المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

Liposan
4-12-2018
جعفر بن خضر بن محمد يحيى كاشف الغطاء.
20-7-2016
آثار الزلازل
10-5-2016
محاولة هشام الايقاع بالامام الباقر(عليه السلام)
15-04-2015
تقرير الشخصية
8-1-2023
Inverse Hyperbolic Sine
3-6-2019


المدرسة ودورها في تفعيل رغبة المطالعة  
  
1008   09:06 صباحاً   التاريخ: 2024-03-10
المؤلف : السيد الدكتور سعد شريف البخاتي
الكتاب أو المصدر : الثقافة العقليَّة ودورها في نهضة الشعوب
الجزء والصفحة : ص 126 ــ 129
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تعتبر المدرسة صاحبة القسط الأكبر في حياة الطالب وتكوّن شخصيته، فبيئة المدرسة، وشخصية المعلم، وطبيعة المنهج، والجدول الدراسي الأسبوعي، وطريقة عرض المواد، وكيفية تعاطي الإدارة، لها أكبر الأثر في سلوك الطالب وتعاطيه مع العلم والمعرفة.

فلو كان التعاطي في المدرسة مع الطالب على أساس الدرجة الامتحانية وعدم لحاظ الجوانب الأخرى، فلا شك أن العلم يفقد قيمته في شخصية الطالب وثقافته، بل سيكون سلوك العلمي هو الحفظ في أجل الامتحان أما التحقيق والبحث والتعلم لبناء الذات، فلا محل له في شخصيته وثقافته؛ ومن هنا تجد الكثير وبعد دراسته ومرافقته للكتاب والدرس بأكثر من اثني عشر عاماً يهجر الكتاب، بمعنى أن الطالب بعد تخرجه من الجامعة لا يفكر في المطالعة حتى في اختصاصه، فضلاً عن المطالعة في المجالات الأخرى؛ ولذا تقول بعض الدراسات: إن نسبة المطالعين والقارئين بين الفئة الجامعية تساوي 17%. وهذا يعني أن 83 % من الفئة نفسها لا علاقة لها بالكتاب والقراءة!!! 

وهذه حالة غير صحية في الجانب الثقافي والمستوى الفكري، فلا بد من الالتفات إليها ومعالجتها بطرق علمية باستعراض أسباب المشكلة ومن ثم وضع الحلول الاستراتيجية لرفعها؛ ولذا نقترح على مدراء المدارس والمسؤولين التعليميين بعض الأمور، التي تعين على إنعاش الوضع الثقافي لدى الطلاب، وتنمية حالة القراءة عندهم:

الأول: تأسيس مكتبة عامة للمطالعة، ووضع حصة مطالعة ضمن الحصص الدراسية الأسبوعية، على ألا تقل عن حصتين في الأسبوع، وأن تكون بإشراف مرشد الصف، وفتح مجال للاستعارة فيها.

الثاني: إيجاد مكتبة لبيع الكتب التي تناسب أعمار الطلاب في المدرسة، على أن يراعى فيها التنوع المعرفي للعلوم التي درسها، والكتب الثقافية والفكرية التي تناسب تلك المراحل.

ولذا نفضل أن تكون الكتب التي تباع فيها تحت إشراف لجنة من الأساتذة الذين لديهم معرفة في هذا المجال؛ بحيث لا يكون تجميع الكتب عشوائياً.

الثالث: دعم الكتاب ليتسنى للطالب اقتناؤه، بمعنى أن يراعى الوضع المادي لأضعف الطلاب، فلا تكون الكتب حكراً على طبقة معينة ويحرم الآخرون منها. 

الرابع: خلق جو ثقافي يشد الطالب للمطالعة، من خلال إجراء المسابقات العلمية للبحوث والمقالات، والتشجيع على المطالعة من خلال الكلمات التوجيهية للإدارة والأساتذة، ونشر بعض فوائد المطالعة وأهميتها في النشرة الجدارية للمدرسة.

من خلال ما تقدم من البحث، يتبين أن الأساس الذي تبتني عليه حركة المجتمع - صعوداً وهبوطاً - هو نمط التفكير، فإذا كانت طبيعة التفكير تسير وفق معايير وقوانين سليمة، وخطوات منظمة لا شك سوف تخرج النتائج من الأعراف والتقاليد والمعتقدات والقيم الأخلاقية والاجتماعية، أبعد ما يكون عن الخرافة والازدواجية والتبعية أو الخمول والتشرذم، وما شابه ذلك من الأمراض التي تنخر في جسد المجتمعات البشرية، ولكن هذه الأوبة الفتاكة، ليست ببعيدة عن فكر الأمة وسلوكياتها، عندما تفكر خارج الأطر والقوانين الصحيحة والطبيعية لنظام العقل التكويني الفسلجي.

وهذا ما يحدد نجاح نهضة الإصلاح أو فشلها في الأمة، فالمصلح إن بدأ بحركته ونهضته من الجذر استطاع أن يقطف ثمارها، ولو على المدى البعيد، وإلا فلا يحصد من عناء جهوده إلا التحشيد الجماهيري الآني على أحسن الاحتمالات.

فلنضع الركود والاتكال على الغير والتنصل عن المسؤولية جانباً، ولنعمل على بث الروح الحضارية في أمتنا من جديد، فإن مجرد التمجيد بجهود الماضين من أسلافنا، أو الانبهار بما تحققه المجتمعات الأخرى القديمة والمعاصرة لا يجدي نفعاً في حل الأزمة، فإن عزة الشخص وفخره ورفعته بمقدار عزة الأمة التي ينتمي إليها، وبمقدار ما يمتلكه المجتمع الذي ينتمي إليه من حضارة وعقلانية ونبل في القيم. {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105].




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.