة تعكس أشعة الشمس تحوه. وإذا كان الطرد يطير منخفضاً فيمكن توقيفه بالتصفيق بالأيدي.
يتجمع طرد النحل غالباً على غُصن شجرة بارتفاع (2-4) متر. تكون العاملات في الطرد غير شرسة ولا تلسع ويمكن الاقتراب منه بدون لباس النحال، خاصة إذا كان طرداً أولياً ولم يتعرض لأشعة الشمس الحادة أو لإزعاج من بعض الأشخاص وذلك بسبب امتلاء معدة العاملات بالعسل. يُحنى الغصن الذي تثبت عليه الطرد أو يُقص إذا كان ممكناً، ويُقرب من تحته صندوق خلية فارغ يحوي اطاري حضنه وإطار عسل، ويمكن استخدام عبوة كرتونية عند عدم توفر الصندوق والإطارات. يتم ضرب الغُصن ضربة قوية فيسقط الطرد كتلة واحدة داخل الصندوق، ثم يُغلق الصندوق بشكل كامل ويُغذى الطرد ويوضع في مكان مظلل بارد نوعاً ما. كما يمكن جمع الطرد عند الضرورة داخل كيس مثقب من أجل التهوية لنقله فيما بعد إلى خلية. تستخدم أداة خاصة لجمع الطرود التي تكون في مكان مرتفع.
بعد تثبت الطرد على الإطارات خلال (2-3) أيام حسب منشأ هذا الطرد من منحل قريب أو من منحل مجهول، يُنقل إلى خلية نظامية لتوضع ضمن خلايا المنحل. علماً أن دلالة تثبت الطرد هو البدء بإنتاج الشمع داخل الخلية أو العش وبدء الملكة بوضع البيض.
لا يمكن للطرود الصغيرة أن تستقر إلا بعد التخلص من ملكاتها الزائدة عن حاجتها. وإذا تم إسكانها في خلية فإنها تقوم بالتطريد في اليوم التالي مباشرة. ولهذا تعالج بالإقفال عليها لمدة (3-4) أيام مع وضع الخلية في مكان بارد لتقوم العاملات أثناءها بالتخلص من الملكات الزائدة وبالتالي استقرار الطائفة بشكل دائم.
أفخاخ الطرود Swarm traps
تهدف إلى تأمين مكان مستقر للطرود الطبيعية والتقاطها بدلاً من ضياعها. والأفخاخ تتمثل بوضع خلايا على حامل بارتفاع (2) م تقريباً ذات مداخل واسعة متوجهة نحو الجنوب الشرقي، يفضل أن تكون مُستخدمة سابقاً. يوضع في كل منها، بشكل متباعد ثلاثة أو أربعة إطارات ذات أقراص ممطوطة ويكمل الحيز الباقي بإطارات ذات أساسات شمعية.
ولزيادة فعالية أفخاخ الطرود، تُطلى الجدران الداخلية بنباتات عطرية مثل المليسة أو النعناع أو الزعتر أو زيت الليمون لزيادة جذب العاملات المستطلعات التي تسبق خروج الطرد والتي تبحث عن مكان لاستقرار الطرد قبل خروجه من الخلية. يفضل زيارة الخلايا الأفخاخ بشكل متكرر لضمان عدم إصابتها بديدان الشمع.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|