أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
![]()
التاريخ: 5-05-2015
![]()
التاريخ: 3-10-2021
![]()
التاريخ: 8-06-2015
![]() |
زرق لونه يزرق زرقاً : صار إلى لون ٍ بين السواد والبياض، فهو أزرق ، وجمعه زرق [1]، ولقد ورد ذكر هذا اللفظ في القرآن الكريم مرة واحدة ؛ فقال تعالى: {وَنَحْشـر الْـمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا}[2]. و أختلف في المراد من هذه الزرقة على وجوه :
الأول : يحشـرون زرق العيون سود الوجوه عن ابن عباس، والضحاك ومقاتل[3].
الثاني : يحشـرون عمياً عن الفراء [4].
الثالث : ازرقت أعينهم من العطش ، عن ابن سيدة[5].
الرابع : يحشـرون عطاشى هذا عن الأزهري[6] ، ودليله قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْـمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا}[7].
الخامس : المراد من هذه الزرقة شخوص أبصارهم عن أَبِي مسلم[8].وهو ما ذكره علي ابن ابراهيم في تفسيره[9].
بعد هذا العرض هنا سؤال يطرح لماذا اختير هذا اللون ؟
الجواب : لأن الزرقة أسوأ ألوان العيون ، وابغضها إلى العرب؛ لأن الروم كانوا أعدى أعدائهم ، وهم زرق العيون ، وكذلك قالوا في صفتهم : (العدو السود الكبد أصهب السبال ازرق العيون)[10].
أما العلم الحديث يفسـر هذه الزرقة التي تعلو الوجه ، هي أولى الدلالات على انحباس الدم وتجمده ، في كيان الإنسان مما يعاني من ضيق وبلاء[11].
وقيل أنه وصف الشيء بصفة جزئه ، كما يقال غلام أكحل ، فيكون مجازاً على هذا المعنى[12].
أما إذا عدت الزرقة من لوازم العمى فهو كناية عنه[13].
وارى أن اللون الأزرق الذي يكسـي أهل النار ما هو إلا دليل على الهلاك والهم والكرب والحزن ، وله الدلالة نفسها في الموروث الأدبي عند العرب ، يقول مهلل بن ربيعة:
حَتَّى تُكَسـر شَزْراً فِي نُحُورِهِمِ زُرْقَ الأَسِنَّةِ إِذْ تُرْوَى صَوَادِيهَا[14]
فانه أعطى للأسنة وصف الزرقة ، التي بها هلاك عدوهم .
وكذا يقول امرؤ القيس :
فهو يصف رمحه الذي يضاجعه بالزرقة ، التي تشابه أنياب الغول الذي كان امره يهولهم .
أيقتلني والمشـرفى مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب اغوالِ[15]
[1] عبد الباقي : محمد فؤاد: معجم ألفاظ القرآن الكريم1 : 536 .
[2] سورة طه: 102.
[3] ظ: الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان 2 : 141 .
[4] المصدر نفسه .
[5] الزبيدي: تاج العروس25 : 394 .
[6] ظ: الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان 4 : 141.
[7] سورة مريم : 86.
[8] ظ : القاسمي: محمد جمال الدين: تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل 11 : 428.
[9] القمي: علي بن ابراهيم: تفسير القمي 2 : 64.
[10] ظ: الزمخشري: الكشاف2 :522. والبيضاوي: عبد الله بن عمر: أنوار التنزيل وأسـرار التأويل: 422.
[11] ظ: الخطيب: عبد الكريم: التفسير القرآني للقرآن الكريم 6 : 127 .
[12] ظ: الخفاجي: أحمد بن محمد: حاشية الشهاب المسمات عناية القاضي وكفاية الراضي 6 :126.
[13] المصدر نفسه .
[14] ظ: الموسوعة الشعرية برنامج رقمي .
[15] ديوان امرئ القيس ، حسن السندوبي : 38 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|