أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-05
![]()
التاريخ: 2024-07-24
![]()
التاريخ: 2024-04-03
![]()
التاريخ: 2025-03-10
![]() |
ومن أهم الوثائق التي تكشف لنا عن مقدار ما وصل إليه الفراعنة في أواخر الأسرة الثانية عشرة من الاحترام والتقديس، ومقدار ما وصل إليه الأمراء الوراثيون رغم ما يحملون من ألقاب ورتب من الخضوع للفرعون، «لوحة العرابة» المعروفة بالتعاليم؛ إذ تدلنا على أن روح الوحدة دب في جسم الدولة خلال حكمه بفضله وفضل ما قام به أسلافه من القضاء على الأمراء الإقطاعيين، وبخاصة «سنوسرت الثالث»، وكذلك بفضل جيل الموظفين الجديد الذي عمل ملوك هذه الأسرة على إنشائه ليلتف حولهم، وليكون لهم نصيرًا وظهيرًا على تسيير أداة الحكم في البلاد، والقضاء على حكام المقاطعات الذين كانوا أكبر عقبة في سبيل توحيد نظام الحكومة والنهوض بها؛ فلا غرابة إذن أن نرى هؤلاء الموظفين حريصين على بث روح الطاعة والمحبة لمليكهم العادل في نفوس أولادهم، وقد بلغ بهم حب الفرعون درجة جعلت تعاليم بعضهم لأبنائهم تدور حول حب الفرعون وخدمته والإخلاص له، لا أن ترشدهم إلى الحياة الصالحة السعيدة، كما كان شأن التعاليم التي وصلت إلينا حتى الآن في العهود القديمة، بل إن الكاتب الذي فعل ذلك غالى، فلم يشأ أن يكتب تعاليمه على ورق بردي، بل نقشها على صفحة من الحجر، وجعلها شاهدًا لقبره حتى يضمن خلودًا ويراها أولاده في كل وقت يزورون فيه قبره؛ لأن القبور كما نعلم كانت مُحاطة بكل عناية في كل أزمان التاريخ المصري، كما كان الابن الأكبر هو الذي يُنصب كاهن والده الجنازي؛ ولا غرابة إذن في أن تشيع هذه العادة في ذلك العهد، ولكن بكل أسف لم تصلنا إلا هذه اللوحة الحجرية التي ذكرناها، وقد يكون لكاتبها صلة خاصة وثيقة بالفرعون أكثر من غيره، فغالى في حبه لمولاه ونقش هذه التعاليم إظهارًا لولائه له، وليسير أولاده على نهجه في حبهم وولائهم، والواقع أن كاتب هذه النصائح كان موظفًا كبيرًا في المالية، وسنرى في المتن أن الملك كما يقول صاحب اللوحة قد مدحه أمام الملايين، وأنه كان صديقًا حميمًا لسيده الذي كان يطلعه على أسراره الخفية، ونرى في الوقت نفسه أنه صاغ عقود المدح للفرعون وأظهر عظمته، وأن المؤلف ينصح أولاده أن يحاربوا إلى جانب الملك مما يتفق وروح العصر الذي كان عصر نضال وحروب بين حكام المقاطعات والعرش لتوحيد البلاد تحت حكم ملك واحد مسيطر سيطرة تامة على كل المقاطعات من كل الوجوه، ولا نزاع في أن هذه الوثيقة كانت نوعًا من الدعاية للملكية المطلقة في ذلك العهد، ولكنها دعاية فريدة حاذقة في بابها، ومن الجائز أنها كانت دعاية منتشرة في وقتها، غير أنه لم يصلنا نحن منها إلا هذه الوثيقة، وتنقسم قسمين: مناقب المؤلف وصفاته، ثم تعاليمه لأولاده، وها هي ببعض الاختصار. (A. S, XXXVIII, P. 269; XI, P. 209 ff.).
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|