المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الإيمان خير أساس للمحبة  
  
908   08:21 صباحاً   التاريخ: 2024-01-25
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 71 ــ 73
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-04 177
التاريخ: 4-1-2017 3612
التاريخ: 1-8-2022 1704
التاريخ: 2024-01-10 875

ان الأمر الوحيد الذي يمتلك أصالة وبقاء هو الإيمان والأهداف الدينية. فإذا كانت المودة بالنسبة للآخرين قائمة على أساس إيمانهم وارتباطهم بالله تعالى فأنها لن تنقطع وتفنى لأنها قد بنيت على أساس محكم متين.

وتلك من خواص الإسلام الخالد حيث بني كل شيء على أساس الإيمان، إذ نجد في هذا المبدأ القيم الأصيل ان المودة والعداوة اللتين تقومان على أساس الإيمان - أي الحب والبغض في الله لا في غيره - تشكلان أقوى الروابط بين خالق الكون ومخلوقاته.

ولأجل تأكيد هذه الحقيقة في ذهنية الاتباع طرح النبي (صلى الله عليه وآله) على اتباعه السؤال التالي:

أي عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم.

وقال بعضهم: الصلاة.

وقال بعضهم: الزكاة.

وقال بعضهم: الصيام.

وقال بعضهم: الحج والعمرة.

وقال بعضهم: الجهاد.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لكل ما قلتم فضل وليس به، ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله وتولي أولياء الله والتبري من أعداء الله) (1).

وينقل الإمام السادس الصادق (عليه السلام) عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قوله: (ان لله خلقاً عن يمين العرش بين يدي الله وجوههم ابيض من الثلج وأضوأ من الشمس الضاحية يسأل السائل من هؤلاء؟ فيقال هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله) (2).

ويقول الإمام الصادق ايضاً: (كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له) (3).

ومثل هذه التعاليم الأصيلة هي التي يمكنها ان تربي الأحباء الأصفياء المتوادين الذين تقوم حياتهم على أساس من التعلق القلبي والتوحد وبشكل لا يتصور معه التزلزل وانقطاع الروابط أبداً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أصول الكافي، ج 2، ص 125.

2ـ وسائل الشيعة، ج 8، ص 543.

3ـ أصول الكافي، ج 2، ص 127. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.