المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الإمام علي (عليه السلام) أقضى الصحابة  
  
1277   06:47 مساءً   التاريخ: 2024-02-10
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص27-31
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى أحمد عن أبي البختري عن علي عليه السّلام قال : " بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى اليمن وأنا حديث السن قال : قلت : تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء قال : إنّ الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك ، قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد "[1].

وروى الحاكم باسناده عن أنس بن مالك : " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي "[2].

وروى الشبلنجي عن ابن مسعود ، قال : " أفرض أهل المدينة وأقضاها علي "[3].

وروى الخوارزمي بأسناده عن أبي سعيد الخدري : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إن أقضى أمتي علي بن أبي طالب "[4].

وروى ابن عبد البر باسناده عن أبي فروة قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال عمر : " علي أقضانا "[5].

وروى المتّقي عن عليّ : " انطلق فاقرأها على النّاس ، فانّ الله يثبّت لسانك ويهدي قلبك ، إنّ الناس سيتقاضون إليك ، فإذا أتاك الخصمان فلا تقض لواحد حتى تسمع كلام الآخر ، فإنّه أجدر أن تعلم لمن الحق "[6].

وروى ابن عساكر باسناده عن عبد الله ، قال : " أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب "[7].

وروى ابن حجر باسناده قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أقضاكم علي "[8].

وروى الشنقيطي باسناده عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أنت أولهم ايماناً بالله وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله "[9].

وروى ابن عساكر باسناده عن ابن عبّاس قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " علي أقضى أمتي بكتاب الله فمن أحبني فليحبه ، فان العبد لا ينال ولايتي إلاّ بحب علي "[10].

وباسناده عن ابن عبّاس قال : " بعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً إلى اليمن ، فقال : علّمهم الشرائع واقض بينهم قال : لا علم لي بالقضاء ، قال : فدفع في صدره وقال : اللّهم اهده إلى القضاء ، فنهاهم عن الدّباء والحنتم والمزفّت "[11].

روى المتّقي باسناده عن علي ، قال : " أتى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ناس من اليمن ، فقالوا ابعث فينا من يفقهنا في الدين ، ويعلمنا السنن ، ويحكم فينا بكتاب الله ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : انطلق يا علي إلى أهل اليمن ، ففقّههم في الدين وعلّمهم السنن واحكم فيهم بكتاب الله ، فقلت : إن أهل اليمن قوم طغاة يأتوني من القضاء بما لا علم لي به . فضرب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على صدري ، ثم قال : اذهب فان الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك . فما شككت في قضاء بين اثنين حتى الساعة "[12].

قال الزبيدي : " الديان : القاضي ، ومنه الحديث : كان علي ديان هذه الأمة بعد نبيها ، أي قاضيها "[13].

