أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2016
1708
التاريخ: 31-5-2016
2387
التاريخ: 3-12-2015
2399
التاريخ: 24-7-2020
2222
|
تسمم طوائف النحل
Toxication of Bees
يمكن أن تظهر التسممات في النحل نتيجة مصدرين أساسيين:
1 - تسممات من أصل طبيعي أو مباشر :
يُعزى ذلك لامتصاص رحيق سام أو الندوة العسلية وكذلك لغبار الطلع لبعض النباتات السامة. وتعتبر هذه التسممات قليلة الحدوث وليس لها الأهمية الكبيرة في المناطق ذات الطقس المعتدل المنتظم. وقد لوحظت بشكل أساسي في البلاد الباردة الجبلية، حيث يكون الطقس في الربيع غير ملائم ويُحدث اضطراب في عملية الإزهار الطبيعية، ومن أجل البقاء على الطوائف تعمد العاملات لزيارة نباتات لا ترتادها عادة.
وتختلف هذه النباتات في درجة سميتها بين عالية السمية ومنخفضة السمية، ويكون خطر التسمم كبيراً عندما تكون هذه النباتات بأعداد كبيرة ويدخل تأثيرها إلى داخل الخلية كما حدث في سويسرا نتيجة التسمم بنبات Ronunculus puberulus، ومن النباتات التي اعتبرت مسؤولة عن التسمم :
رتبة Renonculacae ومنها:
Ranunculus puberulus, R. acer, R. steveni, Anemone nemorosa
ورتبة Tiliacae ومنها T. T. cardata, Tilia playphyllos tomentose
ورتبة Hippocastanacae ومنها:A. pavia, Aesculus hippocastanum
تعتبر أشكال التسمم من أصل نباتي نادرة الحدوث وهي تعتمد على الظروف الاستثنائية التي تؤدي إلى غياب طويل للأزهار التي يرتادها النحل. وإن عملية تحديدها لا يتم إلا عن طريق المخابر المختصة.
2- تسممات طارئة أو غير مباشرة والتي لها علاقة بتدخل ونشاطات الإنسان ويكون هذه التسمم على هيئتين :
آ- التسمم الناتج عن المبيدات لوقاية النباتات المزروعة أو الغابات.
ب- التسمم الذي ينتج عن التلوث الصناعي بسبب المخلفات الصناعية.
لقد أصبح الإنتاج العالي في الزراعة ضرورة اقتصادية لإشباع الاحتياجات العالمية الغذائية إضافة للمتطلبات الاقتصادية الصناعية وبدون شك فقد ازداد الإنتاج الزراعي عن طريق الانتخاب واستخدام الأسمدة الحديثة وبتطوير المكننة الزراعية. وقد غدت المكافحة الكيميائية ضرورية لخفض أضرار الطفيليات، حشرات وفطور وغيرها، والنباتات الضارة، حيث أن الخسائر الناتجة عنها يمكن أن تصل إلى 50-80%. لكن هذه المكافحات الكيميائية أوجدت خطراً دائماً على تربية النحل حيث وجبت حماية النحل من أجل الحفاظ على الفوائد الأساسية الطبيعية التي يقوم بها إضافة للسماح للنحل بأن يقوم بوظيفته المهمة بتلقيح الأزهار. وإن حل المشكلة لأنواع التسمم يتوقف على مدى التفهم ما بين المزارع ومربي النحل. وإن الخطر الأكبر الذي يهدد النحل هو تلك الناتج عن المبيدات الحشرية. لكن إذا كان استخدامها ضروريا كونها تؤدي لزيادة مهمة في الإنتاج الزراعي إلا أنها لسوء الحظ لها الأثر السيئ بإخلال التوازن الطبيعي في البيئة وقد عُرف ضرر هذه المبيدات منذ خمسين سنة.
التسمم بالمبيدات الحشرية:
يحدث عادة التسمم بصورة غير سريعة، ويتراكم في الغذاء المحمول من قبل العاملات السارحات التي تُصاب بالتسمم بشكل أقل. وبذلك ينتقل السم إلى العاملات الصغيرات واليرقات، وتضعف الطائفة ويصبح الجو مؤهلا للإصابة بالأمراض. إن العاملات السارحات هي الأكثر تعرضا للتسمم ويأتي بعدها العاملات الصغيرات فاليرقات وأخيراً الملكة. وإذا كان غبار الطلع ملوثاً بالسم فإن العاملات الصغيرة واليرقات مُعرضة كما العاملات السارحات تماماً. وهناك عدة عوامل تدخل في شكل حالات التسمم :
1- طبيعة المبيد الحشري المستخدم فيما يخص سُميته وطريقة فعاليتها.
