أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-04
806
التاريخ: 7-9-2020
1514
التاريخ: 2024-05-04
723
التاريخ: 7-9-2020
1104
|
الجواب : نحن لا نعمل شيئاً ولا نفعله إلاّ على طبق ما ورد في القرآن الكريم ، أو السنّة الشريفة.
فنحن لا نلعن أحداً من الصحابة إلاّ من لعنه الله تعالى في كتابه العزيز ، أو لعنه الرسول العظيم صلى الله عليه وآله ، وأهل بيته الميامين عليهم السلام في السنّة الشريفة.
فقد لعن الله تعالى المنافقين والمنافقات في كتابه الكريم بقوله : {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [الفتح: 6].
وعليه ، فحقّ لنا أن نلعن كُلّ من ثبت بالأدلّة القطعية نفاقه وفسقه.
كما لعن الله تعالى أيضاً الذين في قلوبهم مرض بقوله : {رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ... أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 20 - 23].
ولعن أيضاً الظالمين بقوله : {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] .
فنحن أيضاً نلعن كُلّ من ظلم رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأهل بيته عليهم السلام ، وبالأخص ابنته المظلومة المغصوب حقّها فاطمة الزهراء عليها السلام.
ولعن أيضاً كُلّ من آذى رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} [الأحزاب: 57] .
ولاشكّ ولا ريب أنّ المتخلّف عن جيش أُسامة متخلّف عن طاعة رسول الله ، والتخلّف عن طاعة رسول الله يوجب أذى رسول الله ، وأذيّة رسول الله توجب اللعنة بصريح الآية.
ومن المجمع والمسلّم عليه بين الكُلّ : أنّ بعض الصحابة قد تخلّف عن جيش أُسامة فاستحقّ اللعنة.
كما لاشكّ ولا ريب أنّ أذيّة فاطمة الزهراء عليها السلام توجب أذيّة رسول الله لقوله صلى الله عليه وآله : « فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما أغضبها » (1).
وقد نقل ابن أبي الحديد والجوهري : « أنّ فاطمة ماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها » (2).
هذا كُلّه بالنسبة إلى من لعنهم المولى تعالى في كتابه الكريم ، وهناك أصناف أُخر لعنهم في كتابه فراجع.
وأمّا بالنسبة إلى من لعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقد لعن كُلّ من تخلّف عن جيش أُسامة (3).
ولعن أيضاً معاوية وأباه وأخاه بقوله صلى الله عليه وآله : « اللهم العن القائد والسائق والراكب » ، فالراكب هو أبو سفيان ، ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق (4).
ولعن صلى الله عليه وآله عمرو بن العاص بقوله : « اللهم إنّ عمرو بن العاص هجاني ، وقد علم أنّي لست بشاعر ، فالعنه واهجه عدد ما هجاني » (5).
كما أنّه صلى الله عليه وآله لعن آخرين ، ومن هنا جاز لنا أن نلعن من لعنه النبيّ صلى الله عليه وآله.
ثمّ على فرض عدم جواز لعن بعض الصحابة ، فلماذا بعض الصحابة والتابعين لعنوا بعض أكابر الصحابة؟ من قبيل معاوية ابن أبي سفيان ، فإنّه لعن أمير المؤمنين علي عليه السلام مدّة أربعين سنة من على المنابر ، مع أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال في علي عليه السلام : « من سبّ علياً فقد سبّني » (6).
وقال صلى الله عليه وآله أيضاً : « من أحبّ علياً فقد أحبّني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن آذى علياً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجلّ » (7).
كما بالغ مروان بن الحكم في سبّ الإمام علي عليه السلام ولعنه ، وانتقاصه حتّى امتنع الإمام الحسن عليه السلام عن الحضور في الجامع النبوي (8).
وأخيراً أنّ للشيعة على لعن بعض الصحابة أدلّة قاطعة.
_______________
1 ـ الآحاد والمثاني 5 / 362 ، المعجم الكبير 22 / 405 ، تاريخ مدينة دمشق 3 / 156.
2 ـ شرح نهج البلاغة 6 / 49 و 16 232 ، السقيفة : 75 و 118.
3 ـ الملل والنحل 1 / 23 ، شرح نهج البلاغة 6 / 52 ، السقيفة : 77.
4 ـ وقعة صفّين : 220.
5 ـ الجامع لأحكام القرآن 2 / 188 ، كنز العمّال 13 / 548 ، تاريخ مدينة دمشق 46 / 118 ، لسان العرب 15 / 353.
6 ـ مسند أحمد 6 / 323 ، ذخائر العقبى : 66 ، المستدرك 3 / 121 ، مجمع الزوائد 9 / 130 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 133 ، خصائص أمير المؤمنين : 99 ، نظم درر السمطين : 105 ، الجامع الصغير 2 / 608 ، كنز العمّال 11 / 573 و 602 ، فيض القدير 6 / 190 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 132 و 30 / 179 و 42 / 266 و 533 ، البداية والنهاية 7 / 391 ، المناقب : 137 و 149 ، جواهر المطالب 1 / 65 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 250.
7 ـ ذخائر العقبى : 65 ، الجوهرة : 66.
8 ـ تطهير الجنان واللسان : 163.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|