قال محمّد بن طلحة : " نقل القاضي الإمام أبو محمّد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسمى بالمصابيح مروياً عن أنس بن مالك : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما خَصّ جماعة من الصحابة كل واحد بفضيلة ، خَصَصَ علياً عليه السّلام بعلم القضاء فقال : وأقضاهم علي . فقد صدع هذا بمنطوقه وصرح بمفهومه إن أنواع العلم وأقسامه قد جمعها رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي دون غيره فان كل واحد ممن خصصه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بفضيلة خاصة لم يتوقف حصول تلك الفضيلة على غيرها من الفضائل والعلوم ، فإنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : أفرضهم زيد ، وأقرؤهم أبيّ ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ، ولا يخفى أن علم الفرائض لا يفتقر إلى علم آخر ، ومعرفة القراءة لا يتوقف على سواها ، وكذلك العلم بالحلال والحرام . بخلاف علم القضاء فالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أخبر بثبوت هذه الصفة العالية لعلي عليه السّلام مع زيادة فيها فان صيغة أفعل يقتضي وجود أصل ذلك الوصف والزيادة فيه على غيره ، وإذا كانت هذه الصفة العالية قد أثبتها له فتكون حاصلة ، ومن ضرورة حصولها له إن يكون متصفاً بها ولا يتصف بها إلا بعد أن يكون كامل العقل صحيح التميز ، جيّد الفطنة ، بعيداً عن السهو والغفلة ، يتوصل بتفضيله إلى وضوح ما استكمل ، وفصل ما أعضل ، ذا عدالة تحجزه عن أن يحوم حول حمى المحارم ومروة تحمله على محاسن الشيم ، ومجانبة الدّنايا ، صادق اللهجة ، ظاهر الأمانة ، عفيفاً عن المحظورات مأموناً في السخط والرضا ، عارفاً بالكتاب والسنة والاتفاق والاختلاف والقياس ولغة العرب ، بحيث يقدم المحكم على المتشابه ، والخاص على العام ، والمبين على المجمل ، والناسخ على المنسوخ ويبني المطلق على المقيد ويقضي بالتواتر دون الآحاد وبالمسند دون المرسل ، وبالمتصل دون المنقطع وبالاتفاق دون الاختلاف . . . ليتوصلّ بها إلى الاحكام فليس كل حكم منصوصاً عليه ، ويعرف اقسام الاحكام من الواجب والمحظور والمندوب والمكروه ، فهذه أمور لا يصحّ اتصاف الانسان بعلم القضاء ما لم يحط بمعرفتها ومتى فقد علمه بها لا يصلح للقضاء ولا يصلح اتصافه به فظهر لك - أيدك الله تعالى - إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث وصف علياً بهذه الصفة العالية بمنطوق لفظه المثبت له فضلا ، فقد وصفه بمفهومه بهذه العلوم المشروحة المتنوعة الأقسام فرعاً واصلا ، وكفى بذلك دلالة لمن خص بهدية الهداية قولا وفعلا على ارتقاء علي عليه السّلام في مناهج معارج العلوم إلى المقام الأعلى ، وضربه في اعتناء الفضائل المجزاة بالتساهم بالقدح المعلى حصول هذه المناقب والآلاء وشمول هذه المطالب السنية ، الحاصلة لعلي عليه السّلام من مواد علم القضاء كان مناط إفاضة أنوارها عليه ، إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل ذلك لما انتدبه وانتضاه ، وآثره وارتضاه ، وفوض اليه قضاء اليمن وولاه أحجم إحجاماً ، فلما أحس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك منه أخبره بان الله عز وعلا سيرزق قلبه الهدى والتثبيت له من الله تعالى فلن يضل أبداً . فمن ذلك ما نقله الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث في مسنده يرفعه بسنده إلى علي عليه السّلام قال : أرسلني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى اليمن قاضياً ، فقلت : يا رسول الله ، ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء ، فقال لي رسول الله : إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك ، فإذا جلس بين يديك الخصمان ، فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحرى أن يبين لك القضاء ، قال : فما زلت قاضياً وما شككت في قضاء بعد ، فهبت عليه النسمات الآلهية من العناية النبوية بألطاف التأييد ونزل عليه الملكان الموكلان بالمحقين ، فألبساه رداء التوفيق والتسديد فوفرت حقائق علم القضاء في صدره حتى ما على إحاطته بهما من مزيد ، وأثمرت حدائق فضائله ، فنخلها بالمعرفة باسقات ذوات طلع نضيد ، فلما رسخ علمه عليه السّلام بمواد القضاء رسوخاً لا تحركه الهواب ورسا قدم فهمه في قواعد معرفته بحيث لا يعترضه الاضطراب ، وصفه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله : أقضاكم علي ، إذ وضحت لديه الأسباب وتفتحت بين يديه الأبواب ، وشرحت له السنن والآداب ، حتى قال قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربه العلم شرباً ونهلته نهلا "[14].

 

[1] مسند أحمد ج 1 ص 83 ، ورواه في الفضائل الحديث 106 ، ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 492 رقم 1012 ، والحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 135 ، وابن حجر في الصواعق ص 73 والنسائي في الخصائص ص 11 وغيرهم .

[2] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 122 .

[3] نور الأبصار ص 94 .

[4] المناقب الفصل السابع ص 39 .

[5] الاستيعاب القسم الثالث ص 1102 رقم 1855 ، ورواه ابن عساكر في ج 3 ص 32 رقم 1061 . عن أبي هريرة .

[6] كنز العمال ج 11 ص 623 طبع حلب .

[7] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 35 رقم 1065 .

[8] الصواعق المحرقة ص 73 .

[9] كفاية الطالب ص 53 .

[10] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 97 .

[11] ترجمة علي من تاريخ دمشق ج 2 ص 497 رقم 1018 .

[12] منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 36 .

[13] منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 36 .

[14] مطالب السؤل في مناقب آل الرسول ص 56 مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.