2 - كمية المادة المحملة لداخل الخلية.
3- الشروط الملائمة في لحظة نشر المبيد.
ومن جهة أخرى يجب توفير الماء للنحل خلال فترات الجفاف، حيث أن العاملات تلجأ لحمل ذرات المبيد المستخدم بالرش بدلاً من الماء. وإن ضرر المبيدات يتعلق بسميتها وآثارها المتبقية والكميات المستخدمة إضافة لعامل أخرى. من المبيدات ذات الأثر السريع (باراثیون ومالاثيون) وهي أقل خطرا من المبيدات الأقل سُمية، والتي ذات أثر مُتبقي لفترة طويلة مثل D.D.T، وفي هذه الحالة تجلب العاملات إلى الخلية مدخرات مُسممة تسبب تسمماً حاداً. وبصفة عامة يجب معرفة النواحي التالية التي تؤثر على تسمم النحل بالمبيدات الحشرية :
1 - بقدر ما يكون المبيد مبعثراً على شكل جزيئات دقيقة يكون أثره السام كبيراً.
2- تأثير بقايا المبيدات على شكل بودرة أكثر خطراً من تلك المستخدمة بالرش السائل.
3- الإضاءة الشمسية والساعة لها تأثير على نظام ومدة خروج النحل مما ينتج عنه تفاوتاً في الخطر الناجم عن التسمم.
4- طور إزهار النباتات المعالجة بالمبيدات يلعب دوراً مهما في جذب العاملات السارحات.
إن هذه العوامل لا يمكن إهمالها وهذا ما يفسر لماذا كان تأثير مادة ما غير ضار، عند استخدامها ضمن شروط معينة، بينما كان تأثيرها الضار كبيراً على النحل، عندما استخدمت ضمن شروط مُغايرة إضافة إلى أن ظهور حالات المقاومة عند بعض الحشرات ضد مبيدات معينة يدعو المزارعين إلى استخدام المبيدات بصورة أكثر تركيزاً أو زيادة عدد مرات المكافحة.
مظاهر التسمم Symptomes: يمكن تمييز مظهرين لحالات الإصابة بالتسمم :
آ- الإصابة الحادة والسريعة: لقد ظهر أن استخدام المبيدات يكون عالي السمية، خاصة عند اجتماع عدة عوامل مساعدة. ويمكن أن يوصف بحدة مظاهره المتمثلة بالموت المفاجئ. وإن موت النحل لا يكون مباشرة، بشكل عام، بل يسبق ذلك تنبيه عصبي يتبعه عدم القدرة على الطيران ثم صعوبة التحرك على الأرض، وأخيراً يُصيب النحل شلل يُظهره بمظهر الموت الظاهري. إذا كانت المسافة للعودة إلى الخلية كبيرة فإن الكثير من العاملات السارحات تموت خارج الخلية. والفقد الحقيقي يكون أعلى مما هو معتقد من خلال النحل المقتول المكتشف حول الخلايا. ولكن في أغلب الحالات يلاحظ عدد لا بأس به من العاملات تموت أو ميتة على قاعدة الخلية أو أمام وعلى لوحة الطيران وذلك في كل خلايا المنحل.
إضافة إلى ذلك يظهر خلل واضح ما بين كمية الحضنة والمتواجدة مجموعة النحل البالغ، حيث أنه هو المتضرر الوحيد من هذه المبيدات.
ب- الإصابة البطيئة أو المزمنة: وهذا مرتبط بسبب استخدام مبيدات قليلة السمية نسبياً ولكنها ذات أثر متبقي فعال، أو نتيجة لظروف غير ملائمة للإصابة القوية. وهذا النوع من الإصابة يختلف عن سابقه بتطوره الخفي، وبأن مجموعة النحل البالغ داخل الخلية وكذلك الحضنة تكون ملوثة أو مصابة بتأثير هذه المبيدات أيضاً. ولا يظهر على الحضنة أية مظاهر خاصة، كما في حال إصابتها بالأمراض مثل مرض الحضنة أو الميكوز والتكيس، لكنها تفقد فقط العناية بها من قبل العاملات البالغات.
