أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-20
1055
التاريخ: 2024-02-21
923
التاريخ: 2024-04-23
754
التاريخ: 2023-10-26
1134
|
أما عما ينتظره الإنسان من الموظف المستقيم فقد رُسمت لنا صورة مثالية في الأدب التعليمي لهذا العصر، وأحسن مثال لذلك ما وجدناه في شكاوى الفلاح الفصيح، عندما وصف لنا في صورة رائعة للموظف المتعسف بغير حق، وما يجب أن يكون عليه الموظف المستقيم العادل. وهكذا صوَّر لنا مدير مكتب من عصر «سنوسرت الأول» حياته المثالية التي كان يسير على نهجها في معاملته للناس، مما يدل على بعث جديد من الأخلاق يتجه نحو العدالة الإنسانية (B. M. Stelae, II, Pl. 23, No. 581; Sethe, “Lesestucke,” P. 80) فاستمع لما يقول: «لقد كنت إنسانًا يلزم الصمت أمام المتهوِّر، صبورًا في حضرة الجاهل، مبتعدًا عن الثائر، وكنت حليمًا خلوًا من الاندفاع، وعالمًا من قبل بمعنى ما يصدر عني وما أستوعبه، وكنت إنسانًا يتكلم عن الأحمق، عالمًا بالمآزق التي يخرج منها الإنسان إلى الفلاح، وكنت عطوفًا عندما كنت أسمع اسمي بالنسبة لمن كان يفضي إليَّ بما يكنه صدره، وكنت سيدًا يرنو بعطف، ويسكنُّ دمعة الباكي بكلمات طيبة، وكنت إنسانًا مصادقًا مع رعاياه، واضعًا مصالح الناس على قدم المساواة، وكنت إنسانًا يُعتمد عليه في بيت سيده، وكنت أعرف كيف أديره كما يجب أن يكون، وكنت مسالمًا سخيًّا، وكنت رب الطعام (سخيًّا) بعيدًا عن الشح، صديق المعوز، رحيمًا بالفقراء، وكنت امرأ يأوي المسكين الجائع، كريمًا مع الفقراء. وكنت مثقفًا لمن لا علم له، ومعلِّمًا لأي إنسان ما يفيده، وكنت مخلصًا لبيت الملك، عالمًا بكل ما يجري في كل مصلحة، وكنت مستمعًا عندما يكون ما أستمع إليه هو الصدق، وكنت بخاصة إذ ذاك أزنه في صدري؛ وكنت وديعًا مع بيت سيدي، وإنسانًا يذكره الناس بنجاحه العظيم، وكنت طيبًا في قاعة الحكم، متواضعًا بعيدًا عن الكبرياء، وكنت حليمًا بعيدًا عن الاندفاع، وكنت امرأ لا يستولي عليه أي إنسان بكلمة، مستقيمًا كالميزان، عادلًا يعتمد عليه مثل الإله «تحوت»، وكنت مستقيمًا من أصل يوثق به، يخدم بصدق من يطلب إليه خدمته، وكنت فردًا يعلم ما يعرف، ويستشيره الناس فيما يحبون أن يستشيروه فيه؛ ولذلك كان لا يستشار غيره قط، وكنت امرأ يتكلم في قاعة العدل بفم فصيح غير هياب.» لقد عرفنا أفرادًا فصحاء اللسان على جانب من الزهو مثل هذا كما سمعنا موظفين يؤكدون لنا أنهم عند دخولهم في قاعة المجلس ينحني لهم العظماء عند السلام احترامًا، أو كما يقول لنا أحد قواد الفرعون «سنوسرت الأول»: «كان العظماء ينحنون، أمَّا الصغار فيأتون لي ساجدين «. (Louvre C. I.; Sethe, “Lesestucke”, P. 82, 1, 2-3)
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|