المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Agreement, case and movement Summary
31-1-2023
أحمد الدّوري
17-9-2016
العلم والثقافة في الحجاز
2-4-2017
التمييز بين الالتزام الاساسي والمسائل الجوهرية في العقد
2024-08-24
الفولاسين Folacin
8-5-2018
صفات المؤمنين
9-10-2014


حضور أكابر القوم في مجلس الخطبة  
  
842   07:39 صباحاً   التاريخ: 2024-01-24
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 73 ــ 78
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2022 1748
التاريخ: 20-11-2018 1818
التاريخ: 4-6-2018 1992
التاريخ: 2024-04-07 770

من أهم موارد السعي للزواج بين الشابين المؤمنين هو الحضور في مجلس الخطبة، فهذا العمل من أكابر الاسرة أو من شخصية كبيرة محترمة، له آثار ونتائج ايجابية حيث يعظم في عين الزّوج والزّوجة، ويهتم الشاب فيما بعد بالتزامه بشؤون الزّوجية وتطمئنّ الزّوجة بهذا الحضور من نجاح هذا الزّواج في المستقبل. وقد صدر هذا الأمر من الإمامين الهمامين الرضا والهادي (عليهما السلام) وقبلهما من سيدنا أبي طالب (رحمه الله).

1ـ حضور الامام الرضا (عليه ‌السلام)

حضر الرضا (عليه ‌السلام) لرغبة بعض من دعاه في الحضور في مجلس الخطبة والعقد تبركاً بقدومه، فخطب (عليه ‌السلام) خطبته المعروفة وعرف الشاب في ذلك المجلس، بكمال عقله وفضله وصلاحه.

قال الطبرسي في المكارم: ويستحب أن تخطب بخطبة الرضا (عليه ‌السلام) تبرّكاً لأنها جامعة في معناها، وهي: الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابته، وجعل الحمد أول محل نعمته، وأخر جزاء أهل طاعته وصلى الله على محمد خير البريّة، وعلى آله أئمة الرحمة ومعادن الحكمة، والحمد لله الذي كان في بيانه الصادق وكتابه الناطق، أن من أحق الأسباب بالصلة وأولى الامور بالتقدمة، سبباً أوجب نسباً، وأمراً أعقب غنى، فقال جل ثناؤه: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان: 54]، وقال جل ثناؤه: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]، ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية منزلة ولا سنة متبعة، لكان ما  جعل الله فيه من بر القريب وتألف البعيد، ما رغب فيه العاقل اللبيب، وسارع اليه الموفق المصيب، فأولى الناس بالله من اتّبع أمره، وأنفذ حكمه، وأمضى قضاءه، ورجا جزاءه، ونحن نسأل الله تعالى أن يعزم لنا ولكم على أوفق الامور.

ثم إنّ فلان، من قد عرفتم مروءته وعقله وصلاحه ونيته وفضله، وقد أحبّ شركتكم، وخطب كريمتكم فلانة، وبذل لها من الصداق كذا فشفّعوا شافعكم وانكحوا خاطبكم، في يسر غير عسر، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم (1).

2ـ حضور الإمام الهادي (عليه ‌السلام)

طلب أحد الشباب أو أبيه من الإمام الهادي (عليه ‌السلام) للحضور في مجلس الخطبة ليشفع لهم في زواج الخاطب، فلبىّ الإمام (عليه ‌السلام) دعوتهم وحضر المجلس معهم وخطب فيهم وطلب منهم أن يزوّجوا إبنتهم بعد أن أشار إلى محاسن ذلك الشاب. وأما الخطبة فرواها الكليني في الكافي عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله قال: سمعت أبا الحسن يخطب بهذه الخطبة: الحمد لله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن فاطر السماوات والأرض، مؤلف الأسباب بما جرت به الأقلام ومضت به الأحتام من سابق علمه ومقدر حكمه، أحمده على نعمه، وأعوذ به من نقمه، وأستهدي الله الهدى، وأعوذ به من الضلالة والرّدى، من يهده الله فقد اهتدى، وسلك الطريقة المثلى وغنم الغنيمة العظمى، ومن يضلّ الله فقد حار عن الهدى وهو إلى الردى.

أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله المصطفى، ووليه المرتضى وبعيثه بالهدى، أرسله على حين فترة من الرسل واختلاف من الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة وطموس من أعلام الهدى والبينات، فبلّغ رسالة ربّه، وصدع بأمره، وأدىّ الحق الذي عليه وتوفي فقيداً محموداً (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله).

ثم إن هذه الامور كلّها بيد الله إلى أسبابها ومقاديرها فأمر الله يجري إلى قدره وقدره يجرى إلى أجله وأجله يجري إلى كتابه {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 38، 39] أمّا بعد فإن الله جل وعزّ جعل الصهر مألفه للقلوب ونسبة المنسوب أوشج به الأرحام وجعله رأفة ورحمة إن في ذلك لآيات للعالمين؛ وقال في محكم كتابه: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان: 54] وقال: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]، وإن فلان بن فلان ممّن قد عرفتم منصبه في الحسب ومذهبه في الأدب، وقد رغب في مشاركتكم وأحبّ مصاهرتكم، وأتاكم خاطباً فتاتكم فلانه بنت فلان وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا، العاجل منه كذا والآجل منه كذا، فشفعّوا شافعنا وأنكحوا خاطبنا وردّوا ردّا جميلاً وقولوا قولاً حسناً، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين (2).

3ـ حضور أبي طالب في مجلس الخطبة

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه ‌السلام) قال: (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) لما أراد رسول الله (صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة.

فابتدء أبو طالب بالكلام، فقال: الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع ابراهيم وذريّة اسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكّام على الناس وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.

ثم إن ابن أخي هذا يعني رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) ممن لا يوزن برجل من قريش الاّ رجّح به، ولا يقاس به رجل الاّ عظم عنه ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاً في المال، فإنّ المال رفد جار وظلّ نزائل، وله في خديجة رغبة ولقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها والمهر عني في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله وله وربّ هذا البيت حظ عظيم ودين شايع ورأي كامل.

ثم سكت أبو طالب فتكلم عمها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر، وكان رجلاً من القسّيسين.

فقالت خديجة مبتدئة: يا عماه إنّك وإن كنت أولى بنفسي مني في الشهود، فلست أولى بي من نفسي، قد زوّجتك يا محمد نفسي مني والمهر علي في مالي فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها وادخل على أهلك.

فقال أبو طالب: إشهدوا عليها بقولها محمداً (صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله) وضمانها المهر في مالها.

فقال بعض قريش يا عجباه المهر على النساء للرجال. فغضب أبو طالب غضباً شديداً وقام على قدميه وكان ممن يهابه الرجال ويكره غضبه.

فقال: إذا كانوا مثل ابن اخي هذا طلبت الرجال بأغلى الثمن وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوّجوا إلاّ بالمهر الغالي.

ونحر أبو طالب ناقة ودخل رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) بأهله. 

فقال رجل يقال له أبوعبد الله بن غنم:

هنيئاً مريئاً يا خديجة قد جرت     لك الطير فيما كان منك بأسعد

تزوجت من خير البريّة كلها       ومن ذا الذي في الناس مثل محمد

وبشر به البرّان عيسى بن مريم   وموسى بن عمران فيا قرب موعد

أقرّت به الكتاب قدماً بأنه          رسول من البطحاء هاد ومهتد (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مكارم الاخلاق، ص 206.

2ـ الكافي، ج 5، ص 372.

3ـ سفينة البحار، ج 1، ص 379. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.