أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-17
488
التاريخ: 2024-03-18
833
التاريخ: 2023-12-24
898
التاريخ: 2024-04-08
961
|
ذكرنا في فقرة [محاولة أبرهة غزو الكعبة] ما كان من أمر بناء أبرهة حاكم اليمن من قبل النجاشي لكنيسة القليس، ومحاولته صرف الحجاج إليها بدل الكعبة، ثم ما كان من أمر تدنيسها من جانب بعض المكيين، واعتزام أبرهة — لأغراض تجارية ودينية — هدم الكعبة، ثم ما كان من أمر فشل جيشه وعودته إلى صنعاء دون أن يظفر بما أراد، ونضيف هنا: أن فشل أبرهة لم يكن نتيجة لمقاومة المكيين؛ لأن موقفهم كان سلبيًّا، وإنما كان الفشل نتيجة لأسباب خارجة عن إرادتهم، فلقد ذكر ابن الأثير وغيره: أن عبد المطلب لما أمر المكيين بالخروج من مكة والتحرز في رءوس الجبال، قام فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة، فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا
إن عدو البيت من عاداكا امنعهمو أن يخربوا فناكا
وقال أيضًا:
لا هم إن العبد يمـ ـنع رحله، فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك
ولئن فعلت فإنه أمر تتم به فعالك
أنت الذي إن جاء با غ نرتجيك له فذالك
ولوا ولم يحووا سوى خزي وتهلكهم هنالك
لم أستمع يومًا بأر جس منهم يبغوا قتالك
جروا جموع بلادهم والفيل كي يسبوا عيالك
عمدوا حماك بكيدهم جهلًا وما رقبوا جلالك
إن كنت تاركهم وكعـ ـبتنا فأمر ما بدا لك
وسواء أصحَّت نسبة هذه الأشعار إلى عبد المطلب أم لم تصح، فإن الثابت: أن سهمًا واحدًا لم يطلقه المكيون في سبيل الدفاع عن بيتهم المقدس، ولكن هذا لم يمنع المكيين بعد هزيمة أبرهة من أن يملئوا العالم العربي افتخارًا بما أصابوا من ظفر، وأخذت قبائل العرب تنظر إلى قريش نظرة الاحترام والإجلال، وارتفعت مكانتها في كل القبائل، وادعت هي لنفسها مكانًا ممتازًا، فقالوا: نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم، وولاة البيت، وقاطنوا مكة، فليس لأحد من العرب مثل منزلتنا، ولا يعرف العرب لأحد مثل ما يعرف لنا فهلموا فلنتفق على ائتلاف أننا لا نعظم شيئًا من الحل كما نعظم الحرم، فتركوا الوقوف بعرفة والإفاضة منها، وهم يعرفون ويقرون أنها جزء أساسي من دين إبراهيم، يتحتم على الآخرين القيام به، وكذلك رفضوا أن يعملوا الجبن والزبد وهم في ملابس الإحرام، كما رفضوا أن يدخلوا بيوت الشعر واستبدلوها ببيوت الأدم، وفرضوا قواعد جديدة على الحجاج والعمار في سبيل توسيع نفوذهم، فمنعوهم أن يأكلوا في الحرم طعامًا أحضروه من الحل، وأجبروا هؤلاء أيضًا على الطواف حول الكعبة إما عراة أو في ملابس يقدمها المتحالفون، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم الحمس «من الحماسة وهي الشدة«. وكانوا يضمون عدا قريش بني كنانة وخزاعة وعامر، وخضعت العرب لما افترضه المكيون عليهم، وازدادت قداسة الكعبة، ودانت العرب للمكيين، لما شاهدوه من هزيمة جيش أبرهة، وما فتئت قريش تتمتع بهذا النفوذ العظيم زهاء نصف قرن، وتحمل — حتى النساء — على الخضوع لما فرضوا. قال ابن الأثير: وأما النساء فكانت المرأة تضع ثيابها كلها إلا درعها مفرجًا، ثم تطوف فيه. فكانوا كذلك حتى بعث الله محمدًا فنسخه، فأفاض من عرفات، وطاف الحجاج بالثياب التي معهم من الحل، وأكلوا من طعام الحل في الحرم أيام الحج، وأنزل الله تعالى في ذلك: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ ۚ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وأنزل الله تعالى في اللباس والطعام الذي من الحل وتركهم إياه في الحرم: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) … إلى قوله: (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)، ...
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|