المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



إحترام شخصية الشيخ والشاب  
  
1351   08:27 صباحاً   التاريخ: 2023-12-30
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 38 ــ 40
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-16 1084
التاريخ: 28-6-2016 13730
التاريخ: 20-6-2017 2150
التاريخ: 24-6-2016 3555

(أوصيك أذ تتخذ صغير المسلمين ولداً وأوسطهم أخاً وكبيركم أباً) الإمام الصادق (عليه السلام).

احترام الشخصية:

إن أحد أهم عوامل الانسجام وحسن التفاهم بين الشيوخ والشباب في محيط الأسرة والمجتمع، هو احترام شخصية جميع أفراد هاتين الفئتين، والإهتمام بهم، وأن لا يرى نفسه في أي سن كان، مهاناً وأن لا يشعر بأي مس مهين لعزة نفسه وشخصيته، وأن لا يحس بعدم الإطمئنان وفقدان الأمن.

ويفرح الإنسان لدى احترام الآخرين له، ويعتبر ذلك من أكبر حالات السعادة بالنسبة له، بينما يشعر بعدم الارتياح والغضب لدى توجيه الإهانة والاحتقار إليه، ويعتبر ذلك تصرفاً سيئاً يوجه إليه. والإنسان، طبيعياً يحب من يعمل الخير له، ويعادي من يعمل له السوء.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغضِ من أساء عليها) (1).

الحب الفطري:

جميع أفراد البشر على اختلاف مشاربهم يحبون أن يكونوا موضع تكريم واحترام، ونحن إذا اعتبرنا الآخرين مثلنا، ووضعنا أنفسنا موضع قياس في المعاشرة والاختلاط بهم، واحترام شخصياتهم، طبقاً لهذه الرغبة الفطرية فإننا نستطيع بسهولة أن نجذب محبتهم واحترامهم ونعيش معهم بحسن تفاهم.

معيار التعايش:

جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله علمني عملاً أدخل به الجنة، فقال: (ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأتِه إليهم، وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأتِه إليهم) (2).

فكما نبدي نحن عدم الارتياح لإهانة الآخرين لنا، ونقوم برد فعل مهين، كذلك فإن إهانتا للأخرين تؤدي إلى عدم الارتياح، وتؤلم، فإذا واجهنا إهانتهم برد فعل مماثل عندها يجب ان نلوم أنفسنا.

قال الصادق (عليه السلام): (من يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء إذا فعل به) (3).

رمز النجاح:

إن احترام شخصية الناس يؤدي إلى جذب المحبة، وهو رمز النجاح والتوفيق. وإهانة وتحقير الناس وسيلة لإيجاد الحقد والعداء وسبب للحرمان والفشل.

إن الأسرة تتألف من فتى وفتاة، واب وام في مرحلة الكهولة، وجد وجدة كبيري السن، مع عددٍ من الأطفال وخادم أو خادمة، هم بمثابة دولة صغيرة. فالوالدان مسؤولان بالتعاون مع بعضهما البعض، بالأمور الاقتصادية وإدارة النظام الداخلي والمحافظة على مصالح الأسرة، فهما بشكلٍ طبيعي، يحكمان العائلة.

إن هذ (البلد الصغير) يكون منعماً بالأمن والهدوء والتعاون والتفاهم عندما يكون الوالدان، أي السلطة الحاكمة، يراعيان حقوق وحدود أعضاء العائلة ويحترمان شخصياتهم. ويتصرفان معهم على أساس الحق والفضيلة والعدل والإنصاف، ومن جانب آخر يقوم أعضاء العائلة بأداء حقوق الوالدين ويحترمون شخصيتهما، ويقدرون خدماتهما.

ولكي لا يصاب الشباب والكهول والشيوخ بحالة تطرف في الاندفاع أو عدم الاندفاع في احترام بعضهم بعضاً، ولا يتجاوزوا حدود المصلحة، فمن الضروري:

أولاً: أن تعرف كل مجموعة حدها بشكل جيد، وتتبين مطالبها الصحيحة والخاطئة وأن تتوقع احترام الآخرين بالمقدار المناسب.

ثانياً: أن تطلع على حدود الآخرين، وتفصل بين توقعاتهم الصحيحة والخاطئة، وتنظر بواقعية إلى حدود الاحترام الذي تستحقه ويستحقه الآخرون.

من الواضح أنه في هذه الصورة يستطيع اعضاء الأسرة، في كافة المراحل، أن ينفذوا الحق والعدالة، وأن يعملوا وفق تكليفهم الديني والعلمي، وأن يؤدوا واجباتهم بشكلٍ مرضٍ في جو الاسرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تحف العقول، ص 32، وفيه من أساء إليها.

2ـ وسائل الشيعة، كتاب الجهاد، ص 39.

3ـ بحار الأنوار، ج 17، ص 184. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.