الكشف والتشخيص Dignostic :
في حالة الإصابة الحادة يمكن التحقق بسهولة من الأسباب نتيجة للتطور القوي للإصابة. ولكن في حالة الإصابة البطيئة أو المزمنة فيكون ذلك أكثر صعوبة. وفي كل الحالات ومن أجل التأكد من الأسباب وتحديد نوع المادة السامة يجب إجراء التحاليل اللازمة في المخابر المختصة. وإن التسمم بالمبيدات هو دائماً خطر، ماعدا في حالة إصابة قليل من النحل البالغ، أو عندما يكون تخزين المواد السامة قليلاً. وفي بعض الحالات يمكن أن يكون الفقد والخسارة الاقتصادية كبيرين بحيث ينتج عن ذلك كارثة.
المعالجة والاحتياطات في حالة التسمم Prophylaxis and Treatment:
لا يوجد ترياق قادر على إلغاء آثار المبيدات على النحل، إلا أن هناك بعض الوسائل يمكن أن توضع في مجال التطبيق من أجل تخفيف نتائج السمية، عندما يكون هناك كفاية من الوقت، إضافة إلى تغيرها حسب حالة التسمم إن هو حاد أم مزمن. وفي حالة التسمم الحاد التي تكون فيه العاملات الصغيرات والحضنة غير متأثرة عمليا، وكذلك المواد المخزونة غير الملوثة فيُكتفى بتصغير حجم الخلية، وتغذية الخلية حسب حالتها والفترة من السنة.
أما في حالة التسمم المزمن يكون النحل البالغ والحضنة مصابة وكذلك المواد المخزونة وغبار الطلع بشكل خاص، حيث تكون ملوثة بالمبيد لذلك تجري التطبيقات التالية :
1- سحب إطارات غبار الطلع.
2- فرز العسل واستبعاده تماماً عن الاستخدام سواء للإنسان أو النحل.
3- التغذية الوفيرة بواسطة محلول سكري مُدعم بالبروتين (غبار طلع أو فول صويا).
4- ضم الطوائف الضعيفة جداً.
لا يوجد حالياً أي مبيد غير ضار تماماً بالنحل أو الحشرات النافعة، ويُؤمل أن تحل مشكلة مكافحة أعداء المزروعات بتطبيق المكافحة البيولوجية أو المكافحة المتكاملة. حيث إنه لا يمكن حجز الطوائف من أجل حمايتها من التسمم لأن النحل لا يعيش إلا لفترة قصيرة ومحدودة وضمن شروط محددة من ظلام وحرارة وغيرها. ومن الناحية العملية يمكن إغلاق الخلايا لوقت طويل وكاف من أجل تجنب هذا الخطر، لكن هذا التطبيق الوقائي يكون أشد سوءاً من التسمم ذاته. وتبقى المراقبة القوية هي الوسيلة الأهم لوقاية أو لحماية النحل من التسمم من المبيدات المستخدمة. وإن تفهم المزارع لأهمية النحل في تلقيح الأزهار الذي يزيد من الإنتاج بدون تكاليف، يشكل حجر الأساس لحماية النحل.
هناك بعض المبيدات Phyto-sanitaires قد وصفت أنها غير خطرة على النحل. وفي الحقيقة هذه المواد لا تعتبر عديمة السمية كما أثبتت التجارب والحوادث، وإن عدم خطرها على النحل لا يتحقق إلا في الشروط الطبيعية لتطبيقها. ومن أهم المبيدات التي أعطيت صفة عدم السمية للنحل:
آ- المواد الكلورية العضوية منها : اندوسولفان - التوكسافين وهو مبيد حشري مفعوله باللمس.
ب- مركبات كاربونيل منها : ديكوفول - بروموبروبيلات وهو مبيد مفعوله باللمس.
جـ- المبيدات الفوسفورية العضوية ومنها ديتيون وهو مبيد حشري عنكبوتي مفعوله باللمس، وفوزالون وهو مبيد حشري عنكبوتي متخصص مفعوله باللمس - و تتراديفون.
د- مركبات کاربامات منها بيريميكارب وهو مبيد حشري يعمل باللمس عن طريق الجهاز التنفسي يستخدم ضد المن ولا يؤثر على حشرات أبي العيد.
ومن المبيدات التي تعتبر سامة للنحل نذكر منها :
أ- من بين المركبات الكلورية العضوية منها .D.D.T - H.C.H - ليذران - الدرين - دايلدرين - كلوردان.
ب- مركبات فوسفورية عضوية منها : الباراثيون - المالاثيون - تري كلورفون - ديازينون.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|