المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Enantiomers
5-3-2018
Ruffini,s Rule
23-2-2019
حلف المعاهدة المركزية (حلف بغداد سابقا)
27-1-2022
النظر للأجنبية
23-9-2019
الانظمة الفرعية للنظام السياحي
3-4-2022
Speed
2024-02-04


موانع العمل بعد انتهاء الدراسة  
  
973   10:16 صباحاً   التاريخ: 2024-02-20
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص335ــ339
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ولا يخفى أن مشكلة الشباب في اختيار العمل ليست تحديد ومعرفة الاستعداد الطبيعي ودراسة الأسس العلمية وتعلم الفنون العملية فحسب ، بل إنهم قد يواجهون بعد تخرجهم من الجامعات أو الثانويات موانع ومشاكل جمة جديدة في طريق العمل قد تسد عليهم سبل الرقي والنجاح.

فلو افترضنا ان شاباً قد أعد نفسه دراسياً ليعمل في أحد المجالات الاجتماعية ، وتوفرت فيه جميع الشروط اللازمة ، ودخل المجتمع وإذا به يجد أن لا أماكن شاغرة له ليعمل في مجال تخصصه ، طبيعي أن مثل هذا الشاب يتألم ويتأثر كثيراً، ويغضب أحياناً ، ويبقى مستمراً في محاولته للعثور على عمل يدخل ضمن اختصاصه ، وهذه المشكلة تعتبر من المشاكل الرئيسية التي يعاني منها جيل الشباب في الغرب .

مشكلة العثور على عمل:

«يقول «موريس دبس» : إن الشاب الذي تعلم مهنة ما أو تخصص بعد سنين طويلة من الجد والمثابرة في حقل ما ، عندما يدخل إلى المجتمع بحثاً عن عمل ، يجد أن الجيل الذي سبقه قد احتل كل مجال للعمل ، من هنا تنشأ خلافات قوية بين جيل الشباب وجيل الشيوخ وتستمر طوال فترة الكمال الأولى»(1).

ظاهرة الصناعات الآلية :

وثمة عامل آخر يقف سداً بوجه الشباب في بحثهم عن فرص للعمل ويحد من توفير فرص العمل لهم، ويجعل أحياناً حتى العاملين يفقدون أعمالهم ، وهذا العامل هو التحول الكبير في عالم التكنولوجيا والتطور السريع الذي تشهده صناعة المعدات الآلية .

فقد شهدت كافة الحقول الصناعية منذ بداية هذا القرن تحولات كبيرة أدت إلى اختراع وصناعة وترويج معدات غاية في الدقة والمهارة ، وهذا ما جعل كبريات المؤسسات الصناعية في العالم تستغني عن خدمات الكثير من الخبراء والمتخصصين لتعتمد في عملها على المعدات الآلية المتطورة .

إشراف الآلة على الآلة:

«ليس المقصود من الصناعة الآلية ان تقوم الآلة أو الماكنة بأداء جميع الأعمال أو الجزء الأكبر منها . ويمكن اعتبار تحقق هذا التطور الكبير مرحلة من مراحل الثورة الصناعية حيث حلت الآلة محل الأيدي العاملة، وما يميز الصناعة الآلية عن الصناعة العادية (الكلاسيكية) ، ليس فقط قيام هذه الآلة بكافة الأعمال الصناعية ، بل واشرافها على عمل الآلات الأخرى دون الحاجة إلى أيد عاملة . ومن هنا قيل إن مفهوم الصناعات الآلية هو إشراف الالة على الآلة وبالتالي حذف الإنسان بشكل كامل أو شبه كامل من عملية الانتاج الصناعي» .

«لقد ساهمت الثورة الصناعية في إحلال الآلة محل اليد العاملة ، وتطور الصناعات الآلية الذي يعتبره الكثير من المعنيين بأنه الثورة الصناعية الثالثة قد أدى إلى إحلال الآلة محل الذوق الفكري والمهارة اليدوية»(2) .

لقد شكلت ظاهرة الصناعات الآلية طرقاً أفضل وأسرع في عملية الانتاج ، وهذا ما رحب به أصحاب المؤسسات الصناعية الكبيرة ، وقد أدى استخدام الآلات المتطورة والمعدات الآلية والتطور الذي طرأ على مسار الانتاج الصناعي إلى حرمان عدد هائل من المتخصصين والعمال المهرة من ذوي الخبرات الطويلة من أعمالهم ، وبذلك يكون فصل جيد قد فتح أبوابه في الدول الصناعية، وظهرت مشكلة جديدة باسم البطالة التكنولوجية لتعم أرجاء العالم بعد توسع الصناعات الآلية .

البطالة التكنولوجية :

«إن التقدم التكنولوجي يؤدي عادة إلى انخفاض نسبة فرص العمل في كل وحدة إنتاجية ، والآن وبعد حصول هذا التقدم في مجال التكنولوجيا والصناعات الآلية وتصاعد ظاهرة البطالة بين العمال ، علينا أن نراقب لنرى نسبة العمال الذين ستجتذبهم الصناعات الأخرى ومتى سيتم ذلك وأين» ؟.

«لقد تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن الحصول على إجابات للأسئلة الآنفة الذكر لا يمكن ان يتم عبر استفتاء عام، لأن نتيجة الاستفتاء تكون محصورة بالفترة ذاتها ولا يمكن اعتبارها شاملة لكل الفترات لما لكل منها من خصوصيات ، وهذا ما دفع بمؤسسات الدراسات والأبحاث العالمية إلى استخدام طرق أخرى للتحقيق. وقد أعلنت إحدى المؤسسات التي أجرت تحقيقات حول تأثير التكنولوجيا على العمل عن نتيجة تحقيقاتها بشأن أحد أنواع الصناعات، وكانت النتيجة على الشكل التالي :

خلال فترة التحقيق عثر 45% من العمال الذين كانوا يعانون من البطالة التكنولوجية على أعمال ومشاغل جديدة وثابتة ، بينما لا يزال 55% منهم عاطلين عن العمل»(3) .

ففي عالم يتم فيه إقالة وطرد أعداد كبيرة من العمال من المؤسسات الصناعية الكبرى على أثر تشغيل المعدات الآلية، لاشك أن المتخصصين والعاملين الجدد الذين ينوون البحث عن عمل من أجل تأمين لقمة العيش سيواجهون مشاكل جمة وعقبات كبيرة ومتعددة .

وينبغي على الشاب الكفوء والنشيط أن لا يخشى تلك المشاكل والعقبات ، وأن يسعى بكل عزم وإرادة في أشد الظروف قساوة للحصول على عمل يتناسب واستعداده الطبيعي ، وأداء عمله على أفضل وجه من أجل تأمين لقمة عيش هنيئة.

___________________________

(1) ماذا اعرف ؟ ، البلوغ، ص 83 .

(2) البطالة، ص126.

(3) نفس المصدر ، ص 131.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.